أيُّما رجلٍ مسلمٍ لم تكنْ عنده صدقةٌ فليقُلْ في دعائِه : اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ عبدِك ورسولِك ، وصلِّ على المؤمنين والمؤمناتِ والمسلمين والمسلماتِ ، فإنَّها زكاةٌ .
ماصحة هذا الحديث؟
أيُّما رجلٍ مسلمٍ لم تكنْ عنده صدقةٌ فليقُلْ في دعائِه : اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ عبدِك ورسولِك ، وصلِّ على المؤمنين والمؤمناتِ والمسلمين والمسلماتِ ، فإنَّها زكاةٌ .
ماصحة هذا الحديث؟
حديث ضعيف.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد [640]، وأبو يعلى الموصلي في مسنده [1397]، وابن حبان في صحيحه [903]، والحاكم في المستدرك [4 : 126] وصححه، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال [4 : 12]، ومن طريقه البيهقي في الشعب [1231] وعزاه إلى ابن خزيمة وقال: "رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ"، وأخرجه ابن بشران في أماليه [19]، كلهم من طريق دَرَّاجِ أَبي السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم به.
والحديث تمامه كما في المستدرك: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالا مِنْ حَلالٍ، فَأَطْعَمَ نَفْسَهَ وَكَسَاهَا، فَمَنْ دُونَهُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، لَهُ زَكَاةٌ " " أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَدَقَةٌ، فَلْيَقُلْ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ، وَالْمُسْلِمِين َ وَالْمُسْلِمَات ِ، فَإِنَّهَا لَهُ زَكَاةٌ "
وَقَالَ: " لا يَشْبَعُ مُؤْمِنٌ يسْمَعُ خَيْرًا، حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةَ ". اهـ.
قلتُ: لا أدري لم لا أقف عليه عند ابن خزيمة وقد الحافظ ابن حجر في الإتحاف [5093]: خز فِي التَّوَكُّلِ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ، عَنْهُ، بِهَذَا وَأَتَمَّ مِنْهُ. اهـ.
وقال البوصيري في الإتحاف [3638]: رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْهُ " لَا يَشْبَعْ إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ "، َمِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دِرَاجٍ بِهِ. اهـ.
وقال الترمذي في الجامع [2628]: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ". اهـ.
قال ابن عدي: " وعامة هذه الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه "، إلى أن قال:
"وسائر أخبار دراج غير ما ذكرت من هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها، وأرجو أن أخرجت دراج وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه إن سائر أحاديثه لا بأس بها، وتقرب صورته مما قال فيه يحيى بْن معين". اهـ.
وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ (٢/١٠٦٠) : فيه دراج عن أبي الهيثم ضعيف ". اهـ.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٢/٤٠٤) : فيه دراج عن أبي الهيثم ". اهـ.
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية (٣/٣٩٣) : فيه دراج ضعيف لا سيما عن أبي الهيثم". اهـ.
وقال ابن رجب في فتح الباري له (١/١٢٢) : فيه دراج، وله مناكير ". اهـ.
وقال ابن باز في حاشية بلوغ المرام له (١٩٥) : فيه دراج أبو السمح عن أبي الهيثم وهو ضعيف في قول جماعة من أئمة الحديث مطلقا وضعفه آخرون في روايته عن أبي الهيثم خاصة وهذا منها ". اهـ.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع [٢٢٣٩] وفي عدة مواضع من كتبه، وضعفه شعيب الأرنؤوط في تخريج صحيح ابن حبان [٩٠٣]، وقال: إسناده ضعيف، لضعف دراج في روايته عن أبي الهيثم". اهـ.
وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/١٧٠)، والسخاوي في القول البديع (١٨٦)، وصححه السيوطي في الجامع الصغير [٢٩٣٥]، وذكره بعضه الحافظ ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (١/١٥٥).
ودراج هو لقب أبي السمح عبد الله بن السمح السهمي الفقيه القاص المتوفى سنة (126 هـ).
قال عنه أحمد بن حنبل: "أحاديثه أحاديث مناكير"، وقال أبو داود: "أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، ومرة : "منكر الحديث"، وكذا قال أبو بشر الدولابي.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "من ثقات أهل مصر"، وذكره ابن بشكوال في شيوخ عبد الله بن وهب، وقال : "ثقة"، وقال الدارمي: "صدوق"، وذكره العقيلي في الضعفاء والمتروكين، وقال الدارقطني: "ضعيف"، ومرة : "متروك"، وقال أبو حاتم: "في حديثه ضعف"، وقال أبو سعيد بن يونس المصري: "ليس بكل ذاك وهو صدوق"، وقال يحيى بن معين: "ليس به بأس"، ومرة : "ثقة"، وقال فضلك الرازي: "ما هو بثقة ولا كرامة له"، ووثقه أبو حفص عمر بن شاهين.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: "صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف". اهـ.
والله أعلم.
قال شيخنا عبد الرحمن –حفظه الله- : لا أدري لم لا أقف عليه عند ابن خزيمة وقد الحافظ ابن حجر في الإتحاف [5093]: خز فِي التَّوَكُّلِ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ، عَنْهُ، بِهَذَا وَأَتَمَّ مِنْهُ. اهـ.
قلت: لأن صحيح ابن خزيمة قد فقد منه الكثير، أو لأن هذا كتاب مستقل لابن خزيمة.
قال شيخنا عبد الرحمن –حفظه الله- : قال عنه أحمد بن حنبل: "أحاديثه أحاديث مناكير"، وقال أبو داود: "أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، ومرة : "منكر الحديث"، وكذا قال أبو بشر الدولابي.
ذكره في الثقات، وقال: "من ثقات أهل مصر"، وذكره ابن بشكوال في شيوخ عبد الله بن وهب، وقال : "ثقة"، وقال الدارمي: "صدوق"، وذكره العقيلي في الضعفاء والمتروكين، وقال الدارقطني: "ضعيف"، ومرة : "متروك"، وقال أبو حاتم: "في حديثه ضعف"، وقال أبو سعيد بن يونس المصري: "ليس بكل ذاك وهو صدوق"، وقال يحيى بن معين: "ليس به بأس"، ومرة : "ثقة"، وقال فضلك الرازي: "ما هو بثقة ولا كرامة له"، ووثقه أبو حفص عمر بن شاهين.
قلت: الدولابي له كتاب اسمه الثقات؟، أم أن الدولابي ذكره في موضع في كتابه خاص بالثقات؟
جزى الله شيخنا عبد الرحمن عنا خير الجزاء.
جزاك الله خيرًا على هذا الإفادة وبارك الله فيك.
أعتذر، تسارعت في النقل على عجالة مني وقد أصلحته، بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا على التنبيه.
وأما ما قاله أبو بشر الدولابي فمذكور في الكامل (4/10) لابن عدي قال: "سمعتُ ابْن حماد [وهو أبو بشر الدولابي] يقول: "دراج أبو السمح منكر الحديث"، قاله أحمد بن شُعَيب النسائي". اهـ.
والله أعلم.
بيض الله وجهك شيخنا، ونفعنا بعلمك.
جزاكم الله خيراً.