بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك أنك قرأت هذا الخبر العام الماضي والأعوام التي سبقته ودارت في نفسك مشاعر متضاربة بين الفرح للعيد وبين الحزن لانقضاء شهر الصوم المبارك شهر رمضان
لعلك قلت آه ليتني أكثرت من تلاوة القرآن ! ليتني اهتبلت فرصة لأداء العمرة !
ليتني أقللت من الأوقات التي ضاعت علي في اللهو أو في متابعة التلفزيون أو الجلوس في الطرقات أو أمام النت !
لعلك قلت في نفسك : آه ليت هذا الإعلان كان للإعلان عن دخول شهر رمضان لكنت فعلت وفعلت !!
لاشك أنها هواجس وأمنيات وحسرات طرأت علينا جميعا في ذلك الوقت وهي بشرى خير أن تلوم نفسك
وتتحسر على ما فات فهذا يعني أن قلبك حي وروحك تواقة للخير مهما تراكم عليها من أدران الذنوب والمعاصي
أخي الكريم
ستسمع عما قليل - إن مد الله في عمرك - ما تمنيت وهو الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك - بلغنا الله وإياكم هذا الشهر - فكن صادقا مع نفسك وافعل ما عزمت عليه وتذكر تلك الحسرة وذلك الندم الذي انتابك عند انصرام الشهر في العام الماضي فهذا من أكبر الدوافع لتنشط في الطاعة
اجلس مع نفسك من الآن وتذكر حلاوة الشهر وحلاوة الطاعة فيه ليزداد شوقك له وأكثر من الدعاء بأن يبلغك الله إياه وبأن يوفقك فيه للطاعة وأن يجنبك المعصية وإضاعة الأوقات
اقرأ عن الشهر وأحكامه وفقه صيامه وقيامه واقرأ في كتب الرقائق عن حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلفنا الصالح في هذا الشهر المبارك
استمع للأشرطة التي تتكلم عن رمضان واحرص على صيام ما تيسر من أيام شعبان وباختصار عش أجواء رمضان منذ الآن !
عاهد نفسك أن تكون مختلفا في رمضان هذا العام وأن يشهد ولادة إنسان آخر أقرب إلى الله وإلى طاعته
اقض نهاره في الصيام والتلاوة وليله في القيام وصلة الرحم ومناجاة الله وتصدق وليكن لسانك رطبا بذكر الله
سيكون رمضان لك جنة تتمنى ألا تخرج منها
نعم ستحزن على انقضاء الشهر ولكن ستشعر براحة نفسية عظيمة وستستشعر يوم العيد أن هذا اليوم هو يوم الجوائز وستشعر بنفحات الله تحيط بك
هذه موعظة لي قبل أن تكون لكم
ادعوا الله بأن يبلغنا رمضان وأن نوفق فيه للصيام والقيام وسائر الطاعات وأن يتقبل الله منا ويعتق رقابنا ولا تنسوني من دعائكم
أخوكم
أبو فراس