من قال القرآن مخلوق فهو كافر
قال الإمام اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (337) أخبرنا الشيخ أَبُو حامد أَحْمَد بْن أبي طاهر الفقيه نا عُمَر بْن أَحْمَدَ الواعظ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هرون الحضرمي ثنا القاسم بْن العباس الشَّيْبَانِي ثنا سفيان بْن عيينة عَنْ عمرو بْن دِينَار قَالَ أدركت تسعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.
من هو القاسم بن العباس الشيباني؟ ومن ترجم له؟
بارك الله فيكم
رد: من قال القرآن مخلوق فهو كافر
لم أقف على ترجمة ولا موضعا ءاخر له غير هذا الموضع.المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
ولعله المتهم بذلك، فالإسناد إليه ثقات، وعمر بن أحمد الواعظ هو الإمام أبو حفص ابن شاهين.
بالإضافة إلى أنه خولف في متنه، قَالَ أَبُو بكر الْخلال كما في كتاب العلو (421) للذهبي:
أَنبأَنَا حَرْب الْكرْمَانِي حَدثنَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَن سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ:
"أدْركْت النَّاس مُنْذُ سبعين سنة أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمن دونهم يَقُولُونَ الله خَالق وَمَا سواهُ مَخْلُوق إِلَّا الْقُرْآن فَإِنَّهُ كَلَام الله مِنْهُ خرج وَإِلَيْهِ يعود". اهـ.
قال الذهبي رحمه الله: // وَقد تَوَاتر هَذَا عَن ابْن عُيَيْنَة //. اهـ.
وما ذكره البخاري من أن لفظة الإدراك رويت من قول ابن عيينة، قال الحافظ البيهقي في الاعتقاد (ص: 105) :
قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ رَحِمَهُ اللَّهُ: هَكذَا وَقَعَتْ هَذِهِ الْحكَايَةُ فِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ: أَدْرَكْتُ.
وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ.
وَمَشَايِخُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ ثُمَّ أَكَابِرِ التَّابِعينَ، فَهُوَ حِكَايَةُ إِجْمَاعٍ مِنْهُمْ ". اهـ.
وقال الألباني: " وأقدم من صرح بذلك ممن صرحوا باسمه من السلف عمرو بن دينار ... وأما الصحابة فلم أر نصا صريحا صحيحا عن أحد منهم، اللهم إلا عموم قول عمرو بن دينار المتقدم في الكتاب هناك، وظني أن فيه تغليبا.
فقد صح عنهم القول بأن القرآن كلام الله، ولم يقولوا: "غير مخلوق". لعدم الحاجة إليه يومئذ.
وإلى هذا أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سئل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: "كلام الله"، ثم يسكت؟ قال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟! ".
رواه عنه أبو داود "ص263-264".
ولذلك قال الحافظ ابن عدي: "لا يعرف للصحابة رضي الله عنهم الخوض في القرآن".وعلق عليه البيهقي في "الأسماء" فقال "ص244" :
"قلت: إنما أراد به أنه لم يقع في الصدر الأول ولا الثاني من يزعم أن القرآن مخلوق، حتى يحتاج إلى إنكاره، فلا يثبت عنهم شيء بهذا اللفظ "غير مخلوق"، لكن قد ثبت عنهم إضافة القرآن إلى الله تعالى وتمجيده بأنه كلام الله تعالى".". اهـ.
وقال محقق الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (ص: 550) نسخة إسلام ويب:
"وهذه الرواية لو ثبتت لدلت على أن الصحابة تكلموا في هذا الأمر. وقد تقدم كلام ابن عدي رحمه الله أن الصحابة لم يعرف لهم خوض في هذا الأمر، مما يوحي بأن هذه الرواية عن عمرو بن دينار غير ثابتة". اهـ.
قلت: بالإضافة إلى أنه لا يعلم في شيوخ محمد بن هارون الحضرمي من اسمه القاسم غير القاسم بن عبد السلام المروزي، ويقال: الثوري ولعله تصحيف، ولم أجد له أيضا ترجمة ولا أعلمه له رواية عن غير النضر بن شميل.
ولم أجد من هو قريب من هذه الطبقة من اسمه القاسم بن العباس غير المعشري وهو مستبعد - سيما وهو ثقة -؛ فإنه لم يعرف بالشيباني ولم أر لمحمد بن هارون الحضرمي رواية عنه، وشيوخه في طبقة دون طبقة أمثال سفيان بن عيينة.
والله أعلم.
رد: من قال القرآن مخلوق فهو كافر
جزاك الله خيرا ورضي عنك
هل يمكن أن يقال: المحفوظ عن الصحابة والتابعين أن القرآن كلام الله ومنه بدأ وإليه يعود فقط.
أما التصريح بأنه غير مخلوق وهو حقّ لا مرية فيه لكن لا يصح عن أحد قبل الإمام جعفر الصادق كما أشار إليه ابن المديني وأحمد بن حنبل وأبو سعيد الدارمي وابن عدي والبيهقي؟
رد: من قال القرآن مخلوق فهو كافر
وهل يقال أيضا: المحفوظ عن عمرو بن دينار: أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون: القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود. كما رواه البخاري ومحمد بن أبي منصور الآملي كلاهما عن الحكم بن محمد عن ابن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار يقول الحديث.
وتابع الحكم بن بن محمد على هذا اللفظ: عبد العزيز بن منيب المروزي عن ابن عيينة به؟
وهل يستشكل قول ابن دينار منذ سبعين سنة لأن سفيان عيينة يقول: مات عمرو بن دينار أول سنة 126 هـ وكان يقول: جاوزت السبعين. تاريخ البخاري الأوسط (707) وتاريخ أبي زرعة (1353) والتعديل والتجريج للباجي (3/ 97).
وقال الواقدي: عاش عمرو بن دينار ثمانين سنة، وابن عيينة أحفظ وأخصّ بابن دينار من غيره.
رد: من قال القرآن مخلوق فهو كافر
نعم، جزاكم الله خيرا وبارك فيك.
ولعله يراجع وينظر.
والله أعلم.
رد مع اقتباس
