هل أتزوج هذه المرأة؟

أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة
السؤال:
الملخص:
رجلٌ يريد الزواجَ ثانيةً بامرأةٍ تعاني من القولون العصبي، واكتشَف مؤخرًا أن بعينها حَوَلًا، ويطلب الرأي حول ذلك.
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أريد أن أتزوج للمرة الثانية، ووجدتُ امرأةً أجنبية، هي في الحقيقة ليست جميلة جدًّا لكنها مقبولة ورضيتُ بها، والدها تائبٌ من تعاطي المسكرات ومحافظٌ على الصلوات، وأخوها عاقٌّ ويتعاطى المخدرات، وهي تعاني من مرض القولون العصبي، واكتشفتُ مؤخرًا أن بعينها حَوَلًا، مع العلم أني أتواصل معها هاتفيًّا يوميًّا، لكن ركزت اليوم ووجدت أنه يوجد حولٌ بالفعل لكن ليس ظاهرًا؛ بمعنى أن الناظر لا يعرف إلا بعد تركيز في عينها، والبنت جيدة من الناحية الأخلاقية، فأرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
ثانيًا: لا نرى مانعًا شرعيًا من الزواج من تلك الفتاة، فما ذكرته من أمراض ليست عيوبًا تمنع من زواجها، أما كون أخيها يتعاطى المسكرات، فلا يمنع من زواجك منها إلا إذا علمتَ من حالها أنها غير مستنكرة لأفعاله، فمن المهم أن يكون أصهارك - وهم أقارب زوجتك - على دينٍ وتقوًى؛ قال المناوي: "شرف الآباء والأعمام والأخوال مخيلةٌ لكرم المرء ومظنةٌ له، فالفرع وإن طاب قد يَفسُد أحيانًا، فأصلُه يورث الفضيلة والرذيلة ... ويُبين ذلك أن الأخلاق نتائج الأمزجة ومزاج الأب كثيرًا ما يتأدى إلى الابن كاللون والخلق والصورة، ومن أجل تأديتها إليه؛ كما جاء في خبر: ((تخيَّروا لنُطَفِكُمْ))"؛ [فيض القدير: (4/ 146)].
ثالثًا: نعيب عليك التواصل مع خطيبتك بشكل مستمر ودون حاجة في الهاتف؛ إذ لا يجوز للخاطب الكلام مع مخطوبته إلا للضرورة وفي وجود أحد محارمها؛ سُئل الشيخ ابن باز: ما حكم محادثة الخطيبة لخاطبها في التليفون؟
فأجاب: "لا نعلم حرجًا في محادثة المرأة المخطوبة لخاطبها في بعض شؤون عقد النكاح، وما يتعلق بذلك من الأحاديث السليمة التي ليس فيها محرَّمٍ، ولا تعاون على محرَّم، أما إذا كان التحدث يدعو إلى ريبة، أو يدعو إلى خلوة بها، أو الاتصال بها قبل عقد النكاح - فهذا محرَّم ولا يجوز، أما الأحاديث التي لا تعلق لها بمصلحتهما، بل للجنس، وما الجنس، وما يدعو إلى أن يتصل بها اتصالًا غير جائز - فهذا كله لا يجوز".
رابعًا: ننصحك أيها الأخ الفاضل بالاستخارة والاستشارة والتمهل في أمرك وعدم العجلة؛ حتى لا تقع في حيرة الشك بعد زواجك، فلا بد أن يكون عندك القبول بمن تريد الزواج منها، والله أعلم، هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6EzFPomob