بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمين ، أما بعدُ:
فإن قوله : (دبر كل صلاة) أو (دبر الصلاة) في أحاديث عدّة منها حديث سعد بن أبي وقاص : (أن رسول الله كان يتعوّذ بهن دبر كل صلاة . . ) الحديث رواه البخاري . وحديث أبي هريرة ررر عن رسول الله قال : (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين . .) الحديث رواه مسلم . وحديث معاذ بن جبل ررر أن رسول الله قال له ( أُوصيكَ يا معاذ : لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول . . )الحديث رواه أحمد وغيرهُ . وحديث أبي أُمامة ررر قال رسول الله (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة . . )الحديث رواه النسائي وغيرهُ. فإن المُراد بالدبرِ يحتمل أن يكون بعد التشهد الأخير وقبل السلام ، ويحتمل أن يكون بعد السلام ، لأن دبر الشيء ضد قبلهِ وضد آخره . وذهب شيخ الإسلام إلى أنهُ بعد التشهد وقبل السلام حيث قال : (والدعاء في آخر الصلاة قبل الخروج منها مشروع بالسنةِ المستفيضةِ ، وإجماع المسلمين ، فقد كان غالب دعائه بعد التشهد قبل السلام . .) الى آخر كلامهِ. وجاء في بعض ألفاظ حديث معاذ بن جبل ررر (لا تدعنَّ أن تقول في صلاتك) مما يدل على أنه قبل السلام. وذهب آخرون إلى أنهُ بعد السلام . وقد فُرِّق بين الدعاء والذِّكر فقيل : الذكر يكون بعد السلام ، والدعاء قبلهُ ، وهذا أوجه وأحسن ويُوافق مقالة شيخ الإسلام فيهِ.
أبو تميم التميمي