قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :
[ ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان، وليس كل إسلام إيمانا]
[ مجموع الفتاوى - الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى]
قال الشيخ صالح ال الشيخ :
الإسلام أوسع من الإيمان هذا صحيح؛
لأن أوامر الإسلام ومن ينطبق عليه لفظ الإسلام أو خصال الإسلام، هذا أكثر من خصال الإيمان، والمؤمن أخص من المسلم كما هو معروف،
فلهذا اختلف أهل العلم في تمثيل الدوائر في حديث عمر المعروف،
قال"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" إلى آخره "والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله"
الدائرة الكبرى ما هي؟
والدائرة الصغرى ما هي؟
بعضهم قال الدائرة الكبرى هي الإسلام، والصغرى هي الإيمان التي في داخلها، على اعتبار أن الإسلام أوسع من الإيمان.
وبعضهم عكس الكبرى هي الإيمان، والصغرى هي الإسلام.
هنا نظر من قال الإيمان والإسلام أن كل مؤمن مسلم، وكل مسلم ليس بمؤمن[ الشيخ يريد: ليس كل مسلم بمؤمن، ]؛ لأن الإيمان أخص من الإسلام،
لهذا إذا نظرت إلى أهل الإسلام وأهل الإيمان فأهل الإسلام في أهل الإيمان أكثر؛ لأنهم أخذوا بالإسلام صار أوسع من هذه الجهة،
فصارت الدائرة الكبرى دائرة الإسلام والدائرة الصغرى دائرة الإيمان.
ومن نظر إلى أن الإيمان والإسلام يشتركان في شيء فقال:
الدائرة الصغرى هي دائرة الإسلام والدائرة الكبرى هي دائرة الإيمان؛
لأنه ليس كل مسلم مؤمنا، وهذه تنتبه لها كثيرا يحصل فيها الاختلاف باختلاف الاعتبار.
فيصح أن تجعل الكرة الإسلام داخلها الإيمان باعتبار أوامر الإسلام؛ الإسلام في نفسه لا في أهله أوسع من الإيمان،
وإذا عكست ونظرت على أهل الإيمان كل مؤمن مسلم نرسم دائرة الإسلام في داخلها داخل دائرة الإيمان، فهذه صحيحة و هذه صحيحة.
وقوله الإسلام أوسع من الإيمان وهذا صحيح، والمسلمين أكثر من المؤمنين هذا صحيح،
من ثمرات هذا الكلام،
وإذا قلنا الإيمان أخص من الإسلام هذا صحيح،
وإذا قلت الإيمان يشمل الإسلام زيادة يشمل الإسلام وزيادة يعني يصبح الإسلام داخل الإيمان فهذا أيضا صحيح.
فإذن الاعتبارات مختلفة في هذه المسألة تداخل الإسلام والإيمان،
حصل فيها النقاش المعروف والبحث المعروف عند السلف، وأئمة كثيرون مثل مالك والبخاري وغيره ممن لهم آراء مختلفة في تداخل الإيمان والإسلام[شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى]