السؤال
كلمة أو لفظة (عقيدة) مَن أول مَن قال بها من السلف؟ ومَن أول مَن أدخلها في كتب التوحيد؟ وفي أي كتاب ذُكِر ؟
نص الجواب
الحمد لله
أولا:
جاء في "الموسوعة العقدية - الدرر السنية" (1/ 8) : " مرت كلمة عقيدة بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وهي دور الموسوعية في المعنى وعدم الاختصاص، وهو المعنى اللغوي، فهي في اللغة تطلق ويراد بها:
العزم المؤكد - الجمع - النية - التوثيق للعقود - ما يدين به الإنسان سواء كان حقا أو باطلا.
المرحلة الثانية: وهي دور الفعل القلبي، وفيه تبرز العقيدة كمعنى يقوم بقلب العبد، وهو أخص من المرحلة قبله، ويعبر عنه بالمعنى المصدري وهو بهذا الاعتبار: الإيمان الذي لا يحتمل النقيض .
المرحلة الثالثة: وهي الدور الذي نضجت فيه العقيدة، وأصبحت علما ولقبا على قضايا معينة، وهو دور الاستقرار وهو المعبر عنه: العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية.
ومن المؤلفات التي حملت اسم العقيدة أو الاعتقاد ومن ذلك: كتاب (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني (ت: 449هـ). و (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي (ت: 418هـ). و (الاعتقاد) للبيهقي (ت: 458هـ)"، انتهى ، وانظر: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان - (ص 8) . مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - (ص10) ".
ثانيا:
وأما عن نشأة استخدام مصطلح (العقيدة)، فيقول د. عثمان ضميرية، رحمه الله:
" إن من أكثر الكلمات والألفاظ تداولاً على الألسنة بين الناس كلمة (العقيدة)
وما يقاربها ويتفق معها في الاشتقاق، كالاعتقاد والعقائد.. وعلى كثرة استعمال هذه
الكلمة التي غدت مصطلحاً شائعاً، فإننا لا نجد لها استعمالاً في القرآن الكريم وفي
الحديث الشريف.
ولذلك يرى بعض الباحثين: أنها مستحدثة في العصر العباسي للمعنى الذي
استعملت فيه، وأن اللفظ المستعمل في القرآن الكريم والحديث الشريف هو ... (الإيمان) . وقد استعمل لفظ (العقيدة) أجيال من المسلمين، بمعنى: الأفكار الأساسية التي يجب على المؤمن بدينٍ أن يقبلها ويصدق بها. واستعمال السلف. من العلماء والأئمة لهذه الكلمة دليل على جواز ذلك وإطلاقها على هذا الجانب من ... جوانب الدين" انتهى من "مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"، د. عثمان جمعة ضميرية (73).
و"الملاحظ أن العقيدة لم ترد بلفظها في الكتاب والسنة، وإن كانت قد وردت مادتها، كما في قول الله سبحانه وتعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ [المائدة: من الآية89] ؛ أي: يؤاخذكم إذا حنثتم في الأيمان التي وثقتموها وأكدتموها.
وكما في قوله -صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" 1؛ أي: ملازم لها إلى يوم القيامة.
كذلك، لم يستخدم علماء الأمة في القرون المفضلة مصطلح "عقيدة"، وإنما استخدموا مصطلحات أخرى. وأول من استخدم هذا المصطلح -فيما أعلم- هو الإمام أبو حاتم الرازي "ت327هـ" فقي كتابه الذي وسمع بـ"أصل السنة واعتقاد الدين"، وتلاه الإمام أبو بكر الإسماعيلي "ت371هـ" الذي وسم كتابه بـ"اعتقاد أئمة الحديث"، وتبعه الأئمة؛ كأبي القاسم اللالكائي "ت418هـ" في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، وأبي عثمان الصابوني "ت449هـ" في كتابه "عقيدة السلف أصحاب الحديث"، وأبي بكر البيهقي "ت458هـ" في كتابه "الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة"، وقوام السنة الأصبهاني "ت535هـ" في كتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، وغيرهم"، انتهى من " المفيد في مهمات التوحيد"، لعبد القادر صوفي : (9 - 10).
وينظر التتبع التاريخي لمصطلح (العقيدة) ونظائره في كتاب "مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"، د. عثمان جمعة ضميرية، رحمه الله.
والله أعلم
<font color="#303030"><span style="font-family: &quot"><span style="font-family: arabic typesetting"><font size="5"><font color="#0000ff">https://islamqa.info/ar/answers/3209...A7%D9%85%D9%87