تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: السلف متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي السلف متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات

    قال الشيخ صالح الفوزان فى شرح لمعة الاعتقاد
    المتن:(وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله)
    الشرح: لما ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ ما يجب اعتقاده في أسماء الله وصفاته؛ وهو إثباتها كما جاءت بألفاظها ومعانيها من غير تعرض لمعرفة كيفيتها، أو سؤال عن كيفيتها، أو تفسير لها بغير معناها الذي يدل عليه لفظها، هذا مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة؛ أنهم يتبعون الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته، فيثبتون لفظها ومعناها، ويمرونها كما جاءت من غير أن يتعرضوا لطلب كيفيتها، أو تفسير لها بغير ما دلت عليه ألفاظها، فمن أراد النجاة والسلامة فليأخذ بمنهج السلف في هذا، ولا يتكلف معرفة شيء لم يفهمه السلف، ولم يتعرضوا له، فإنهم أفضل الأمة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال الراوي: لا أدري ذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، فهؤلاء هم السلف الذي يقتدى بهم؛ لغزارة علمهم، ودقة فهمهم، وشدة ورعهم وخوفهم من الله ـ سبحانه وتعالى ـ وتأدبهم مع كلام الله وكلام رسوله، فهم القدوة.

    : وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات
    الشرح:الإقرار بما دلت عليه، والإمرار لألفاظها من غير تحريف ولمعانيها من غير تأويل، إقرارها وإمرارها وإثباتها كما جاءت.
    المتن:(كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله)
    الشرح: من غير تعرض لتأويل هذه الأدلة، تأويلها عن معانيها الصحيحة إلى معانٍ أخرى، هذا هو التأويل المذموم؛ وهو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنىً آخر، كتأويل اليد بالنعمة، أو القدرة، وتأويل الرحمة بإرادة الإنعام، إلى غير ذلك، فهذا صرف للفظ عن ظاهره، تأويل الوجه بالذات، إلى غير ذلك من تأويلات أهل الضلال.
    المتن:(وقد أمرنا بالإقتفاء لآثارهم)
    الشرح: أمرنا بإقتفاء آثارهم، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين) وبقوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه).
    أمرنا بالإقتداء بهم، والسير على منهجهم من غير أن نحدث شيئاً لم يقولوه.

    المتن:(وقد أمرنا بالإقتفاء لآثارهم والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدث وأخبرنا أنها من الضلالات)
    الشرح: وحذرنا من المحدثات، ولذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار) هكذا حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم.
    المتن:(وقال النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلافاء الراشدين المهديين من بعدي")
    الشرح: والمراد بسنته صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنه من قول أو فعل أو تقرير أو وصف خَلْقي أو خُلُقي،كل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فإنه سنة، يجب الأخذ به، لقوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا)، ولقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، ولقوله تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) إلى غير ذلك من الأدلة التي تأمر باتباع الرسول، وطاعته، والأخذ بما ورد عنه، وكذلك سنة خلفائه الراشدين، وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ـ رضي الله عنهم ـ، هؤلاء هم الخلفاء الراشدون الذين أمرنا صلى الله عليه وسلم بالأخذ بسنتهم؛ لأنها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم الذين يحققون الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم.
    المتن: (وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)
    الشرح: الخلفاء: جمع خليفة، وهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم خلفاء الرسول، ووصفهم بالراشدين، والرشد ضد الغي، الرشد هو الهدى واتباع الحق، والغي هو الضلال والانحراف عن الحق، فهم راشدون ـ رضي الله عنهم ـ ثم وصفهم بوصف آخر، فقال: (المهديين) هذه أوصاف عظيمة لهؤلاء الخلفاء.
    المتن: (عضوا عليها بالنواجذ.)
    الشرح:عضو عليها يعني سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين، عضوا عليها بالنواجذ، هذا يراد به شدة التمسك بالشيء، يقال: عضَّ عليه بالنواجذ إذا اشتد تمسكه به، كالغريق إذا وقع في ماء ومعه حبل؛ فإنه يتمسك بهذا الحبل لئلا يغرق، فإذا خشي أن ينفلت من يديه عضَّ عليه بنواجذه، يعني بأضراسه، من الحرص على الإمساك بهذا الحبل؛ لأنه سبيل النجاة، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذا الحبل الذي بيد الغريق، لو أطلقه لهلك.
    المتن: (وإياكم ومحدثات الأمور)
    الشرح: لما حث على التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم نهى عن المحدثات، جمع محدثة، وهي كل بدعة أحدثها المبتدعة، والبدعة ومحدثات الأمور هي إحداث شيء في الدين لم يكن منه، البدع المنهي عنها ما أحدث في الدين مما ليس منه، هذه هي البدع كما قال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وفي رواية (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) فأمور الدين لا تقبل الإحداث والزيادة، بل يجب التمسك بها نصاً وروحاً من غير زيادة ولا نقصان، وكلمة (إياكم) هذه كلمة تحذير.
    المتن:(فإن كل محدثة بدعة)
    الشرح: هذه قاعدة كلية عامة، كل محدثة في الدين فهي بدعة وليس هناك محدثة في الدين حسنة أو بدعة حسنة كما يقول أهل الضلالة، أو المنخدعون بما يقال: أنه هناك بدعة حسنة، الدين ليس فيه بدعة حسنة أبداً، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). فالذي يقول: هناك بدعة حسنة، هذا يرد على الرسول صلى الله عليه وسلم.
    الرسول يقول: (كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) وهذا يقول: لا، هناك بدع حسنة، ما هي بضلالة،هذا من المحادَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هناك في الدين بدعة حسنة أبداً، كل البدع ضلال.

    المتن:(فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)
    الشرح:هذا الحديث أصل عظيم، يرد على كل مبتدع يحسّن البدع للناس، ويقول: إنها خير، وإن فيها أجر، وفيها تنشيط على العبادة، وفيها وفيها، نقول له: البدع ليس فيها خير، وليس فيها أجر، وليس فيها شيء صحيح، كلها ضلالة، وكلها شر، وكلها مردودة على أصحابها، كفانا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه الخير والكفاية، الله ـ جل وعلا ـ يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم) ما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وقد أكمل الله به الدين، فمن جاء يريد أن يحدث زيادة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يتهم ربه بالكذب، الله يقول:{ أكملت لكم دينكم}، وهذا يقول: لا، بقي شيء، فيضيف إلى الدين شيئاً من عنده،هذا مكذب لله عز وجل أو متهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالكتمان، أن الله أنزل عليه هذه الأمور التي يراها هذا المبتدع والرسول كتمها ولم يبينها لأمته، كما يأتيكم في مناظرة العالم الذي ناظر ابن أبي دؤاد عند الخليفة الواثق بالله العباسي.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: السلف متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات

    قال الشيخ : (( وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم )).
    الخلف : له معنى لغوي , وله معنى إصطلاحي , كما أن السلف له معنى لغوي وله معنى اصطلاحي .
    فالمعنى اللغوي للسلف والخلف , هو أن السلف من سبق , والخلف من لَحِق . فيقال : أولئك سلف , وهؤلاء خلف لهم. فمن تقدم سلف , ومن جاء بعدهم فهو لهم خلف , وهذا هو المعنى اللغوي .
    لكن بعد الخوض والتفرق الذي وقع في الأمة الأسلامية ,
    صار لكل من السلف والخلف معنى خاصّ به. هذا المعنى له دلالة اصطلاحية معينة , فصار السلف يدل على من سار على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه , سواء كان في عهد الصحابة , أوفي عهد التابعين أو من بعدهم وإلى عصرنا الحاضر , وصار لفظ الخلف يطلق على من حرَّف وغيرَّ وبدل . فيقال : هذا من الخلف أي أنه مغير لايسير على منهج السلف . فصارت [السلف] و [الخلف] كلمتين متقابلتين . فالخلف هم كل من ابتدع وتأول النصوص وأغرق عن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه , سواء كان في الزمن الأول أي في عصر الابعين مثلاً , أو من بعدهم , أو في العصر الحديث , كل من ابتدع وتأول النصوص يقال عنه هو على منهج الخلف , وضدهم السلف .
    فعبارة الشيخ حين قال هنا (( وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم )) , نقول : السلف سواء قصد بها المعنى اللغوي أو الاصطلاحي لي فيها إشكال .
