تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الافادة بمعرفة السؤال الاول من اسئلة القبر الثلاثة - مَن رَبُّكَ؟ -

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الافادة بمعرفة السؤال الاول من اسئلة القبر الثلاثة - مَن رَبُّكَ؟ -

    قد جاء في الحديث الذي في (الصحيح): أن من المسؤولين في القبر من يقول: (هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته).
    استدل العلماء بقول هذا المفتون في قبره: (سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته) على أن التقليد لا يصلح في جواب هذه المسائل الثلاث؛ جواب (من ربك؟) يعني: من معبودك؟ ، جواب (ما دينك؟)، جواب (من نبيك؟)، ولهذا يذكر الشيخ الإمام رحمه الله تعالى بعد كل مسألة مما سيأتي، يذكر الدليل من القرآن.
    ...أن المؤمن يخرج من التقليد، ويكون مستدلاً لما يعلمه ويعتقده من هذه المسائل بالحق، إذا علم الدليل عليها مرة في عمره، ثم اعتقد ما دل عليه الدليل، فإن استقام على ذلك حتى موته، فإنه يكون مؤمناً، يعني مات على الإيمان؛ لأن استمرار استحضار الدليل والاستدلال لا يشترط، لكن الذي هو واجب أن يكون العبد في معرفته للحق بجواب هذه المسائل الثلاث؛ أن يكون عن دليل واستدلال، ولو لمرة في عمره؛ ولهذا يُعَلَّم الصغار والأطفال عندنا رسالة (الأصول الثلاثة) الأخرى، التي فيها جوابٌ أيضاً، مع بعض الاستدلال بأخصر مما هنا، يُعلَّمون جواب هذه المسائل الثلاث، حتى إذا بلغ الغلام أو الجارية؛ إذا هو قد عرف عن دليل واستدلال
    قال -رحمه الله تعالى -: (فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم)
    (معرفة العبد ربه) يعني: معرفة العبد معبوده؛ لأن الربوبية في هذا المقام يراد بها العبودية، لِمَ؟
    لأن الابتلاء بالأنبياء والمرسلين لم يقع في معاني الربوبية، ألم تر أن الله جل وعلا قال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ} هذه مقتضيات الربوبية {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} المشركون في كل زمان لم يكونوا ينازعون في توحد الله جل وعلا في ربوبيته، ولهذا فسر العلماء سؤال القبر: (من ربك؟) بـ(من معبودك؟) لِمَ؟
    لأن الابتلاء لم يقع في الربوبية.
    وقد سئل الشيخ الإمام رحمه الله تعالى عن الفرق بين الربوبية والألوهية في بعض النصوص في أحد الأسئلة التي وجهت إليه.
    فكان من جوابه أن قال: (هذه مسألة عظيمة، وذلك أن الربوبية إذا فردت، فإنه يدخل فيها الألوهية؛ لأن الربوبية تستلزم الألوهية، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية، والأُلوهية تتضمن الربوبية؛ لأن الموحد لله جل وعلا في ألوهيته هو ضمناً مقرٌ بأن الله جل وعلا واحدٌ في ربوبيته، ومن أيقن بأن الله جل وعلا واحد في ربوبيته؛ استلزم ذلك أن يكون مقراً بأن الله -جل وعلا- واحد في استحقاقه العبادة؛ ولهذا تجد في القرآن أكثر الآيات فيها إلزام المشركين بما أقروا به -ألا وهو: توحيد الربوبية- على ما أنكروه -ألا وهو: توحيد الإلهية- من مثل قول الله -جل وعلا- في سورة الزمر: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} هذا توحيد الربوبية، قال بعدها: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُو نَ} .
    قال: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ} والفاء هنا رَتَّبت ما بعدها على ما قبلها، وما قبلها هو توحيد الربوبية، وما بعدها هو توحيد الإلهية؛ ولهذا في القرآن يكثر أن يُحتج على المشركين بإقرارهم بتوحيد الربوبية على ما أنكروه، ألا وهو توحيد الإلهية؛ لهذا قال جل وعلا: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} المعنى هنا بـ(أرباباً) : أي: معبودين، وكذلك قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} يعني: معبودين؛ لأن عدي بن حاتم لما قال للنبي عليه الصلاة والسلام: (إنا لم نعبدهم) ففهم من معنى الربوبية في الآية معنى العبادة، وهذا هو الذي يفهمه من يعرف اللسان العربي، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((ألم يُحلِّوا لكم الحرام فأحللتموه؟ ألم يُحَرِّموا عليكم الحلال فحرمتموه؟)) قال: بلى، قال: ((فتلك عبادتهم)).
    إذاً: الربوبية تطلق ويراد منها العبودية في بعض المواضع، تارةً بالاستلزام، وتارة بالقصد، وبعض علمائنا قال: إن لفظ الألوهية والربوبية يمكن أن يُدَخل في الألفاظ التي يقال: إنها إذا اجتمعت تفرقت، وإذا تفرقت اجتمعت، وهذا وجيه.


    [بيان الأصل الأول: وهو معرفة العبد ربه]

    (فإن قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله، الذي رباني وربَّى جميع العالمين بنعمته)
    لفظ الربوبية فيه معنى التربية، رباه تربية، ومعنى التربية: تدريج المربَّى في مصاعد الكمال، كل كمال بحسبه، وأعظم أنواع التربية التي ربَّى بها الله -جل وعلا- الناس: أن بعث لهم الرسل، يعلمونهم ويرشدونهم ما يقربهم إلى الله جل وعلا، وهذه هي أعظم نعمة، قال جل وعلا: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
    فأعظم النعم المُسْدَاة: إرسال الرسل، ولهذا كان من أنواع التربية التي ربَّى الله جل وعلا بها العالمين: أن بعث لهم رسلاً يبشرون وينذرون.
    وهناك أنواع كثيرة من التربية:
    - تربية الأجسام.
    - تربية الغرائز.
    - تربية الفكر.
    - تربية العقل.
    كل هذا قد منَّ الله جل وعلا على ابن آدم به، وكذلك إذا نظرت إلى أوسع من ذلك، مِن خلق الله جل وعلا الواسع، والعالمون الذين هم كل ما سوى الله جل وعلا؛ فتجد أن معاني الربوبية، والتربية بالنعم، والتربية في تدريجها في مدارج الكمال بما يناسبها، والله -جل وعلا- أعلم بما يصلح: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}، وجدت أن معاني الربوبية بهذا المعنى -الذي هو التربية- ظاهرٌ جداً.
    أيضاً الربوبية لها معنى آخر، وهو الذي سلف فيما نقول من معنى توحيد الربوبية، يعني: اعتقاد أن الله -جل وعلا- هو الخالق لهذا الخلق وحده، وهو الرزاق وحده، وهو الذي يدبر الأمر، وهو القاهر، وهو ذو المُلك، إلى آخر معاني الربوبية.

    [شرح قول المؤلف: والدليل: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ]
    استدل الشيخ بهذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
    معنى (الحمد) كل حمد؛ لأن الألف واللام هنا للاستغراق، استغراق أنواع الحمد، فكل حمدٍ موجود، أو وُجد أو يوجد.
    والحمد معناه: الثناء بصفات الكمال، فهذا الحمد -وهو الثناء بصفات الكمال- لله، واللام هنا للاستحقاق، يعني: مُستَحَقَّاً لله جل وعلا.
    (الحمد لله) : كل أنواع الحمد، وجميع أنواع المحامد مُستَحَقَّة لله؛ لأن اللام هنا لام الاستحقاق.
    - اللام تارة تكون للمِلك، وهذا إذا كان ما قبلها من الأعيان.
    - وتارة تكون للاستحقاق، وهي إذا ما كان قبلها من المعاني، إذا قلت: (الدار لفلان)، الدار عين؛ فتكون اللام -(لفلان)- يعني: ملِكا، إذا كان ما قبل اللام معنى؛ صارت اللام للاستحقاق، تقول: (الفخر لفلان) يعني: الفخر مُستحَق، يستحقه فلان.
    {الْحَمْدُ لِلَّهِ} الحمد معنى، لهذا صارت اللام بعده للاستحقاق، فكل حمدٍ مُستحَق لله، الإله الذي لا يعبد بحق إلا هو، هذا الإله نعته: أنه (ربُ العالمين) .
    والعالمين: جمع عالَم، والعالم: اسم لأجناس ما يُعلم، وهو كل ما سوى الله جل وعلا، كما قال الشيخ رحمه الله تعالى: (وكل من سوى الله عالَم، وأنا واحد من ذلك العالم).
    عالم الإنسان، عالم الطير، عالم النبات، عالم الملائكة، عالم الجن، عالم السماوات، عالم الأرضين، عالم الماء، إلى آخره.
    كل ما سوى الله -جل وعلا- عالَم، وأنا واحد من ذلك العالَم.
    والعالَمون: جمع عالَم، والعالَم: كل ما سوى الله -جل وعلا- من الأجناس المختلفة.
    إذاً: مادام أنك واحد من ذلك العالَم؛ فأول من يخاطب بهذه الآية المؤمن: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيستيقن المؤمن -بتلاوته لهذه الآية- ربوبية الله -جل وعلا- له، واستحقاقه للحمد، واستحقاقه جل وعلا لكل ثناء، ولكل وصف بالكمالات.
    [شرح ثلاثة الاصول -صالح ال الشيخ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الافادة بمعرفة السؤال الاول من اسئلة القبر الثلاثة - مَن رَبُّكَ؟ -

    قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله فى شرح ثلاثة الأصول
    هذهِ الأصولُ الثلاثةُ تَجْمَعُ الدِّينَ كلَّه: مَنْ ربُّكَ؟ وما دينُكَ؟ ومن نبيُّكَ؟ وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العبدُ في قبرِهِ.
    فإذا سألَ سائلٌ فقالَ: مَنْ ربُّكَ؟
    (فقلْ: ربِّيَ اللَّهُ الذي ربَّاني وربىَّ جميعَ العالَمينَ بنعمَتهِ، وهوَ معبودي ليسَ ليِ معبودٌ سواهُ) هذا ربُّ الجميعِ كما قالَ تعالى: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}.
    والعالَمونَ: جميعُ المخلوقاتِ كلِّهم عالَمونَ، الجنُّ والإنسُ والبهائمُ والجبالُ والأشجارُ، كلُّها عالَمٌ، قالَ تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الذِي خَلَقَ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ في سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُغْشِي الليلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ} .
    فهوَ ربُّ الجميعِ، لهُ الخلقُ ولهُ الأمرُ وهوَ المستحقُّ بأن يُعبَدَ، ولهذا قالَ سبحانَهُ: {يَأَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم} الآيةَ، (وهوَ معبودِي ليسَ ليِ معبودٌ سواهُ) .
    (والدليلُ قولُهُ تعالى: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} ) يعني: الثناءُ كلُّه للَّهِ، والعبادةُ مِنَ الثناءِ ومنَ الحمدِ.
    (وكلُّ ما سوى اللَّهِ عالَـمٌ) منَ الجنِّ والإنسِ والحيواناتِ والجبالِ، كلُّها عوالِم.
    (وأنا واحدٌ مِنْ ذلكَ العالَمِ) الَّذي خلقَهُ اللَّهُ، وأوجدَهُ وأوجبَ عليهِ طاعتَهُ.
    فعلى جميعِ العالمينَ منَ المُكَلَّفِينَ منَ الجنِّ والإنسِ أنْ يُطِيعُوا اللَّهَ ورسولَهُ ويُوَحِّدُوهُ جلَّ وعَلاَ.
    وهكذا المَلاَئِكَةُ عليهِم أنْ يعبدُوا اللَّهَ وحدَهُ، ولهذا قالَ تعالى عنِ الملائكةِ: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
    وقالَ تعالى: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُم بِأَمرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُوْنَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} .




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الافادة بمعرفة السؤال الاول من اسئلة القبر الثلاثة - مَن رَبُّكَ؟ -

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فى شرح ثلاثة الاصول
    أَوْرَدَ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى هذهِ المسألةَ بِصِيغَةِ السؤالِ؛ وذلكَ منْ أجْلِ أنْ يَنْتَبِهَ الإنسانُ لها؛ لأِنَّها مسألةٌ عظيمةٌ وأصولٌ كبيرةٌ، وإنَّما قالَ: إنَّ هذهِ هيَ الأصولُ الثلاثةُ التي يَجِبُ على الإنسانِ مَعْرِفَتُهَا؛ لأِنَّها هيَ الأصولُ التي يُسْأَلُ عنها المرءُ في قَبْرِهِ، إذا دُفِنَ وَتَوَلَّى عنهُ أصحابُهُ أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَأَقْعَدَاهُ فَسَأَلاَهُ: (منْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟) فَأَمَّا المُؤْمِنُ فيقولُ: (رَبِّيَ اللَّهُ، وَدِينِيَ الإسلامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ)، وَأَمَّا المُرْتَابُ أو المُنَافِقُ فيقولُ: (هَاهْ هَاهْ، لا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شيئًا فَقُلْتُهُ).

    فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ
    مَعْرِفَةُ اللَّهِ تكونُ بِأَسْبَابٍ:
    منها: النظرُ والتَّفَكُّرُ في مخلوقاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فإنَّ ذلكَ يُؤَدِّي إلى معرفتِهِ، ومعرفةِ عظيمِ سلطانِهِ وَتَمَامِ قُدْرَتِهِ وحِكْمَتِهِ ورحمتِهِ:
    - قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ}.
    - وقالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}.
    - وقالَ تَعَالَى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ}.
    - وقالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}.- وقالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.
    - ومن أسبابِ مَعْرِفَةِ العبدِ رَبَّهُ: النَّظَرُ في آياتِهِ الشرعيَّةِ، وهيَ الوحيُ الَّذِي جاءَتْ بهِ الرُّسُلُ عليهم الصلاةُ والسلامُ، فَيَنْظُرُ في هذهِ الآياتِ وما فيها من المصالحِ العظيمةِ التي لا تَقُومُ حياةُ الخلقِ في الدنيا ولا في الآخرةِ إلاَّ بها، فإذا نَظَرَ فيها وَتَأَمَّلَهَا وَمَا اشْتَمَلَتْ عليهِ من العِلْمِ والحكمةِ، وَوَجَدَ انْتِظَامَهَا وَمُوَافَقَتَهَ ا لمصالحِ العِبَادِ، عَرَفَ بذلكَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، كما قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} .
    ومنها: ما يُلْقِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في قلبِ المؤمنِ منْ معرفةِ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى، حتَّى كأنَّهُ يَرَى رَبَّهُ رَأْيَ العَيْنِ. قالَ النبيُّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ حينَ سَأَلَهُ جبريلُ: ما الإحسانُ؟ قالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)).

    وما دينُكَ؟ أيْ: معرفةُ الأصلِ الثاني، وهُوَ دِينُهُ الَّذِي كُلِّفَ العملَ بهِ، وما تَضَمَّنَهُ من الحكمةِ والرحمةِ، ومصالحِ الخلقِ، ودَرْءِ المفاسدِ عنها.
    ودينُ الإسلامِ مَنْ تَأَمَّلَهُ حقَّ التَّأَمُّلِ، تَأَمُّلاً مَبْنِيًّا على الكتابِ والسُّنَّةِ، عَرَفَ أنَّهُ دينُ الحقِّ، وأنَّهُ الدينُ الَّذِي لا تَقُومُ مصالحُ الخلقِ إلاَّ بهِ.
    ولا يَنْبَغِي أنْ نَقِيسَ الإسلامَ بما عليهِ المسلمونَ اليومَ؛ فإنَّ المسلمينَ قَدْ فَرَّطُوا في أشياءَ كثيرةٍ، وَارْتَكَبُوا مَحَاذِيرَ عَظِيمَةً، حتَّى كَأَنَّ العائِشَ بينَهُم في بعضِ البلادِ الإسلاميَّةِ يَعِيشُ في جوٍّ غيرِ إِسْلاَمِيٍّ.
    والدينُ الإسلاميُّ - بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى - مُتَضَمِّنٌ لجميعِ المصالحِ التي تَضَمَّنَتْهَا الأديانُ السابقةُ، مُتَمَيِّزٌ عليها بِكَوْنِهِ صَالِحًا لكلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَأُمَّةٍ.
    وَمَعْنَى كونِهِ صَالِحًا لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وأُمَّةٍ أنَّ التَّمَسُّكَ بهِ لاَ يُنَافِي مصالحَ الأُمَّةِ في أيِّ زمانٍ ومكانٍ أوْ أُمَّةٍ، بلْ هوَ صَلاَحُهَا.
    وليسَ معناهُ أنَّهُ خَاضِعٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وأُمَّةٍ، فَدِينُ الإسلامِ يَأْمُرُ بكلِّ عَمَلٍ صالحٍ، ويَنْهَى عنْ كلِّ عملٍ سَيِّئٍ، فهوَ يَأْمُرُ بكلِّ خُلُقٍ فاضلٍ، ويَنْهَى عنْ كلِّ خُلُقٍ سَافِلٍ.

    ومن نبيُّكَ؟ هذا هوَ الأصلُ الثالثُ، وهُوَ معرفةُ الإنسانِ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَتَحْصُلُ بدراسةِ حياةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما كانَ عليهِ من العبادةِ والأخلاقِ والدعوةِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ والجهادِ في سبيلِهِ، وغيرِ ذلكَ منْ جوانبِ حياتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ.
    ولهذا يَنْبَغِي لكلِّ إنسانٍ يُرِيدُ أنْ يَزْدَادَ مَعْرِفَةً بِنَبِيِّهِ وَإِيمَانًا بهِ أنْ يُطَالِعَ منْ سِيرَتِهِ ما تَيَسَّرَ في حَرْبِهِ وَسِلْمِهِ، وَشِدَّتِهِ وَرَخَائِهِ، وجميعِ أحوالِهِ.
    نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أنْ يَجْعَلَنَا من المُتَّبِعِينَ لرسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وظاهرًا، وأنْ يَتَوَفَّانَا على ذلكَ؛ إنَّهُ وَلِيُّهُ والقادرُ عليهِ.

    مَنْ ربُّكَ؟ أيْ: مَنْ هوَ ربُّكَ الَّذِي خَلَقَكَ، وَأَمَدَّكَ، وَأَعَدَّكَ، وَرَزَقَكَ؟

    التَّرْبِيَةُ هيَ: عبارةٌ عن الرعايَةِ التي يكونُ بها تَقْوِيمُ المُرَبَّى.
    وَيُشْعِرُ كلامُ المُؤَلِّفِ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّ الرَّبَّ مَأْخُوذٌ من التَّرْبِيَةِ؛ لأنَّهُ قالَ: (الَّذِي رَبَّانِي وَرَبَّى جَمِيعَ العالمينَ بِنِعَمِهِ) فكُلُّ العالَمِينَ قدْ رَبَّاهُم اللَّهُ بِنِعَمِهِ، وَأَعَدَّهُم لِمَا خُلِقُوا لهُ، وَأَمَدَّهُم برزقِهِ، قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى في مُحَاوَرَةِ مُوسَى وفِرْعَوْنَ: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}، فكلُّ أحدٍ من العالَمِينَ قدْ رَبَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنِعَمِهِ.
    ونِعَمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ على عبادِهِ كثيرةٌ لا يُمْكِنُ حَصْرُهَا، قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا}، فاللَّهُ هوَ الَّذِي خَلَقَكَ، وَأَعَدَّكَ، وَأَمَدَّكَ، وَرَزَقَكَ، فهوَ وحدَهُ المُسْتَحِقُّ للعبادةِ.

    هو معبودى أيْ: هُوَ الَّذِي أَعْبُدُهُ وَأَتَذَلَّلُ لهُ خُضُوعًا وَمَحَبَّةً وتعظيمًا، أَفْعَلُ ما يَأْمُرُنِي بهِ، وَأَتْرُكُ ما يَنْهَانِي عنهُ، فليسَ لي أَحَدٌ أَعْبُدُهُ سِوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:
    - قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}.
    - وقالَ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ}.

    {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} اسْتَدَلَّ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ لكَوْنِ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى مُرَبِّيًا لجميعِ الخلقِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَعْنِي: الوصفُ بالكمالِ والجلالِ والعظمةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ.
    {رَبِّ العَالَمِينَ} أَيْ: مُرَبِّيهِم بالنِّعَمِ، وَخَالِقِهِم، ومالِكِهِم، والمُدَبِّرِ لَهُمْ كَمَا يَشَاءُ عَزَّ وَجَلَّ.

    العالَمُ كُلُّ مَنْ سِوَى اللَّهِ.
    وَسُمُّوا عَالَمًا؛ لأنَّهم عَلَمٌ على خَالِقِهِم وَمَالِكِهِم ومُدَبِّرِهِم، فَفِي كلِّ شيءٍ آيَةٌ لِلَّهِ تَدُلُّ على أنَّهُ واحدٌ.
    وأنا المُجِيبُ بهذا واحدٌ منْ ذلكَ العالمِ، وإذا كانَ رَبِّي وَجَبَ عَلَيَّ أنْ أَعْبُدَهُ وَحْدَهُ.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الافادة بمعرفة السؤال الاول من اسئلة القبر الثلاثة - مَن رَبُّكَ؟ -

    قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم فى حاشية ثلاثة الأصول
    المتن:
    فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها(11)؟
    فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ(12)، وَدِينَهُ(13)، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(14).
    فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ(15)؟
    فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي(16)، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بِنِعْمَتِهِ(17)، وَهُوَ: مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ(18).
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}(19) ، وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ(20)، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العَالَمِ(21).


