أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة
السؤال
♦ الملخص:
سائل يسأل عن إمكانية اتصال الجن على الإنس عبر الهاتف المحمول، ويحكي قصة حدثت مع أحد معارفه في ذلك، من أجل التفريق بينه وبين وزوجه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:انتشر بين الناس في السنوات الأخيرة أن الجن يتصلون على الإنس عبر الهاتف، من أجل إخافتهم، أو تهديدهم، أو إفساد العلاقات بينهم، أو غيرها من الأمور، وبعض الناس يصدقون هذا.
وقد حدث أن شخصًا ما تم الاتصال به على هاتفه الشخصي عن طريق رقم مجهول، لكنه لم يردَّ على الاتصال، وفي اليوم التالي اتصل عليه رقم آخر مجهول على هاتف زوجته، فردَّ هو على الاتصال، فإذا به رجل يقول له أنه يبحث عن امرأة ليتعرف عليها، فقطع الاتصال، وقام بتحويل المكالمات إلى هاتف أخيه، وفي اليوم التالي أعاد المتصل صاحب الرقم المجهول الاتصال، فردَّ الأخ عليه، فإذا بها امرأة، وبعد حديث معها سألها:
من هي؟ وماذا تريد؟
فأخبرته أنها من مدينة بعيدة عن مدينته، وأنها تسعى للتفريق بينه وبين زوجته، وهذا الأخ أخبر أخاه بأن لهجة المرأة لا تشبه إطلاقًا اللهجة التي يتحدثون بها في منطقتهم، حتى لو كانت من أهل المنطقة وأرادت تقليد لهجة أخرى، لَظهرَ هذا من خلال كلامها، والشيء الذي حيَّر الرجل هو: كيف لشخص غريب وبعيد أن يحصل على رقمه ورقم زوجته معًا، ويتصل عليه يومًا، ويومًا آخر على زوجته، ومرة يكون المتصل رجلًا، ومرة أخرى امرأة؟
لهذا فهو يسأل: هل يمكن أن يكون هذا من فعل الجن؟ وهل يمكن للجن أن يتصلوا على الإنس عن طريق الهاتف؛ من أجل إفساد العلاقات بينهم، أو لأيِّ سبب آخر؟ مع العلم أنه يقول أنه لا يتصور ويستبعد جدًّا أن يوجد في معارفه مَن يسعى لإفساد العلاقة بينه وبين زوجته، ولا يُعقَل أيضًا أن أحدًا من أصدقائه أو معارفه يفعل هذا من أجل التسلية؛ لأنه أمر جدي، ولا مجال للتسلية فيه، ولا يفعله عاقل مع صديقه أو معارفه، نرجو الإفادة، وبارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فأولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: لا شك أن الله أعطى للجن القدرة والإمكانية على فعل أشياء لا يقدر عليها البشر، وأن منهم الكافر والمسلم، ومنهم الصالح والفاسد، وأنهم يتفاوتون في درجات فسادهم وإفسادهم، وأن من أعظم غايتهم وأغراضهم إفساد وفساد البيوت والتفريق بين المرء وزوجه.
ثالثًا: ليس ببعيد أن يستخدم الجن بعض البشر ويحركهم ويتكلم على لسانهم، فسماع أصوات الجن ورؤيتهم ممكنة، فهم يتشكلون بأشكالٍ وصورٍ مختلفة، وكذا ليس ببعيد أن يكون هذا من فعل البشر ومكايدهم.
رابعًا: ينبغي على المسلم العاقل ألَّا يلتفت إلى ذلك، ولا ينشغل به، وليقبل على طاعة ربه وعبادته، وليكثر من الذكر وتلاوة القرآن، ولينتهِ عن معصية الله تعالى، وليتوكل على الله، فإنه إن فعل ذلك، صرف الله تعالى عنه بإذنه وكرمه كيد شياطين الإنس والجن؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الحجر: 42]، وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 98 - 100]
.فالنصيحة أن تنشغل بصلاح نفسك وصلاح زوجك، وعدم الانشغال بهذا، والله أعلم.هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6al6NO9Xo