السؤال
السلام عليكم ورحمة الله،
لماذا نقرأ الألف الواقعة في أول لفظ الجلالة (الله) عندما يسبقها حرف النداء على أنها ألف أو همزة القطع علماً أنها ألف أو همزة الوصل ؟ أي و كأنها تكتب على الشكل التالي: يا ألله. ولكم مني الشكر سلفًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
وفقك الله وسدد خطاك أخي الكريم، ونسأل الله أن يستعملنا وإياكم فيما يحبه ويرضاه. أخي الفاضل،
ينبغي أن نعلم ابتداء أن الأصل في كلام العرب أن لا يجتمع النداء بـ(يا) مع الأسماء المبتدأة بالألف واللام، هذا هو المعروف عند أكثر النحويين، خلافا لبعض الكوفيين.
فإن أردنا نداء ما فيه الألف واللام توصلنا لذلك بـ(أيها) كما تقول: (يا أيها الرجل)، ولا يصح أن تقول: (يا الرجل)، إلا شذوذًا في ضرورة الشعر، كما في قول الشاعر:
فيا الغلامان اللذان فرا إياكما أن تعقباني شرا
هذه هي القاعدة العامة، إلا أنه يستثنى من ذلك نداء لفظ الجلالة (الله)، فيقال: (يا ألله) بقطع الهمزة، ويجوز وصلها أيضًا.
والعلة في ذلك أن هذا الاسم لما كثر في كلام العرب خرجوا به عن بابه كما هي عادتهم فيما كثر في كلامهم؛ قال سيبويه:
((واعلم أنه لا يجوز لك أن تنادي اسمًا فيه الألفُ واللام البتة؛ إلا أنهم قد قالوا: يا ألله اغفِر لنا، وذلك من قبل أنه اسمٌ يلزمه الألفُ واللام لا يفارقانِه، وكثُر في كلامهم فصار كأن الألف واللام فيه بمنزلة الألف واللام التي من نفس الحروف ... وكأن الاسم -والله أعلمُ- (إله)، فلما أُدخل فيه الألف واللام حذفوا الألف وصارت الألف واللام خلَفًا منها)).
وهناك علة أخرى ذكرها الجوهري، وهي أنه ينوى به الوقف على حرف النداء تفخيما للاسم الأعظم. فالمقصود أن نداء لفظ الجلالة في كلام العرب يختلف عن نداء غيره، كما قال ابن مالك:
وباضطرار خص جمع (يا) و(أل) إلا مع الله ومحكي الجمل والأكثر اللهم بالتعويض وشذ (يا اللهم) في قريض
ولهذا السبب قطعت همزته في النداء؛ لأنه لما خرج عن بابه في نداء ما فيه (أل) خرجوا به أيضا عن بابه في قطع همزة الوصل ليكون ذلك كالتعويض.
ولفظ الجلالة له خصائص تميز بها عن غيره في كلام العرب، منها:
- دخول التاء في القسم، كما تقول: (تالله لأذهبن) ، ولا يصح أن تقول: (تالشمس وضحاها) مثلا.
- تفخيم حرف اللام إذا كان ما قبله مفتوحا أو مضموما. - يحذف الجار قبله ويبقى عمله، كقولك: (اللهِ لأفعلن كذا).
- أنه لا يسمى به غيره سبحانه، بخلاف الأسماء الأخرى فقد يدخلها الاشتراك كالعزيز. إلى غير ذلك من الخصائص التي ذكرها العلماء. والله تعالى أعلى وأعلم.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6fCxOH3SM