تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل تترك السباحة ليلا خوفا من أذى الجان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,299

    افتراضي هل تترك السباحة ليلا خوفا من أذى الجان

    هل تترك السباحة ليلا خوفا من أذى الجانرقم الفتوى: 126623



    السؤال

    في المعتقد الجزائري أن الجن تسكن البحر، وأنه لا تجوز السباحة ليلا خوفا من التأذي، هل من حديث يثبت ذلك؟.
    أفيدونا، أرجوكم.


    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فقد روى أبو الشيخ في ـ العظمة ـ والطبراني في ـ الكبيرـ من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فخرج لحاجته، وكان إذا خرج لحاجته يبعد، فأتيته بإداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطا لم أسمع مثلها، فجاء فقال: بلال؟ فقلت: بلال، قال: أمعك ماء؟ قلت: نعم. قال: أصبت، فأخذه مني فتوضأ، قلت: يا رسول الله سمعت عندك خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحدا من ألسنتهم؟ قال: اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون، سألوني أن أسكنهم، فأسكنت المسلمين الجلس، وأسكنت المشركين الغور، قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير: ما الجلس؟ وما الغور؟ قال: الجلس: القرى والجبال، والغور: ما بين الجبال والبحار، قال كثير: ما رأينا أحدا أصيب بالجلس إلا سلم، ولا أصيب أحد بالغور إلا لم يكد يسلم.
    قال الهيثمي: فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وقد أجمعوا على ضعفه، وقد حسن الترمذي حديثه. اهـ.
    وضعفه الألباني جدا في ـ السلسلة الضعيفة.
    وصدر الشبلي بهذا الحديث الباب الثامن: في بيان مساكن الجن من كتابه: آكام المرجان في أحكام الجان.
    ولم نقف على غير هذا الحديث الضعيف في هذا الباب، وقد دل صريح القرآن على قدرة الشياطين على الغوص، كما في قوله تعالى: وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ {ص: 37}.
    فلا يبعد أن تكون البحار مأوى للشياطين، لأنها غيرعامرة بالبشر، ومن المعروف أنهم يسكنون الخرب والخلوات، قال الدكتورعمرالأشق ر في ـ عالم الجن والشياطين: يكثر تجمعهم في الخراب والفلوات، ومواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر. اهـ.
    ومما يقوي هذا أن إبليس يضع عرشه على الماء، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة.
    وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 120480.
    وعلى أية حال، فإذا كان الأمر محتملا للصواب، فالتحرز منه أمر مطلوب، وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 72036، الحث على التحرز مما يظن أنه من مساكن الجن.
    وإذا احتاج الإنسان للسباحة في وقت أو مكان يُظَن فيه انتشار الشياطين، فليتحصن بذكر الله والاستعاذة به وقراءة آية الكرسي ونحو ذلك، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 6978.
    والله أعلم.


    إسلام ويب


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    13,299

    افتراضي رد: هل تترك السباحة ليلا خوفا من أذى الجان

    السلام عليكم ورحمة الله
    جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ ونفع بعلمكم وجعله فى ميزان حسناتك
    ينتشر الكلام عن الجن ان لهم سيطرة على البحر خصوصا فى الليل وان من ينزل فى هذه الاوقات يجذبه الجن ويغرقه وخصوصا ان من يغرق قد يمكث فى الماء ايام حتى يطفو الى الماء
    وانه يجب الاستئذان والقاء السلام عند النزول الى الماء فى هذا الوقت!
    هل هذا له علاقة بما ورد ان احد الصحابة عندما ذهب للمجىء بماء وقف له شيطان فى صورة عبد أسود وصرعه الصحابى؟!
    ام انها خرافات منتشرة على السنة الناس؟!
    ارجو من فضيلتكم توضيح الحقيقة كاملة فى علاقة الجن بالانسان
    وهل للجن ان يضر الانسان ام انه ضعيف لايستطيع ذلك؟
    وهل المس من الجن للانسان صحيح ؟وما يقوم به البعض باخراج ذلك الجن والتحاور معه حتى يخرج؟!
    وجزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وزادكم علما


    الجواب/

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

    أولاً : الشياطين أضعف من أن يكون لها سُلطَة على أحد ، ولذلك يخطب إبليس بأتباعِه في النار ، فيقول : (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَان إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) .
    وقد أخبر الله تبارك وتعالى أن الشيطان ليس له سُلطان على الذين آمنوا ، فقال عزّ وجلّ : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ)
    وقال سبحانه وتعالى : (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَان إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء حَفِيظٌ) .

    وإنما الإِنْس هم الذين جعلوا للشياطين قوّة ، وذلك باعتقاد أن لهم قوّة ، وبالخوف الشديد منهم ، كما قال تعالى : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَال مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)

    وإلاّ فإن الشياطين أضعف من أن تفتح بابا ذُكِر عليه اسم الله ، وهي أضعف من أن تكشف إناء ذُكِر عليه اسم الله . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا . رواه البخاري ومسلم .

    ثانيا : إذا عُلِم هذا ، فإن الشياطين أضعف من أن تضرّ بني آدم ، ما لم يجعل ابن آدم لها عليه سبيلا .
    والذِّكْر حِصن حصين ، وسبقت الإشارة إلى تدخّلات الشياطين في حياة الآدميين ، وسُبل الوقاية ، وذلك هنا :
    http://saaid.net/Doat/assuhaim/208.htm

    وليس صحيحا أن للشياطين سُلطانا على البحار ، ولا أنه يجب الاسئتذان منها ، بل لا يجوز الاستئذان ، وإنما على المسلم أن يتوكّل على الله ، وأن يستعيذ بالله من شرّ كل ذي شرّ ، ومن شرّ الشيطان وشركه .
    والشياطين تخاف من بني آدم خاصة إذا تحصّنوا بالأذكار .
    ولذا كان الشيطان يَخاف من عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعُمر رضي الله عنه : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجّـاً إلا سلك فجّـاً غير فَجِّـك . رواه البخاري ومسلم .
    أي يسلك الشيطان طريقا غير الطريق التي فيها عمر رضي الله عنه لقوّته وشدّته في الحق .

    بل إن الإنسان يستطيع أن يَصرع الشيطان !
    قال ابن القيم رحمه الله : وبالذِّكر يَصرع العبدُ الشيطان ، كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان . قال بعض السلف : إذا تمكن الذِّكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسّـه الإنسي ! . اهـ .

    وبهذا يتبيّن ضعف الشياطين بل ضعف الجنّ بِعامّـة ، وان التحصّن بالأذكار يَقِي منهم ، ويحفظ العبد فلا يتسلّط عليه ساحر ولا شيطان .

    ثالثا : القصة التي أُشير إليها في السؤال رواها أبو الشيخ في " العظمة " من طريق الأحنف بن قيس عن علي رضي الله تعالى عنه قال : والله لقد قاتل عمار بن ياسر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والإنس ! فقلنا : هذا الإِنْس قد قَاتَل ، فكيف الجن ؟ قال : كُنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سَفر ، فقال لعمار : انطلق فاسْتَقِ لنا من الماء ، فانطلق ، فَعَرَض له شيطان في صورة عبد أسود ، فحال بينه وبين الماء قاعدا ، فصرعه عمَّار ، فقال له : دعني وأُخْلِي بينك وبين الماء ، ففعل ، ثم أبى ، فأخذه عمار الثانية فصرعه ، فقال : دعني وأُخْلي بينك وبين الماء ، ففعل ، ثم أبى ، فأخذه عمار الثالثة فصرعه ، فقال : دعني وأُخْلي بينك وبين الماء ، فتركه ، فأبى فصرعه ، فقال له مثل ذلك فتركه ، فَوَفى له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان قد حال بين عمار وبين الماء في صورة عبد أسود ، وإن الله عز وجل أظفر عمّارًا به . قال علي رضي الله عنه : فتلقينا عمارا رضي الله عنه نقول : ظَفِرت يَدك يا أبا اليقظان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذا وكذا ، فقال : أما والله لو شعرت أنه شيطان لقتلته ! ولكن كنت هممت أن أعض بأنفه لولا نَتَن رِيحه .

    ثم روى قصصا في هذا الباب .

    وروى أبو نُعيم في " دلائل النبوة " ، والحاكم - ومن طريقه البيهقي في " الدلائل " كلهم من طريق أبي الأسود الدؤلي قال : قلت لمعاذ بن جبل : أخبرني عن قصة الشيطان قال : جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على تمر الصدقة ، فكنت أدخل الغرفة فأجد في التمر نقصانا ، فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الشيطان يأخذ قال : ودخلت الغرفة وأغلقت الباب علي فجاء سواد عظيم فغشي الباب ثم دخل من شق الباب فتحول في صورة فيل فجعل يأكل فشددت ثوبي على وسطي فأخذته فالتقت يداي على وسطه وقلت : يا عدو الله ما أدخلك بيتي تأكل التمر ؟ قال : أنا شيخ كبير فقير ذو عيال وقد كانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم صاحبكم ، فلما بعث أُخْرِجنا منها ، ونحن من جِنّ نَصيبين ، خَلّ عَنِّي ؛ فإني لن أعود إليك ، وجاء جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخبره ، فلما صلى الغداة نادى مناديه : أين معاذ ؟ ما فعل أسيرك ؟ فأخبرته فقال : أما إنه سيعود إليك . فجئت الغرفة ليلا وأغلقت الباب ، فجاء فجعل يأكل التمر ، فقبضت يَداي عليه ، فقلت : يا عدو الله قال : إني لن أعود إليك بعد قال : قد قلت إنك لا تعود قال : إني أخبرك بشيء إذا قلته لم يدخل الشيطان البيت : (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) إلى آخر السورة .

    وقصة أبي هريرة في صحيح البخاري .
    قال أبو هريرة رضي الله عنه : وَكَلَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يَحْثُو من الطعام فأخذته ، فقلت : لأرْفَعَنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فَذَكَر الحديث - فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يَقْرَبَـنَّك شيطان حتى تُصْبِح . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صَدَقَكَ وهو كَذوب . ذاك شيطان .

    والله تعالى أعلم .

    المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •