القدر الصغير
بعض الفتيات قد يعانين من مشكلات؛ سواء مع أحد أفراد البيت، أو مع إحدى الزميلات.
وقد يكون لديها سلوك سلبي – كالعصبية أو الحساسية مثلاً -، وهي تعترف بذلك، ولكنها تصرّ على أنها غير قادرة على (التغيير)، وأنه يفترض في الآخرين أن يراعوا ظروفها!
ولاشك في أن مواقفها (المزعجة) حينئذ ستجعل الأخريات (يتهربن) من لقائها، ويفررن من الاجتماع بها .. وحتى أهلها ربما دفعهم سلوكها (المزعج)، وانتظارها منهم المراعاة، إلى (تقصير) حبل الحوار، وتقليص رقعة الاجتماعات .. لتشعر – بعد مدة – بنوع من الوحدة، ومن ثم فإنها في الأخير قد تشنّ حملة على (الجميع)؛ فهم أنانيون، وغير مخلصين .. وحتى أهلها لن يسلموا من (سهام) نقدها الجارح .. فهم يفضلون أخواتها – بزعمها – عليها. وتضيق صدورهم عند الجلوس معها.
وهكذا تعيش (المسكينة) الأزمة مرتين .. ولكن ذلك (كله) لا يوقظها إلى مراجعة ذاتها، ومحاولة (تعديل) بوصلة سلوكها. وما أشبه وضعها بقصة رجل مرّ على رجل آخر يصطاد السمك، على شاطئ البحر .. لكن لفت نظره أمر غريب؛ فالرجل الصياد كان حين تخرج سنارته سمكة (كبيرة) يرميها في البحر من جديد، وحين تخرج سنارته سمكة (صغيرة) يضعها في سلته .. وأقبل عليه – بدهشة – وسأله عن (سرّ) عمله ذاك ... فقال الرجل: إن روحي تكاد تخرج، مع كل سمكة (كبيرة) أرميها في البحر .. لكن ماذا أعمل، فقدري لا يتسع إلا للسمك الصغار!!
وما أجمل قول الشاعر:
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ
............ وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
د. عبد العزيز المقبل