ما يخرج من فرج المرأة




أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

الملخص:
امرأة لا تفرِّق بين المني والمذي ورطوبة الفرج، وتسأل عن الفروق بينهم، وكذلك تسأل عن الطريقة الصحيحة للغسل.
التفاصيل:
أشك في أيِّ سائلٍ يخرُج مني، سواء أكان منيًّا أو مَذيًا، وعند المداعبة فقط دون إيلاج أجد رطوبة، ولا أعرِف:
هل هي منيٌّ أو مذيٌ؟
وهل يجب عليَّ أن أغتسلَ، حتى لو كانت المداعبة خفيفة؟
ودائمًا أشك في أي رطوبة؛ لأني أعاني من الوسواس في الطهارة والوضوء، وحريصة جدًّا أن أكون دائمًا على طهر، وما طريقة الغسل الصحيحة؟
وجزاكم الله خيرًا.


الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
ثانيًا: ما يخرج من فرج المرأة:
البول والمَنِيُّ والمذْيُ والوديُ ورطوبة الفرج.
أما البول والمذي والودي فنَجسٌ، ويجب منهم غسل الفرج وما أصاب الثوب والبدن، والوضوء، ورُخِّص في المذي بالنضح للثوب تخفيفًا.
أما المنيُّ ورطوبة فرج المرأة، فطاهران على الراجح من أقوال العلماء، والمني منه الغسل، ورطوبة الفرج ليس فيها شيء على الراجح من الأقوال، فليست بنجسة ولا تنقُض الوضوء.
ثالثًا: الفرق بينهما:
أما المني: فهو عبارة عن ماء أصفر رقيق، وربما كان أبيضَ، لفرط قوة المرأة، يخرج بشهوة وتدفُّق ويعقُبه فتور.
أما المذي: فهو عبارة عن ماء رقيق لزِج يخرج عند الشهوة، بلا شهوة ولا دفق، ولا يعقبه فتور، وربما لا تحس به المرأة.
أما الودي: هو عبارة عن ماء أبيض ثخين يخرج بعد البول متغير.
أما رطوبة الفرج، فمنها التي تكون في ظاهر الفرج وهو العرَق، ومنها الخارجة من داخل الفرج، وهي عبارة عن إفرازات.
رابعًا: ما العمل إذا شك في المني والمذي؟
يجب عليكِ الغسل إذا تيقَّنتِ أنه قد خرَج منكِ المني الموجب للغسل، وأما إذا شككتِ في الخارج: هل هو مني أو مذي أو رطوبة، فلا يجب عليكِ الغسل، بل أنتِ مخيرة عند كثير من العلماء في أن تعطيَ هذا الخارج حكمَ أحدِ الأشياء المشكوك فيها، ومذهب الشافعية: أنكِ تتخيرين بينهما، فتعملين بحكم أحدهما، وهو الأرفق وبخاصة عند المشقة والحرج.
خامسًا: صفة الغسل:
الغسل منه المجزئُ ومنه الكامل، ففي الغسل المجزئ يشترط:
النية، وتعميم الجسد بالماء، هذه هي الصفة المجزئة.
أما صفة الكمال في الغسل:
1- نية رفع الجنابة أو الحيض أو النفاس.
٢- غسل الفرج بالماء.
٣- غسل اليد بالصابون أو بشيء يُذهِب رائحة اليد.
٤- الوضوء ويجوز تأخير القدمين بعد انتهاء الغسل.
5- وضع الماء في اليد اليمنى، ثم وضعه على الرأس وتدليك فروة الرأس به.
6- غسل الرأس.
٧- صب الماء على الشق الأيمن.
٨- صب الماء على الشق الأيسر.ولا يلزمك فك الضفيرة في الغسل، فقد رخص الشارع للمرأة إذا ضفرت شعر رأسها، وأرادت الغسل أن تحثوَ الماء على رأسها؛ بحيث يصل إلى أصول شعرها، ولا يلزمها نقض ضفائرها؛ وذلك لما روى مسلم (330) عن أم سلمة قالت: ((قلتُ: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضَفْرَ رأسي، فأنقضه لغُسْلِ الجنابة؟ قال: لا، إنما يكفيكِ أن تحثي على رأسكِ ثلاث حَثَيَاتٍ، ثم تُفيضين عليكِ الماء، فتطهُرين))، وفي رواية له: ((فأنقضه للحيضة والجنابة؟ فقال: لا)).
ويزداد في حق المرأة أن تتبَّع أثر الدم بقطعة من قطن ونحوه في غسل الحيض أو النفاس، وتضيف إليه مسكًا أو طيبًا؛ لما ثبت في الحديث: ((ثم تأخذ فِرْصَةً مُمسَّكةً، فتطهر بها)).
واعلمي أن دين الله تعالى يُسر لا عُسر فيه والحمد لله، وإنما الإنسان هو الذي يعسر على نفسه ويشق عليها، كما تفعلين أنتِ باسترسالكِ مع الوساوس، ومن ثَمَّ ننصحكِ أولًا بالإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات إليها، ثم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6ZX4ryPMa