    أما المقصود بالخلف هنا فهو المعى اللغوي , أي الذين جاءوا بعد السلف .
    وأئمة الخلف : أي الأئمة الذين جاءوا بعد السلف , وساروا على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى , ولم يقصد أن أئمة الخلف من أهل البدع هذا منهجهم. وإنما قصده أئمة الخلف الذين جاءوا بعد أولئك السلف الصالح وصاروا أئمة يقتدى بهم .
    ثم قال الشيخ رحمه الله : (( كلهم متفقون عل الإقرار والإمرار )) على الإقرار: أي الإقرار واليقين والإيمان والإثبات لتلك الصفات الواردة في كتاب الله , وفي سنة رسولهr . والإمار : أي أنهم يمرونها , ولايتعرضون لتأويلها أو لتحريفها , قال : (( والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وفي سنة رسول الله
    صلى الله عليه وسلم من غير تعرضٍ لتأويله )) . هذا واضح المعنى وقد سبق بيانه . ولكن نقف عند قوله: (( والإمرار)) لأنه ورد عن جمهرة من السلف ؛ أنهم
    سُئلوا عن الصفات فقالوا(( أمروها كما جاءت )) فهل هذا تفويض ؟ وهل معنى أمرّوها كما جاءت , أي أمروا لفظها دون التعرض لها ودون إأثبات ما دلت عليه من المعاني ؟
    نقول : بعض المفوضة ظن أن مثل هذه العبارة دليل لهم على التفويض . لكن الصحيح أن السلف رحمهم الله تعالى أثبتوا الصفات , كما أشار الشيخ هنا , أثبتوا ما دلّت عليه , ثم إذا سئلو عن الصفات قالوا :(( أمروها كما جاءت )) أي لا تتعرضوا لتأويلها , كما تعرض لها أهل التأويل , والدليل على ذلك أنه ورد عن السلف مثل هذه العبارة في غير الصفات .
    فسئل الإمام أحمد عن أحاديث الوعيد كقولهr : (( ثنتان في أمتي هما بهم كفـرٌ )) وقوله : (( ولله لا يؤمن )) , وقوله )) لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)) . فقال رحمه الله تعالى: تمر كما جاءت .
    وسئل في بعض المرات عن أحاديث الفضائل , التي فيها الفضل العظيم
    فقال (( تمر كما جاءت )) أي لا نتعرض لتأويلها , وتحريفها , والخوض فيها على غير المنهج الحق . فدل ذلك على أن كلمة (تمر كما جاءت ) ليست خاصة بصفات الله , حتى ياتي قائل ويقول : إن المقصود بإمرار صفات الله : التفويض , وإنما المقصود إمرارها بعدم العرض لها , بتحريف , أو تأويل , أو تعطيل أو نحو ذلك .
    ثم قال الشيخ : (( وقد أمرنا باقتفاء آثارهم والاهتداء بمنارهم)) أي أمرنا بأن نقتدي بهؤلاء السلف رحمهم الله تعالى , وأن نهتدي بمناراتهم العالية المضيئة , التي أبرزوا من خلاله المنهج الحق والوسط , منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ولذا قال : (( وحذَّرنا المحدثات , وأخبرنا بأنها من الضلالات . فقال النبي صلى الله عليه وسلم)): عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديينَ من بعدي , عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة )) .
    وهذا استشهاد من الشيخ رحمه الله تعالى بهذا الحديث الثابت عن النبي
    صلى الله عليه وسلم , فإن الرسول عليه والصلاة والاسلام أمر أمته باتباع السنة ، وحذرهم من البدع . ولهذا لما أمرهم أمرهم باتباع سنته , وباتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .
    ولو تأملت ما ورد عن الخلفاء الراشدين , لو جدته تطبيقًا عمليًا لما في كتاب الله وما في سنة رسوله
    صلى الله عليه وسلم. لم يقع منهم تحريف , أو تأويل , أو تغيير أو تبديل .
    وما وقع من خلاف بين الصحابة إنما هو في باب الأحكام , وهذا واقع حتى والرسول
    صلى الله عليه وسلم بين الصحابة , كما في قصة بني قريظة , لما أمرهم بألا يصلوا العصر غلا في بني قريظة فاختلف الصحابة .
