والداي دمرا حياتي الزوجية



أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

السؤال
♦ الملخص:
امرأة تكره والدَيها، بسبب بتْرهم كاملَ عضوها الجنسي، وطلاقها مرة بسبب ما أصابها من برود جنسي جراء ذلك، إضافة إلى إهمال أمها لها ولأولادها، وتسأل: هل مثل هذين الوالدين لهما من البر والحقوق ما لهما؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تربيتُ في بيت لا علاقة له بالدين، وليس فيه مودة ورحمة بين أهلي وإخوتي، كانت حياتنا مليئة بالخلافات لبعدنا عن الله، لم أتعلم من والديَّ أي شيء يعينني على مواصلة حياتي، لا أذكر لهم شيئًا أدعو لهم به، فكل ذكرياتي معهم مليئة بالجراح الغائرة، لم تكن المشكلة في الطعام أو الشراب أو المأوى، مشكلتي أنهم دمروا حياتي الزوجية ببترهم كاملَ عضوي الجنسي، فأصابني البرود الجنسي والمرض، يا ألله للألم الذي تثيره فيَّ نظرات زوجي، تَمَّ طلاقي مرة بسبب البرود، فلجأت إلى أفلام الفتيات، فقط لكي أثير عقلي فأذهب إلى زوجي مستعدة للقائه، وقد طرقت باب الأطباء، فلم تنفعني أدوية ولا جراحة ولا مداعبات؛ لأن العصب مبتور تمامًا، فلماذا فعلوا بي هذا؟ أنا أكرههم فهم السبب وراء مشاهدتي لهذه المقاطع، فلو كنت كاملة الأنوثة، لَما فعلت فعلتي، أريد القِصاص منهم يوم القيامة، سؤالي: هل أمي ينطبق عليها قوله تعالى: ﴿ كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]؟ فهي أنانية، لا تهتم بي، اهتمامها كله منصب على المال، أنا مصابة بمرض مزمن بالجهاز التنفسي يجعلني طريحة الفراش لأيام، لا أتحدث فيها مع أحد حتى هي، حملتُ وأجهضت دون علمها؛ لأنها قالت لي: إن حملتِ مجددًا، فلن أرعاكِ، فأخفيتُ، فقاطعتني إلى الآن، هي مذنبة أجرمت بحقي، وأنا أكرهها، ولكن رغم هذا أشعر بشيء من الندم تجاهها، فهل أنا معذورة أم ملامة؟ وهل سيعاقبني ربي على هذا أو لا؟ وماذا عساي أن أفعل؟ أستحلفكم بالله أجيبوني، فأنا مدمرة.

الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فأولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لنا ولكِ الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: لا شك في خطأ ما فعله والداكِ في إزالة موضع الختان بالكلية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الخاتنة بأن تُشِمَّ ولا تَنهِك، لكن اليقين أن هذا الفعل ليس متعمدًا، فلا يظن بالوالدين تعمد إلحاق الضرر بأبنائهم.
ثانيًا: ينبغي التسليم والصبر لقضاء الله عز وجل، وما دمتِ بلغتِ وسعكِ في استشارة المتخصصات وقد أكدوا لكِ ذلك، ولتعلمي أن فقد شهية الجماع ليست نهاية الحياة، ويمكنكِ التصنع لزوجكِ بالاستمتاع.
ثالثًا: أما مشاهدتكِ لهذه الأفلام ظنًّا منكِ أنها الحل، فهذا من الوهم ومن تسويل الشيطان لكِ، فلا يحل بحالٍ مشاهدة هذه القاذورات، فينبغي عليكِ الإقلاع والندم والتوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة.
رابعًا: النصيحة لكِ التماس العذر لأبويكِ، وعدم التمادي في هذه الأفكار؛ حتى لا يتطور الأمر ويصل بكِ إلى العقوق، والمسلم ينبغي عليه حسن العبادة في السراء والضراء؛ بالشكر والصبر.
وعليكِ بالتقوى فهي خيرُ زادٍ ومخرج من البلاءات، نسأل الله أن يرزقكِ الزوج الصالح والذرية الصالحة والحياة الهانئة.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رابط الموضوع:
https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/142813/#ixzz6cThFkfsB