تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الايمان بفضل الصحابة ومحبتهم وسلامة القلوب والألسنة تجاههم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الايمان بفضل الصحابة ومحبتهم وسلامة القلوب والألسنة تجاههم

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية فى شرح الواسطية
    مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
    :
    سَلاَمَةُ قُلُوبِِهِم وَأَلْسِنَتِهم لأَصْحَابِ محمد صلى الله عليه وسلم كَمَا وَصَفَهُم اللهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
    {وَالَّذِينَ جَاءُوا منْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}
    وَطَاعَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ : ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي ؛ فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثَْل أُحُدٍ ذَهَبًا ؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ، وَلاَ نَصِيفَهُ)).
    وَيَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بِهِ الكِتَابُ وَالسُّنةُ وَالإِجْمَاعُ مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ ،
    فَيُفَضِّلُونَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ -وَهُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ- وَقَاتَل عَلَى مَنْ أَنْفَقَ مِنْ بَعْدِهِ وَقَاتَلَ ،
    وَيُقَدِّمُونَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الأَنْصَارِ ،
    وَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ تعالى قَالَ لأَهْلِ بَدْرٍ - وَكَانُوا ثَلاَثمَِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ -: ((اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرتُ لَكُمْ)) ، وَبِأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ قَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَ ةٍ .
    وَيَشْهَدُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم كَالْعَشَرَةِ ، وَكثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَغَيْرِهِمْ مِن الصَّحَابَةِ.
    *******
    قال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
    "خلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمَّا شجر بينهم: هو سلامة قلوبهم وألسنتهم، ومحبتهم إياهم، والترضِّي عنهم جميعا، وإظهار محاسنهم وإخفاء مساوئهم، أي إخفاء مساوئ من نسب إليه شيء من ذلك والإمساك عما شجر بينهم، واعتقاد أنهم في ذلك بين أمرين:
    - إما مجتهدون مصيبون.
    - وإما مجتهدون مخطئون.
    فالمصيب له أجران، والمخطئ له أجر الاجتهاد، وخطؤه مغفور، وإذا قدر أن لبعضهم سيئات وقعت عن غير اجتهاد فلهم من الحسنات ما يغمرها ويمحوها، وليس في بيان خطأ من أخطأ منهم في حكم من الأحكام شيء من إظهار المساوئ، بل ذلك مما يفرضه الواجب ويوجبه النصح للأمة"اهـ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الإقرار بفضل الصحابة ومحبتهم وسلامة القلوب والألسنة تجاههم

    قال الشيخ محمد خليل هراس
    يقولُ المؤلِّفُ: إِنَّ مِنْ أصولِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ التَّي فارقُوا بهَا مَنْ عَدَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الزَّيْغِ والضَّلالِ أنَّهُمْ لا يُزْرُونَ بأحدٍ مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ، ولا يَطْعَنُونَ عليهِ، ولا يَحْمِلُونَ لهُ حِقْدًا ولا بُغْضًا ولا احْتِقَارًا، فَقُلُوبُهُمْ وألسنتُهُمْ مِنْ ذلكَ كلِّهِ بَرَاءٌ، ولا يقولونَ فيهمْ إلاَّ ما حَكَاهُ اللهُ عنهُمْ بقولِهِ: { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ … } الآيةَ.
    فهذا الدَّعاءُ الصَّادِرُ ممَّنْ جاءَ بَعْدَهُمْ ممَنْ اتَّبعوهُمْ بإحسانٍ يدُلُّ على كمَالِ محبَّتهمْ لأصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ، وثَنَائِهِمْ عليهِمْ، وهُمْ أهلٌ لذلكَ الحُبِّ والتَّكرِيمِ؛ لِفَضْلِهِمْ، وسَبْقِهِمْ، وعظيمِ سَابِقَتِهِمْ، واخْتِصَاصِهِمْ بالرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ، ولإِحسانِهمْ إلى جميعِ الأمَّةِ؛ لأنَّهمْ هُمُ المُبَلِّغُونَ لهمْ جميعَ ما جاءَ بهِِ نبيُّهمْ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ، فَمَا وَصَلَ لِأَحَدٍ عِلْمٌ ولا خَبَرٌ إلاَّ بِوَاسِطَتِهِمْ ، وهُمْ يُوَقِّرُونَهُم ْ أيضًا طاعةً للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ، حيثُ نَهَى عن سَبِّهِمْ والغَضِّ مِنْهُمْ، وبيَّنَ أنَّ العملَ القليلَ مِنْ أحدِ أصحابِهِ يفضلُ العملَ الكثيرَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وذلكَ لكمَالِ إخلاصِهِمْ، وصادقِ إيمانِهِمْ.

    وأَمَّا قولُهُ: (ويفضِّلونَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ – وهوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ – وَقَاتَلَ على مَنْ أَنْفقَ مِنْ بَعْدِهِ وقاتلَ)؛ فَلِوُرُودِ النَّصِّ القْرآنِيِّ بذلكَ، قالَ تعالى في سُورةِ الحَدِيدِ: {لاَ يَسْتَوِي مِنْكُم مَّنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ أولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَّعَدَ اللهُ الحُسْنَى}.
    وأَمَّا تفسيرُ الفتحِ بِصُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ؛ فذلكَ هوَ المشهورُ، وقَدْ صحَّ أنَّ سورةَ الفتحِ نزلتْ عَقِيبَهُ.
    وسُمِّيَ هذا الصُّلحُ فَتْحًا؛ لِمَا ترتَّبَ عليهِ مِنْ نَتَائِجَ بعيدةِ المَدَى في عزَّةِ الإِسلامِ، وقوَّتهِ وانتشارهِ، ودخولِ النَّاسِ فيهِ.
    وأَمَّا قولُهُ: ( ويُقَدِّمُونَ المهَاجرينَ على الأنْصَارِ )؛ فلأنَّ المهَاجرينَ جمعُوا الوَصْفَيْنِ: النُّصْرَةَ والهجرَةَ، ولهذا كانَ الخلفاءُ الرَّاشدونَ وبقيةُ العشرةِ منَ المهَاجرينَ، وقَدْ جاءَ القرآنُ بتقدْيمِ المهَاجرينَ على الأنصارِ في سورةِ التَّوبةِ والحَشْرِ، وهذا التَّفضيلُ إنَّمَا هوَ للجملةِ على الجملَةِ، فلا يُنَافِي أنَّ في الأنصارِ مَنْ هوَ أفضلُ من بعضِ المهَاجرينَ.
    وقَدْ رُوِيَ عن أبي بكرٍ أنَّهُ قالَ في خُطْبَتِهِ يومَ السَّقِيفَةِ: (نحنُ المهَاجرونَ، وأوَّلُ النَّاسِ إسلاَمًا، أَسْلَمْنَا قَبْلَكُمْ، وقُدِّمْنَا في القرآنِ عليكُمْ، فنحنُ الأمراءُ، وأنتمُ الوُزَرَاءُ).
    وأَمَّا قولُهُ: ( ويؤمنونَ بأنَّ اللهَ قالَ لأهلِ بدرٍ … ) إلخ؛ فقَدْ وردَ أنَّ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لما أرادَ قتلَ حاطبَ بنَ أبي بَلْتَعَةَ وكانَ قدْ شَهِدَ بَدْرًا لِكِتَابَتِهِ كِتَابًا إلى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ فيهِ بِمَسِيرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ، فقالَ لهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ: (( وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ؟ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ )).
    وأَمَّا قولُهُ: ( وبأنَّهُ لا يَدْخُلُ النَّارَ أحدٌ بايعَ تحتَ الشَّجرةِ … ) إلخ؛ فَلِإِخْبَارِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ بذلكَ، ولقولِهِِِ تعالَى: { لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }. الآيةَ.
    فهذا الرِّضَى مانعٌ من إرادةِ تعذيبِهِمْ، ومستلزمٌ لإِكرامِهِمْ ومَثُوبَتِهِمْ.
    وأَمَّا قولُهُ: ( ويَشْهَدُونَ بالجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلمَ؛ كالْعَشَرَةِ، وثابتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ، وغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحابَةِ ).
    أَمَّا العشرةُ؛ فَهُمْ: أبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطلحةُ، والزُّبَيْرُ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وسعيدُ بنُ زيْدٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوْفٍ، وأبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ.
    أَمَّا غيرُهُمْ؛ فَكَثَابِتِ بنِ قيْسٍ، وعُكَّاشَةَ بنِ مِحْصَنٍ، وعبدِ اللهِِ بنِ سلاَّمٍ، وكلِّ مَنْ وردَ الخبرُ الصَّحيحُ بأنَّهُ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ.
    شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد خليل هراس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الإقرار بفضل الصحابة ومحبتهم وسلامة القلوب والألسنة تجاههم


    قال الشيخ صالح الفوزان

    مِن أصولِ عقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ
    (سلامةُ قلوبِهم) مِن الغِلِّ والحقْدِ والبُغْضِ، وسلامةُ
    (وألسِنَتِهم) مِن الطَّعْنِ واللَّعْنِ والسَّبِّ
    (لأصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم) لفَضْلِهم وسَبْقِهم واختصاصِهم بصُحبةِ النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، ولِما لهم مِن الفضْلِ على جميعِ الأُمَّةِ؛ لأنَّهم تَحمَّلوا الشَّريعةَ عنه صلى اللهُ عليه وسلم، وبَلَّغُوها لمَن بعدَهم، ولجِهادِهم مع الرَّسولِ صلى اللهُ عليه وسلم ومُناصَرَتِهم له.


    وغَرَضُ الشَّيخِ مِن عقْدِ هَذَا الفصْلِ الرَّدُّ على الرَّافِضةِ والخوارجِ الذينَ يَسُبُّونَ الصَّحابةَ، ويُبغِضُونهم، ويَجْحدونَ فضائِلَهم. وبيانُ براءةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ مِن هَذَا المذهبِ الخبيثِ، وأنَّهم مع صحابةِ نبيِّهم كما وصَفَهم اللَّهُ في قولِه:
    {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} أي بعدَ المهاجِرينَ والأنصارِ وهم التَّابِعونَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ القيامةِ مِن عمومِ المُسلِمِينَ
    {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}
    المرادُ بالأُخوَّةِ هنا أُخوَّةُ الدِّينِ، فهم يَستغفِرونَ لأنْفُسِهم ولمَن تقدَّمَهم مِن المهاجِرينَ والأنصارِ
    {وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ} أيْ: غِشاًّ وبُغْضا وحَسَداً {لِلَّذِينَ آمَنُوا} أيْ: لأهلِ الإيمانِ،
    ويدخُلُ في ذَلِكَ الصَّحابةُ دُخولاً أوَّلِياًّ لِكونِهم أَشْرَفَ المؤمنينَ، ولكَونِ السِّياقِ فيهم.
    قال الإمامُ الشَّوْكانيُّ: فمَن لم يستغفِرْ للصَّحابةِ على العمومِ ويطلُبْ رضوانَ اللَّهِ لهم فقد خالَفَ ما أمَرَ اللَّهُ به في هَذِهِ الآيةِ.
    فإنْ وَجَدَ في قَلبِه غِلاًّ لهم فقد أصابَه نَزْغٌ مِن الشَّيطانِ، وحَلَّ به نصيبٌ وافِرٌ مِن عصيانِ اللَّهِ بعداوةِ أوليائِه وخيرِ أُمَّةِ نبِيِّهِ صلى اللهُ عليه وسلم، وانفتَحَ له بابٌ مِن الخِذْلانِ ما يَفِدُ به على نارِ جَهَنَّمَ إنْ لم يَتَدارَكْ نَفْسَه باللُّجوءِ إلى اللَّهِ سبحانه، والاستغاثةِ به بأنْ يَنْزِعَ عن قَلبِه ما طَرقَه مِن الغِلِّ لخيرِ القُرونِ وأَشْرَفِ هَذِهِ الأُمَّةِ.
    فإنْ جاوَزَ ما يَجِدُه مِن الغِلِّ إلى شَتْمِ أحدٍ منهم فقد انقادَ للشَّيْطانِ بزمامٍ ووقَعَ في غضَبِ اللَّهِ وسَخَطِه.
    وهَذَا الدَّاءُ العُضالُ إنما يُصابُ به مَن ابتُلِيَ بمُعلِّمٍ مِن الرَّافِضةِ أو صاحِبٍ مِن أعداءِ خيرِ الأُمَّةِ الذين تلاعَبَ بهم الشَّيطانُ وزَيَّنَ لهم الأكاذيبَ المختَلَقةَ، والأقاصيصَ المُفْتراةَ، والخُرَافاتِ الموضوعةَ، وصَرَفَهم عن كِتابِ اللَّهِ الذي لا يأْتِيهِ الباطِلُ مِن بَيْنِ يدَيْهِ ولا مِن خَلْفِهِ.اهـ.
    والشَّاهِدُ مِن الآيةِ الكريمةِ: أنَّ فيها فَضْلَ الصَّحابةِ لسَبقِهِم بالإيمانِ،
    وفَضْلَ أهلِ السُّنَّةِ الذين يَتَولَّوْنَهُم ، وذَمَّ الذين يُعادُونهم.
    وفيها مشروعيَّةُ الاستِغفارِ للصَّحابةِ والتَّرَضِّي عنهم.
    وفيها سلامةُ قلوبِ أهلِ السُّنَّةِ وألسِنَتِهم لأصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ففي قولِه: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} إلخ سلامةُ الألسنةِ.
    وفي قولِهم: {وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا} سلامةُ القلوبِ.
    وفي الآيةِ تحريمُ سَبِّهم وبُغْضِهم وأَنَّهُ ليس مِن فِعلِ المسلمِينَ. وأنَّ مَن فَعلَ ذَلِكَ لا يَستحِقُّ مِن الفَيْءِ شيئا،
    وقولُه: (وطاعةُ النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم في قولِه) أيْ:
    إنَّ أهلَ السُّنَّةِ يُطيعون النَّبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم في سلامةِ قُلوبِهم وألسِنَتِهم لأصحابِه، والكَفِّ عن سَبِّهم وتنَقُّصِهم،
    حَيْثُ نَهاهُم النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم عن ذَلِكَ بقولِه: ((لاَتَسُبُّوا أَصْحَابِي )) أيْ: لا تَنتَقِصوا ولا تَشتُموا ((أصْحابي )) جَمْعَ صاحِبٍ.
    ويقالُ لمَن صاحَبَ النَّبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم صَحابيٌّ، وَهُوَ مَن لَقِيَ النَّبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم مُؤمِنا به، وماتَ على ذَلِكَ.
    ((فَوَالَّذي نَفْسِي بِيَدهِ )) هَذَا قَسَمٌ مِن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم يُريدُ به تأكيدَ ما بعدَه
    ((لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً )) جوابُ الشَّرْطِ، وأُحُدٌ جبلٌ معروفٌ في المدينةِ سُمِّي بذَلِكَ لتَوحُّدِه عن الجبالِ، وذَهباً منصوبٌ على التَّمييزِ ((مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ )) المُدُّ مِكيالٌ، وَهُوَ رُبْعُ الصَّاعِ النَّبويِّ ((وَلاَ نَصِيفَهُ )) لغةٌ في النِّصْفِ، كما يقالُ: ثَمِينٌ بمعنى الثُّمْنِ.
    والمعنى أنَّ الإنفاقَ الكثيرَ في سبيلِ اللَّهِ مِن غيرِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم لا يُعادِلُ الإنفاقَ القليلَ مِن الصَّحابةِ،
    وذَلِكَ أنَّ الإيمانَ الذي كان في قُلوبِهم حِينَ الإنفاقِ في أوَّلِ الإسلامِ، وقِلَّةِ أهلِه وكثرةِ الصَّوارِفِ عنه، وضَعْفِ الدَّواعِي إليه لا يُمْكِنُ أنْ يحصُلَ لأَحدٍ مِثلُه ممَّن بعدَهم.
    والشَّاهِدُ مِن الحديثِ: أنَّ فيه تحريمَ سَبِّ الصَّحابةِ، وبيانَ فضْلِهم على غيرِهم.
    وأنَّ العَملَ يتَفاضَلُ بحسَبِ نِيَّةِ صاحبِه، وبحسَبِ الوقتِ الذي أُدِّيَ فيه، واللَّهُ أَعْلَمُ،
    وفي الحديثِ أنَّ مَن أحبَّ الصَّحابةَ وأثْنَى عليهم فقد أطاعَ رسولَ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم،
    ومَن سَبَّهُم وأَبْغَضَهم فقد عَصَى الرَّسولَ صلى اللهُ عليه وسلم.
    شرح العقيدة الواسطية للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •