السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تخريج لحديث (خَرَجَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْتَسْقِي...)
متن الحديث:
«خَرَجَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْتَسْقِي، فَرَأَى نَمْلَةً مُسْتَلْقِيَةً عَلَى ظَهْرِهَا رَافِعَةً قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ، لَيْسَ بِنَا غِنًى عَنْ سُقْيَاكَ، فَقَالَ: ارْجِعُوا لَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ»
"خَرَجَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَسْتَسْقِي، فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوَائِمِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: ارْجِعُوا فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ شَأْنِ النَّمْلَةِ"
تخريج الحديث: روى من من حديث أبى هريرة ، ومن قول أبي الصديق الناجي ، وقول الزهري.
حديث أبى هريرة له طريقان:
الطريق الأول: مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الحديث.
أخرجه الحاكم فى "المستدرك" (1215) ، والدارقطني فى "سننه" (1797) ، وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاه.
قال الألباني فى "إرواء الغليل" (137/3): وفى ذلك نظر عندى , فإن محمد بن عون وأباه لم أجد من ترجمهما , والغالب فى مثلهما الجهالة , والله أعلم.
قلت: محمد بن عون ترجم له البخارى فى "التاريخ الكبير" (197/1) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان فى "الثقات" (411/7) ، وقال أحمد فى "العلل" (213/3): رجل مَعْرُوف ، وجاء في سؤالات البرقاني للدارقطني (451): قلت: محمد بن عون مولى أم حكيم, قال مديني ثقة يحدث عن أبيه.
وأبوه عون ترجمه كذلك البخارى فى "التاريخ الكبير" (16/7) وقال: عَنِ الزُّهْرِيّ، مرسل، روى عَنْهُ الماجشون ، وترجمه ابن أبي حاتم فى "الجرح والتعديل" (386/6) وقال: روى عن الزهري روى عنه الماجشون وابن ابى ذئب وابنه محمد بن عون سمعت أبي يقول ذلك. ، وذكره ابن حبان فى "الثقات" (281/7)
فالبخاري ينفى سماع عون من الزهري بينما هذه الرواية ترد ذلك حيث صرّح فيها بالسماع ، وقد قال الدارقطني فى العلل (1812) عن حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَرْبَعَاءِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.) ، بعد أن ذكر الاختلاف فيه على الزهري: وَرواه عَوْنٌ مَوْلَى أُمِّ حَكِيمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو أشبهها بالصواب. ، وهو بذلك يثبت سماع عون من الزهري ، وإلا لما رجح هذه الرواية على باقي الروايات ، فهذا مما يقوي ثبوت السماع.
فهذا الإسناد حسن ، وعون بن الحكم مستور الحال.
الطريق الثانى: مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الحديث.
أخرجه الطحاوي فى "شرح مشكل الأثار" (875) ، وأبو الشيخ فى "العظمة" (1753/5) ، وابن عساكر فى "تاريخ دمشق" (288/22) ، والخطيب فى "تاريخ بغداد" (532/13) ، والرافعي فى "التدوين" (400/3).
قال الألباني: وهذا سند ضعيف , وله علتان:الأولى: سلامة هذا قال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق , له أوهام , وقيل: لم يسمع من عمه عقيل بن خالد , وإنما يحدث من كتبه ".
الثانية: محمد بن عزيز , قال الحافظ: " فيه ضعف , وقد تكلموا فى صحة سماعه من عمه سلامة ".
قلت: سلامة بن روح قال أبو حاتم: ليس بالقوي ، وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث ، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث ، وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به ، وساق له ابن عدى فى الكامل عدة أحاديث منكرة ، وقال الذهبي: لسلامة أحاديث مناكير عن عقيل ، فهو إلى الضعف أقرب إذ لم يوثقه غير ابن حبان ومسلمة وهما من المتساهلين ، وقد تفرد به عن عمه عقيل مما يزيد السند ضعفاً.
قول أبي الصديق الناجي
أخرجه أحمد فى "الزهد" (449) ، وابن أبي حاتم فى "التفسير" (16203) ، والطبرانى فى "الدعاء" (968) ، وابن أبي شيبة فى "المصنف" (29487) (34273) ، وأبو نعيم فى الحلية (101/31) ، وأبو الشيخ فى "العظمة" (1752/5) ، وأبو بكر الشافعي فى "الغيلانيات" (647) من طرق عن مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ قَالَ: الحديث.
قلت: هذا إسناد ضعيف ، لضعف زيد العمي.
قول الزهري
أخرجه عبد الرزاق فى "مصنفه" (4921) ، ومن طريقه الطبراني فى "الدعاء" (967) ، من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، به.
والخلاصة أن الحديث صحيح -عندي- بمجموع طريقي حديث أبي هريرة إن شاء الله.