أخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (٦٣٤)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (٤/١١١)، وابن أبي حاتم في العلل [2017]، فقال:
كَتَبْتُ بِوَاسِطٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ طَوْقٍ، وَكَانَ قَدِمَ عَلَيْنَا بِوَاسِطٍ، فَحَدَّثَنَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الآمِدِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
أَقْبَلَتِ ابْنَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهِيَ جَارِيَةٌ صَغِيرَةٌ، فَضَمَّهَا إِلَى نَحْرِهِ، ثُمَّ قَبَّلَهَا، وَقَالَ: يَا سِتْرَ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
" مَنْ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، وَغَذَّاهَا فَأَحْسَنَ غِذَاءَهَا، وَأَسْبَغَ عَلَيْهَا مِنَ النَّفَقَةِ الَّتِي أَسْبَغَ عَلَيْهِ كَانَتْ لَهُ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً مِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ ".
فسمعت أَبِي يَقُولُ: هَذَا حَدِيث باطل، وطلحة بْن زَيْد ضعيف الْحَدِيث، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الآمدي لا أعرفه". اهـ، وكذلك ذكره ترجم له في الجرح والتعديل (1552).
وقال ابن عدي: "قال نصر [وهو ابن داود الصاغاني]: فلقيت أبا بكر بالعسكر، فقلت: شيخ كتبنا عنه بمكة، وذكرت له الحديث، وذكر أنك كتبت إليه فكتب إليك،
فقال: كتبت إليه ولم يأتني الجواب فكيف حدثكم؟ فحدثته فاستعادنيه مرارا، فقلت ما هذا عندك من حديث الأعمش؟ قال: لا ولكني رأيته في كتب الأكابر من أصحاب الأعمش ولم أسمعه من أحد". اهـ.
قال ابن أبي عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو، ولطلحة هذا أحاديث مناكير غير ما ذكرت". اهـ، وكذلك نقل القيسراني في ذخيرة الحفاظ (5534).
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٠/٢٤٣) (١٠٤٤٧)، وأبو نعيم في الحلية [6464] مقتصرَين على المرفوع فقط من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن عبيد الله بن عمرو به.
وقال أبو نعيم: "غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، تَفَرَّدَ بِهِ الأُمَوِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ". اهـ، وقال العراقي في تخريج الإحياء (٢/٦٩) : "إسناده ضعيف"، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/٤٤٣) : "إسناده واهٍ". اهـ.
قلتُ: قال الخرائطي في روايته [634]: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ به. وزاد: "يَا مَرْحَبًا، يَا سَتْرَ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ النَّار".
قلتُ: في الإسناد طلحة بن زيد الرقي، قال [ابن عدي]: "وطلحة هذا متروك الحديث". اهـ.
وعبيد الله بن عمرو الآمدي الأموي من أهل مكة، ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 405) وقال: "يروي عن زهير بن معاوية. روى عنه إبراهيم بن الجنيد. ربما خالف وأخطأ، وكان على القضاء بها". اهـ.
وذكره الخطيب البغدادي في الرواة عن مالك كما في موطأ مالك (1/125) ت الأعظمي، وكذا ذكره الرشيد العطار في الرواة عن مالك (1/308) فقال: "ذكره ابن ناصر في جمعٍ من أصحاب مالك رووا عنه حديث المغفر". اهـ.
قلتُ: وبإضافة ذكر ابن حبان في الثقات ورواية عنه جماعة من الثقات نصر بن داود الصاغاني وإبراهيم بن الجنيد الختلي ومحمد بن عبد الله الحضرمي إلى أنه قد روى عنه أيضا أبو شعيب الحراني كما في فوائد تمام [333].
والله أعلم.