    لكن في باب إثبات الأسماء والصفات وفي باب العقائد . لم يقع في هذه العهود المفضلة بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أي اختلاف ، ولهذا أمرنا باتباع هدي الخلفاء الراشدين ، وسنة الخلفاء الراشدين ، وذلك في باب العقيدة وفي باب المنهج .
    قال
    صلى الله عليه وسلم : وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محجثة بدعة ، وكل بدعة ضلالـة )) . فحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور المحدثة التي هي بدعٌ وضلالات .
    والبدعة : هي أمر محدث في الدين , فيه مضاهاة لما ورد في الشريعة, وإنما قلنا هذا حتى يخرج عن ذلك الأمور الحادثة التي هي من باب العادات , فلا تدخل في البدع المذمومة , كأن يأتي إنسان ويقول : كانوا يركبون الإبل في الزمن القديم , ونحن الآن نركب السيارت , فالسيارات بدعة , هذا ليس بصحيح ؛ لأن هذه الأمور هي من باب العادات , والأصل فيها الإباحة وإنما تضبط بقواعد الشرع العامة فقط , من خلال المقاصد ونحو ذلك .
    لكن المقصود بالبدعة أن يبتدع الإنسان أمراً في الدين , سواء كان هذا في أمر عقدي , أو في أمر يتعلق بالعبادة والشرع , فهو بدعة وضلالة , فأولئلك الذين ابتدعوا في دين الله تعالى كأهل الأهواء مثلاً , تجد كل واحد منهم ابتدع بدعاً كثيرة مخالفة لنص كتاب الله وسنة رسوله
    صلى الله عليه وسلم, مثل بدع الجهمية في باب الصفات وفي باب القدر وفي باب الإيمان وبدع المعتزلة في باب
    الصفات وفي باب القدر وفي باب الإيمان , وبدع الروافض في باب الإمامة وفضائل أصحاب الرسول
    صلى الله عليه وسلم وغيرها وبدع القدربة وبدع المرجئة وغيرها .
    هذه كلها بدع محدثة في باب العقائد والمقالات , مخالفة لما كان عليه الرسول
    صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام , ومثله أيضاً البدع العملية , مثل أولئك الذين يبتدعون أوراداً , أوأذكاراً , أو موالد أو غير ذلك . فهذه بدع عملية لأن صاحبها يريد أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بهذا العمل , فاخترع هذا الذكر بهذا الشكل, وبهذه الكيفية وفي هذا الوقت , فهذه الأمور كلها تحول هذا الأمر إلى أمر بدعي . وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه البدع جميعاً حيث قال : (( وكل بدعة ضلالة )) , وهذا شامل للبدع الحقيقية التي اخترعها مبتدعها وأضافها إلى الدين والبدع الإضافية التي لها أصل في الشرع لكن أضاف إليها المبتدع وقتاً محدوداً أو كيفية ونحوها وجعلها كلها عبادة .
    والمنهج الصحيح هو السير على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهاج أصحابه, وأن ذلك لا يتعارض أبداً مع مستجدات العصر, بمعنى أنه لا يمكن أن يأتي زمان - مهما بلغ تطوره - نحتاج فيه إلى تغيير في شرع الله تعالى ؛ لأن الشرع كامل صالح لك زمان ومكان .
    تتغير أمور الناس ويتغير شكل حياتهم, وتتغير الوسائل,
    لكن تبقى الأصول التي أمر الله بها , وأمر الله بها وأمر بها رسولهصلى الله عليه وسلم, وشرعها الله ، وشرعها رسولهصلى الله عليه وسلم لا تتغير ولاتتبدل أبداً.
    وهذه هي الثوابت في دين الله تعالى التي لا تقبل التغيير أبداً . وأي تغيير فيها هو اتهام لهذه الشريعة بالنقص؛ سواء كان في باب العقائد والتصورات ونحو ذلك , أو في باب الشريعة وتطبيقها , أو في باب العبادات التي يتقرب بها العباد إلى ربهم سبحانه وتعالى , كل هذه الأمور مما جاءت به الشريعة كاملة, ولاتتغير أبداً , مهما اختلف الزمان, ومهما تغير المكان وهذا واضح جداً والحمد لله تعالى .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •