قال شيخ الاسلام ابن تيمية فى شرح الواسطية
مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ :
سَلاَمَةُ قُلُوبِِهِم وَأَلْسِنَتِهم لأَصْحَابِ محمد صلى الله عليه وسلم كَمَا وَصَفَهُم اللهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{وَالَّذِينَ جَاءُوا منْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}
وَطَاعَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ : ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثَْل أُحُدٍ ذَهَبًا ؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ، وَلاَ نَصِيفَهُ)).
وَيَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بِهِ الكِتَابُ وَالسُّنةُ وَالإِجْمَاعُ مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ ،
فَيُفَضِّلُونَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ -وَهُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ- وَقَاتَل عَلَى مَنْ أَنْفَقَ مِنْ بَعْدِهِ وَقَاتَلَ ،
وَيُقَدِّمُونَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الأَنْصَارِ ،
وَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ تعالى قَالَ لأَهْلِ بَدْرٍ - وَكَانُوا ثَلاَثمَِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ -: ((اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرتُ لَكُمْ)) ، وَبِأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ قَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَ ةٍ .
وَيَشْهَدُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم كَالْعَشَرَةِ ، وَكثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَغَيْرِهِمْ مِن الصَّحَابَةِ.
*******
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
"خلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمَّا شجر بينهم: هو سلامة قلوبهم وألسنتهم، ومحبتهم إياهم، والترضِّي عنهم جميعا، وإظهار محاسنهم وإخفاء مساوئهم، أي إخفاء مساوئ من نسب إليه شيء من ذلك والإمساك عما شجر بينهم، واعتقاد أنهم في ذلك بين أمرين:
- إما مجتهدون مصيبون.
- وإما مجتهدون مخطئون.
فالمصيب له أجران، والمخطئ له أجر الاجتهاد، وخطؤه مغفور، وإذا قدر أن لبعضهم سيئات وقعت عن غير اجتهاد فلهم من الحسنات ما يغمرها ويمحوها، وليس في بيان خطأ من أخطأ منهم في حكم من الأحكام شيء من إظهار المساوئ، بل ذلك مما يفرضه الواجب ويوجبه النصح للأمة"اهـ.