    الحاشية:
    (11) أيْ: إِذَا سَأَلَكَ سَائِلٌ، فَقَالَ لَكَ: مَا الأُصُولُ الثَّلاَثَةُ التي يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ مَعْرِفَتُها والعَمَلُ بِمُقْتَضَاهَا؟
    (12) أيْ: بِمَا تَعَرَّفَ بِهِ إليه فِي كِتَابِهِ، وعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وَحْدَانِيَّتِه ، وأَسْمَائِهِ وصِفَاتِهِ، وهذا أَصْلُ الأُصُولِ، فَيَجِبُ عَلَيْنَا مَعْرِفَتُه؛ لنَعْبُدَه عَلَى بَصِيرَةٍ ويَقِينٍ.
    (13) الذي تَعَبَّدَنا بِهِ، وهو: فِعْلُ مَا أَوْجَبَ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَه، وتَرْكُ مَا أَوْجَبَ عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَه، وهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ، فيَجِبُ عَلَيْنَا مَعْرِفَتُه.
    (14) فإنَّه الوَاسِطَةُ بينَنَا وبينَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ولاَ طَرِيقَ لَنَا إلى مَا تَعَبَّدَنا بِهِ إلاَّ بِمَا جَاءَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وإِنْ كَانَ بَشَرًا فأَهَمِّيَّةُ مَعْرِفَتِه مِن أَهَمِّيَّةِ مَعْرِفَةِ مُرْسِلِه ومَا أُرْسِلَ بِهِ.
    وذَكَرَ المُصَنِّفُ رَحِمَه اللَّهُ هذه الأصولَ الثَّلاَثَةَ مُجْمَلَةً، ثُمَّ ذَكَرَها بعدُ مُفَصَّلَةً أَصْلاً أَصْلاً، تَتْمِيمًا للفَائِدَةِ، وتَنْشِيطًا للقارئِ، فإنَّه إذَا عَرَفَها مُجْمَلَةً، وعَرَفَ ألْفَاظَهَا، وضَبَطَها، بَقِيَ مُتَشَوِّقًا إِلَى مَعْرِفَةِ مَعَانِيهَا، وهي المَقْصُودُ بِهَذِه النُّبْذَةِ، ومَا تَقَدَّمَها مِن المَسَائِلِ، فَلَعَلَّ بَعْضَ تَلاَمِيذِه قَرَنَها بِهَا.
    (15) هذا شُرُوعٌ فِي تَفْصِيلِ الأُصُولِ الثَّلاَثَةِ، التي تَقَدَّمَتْ مُجْمَلَةً، ذَكَرَها ههنا مُفَصَّلَةً، فكأَنَّه قَالَ: الأَصْلُ الأَوَّلُ مِن أُصُولِ الدِّينِ الثَّلاَثَةِ، التي يَجِبُ عَلَى العَبْدِ مَعْرِفَتُها، إذَا قَالَ لك قَائِلٌ: مَن رَبُّكَ؟ أيْ: مَن خَالِقُكَ، ورَازِقُكَ، ومَعْبُودُكَ، الذي لَيْسَ لَكَ مَعْبُودٌ سِوَاهُ.
    (16) أيْ: فَقُلْ: رَبِّي هو اللَّهُ، خَالِقِي ومَالِكِي، ومَعْبُودِي، الذي أَوْجَدَنِي مِن العَدَمِ، ورَبَّانِي بالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ والباطِنَةِ.
    (17) أَوْجَدَهُم مِن العَدَمِ، وغَذَّاهُم بالنِّعَمِ، ونِعَمُ اللَّهِ لاَ تُحْصَى، كَمَا في قولِهِ تَعَالَى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} فَلِلَّهِ نِعْمَةُ الإِيجادِ، ونِعْمَةُ التَّغْذِيَةِ، وسَائِرُ نِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ والباطِنَةِ، قَالَ تَعَالَى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} أيْ: مَضَى عَلَيْهِ زَمَنٌ طَوِيلٌ مِن العُصُورِ والدُّهُورِ، لَمْ يكنْ فيها {شيئًا مَّذْكُورًا} أيْ: مَوْجُودًا، بَلْ مَعْدُومًا، وإنَّما أَوْجَدَه اللَّهُ مِن العَدَمِ، ورَزَقَه النِّعَمَ، ليَعْبُدَه وحْدَه.
    (18) أيْ: هو وَحْدَه مَأْلُوهِي، لاَ غَيْرُه، كَمَا أنَّه سبحانَه المُنْفَرِدُ بالخَلْقِ والرَّزْقِ والتَّدْبِيرِ، فهو وحْدَه المُسْتَحِقُّ بأنْ يُعْبَدَ وحْدَه دونَ مَن سِوَاه، وهذا مَدْلُولُ كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ).
    (19) (الحَمْدُ) هو: الثَّنَاءُ عَلَى المَحْمُودِ، مَعَ حُبِّهِ وإِجْلاَلِه وتَعْظِيمِه، والاسْمُ الشَّرِيفُ: عَلَمٌ عَلَى ربِّنا تَبَارَكَ وتَعَالَى، لاَ يُسَمَّى بِهِ سِوَاه، والرَّبُّ: المَالِكُ والسَّيِّدُ، ولاَ يُطْلَقُ إلاَّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، و(رَبِّ) مُضَافٌ، و(العَالَمِينَ) مُضَافٌ إليه، والمُرَادُ: جَمِيعُ المَخْلُوقَاتِ.
    وهذه الآيةُ هي: أَوَّلُ آيةٍ في المُصْحَفِ، بعدَ البَسْمَلَةِ، وآخِرُ دَعْوَى أَهْلِ الجَنَّةِ، وفِيهَا تَفَرُّدُه بِجَمِيعِ الخَلْقِ ورُبُوبِيَّتِهم ومِلْكِهِم، وتَصَرُّفُه فيهِم بِمَا يَشَاءُ، وهو مَعْبُودُهم لَيْسَ لَهُم مَعْبُودٌ سِوَاه؛ فإنَّ الربَّ إذا أُفْرِدَ دَخَلَ فيه المَعْبُودُ، فهو المَالِكُ المُتَصَرِّفُ المَعْبُودُ وحدَه، دونَ كلِّ مَن سِوَاه.
    (20) وجَمْعُه عَوَالِمُ وعَالَمُونَ، فالوُجُودُ قِسْمَانِ: ربٌّ ومَرْبُوبٌ.
    فالرَّبُّ: هو المَالِكُ سُبْحَانَه، المُتَفَرِّدُ بالرُّبُوبِيَّة ِ والإِلَهِيَّةِ، والمَرْبُوبُ: هو العَالَمُ، وهو كلُّ مَن سِوَى اللَّهِ مِن جَمِيعِ الخَلاَئِقِ.
    (21) أيْ: وأَنَا أَيُّهَا الإِنْسانُ واحِدٌ مِن جُمْلَةِ تِلْكَ المَخْلُوقاتِ، المَرْبُوبَةِ، المُتَعَبَّدَةِ بأنْ يكونَ اللَّهُ وحْدَه هو مَعْبُودَها وحدَه.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الافادة بمعرفة السؤال الاول من اسئلة القبر الثلاثة - مَن رَبُّكَ؟ -

    قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله
    فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟
    فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟
    فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بِنِعْمَتِهِ، وَهُوَ: مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [الفاتحة:2]، وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العَالَمِ.

    فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟
    فَقُلْ: بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقاَتِه ِ، وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ وَالْقمَرُ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ السَّمَاواتُ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُمَا.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57].
    وَقَوْلُهُ تَعَالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت:37].
    وَقَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْـرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54].
    وَالرَّبُّ: هُوَ الْمَعْبُودُ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رزْقاً لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:21-22]
    قَالَ ابْنُ كَثيِرٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (الْخَالِقُ لِهذِهِ الأَشْيَاءِ، هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعبَادَةِ).

    وَأَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا:
    مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ؛ وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ ، والاسْتِعَاذَةُ ، والاسْتِغَاثَةُ ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بِهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} [الجن:18].
    فَمَنْ صَرَفَ مِنْها شَيْئاً لِغَيْرِ اللهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَـرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117]
    وَفِي الْحَدِيثِ: ((الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ)).
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذيِنَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
    وَدَلِيلُ الخَوْفِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُـوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:175]
    وَدَلِيلُ الرَّجَاءِ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف:110].
    وَدَلِيلُ التَّوَكُّلِ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:23]، وَقَوْلُهُ تَعَالى: {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
    وَدَلِيلُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالْخُشُوعِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90].
    وَدَلِيلُ الْخَشْيَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِي} [البقرة:150].
    وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} الآية [الزمر:54].
    وَدَلِيلُ الاسْتِعَانَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، وَفِي الْحَدِيثِ: ((إذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ))
    وَدَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1]، وَقَوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1].
    وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية [الأنفال:9].
    وَدَلِيلُ الذَّبْحِ قَوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ إِنَّ صَـلاَتِي وَنُسُكِـي وَمَحْيَايَ وَمَمَـاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام:162]، وَمِنَ السُّنَّةِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: ((لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ)).
    وَدَلِيلُ النَّذْرِ قَوْلُهُ تَعَالى: {يُوفُـونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} [الإنسان:7].
    الأَصْلُ الثاَّنِي: مَعْرِفَةُ دِينِ الإسْلاَمِ بالأَدِلَّةِ
    وَهُوَ: الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ.
    وَهُوَ ثَلاثُ مَرَاتبَ: الإسْلاَمُ، وَالايمَانُ، وَالإحْسَانُ.
    وَكُلُّ مَرْتَبَةٍ لَهَا أَرْكَانٌ؛ فَأَرْكَانُ الإِسْلاَمِ خَمْسَةٌ، وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: ((بُنِي الإسْلاَمُ عَلى خَمْسٍ؛ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ)).
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ} [آل عمران:19]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرينَ} [آل عمران:85].
    وَدَلِيلُ الشَّهَادَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {شَهدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران:18].
    وَمَعْنَاهَا: لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ.
    {لاَ إِلهَ} نَافِياً جَمِيعَ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، {إِلاَّ اللهُ} مُثْبِتاً العِبَادَةَ للَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ فِي عِبَادَتِهِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي مُلْكِهِ.
    وَتَفْسِيرُهَا الَّذِي يُوَضِّحُهَا: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} الآيَة [الزخرف:26-27].
    وَقَوْلُهُ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَينَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].
    وَدَلِيلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداًرَسُولُ اللَّهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوْفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].
    وَمَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداًرَسُولُ اللَّهِ: طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ، وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَا شَرَعَ.
    وَدَلِيلُ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَتَفْسِيرُالتّ َوْحِيدِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لَيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة:5].
    وَدَلِيلُ الصِّيَامِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
    وَدَلِيلُ الحَجِّ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97].
    الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: الإِيمَانُ
    وَهُوَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلهَ إِلا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ.
    وَأَرْكَانُهُ سِتَّةٌ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؛ كُلُّهُ مِنَ اللَّهِ.
    وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأَرْكَانِ السِّتَّةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } الآية [البقرة:177].
    وَدَلِيلُ الْقَدَرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49].
    الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ: الإِحْسَانُ
    رُكْنٌ وَاحِدٌ؛ وَهُوَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى} [لقمان:22].
    - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128].
    - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
    - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الشعراء:217-220].
    - وَقَوْلُهُ: {وَمَا تَكُونُ فِي شَانٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} الآية [يونس:61].
    وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ: حَدِيثُ جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَر، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.
    فَقَالَ: يَامُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ؟
    فَقَالَ:((أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)).
    فَقَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
    قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟
    قَالَ:((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَبِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).
    قَالَ: صَدَقْتَ.
    قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟
    قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)).
    قَالَ: صَدَقْتَ.
    قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟
    قاَلَ: ((مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)).
    قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟
    قَالَ: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ)).
    قَالَ: فَمَضَى فَلَبِثْنَا مَلِياًّ.
    فَقَالَ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((يَا عُمَرُ؛ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ))؟
    قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
    قَالَ: ((هذَا جبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ)).
    الأَصْلُ الثَّالِثُ: مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
    وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ، وَهَاشمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌمِنَ العَرَبِ، وَالعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ،عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ.
    وَلَهُ مِنَ العُمْرِ ثَلاَثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ، وَثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ نَبِياًّ رَسُولاً.
    نُبِّئَ بِإقْرَا، وَأُرْسِلَ بِالمُدَّثِّرِ، وَبَلَدُهُ مَكَّةُ.
    بَعَثَهُ اللهُ بِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر:1-7].
    وَمَعْنَى: {قمْ فَأَنْذِرْ} يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ.
    {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ.
    {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أَيْ: طَهِّرْ أَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ.
    {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}الرُّجْزُ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا، وَعَدَاوَتُها وَأَهْلِهَا، وَفِرَاقُهَا وَأَهْلِهَا.
    أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ يَدْعُو إِلى التَّوْحِيدِ، وَبَعْدَ العَشْرِ عُرِجَ بِهِ إِلى السَّمَاءِ، وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَصَلَّى في مَكَّةَ ثَلاَثَ سِنِينَ، وَبَعْدَهَا أُمِرَ بِالهِجْرَةِ إِلى المَدِينَةِ.
    وَالهِجْرَةُ: الاِنْتِقَالُ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلى بَلَدِ الإِسْلاَمِ، وَالهِجْرَةُ: فَرِيضَةٌ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلى بَلَدِ الإِسْلاَمِ، وَهِيَ بَاقِيَةٌ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولئِكَ مَأوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ المُسْتَضْعَفِي نَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوَّاً غَفُورًا} [النساء:97-99].
    وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يا عبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت:56].
    قَالَ البَغَوِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: (سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ في المُسْلِمِينَ الَّذِينَ بِمَكَّةَ لَمْ يُهَاجِرُوا؛ نَادَاهُـمُ اللهُ باسْمِ الإِيمَانِ).
    وَالدَّلِيلُ عَلَى الهِجْرَةِ مِنَ السُّنَّةِ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ((لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)).
    فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِالمَدِينَةِ أُمِرَ فِيهَا بِبَقِيَّةِ شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ؛ مِثْلِ الزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالحَجِّ والأَذَانِ وَالجِهَادِ وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ،وَغَ يْرِ ذَلِكَ مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ.
    أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ، وَبَعْدَهَا تُوُفِّيَ- صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ - وَدِينُهُ بَاقٍ.

    وَهَذَا دِينُهُ، لاخَيْرَ إِلاَّ دَلَّ الأُمَّةَ عَلَيْهِ، وَلا شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَهَا عَنْهُ.
    وَالخَيْرُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ: التَّوْحِيـدُ وَجَمِيعُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ، وَالشَّرُّ الَّذِي حَذَّرَ عَنْهُ: الشِّرْكُ وَجَمِيعُ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيَابَاهُ.
    بَعَثَهُ اللهُ إِلى النَّاسِ كَافَّةً، وَافْتَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الجِنِّ وَالإِنْسِ.
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} [الأعراف:158].
    وَأَكْمَلَ اللهُ لَهُ الدِّينَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3].
    وَالدَّلِيلُ عَلَى مَوْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ قوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:30-31].
    وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُوا يُبْعَثُونَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55].
    وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {واللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً} [نوح:17-18].
    وَبَعْدَ البَعْثِ مُحَاسَبُونَ وَمَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ .
    وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى} [النجم:31].
    وَمَنْ كَذَّبَ بِالبَعْثِ كَفَرَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} [التغابن:7].









الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •