هل ورد في معنى الحديث أن الشياطين تكون كثيرة بجوار الانسان المؤمن فإذا حضر ملك الموت والملائكة فرت الشياطين من حوله وشعر بالراحة .
هل ورد في معنى الحديث أن الشياطين تكون كثيرة بجوار الانسان المؤمن فإذا حضر ملك الموت والملائكة فرت الشياطين من حوله وشعر بالراحة .
قلتُ: ورد هذا في بلاغيات جعفر بن محمد القرشي الهاشمي ولا يصح ذلك عنه..
أخرجه ابن أبي عاصم وغيره في الآحاد والمثاني [2254]، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة [2572] فقال:
فقال: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَلُوسِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَّانَ الأَزَدِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ الْخَزْرَجِ الأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ:
حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَطْلُبُ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ رَأْسِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: " يَا مَلَكُ الْمَوْتِ: ارْفِقْ بِصَاحِبِي، فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ، قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامِ: يَا مُحَمَّدُ، طِبْ نَفْسًا وَقُرَّ عَيْنًا فَإِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ، وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ أَنَّي لأَقْبِضُ رَوْحَ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا صَرَخَ صَارِخٌ مِنْ أَهْلِهِ قُمْتُ فِي جَانِبِ الدَّارِ وَمَعِي رُوحُهُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصِّيَاحُ؟ فَوَاللَّهِ مَا ظَلَمْنَاهُ، وَلا سَبَقْنَا أَجَلَهُ، وَلا اسْتَعْجَلْنَا قَدَرَهُ، وَمَا لَنَا فِي قَبْضِهِ مِنْ ذَنْبٍ، فَإِنَّ تَرْضُوا بِمَا يَصْنَعُ اللَّهُ عز وجل وَتَصْبِرُوا تُؤْجَرُوا، وَإِنْ أَنْتُمْ تَجْزَعُونَ، وَتَسْخَطُونَ تَأَثَمُونَ، وَتُؤْزَرُونَ، وَمَالَكُمْ عِنْدَنَا مِنْ عُتْبَى، وَإِنْ لَنَا عِنْدَكُمْ لَبُغْيَةُ عَوْدَةٍ بَعْدَ الْعَوْدَةِ، فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ، وَالنَّجَاةَ النَّجَاةَ، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ شَعْرٍ، وَلا مَدَرٍ، وَلا سَهْلٍ، وَلا جَبَلٍ، وَلا بَحْرٍ، إِيِّ وَأَنَا أَتَصَفَّحُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسُ مَرَّاتٍ حَتَّى إِنِّي لأِعْرِفُ بِصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْبِضَ رَوْحَ بَعُوضَةٍ مَا قَدَرْتُ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ عز وجل هُوَ الآمِرُ بِقَبْضِهَا ".
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَصَفَّحَهُمْ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ، فَإِذَا حَضَرَ عَبْدًا الْمَوْتُ، فَمَنْ كَانَ يُحَافِظُ عَلَى الصَّلاةِ دَنَا مِنْهُ الْمَلَكُ، وَتَبَاعَدَ الشَّيْطَانُ، وَلَقَّنَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْحَالِ". اهـ.
وفي لفظ أبي نعيم، قال محمد بن جعفر: "بَلَغَنِي أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَصَفَّحُهُمْ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، فَإِذَا حَضَرَ عَبْدًا الْمَوْتُ، مِمَّنْ كَانَ يُحَافِظُ عَلَى الصَّلاةِ، دَنَا مِنْهُ الْمَلَكُ وَدَفَعَ عَنْهُ الشَّيْطَانَ، وَيُلَقِّنُهُ الْمَلَكُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الْحَالُ الْعَظِيمُ". اهـ.
وهذا إسناد موضوع، فيه علل:
- الحارث بن الخزرج الأنصاري مجهول قال عنه الهيثمي: "لم أجد له من ترجمة". اهـ.
- عمرو بن شمرو الجعفي " كذاب خبيث سباب شتام للصحب الكرام"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
ويستغنى عنه ما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [789] من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، جَاءَهُ مَلَكٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ُ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ، فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ، وَتَسِيلُ كَمَا يَسِيلُ قَطْرُ السِّقَاءِ، ... إلخ". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.