أتانا من النيل العظيم ذهولُ ** لقـد مات بين المسلمين جليـلُ
فلي فيه حُزْنٌ يملأُ القلبَ حرُّه ** على (المَسَيِرِيِّ)،من شَجَاهُ عويلُ
وأرسلتُ دمعَ العين فانهلَّ باكياً ** فما ليَ عنـهُ في البكاء بديـلُ
وإنْ تسْألوا من سالَ دمعي لموتِهِ ** فخيرُ الرجـال القائلينَ فعُولُ
بكيتُ على عقْلٍ كبيرٍ وعالمٍ ** وسيفٍ على كيْـد اليهودِ يجولُ
وألَّفَ سِفْرا ليس في الناس مثلَه ** فأبوابُه بعد الأُلـوفِ تطـُولُ
له كُتُبٌ مازتْ ، فشاعتْ علُومُها ** ولم يعتورْها في البحوثِ هزيلُ
بحوثٌ بها علْمٌ ،وفهْمٌ ،ودقَّـةٌ ** إليها جميعُ العارفـين يُحيـلُ
وينطـقُ بالفهْم المحقَّق علمُه ** إذا فنـَّدَ (الصهيونَ) فهي أُفـولُ
أليس من القوم الأُولى كان مجدُهم ** بمصرَ تراهم كالأسودِ تصُولُ
أليسَ من النيل العظيم نهولُه ** فهل مثل هذا في النهـولِ نهـولُ
(قلت) وإذا علمت أن الشيخ حامد محسوب على المتشددين-كذا يصنفونه-علمت أن في رثائه لهذا العلم تفنيدا لكثير ممن حاول النيل منه وبعد موته!
رحمه الله تعالى