تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفوائد المنتقاه من كتاب الفوائد لابن القيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,951

    افتراضي الفوائد المنتقاه من كتاب الفوائد لابن القيم

    الفوائد المنتقاه من كتاب الفوائد لابن القيم

    1- للانتفاع بالقرآن اجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه فإنّه خطاب منه لك على لسان رسوله
    2- استمع كتاب الله وأنت شاهد القلب والفهم لست بغافل ولا ساه فإن سهو القلب مانع من حصول التأثير وغيبته عن تعقّل ما يقال له والنظر فيه وتأمّله
    3- لمن كان له قلب: فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه فهو يقرأها عن ظهر قلب
    4- من الناس من لايكون واعي القلب فيحتاج لشاهد يميّز له بين الحق والباطل فطريق هدايته أن يفرغ سمعه للقرآن وقلبه لتأمّله والتفكر فيه وتعقل معانيه
    5- ماأخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار وفي الدنيا بالبصائر فهو عين يقين في المرتبتين
    6- إن الله سبحانه وتعالى يستشهد على العبد الحفظة والأنبياء والأمكنة والجلود ولا يحكم بينهم بمجرّد علمه وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين
    7- أخبرالله نبيه أنه يحكم بين الناس بما سمعه من إقرارهم وشهادة البيّنة لابمجرّد علمه فكيف يسوغ لحاكم أن يحكم بمجرد علمه من غير بيّنة ولا إقرار؟
    8- إن كمال علم الله واطلاعه يمنع من تبديل القول بين يديه وترويج الباطل عليه، وكمال عدله وغناه يمنع من ظلمه لعبيده
    9- كن أوابا وهو الرجاع إلى الله من معصيته إلى طاعته ومن الغفلة عنه إلى ذكره والذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها وإذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه
    10- كن حفيظا لما ائتمنه الله عليك وافترضه حافظ لما استودعك الله من حقّه ونعمته والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه
    11- كن أوابا حفيظا فالحفيظ الممسك نفسه عما حرّم عليه والأوّاب المقبل على الله بطاعته
    12- (وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه
    13- مما يستعان به على الصبر التسبيح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبالليل وأدبار السجود
    14- أخبر الله رسوله أنه ليس بمسلط على أعداءه ولا قهّار ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه، بل يذكر من يخاف وعيده فهو الذي ينتفع بالتذكير
    15- للإنسان قوتان: قوة علمية نظرية, وقوة عملية إرادية. وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإرادية
    16- العبد مضطرلأن يهديه الله الصراط المستقيم وأن يجنّبه الخروج عنه إما بفساد قوته العلمية فيقع في الضلال وإما بفساد قوّته العملية فيوجب له الغضب
    17- لا سبيل لسعادة العبد إلا بالاستقامة على الصراط المستقيم ولا سبيل لذلك إلا بهداية الله كما لا سبيل لعبادته إلا بمعونته
    18- بينت الفاتحة طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم:انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد وانحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل
    19- أوّل سورة الفاتحة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية, وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة
    20- من تحقّق بمعاني سورة الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة
    21- الرب يدعو عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:النظر في مفعولاته والتفكر في آياته وتدبّرها, فتلك آياته المشهودة وهذه آياته المسموعة المعقولة
    22- متى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء لم يخفهم بعد ذلك ولم يرجهم ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين
    23- متى ماشهد العبد أن المتصرّف في العباد سواهم والمدبّر لهم غيرهم لم يفتقر إليهم, ولم يعلّق أمله ورجاءه بهم, فاستقام توحيده, وتوكّله وعبوديته
    24- {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}وهو العدل الذي يتصرف به فيهم فهوعلى صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره وأمره ونهيه وثوابه وعقابه
    25- {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فخبره سبحانه كله صدق, وقضاؤه كلّه عدل, وأمره كله مصلحة
    26- {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فكل ما نهى عنه مفسدة وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته،وعقابه لمن يستحق له العقاب بعدله وحكمته
    27- "عدل في قضاؤك" يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه, من صحة وسقم, وغنى وفقر, ولذّة وألم, وحياة وموت, وعقوبة وتجاوز وغير ذلك
    28- أهل السنة يثبتون العدل والقدر والظلم عندهم هو وضع الشيء في غير موضعه كتعذيب المطيع ومن لاذنب له وهذا قد نزّه الله نفسه عنه في مواضع من كتابه
    29- الله سبحانه قد أوضح السبل, وأرسل الرسل, وأنزل الكتاب, وأزاح العلل, ومكّن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول, وهذا عدله
    30- وفّق سبحانه من شاء بمزيد عناية, وأراد من نفسه أن يعينه ويوفّقه, فهذا فضله.
    31- خذل سبحانه من ليس بأهل لتوفيقه وفضله لإعراضه عنه وتناسيه وإيثار عدوه ولعلمه أنه لايعرف قدر نعمة الهداية ولعدم صلاحية محله،لكنه لم يحرمه عدله
    32- المكروه الوارد على القلب إن كان من ماض أحدث الحزن وإن كان من مستقبل أحدث الهم وإن كان من حاضر أحدث الغم وذهابها كلها وعدم عودها فبالقرآن فقط
    33- قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه، فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبّة, لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبّته موضع
    34- إذا صغى القلب إلى غير حديث الله ومال إلى غير محبّة الله ونطق بغير ذكره, لم يبق فيه إصغاء ولا فهم لحديثه ولاميل إلى محبّته ولامحل للنطق بذكره
    35-1- الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لاوجود لها والعلوم التي لاتنفع والمفاكهات والمضحكات والحكايات ونحوها
    35-2- إذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا, فتعدته وجاوزته إلى محل سواه
    36- إذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فإنه لا يقبلها, ولا تلج فيه, لكن تمر مجتازة لا مستوطنة
    37- كل ما يكاثر به العبد غيره من مال أو جاه أو رياسة أو نسوة أو حديث أوعلم فهو مذموم إلا فيما يقرّب إلى الله وما يعود عليه بنفع معاده
    38- للعبد ستر بينه وبين الله, وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله, هتك الستر الذي بينه وبين الناس
    39- إضاعة الوقت أشد من الموت, لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
    40- الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر؟!
    41- محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا
    42- أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها
    43- كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها بشهوة ساعة
    44- يخرج العارف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه
    45- المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.
    46- لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين
    47- دافع الخطرة وإلا صارت فكرة فدافعها وإلا صارت شهوة فحاربها وإلا صارت عزيمة وهمّة وادفعها وإلا صارت فعلا فتداركه بضدّه وإلا صارعادة يصعب تركها
    48- مراتب التقوى حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات وهذه لحياة العبد ثم عن المكروهات لصحته وقوته ثم عما لايعني والفضول لسروره وفرحه وبهجته
    49- من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات
    50- لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها،ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين
    51-1- إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد،الأوّل: مشهد التوحيد وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
    51-2- الثاني مشهد العدل وأنه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه.الثالث مشهد الرحمة وأن رحمته في هذا المقدورغالبة لغضبه وانتقامه فما ظاهره بلاء فباطنه رحمة
    51-3- الرابع:مشهد الحكمة وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك فلم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا.الخامس:مشهد الحمد وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه
    51-4- السادس:مشهد العبوديّة وأنه عبد تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة
    52- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, وإضاعة الوقت, ونفرة الخلق
    53- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله الوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع إجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر
    54- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله حرمان العلم ولباس الذل وإدالة العدو وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب
    55- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله طول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال
    56- طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه, والآفات في عمله, والعيوب في نفسه, والتفريط في حقه, والظلم في معاملته
    57- طوبى لمن أنصف ربّه فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه رأى فضله وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه
    58- طوبى لمن لايرى ربّه إلا محسنا ولايرى نفسه إلا مسيئا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه
    59- من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلّوه
    60- أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مرّ
    61- ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه منها فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها
    62- الموفق يسمع ويبصر ويتكلّم ويبطش بمولاه كما في حديث الولي, والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه
    63- ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبّد له مع حاجته وفقره إليه لكن العجب من مالك يتحبب ويتودد إلى مملوكه بصنوف إنعامه وأنواع إحسانه مع غناه عنه
    64- نجائب النجاة مهيّأة للمراد وأقدام المطرود موثوقة بالقيودهبّت عواصف الأقدار في بيداء الأكوان فتقلب الوجود ونجم الخير.
    65- الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل
    66- لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له
    67- دخلت دار الهوى فقامرت بعمرك
    68- إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب فاستتر منها بحجاب{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ } فقد سلمت من الأثر{وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال}
    69- على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ويعرف عند الصبر فيما يصيبه،ومن قل فيما يتقيه اصطباره فقد قل مما يرتجيه نصيبه
    70- نور العقل يضيء في ليل الهوى, فتلوح جادة الصواب, فيتلمح البصير في ذلك النور عواقب الأمور
    71- يا من انحرف عن جادة العارفين كن في أواخر الركب ونم إذا نمت على الطريق, فالأمير يراعي الساقة
    72- قيل للحسن: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة فقال إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم
    73- طائر الطبع يرى الحبة, وعين العقل ترى الشرك, غير أن عين الهوى عمياء
    74- تزخرفت الشهوات لأعين الطباع, فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب, ووقع تابعوها في بيداء الحسرات
    75- من لم يباشر حر الهجير في طلاب المجد لم يقل في ظلال الشرف
    76-1- من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف. ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول
    76-2- ومن فقد أنسه بالله بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود. ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله
    77- أشرف الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه فكن مع مراده منك ولا تكن مع مرادك منه
    78- مصابيح القلوب الطاهرة في أصل الفطرة منيرة قبل الشرائع ، وحّد قس وما رأى الرسول, وكفر ابن أبيّ وقد صلّى معه بالمسجد
    79- جاء طفل منفرد عن أم إلى امرأة خالية عن ولد،فلله كم في قصة موسى من عبرة،كم ذبح فرعون في طلب موسى من ولد ولسان القدر يقول:لا نربيه إلا في حجرك
    80- متى همت أقدام العزم بالسلوك اندفع من بين أيديها سد القواطع،والقواط ع محن يتبين بها الصادق من الكاذب فإذا خضتها انقلبت أعوانا توصلك إلى مقصودك
    81- السير في طلب الدنيا سير في أرض مسبعة,المفروح به منها هو عين المحزون عليه،آلامها متولدة من لذاتها, وأحزانها من أفراحها
    82- لما عرف الموفقون قدر الدنيا وقلة المقام فيها أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد, فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد
    83-1- ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين: إحداهما: سوء ظنه بربه, وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلال وهذا من ضعف علمه
    83-2- والثانية:أن يكون عالما بذلك وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه, لكن تغلب شهوته صبره, وهواه عقله وهذا من ضعف عقله وبصيرته
    84- لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا بأهلها وخداع الأمل لأربابه وتملك الشيطان قياد النفوس ورأوا الدولة للنفس الأمارة لجأوا لحصن التضرّع والالتجاء
    85- تالله ما كانت الأيام إلا مناما, ما مضى من الدنيا أحلام, وما بقي منها أماني, والوقت ضائع بينهما
    86- لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة اليهما ولم يكتفوا بهما ابتلوا بفساد في فطرهم وظلمة في قلوبهم وكدر في أفهامهم ومحق في عقولهم
    87- إذا أُعرض عن الكتاب والسنة جاءت دولة البدع والهوى والضلال والمنكر والجهل والرياء والباطل والكذب والمداهنة والظلم والغلبة لأهل هذه الأمور
    88- اقشعرّت الأرض وأظلمت السماء, وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة
    89- ذهبت البركات, وقلّت الخيرات, وهزلت الوحوش, وتكدرت الحياة من فسق الظلمة
    90- بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والفظيعة وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح
    91- الظلم والفجور والفسق وكثرة الفواحش وغلبة المنكرات منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه وليل بلاء قد ادلهمّ ظلامه فاعزلوا عن هذا السبيل بتوبة نصوح
    92- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه
    93- إذا حمل القلب هموم وأثقال الدنيا وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كمسافر يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها فما أسرع ما تقف به
    94- إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور وإنما بينك وبين الفائزين جبل الهوى, نزلوا بين يديه ونزلت خلفه, فاطو فصل منزل, تلحق بالقوم
    95- الدنيا مضمار سباق, وقد انعقد الغبار وخفي السابق, والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة
    96- البخيل فقير لا يؤجر على فقره
    97- الصبر على عطش الضر, ولا الشرب من شرعة منّ
    98- استوحش مما لا يدوم معك, واستأنس بمن لا يفارقك
    99- إذا خرجت من عدوك لفظة سفه, فلا تلحقها بمثلها تلقّحها, ونسل الخصام نسل مذموم
    100- حميتك لنفسك أثر الجهل بها, فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها

    101- إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح
    102- أوثق غضبك بسلسلة الحلم, فإنه كلب إن أفلت أتلف
    103- من سبقت له سابقة السعادة, دُلّ على الدليل قبل الطلب
    104- إذا أراد القدر شخصا بذر في قلبه التوفيق ثم سقاه بالرغبة والرهبة ثم أقام عليه بأطوار المراقبة واستخدم له حارس العلم, فإذا الزرع قائم على سوقه
    105- إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة, وردفه قمر العزيمة, أشرقت أرض القلب بنور ربها
    106- إذا جن الليل تغالب عسكر اليقظة وكتيبة الغفلة, فإذا حمل العزم وانهزمت جنود التفريط, فما يطلع الفجر إلا وقد قسمت السهمان وبردت الغنيمة لأهلها
    107- سفر الليل لا يطيقه إلا مضمر المجاعة, النجائب في الأول, وحاملات الزاد في الأخير
    108- لا تسأم من الوقوف ولو طردت ولا تقطع الاعتذار ولو رددت فإن فتح الباب للمقبولين دونك فادخل دخول الطفيلية وابسط كف {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}
    109- يا مستفتحا باب المعاش بغير إقليد التقوى (أي مفتاحها), كيف توسع طريق الخطايا وتشكو ضيق الرزق
    110- لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد
    111- المعاصي سد في باب الكسب, و" إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"
    112- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله
    113- كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا,فإن الوليد يتبع الأم.
    114- الدنيا لاتساوي نقل أقدامك إليها, فكيف تعدو خلفها؟ وهي مجاز والآخرة وطن والأوطار إنما تطلب في الأوطان
    115- كل ما يخاف ويرجى من المخلوقات فلا يعدو أن يكون جزء سبب غير مستقل بالتأثير,فلا ينبغي أن يرجى ولا يخاف غير الله وتعلق الرجاء والخوف بغيره باطل
    116- الحول والقوة التي يرجى لأجلهما المخلوق ويخاف إنما هما لله وبيده في الحقيقة، فكيف يخاف ويرجى من لا حول له ولا قوة؟!
    117- على قدر خوفك من غير الله يسلط عليك, وعلى قدر رجائك لغيره يكون الحرمان
    118- التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه فأعداؤه ينجيهم من شدائد الدنيا وأما أولياؤه فينجيهم من كربات وشدائد الدنيا والآخرة فمادفعت الشدائد بمثل التوحيد
    119- كمال العبد بحسب هاتين القوتين: العلم والحب, وأفضل العلم العلم بالله, وأعلى الحب الحب له, وأكمل اللذة بحسبهما
    120- من لم يصبر على حبس قلبه وجوارحه عن المعاصي والشهوات أعقبه ذلك حبس الآخرة الفظيع، فكل خارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس
    121- عليك بالتقوى فليست على المتقي وحشة ومن اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا ومتى اتقيت الله كفاك الناس وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا
    122- لم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية, والعدل في الغضب والرضا, والقصد في الفقر والغنى
    123- بين العبد وبين الله قنطرة تقطع بخطوة عن نفسه وخطوة عن الخلق فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله
    124- لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر, ولا تضرك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها
    125- الطريق إلى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات وهومعمور بأهل اليقين والصبر وهم على الطريق كالأعلام {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا}
    126- للشهادة عند الموت أثر عظيم في تكفير السيئات لأنها من عبد قد خرجت الدنيا من قلبه وصارت وراء ظهره وامتلأ قلبه من الآخرة وشارف القدوم على ربه
    127- لو تجرد العبد بالشهادة في أيام الصحة حين شحن القلب بالشهوات وحب الدنيا كما هي عند الموت لكان لها نبأ آخر وعيش آخر
    128- تفرغ للمأمور به فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا وإذا سد عليك بحكمته طريقا فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه
    129- لا يمنع الرب سبحانه المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له فإنه يمنعه الحظ الأدنى ولا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس
    130- العبد لجهله بمصالحه وبحكمة ولطف ربه لايميز بين مامنع منه وبين ماادخر له فهو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا
    131- من عرف نفسه اشتغل بها عن عيوب الناس ومن عرف ربه اشتغل به عن هواه وأنفع العمل ماغبت فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك بشهود المنّة
    132- دخل الناس النار من ثلاث أبواب: باب شبهة أورثت شكا في دين الله. وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته. وباب غضب أورث العدوان على خلقه


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,951

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاه من كتاب الفوائد لابن القيم


    133- أصول الخطايا كلها ثلاث: الكبر والحرص والحسد. فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقي الشر. فالكفر من الكبر, والمعاصي من الحرص, والبغي والظلم من الحسد
    134- أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه, بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس
    135- جمعت مصالح الدنيا والآخرة في" فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" فمن اتقى الله فاز بالآخرة ونعيمها,ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها
    136- جمع النبي صلى الله عليه وسلم في بين المأثم والمغرم, فإن المأثم يوجب خسارة الآخرة, والمغرم يوجب خسارة الدنيا
    137-1- قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا } علق سبحانه الهداية بالجهاد, فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا
    137-2- أفرض الجهاد جهاد النفس والهوى والشيطان والدنيا فمن جاهدها في الله هداه سبل رضاه الموصلة إلى جنته ومن تركه فاته من الهدى بحسب ماعطل من الجهاد
    137-3- لا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا, فمن نصر عليها نصر على عدوه, ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه
    138- أعلى الهمم في طلب العلم, طلب علم الكتاب والسنة, والفهم عن الله ورسوله نفس المراد, وعلم حدود المنزل.
    139- أخّس همم طالب العلم قصر همته على تتبع الشواذ، والأقوال بلا همة إلى معرفة صحيحها ومعرفة الاختلاف وما لم يقع وقلّ أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه
    140- علماء السوء يدعون إلى الجنة بأقوالهم وإلى النار بأفعالهم فكلما قالت أقوالهم للناس هلمّوا قالت أفعالهم لاتسمعوا منهم. فهم قطّاع طرق لا أدلاء
    141- يامغرور بالأماني لعن إبليس بترك سجدة واحدة وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيك
    142- العمر بآخره والعمل بخاتمته من أحدث قبل السلام بطلت صلاته ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعا ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه
    143- كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب "سوف ولعل وعسى".
    144- كيف الفلاح بين إيمان ناقص, وأمل زائد وهوى مستيقظ, وعقل راقد مستوحشا من ربه, مستأنسا بخلقه, لله منه جزء يسير من ظاهره, وقلبه ويقينه لغيره
    145- ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى, ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد. فاشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت، واصدق في الطلب فقد جاءتك المعونة
    146- تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي, فلا تظن أن الشيطان غلب, ولكن الحافظ أعرض فاحذر نفسك فما أصابك بلاء قط إلا منها
    147- يدخل عليك لص الهوى وأنت في زاوية التعبد فلا يرى منك طردا له, فلا يزال بك حتى يخرجك من المسجد
    148-1- تجلى الله في القرآن لعباده بصفاته فتارة في صفات الهيبة والعظمة والجلال وتارة في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء وجمال الصفات والأفعال
    148-2- فإذا تجلى سبحانه في صفات الهيبة والعظمة والجلال فلتخضع الأعناق, ولتنكسر النفوس, ولتخشع الأصوات, وليذوب الكبر
    148-3- وإذا تجلى سبحانه في صفات الجمال والكمال فليستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها, فإذا أراد منه الغير أن يعلق تلك المحبة به أبى ذلك كل الإباء
    148-4- وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار إلى ربه وجد في العمل وحادي الرجاء يحدوه
    148-5- وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة,انقمعت النفس الأمارة وبطلت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص على المحرمات
    148-6- وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع انبعثت قوة التصديق والاجتناب والامتثال والتبليغ والتواصي
    148-7- وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعثت قوة الحياء منه أن يرى أو يسمع منه ما يكره أو يخفي ما يمقته فيبقى ظاهره وباطنه موزونا بميزان الشرع
    148-8- وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والرزق والنصرة والمعية انبعثت قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا بكل ما يجريه ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه
    148-9- وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء, انبعث الذل لعظمته, والانكسار لعزته, والخضوع لكبريائه, وخشوع القلب والجوارح له, فيذهب طيش العبد وقوته وحدته
    149- إن الله سبحانه يتعرف إلى العبد في كتابه بصفات إلهيته تارّة وبصفات ربوبيته تارة فيشهد العبد ربوبيته في إلهيته, وإلهيته في ربوبيته
    150-1- إذا تدبرت القرآن وأجرته من التحريف أشهدك ملكا قيوما فوق سماواته على عرشه يدبر أمر عباده يأمر وينهى ويرسل الرسل وينزل الكتب ويرضى ويغضب =
    150-2- =ويثيب ويعاقب,ويعطي ويمنع,ويعز ويذل,ويخفض ويرفع,ويرى من فوق سبع ويسمع,ويعلم السر والعلانية,فعّال لما يريد,موصوف بكل كمال,منزه عن كل عيب=
    150-3- =لا تتحرك ذرّة فما فوقها إلا بإذنه, ولا تسقط ورقة إلا بعلمه, ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه, ليس لعباده من دونه ولي ولا شفيع
    151- اجتنب من يعادي أهل الكتاب والسنة لئلا يعديك خسرانه واحذرعدوين هلك بهما أكثر الخلق:صادّ عن سبيل الله بشبهاته وزخرف قوله ومفتون بدنياه ورئاسته
    152- {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} فما اشترى إلا سلعة هذبها الإيمان وقدر السلعة ونفاستها يعرفان بقدر مشتريها والثمن المبذول والمنادي عليها
    153- اعرف قدر ما ضاع منك وابك بكاء من يدري مقدار الفائت
    154- من استطال الطريق ضعف مشيه، فيا أقدام الصبر احملي بقي القليل، وتذكر حلاوة الوصال يهن عليك مر المجاهدة
    155- من لاح له حال الآخرة هان عليه فراق الدنيا
    156- الجنة ترضى منك بأداء الفرائض, والنار تندفع عنك بترك المعاصي, والمحبة لا تقنع منك إلا ببذل الروح لله
    157- لما سلم القوم النفوس إلى رائض الشرع, علمها الوفاق على خلاف الطبع فاستقامت مع الطاعة, كيف دارت دارت معها
    158- أصول المعاصي كلها, كبارها وصغارها, ثلاثة: تعلق القلب بغير الله, وطاعة القوة الغضبية, والقوة الشهوانية, وهي الشرك والظلم والفواحش
    159- كلما كان القلب أضعف توحيدا وأعظم شركا كان أكثر فاحشة وأعظم تعلقا بالصور وعشقا لها
    160- جماع الخير كله هو الجمع بين التوحيد والعفة والعدل.
    161- من الحرج الذي في الصدر من القرآن يكون من جهة عدم كفايته وأنه لا يكفي العباد بل هم محتاجون معه إلى المعقولات والأقيسة أو الآراء أو السياسات
    162- لا تجد مبتدعا إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته كما أنك لا تجد ظالما فاجرا إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته
    163- إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها, وحمل عنه كل ما أهمه,وفرغ قلبه لمحبته, ولسانه لذكره, وجوارحه لطاعته
    164- إذا أصبح العبد وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه فشغل قلبه ولسانه بمحبة وذكر الخلق,وجوارحه بخدمتهم وأشغالهم
    165- كل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى: { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين }
    166- العلم:نقل صورة المعلوم من الخارج وإثباتها في النفس وكثيرا ما يثبت ويتراءى في النفس صورة ليس لها وجود حقيقي, فيظنها صاحبها علما وليست كذلك
    167- كل علم لا يضر الجهل به فإنه لا ينفع العلم به وكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من علم لاينفع،فشرف العلم بحسب شرف معلومه وشدة الحاجة إليه
    168- آفة العلم عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبه الله ويرضاه, وذلك يكون من فساد العلم تارة, ومن فساد الإرادة تارة.
    169- من آفات العلم أن يعتقد أن هذا مشروع محبوب لله يقرّبه إليه والأمر ليس كذلك,وألا يقصد به وجه الله والدار الآخرة, بل يقصد به الدنيا والخلق
    170- السلامة من آفات العلم والعمل وفسادهما تكون بمعرفة ما جاء به الرسول في باب العلم والمعرفة وإرادة وجه الله والدار الآخرة في باب القصد والإرادة
    171- الإيمان واليقين يورثان صحة المعرفة وصحة الإرادة,ولا يتم الإيمان إلا بتلقي المعرفة من مشكاة النبوة,وتجريد الإرادة عن شوائب الهوى وإرادة الخلق
    172- من كان علمه مقتبسا من الوحي, وإرادته لله والدار الآخرة, كان أصح الناس علما وعملا وهو من الأئمة الذين يهدون بأمر الله ومن خلفاء رسوله في أمته
    173- الإيمان له ظاهر وباطن, وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له ولا يجزىء باطن لا ظاهر له
    174- تخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوّه من الإيمان, ونقصه دليل نقصه, وقوته دليل قوته
    175- الإيمان قلب الإسلام ولبه واليقين قلب الإيمان ولبه، وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول، وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول
    176- أعظم التوكل على الله التوكل عليه في الهداية وتجريد التوحيد ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وجهاد أهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصّة أتباعهم
    177- التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد, ودفع المكروه, بل هو أقوى الأسباب على الإطلاق
    178- من تحقيق التوكل القيام بالأسباب المأمور بها, فمن عطلها لم يصح توكله، فالتوكل عبودية القلب, والسبب المنوي به القربة عبودية الجوارح
    179- سر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده, فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون إليها
    180- لاينفع القول توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه إليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء كالقول تبت إلى الله وهو مصر على معصيته
    181- لا تشكو من يرحمك وهو الله إلى من لا يرحمك وهم الناس فهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه فلو عرفت ربك لما شكوته ولوعرفت الناس لما شكوت إليهم
    182- العارف إنما يشكو إلى الله وحده ويجعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس, فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه, (وما أصابك من سيئة فمن نفسك)
    183- مراتب الشكوى ثلاثة: أخسها أن تشكو الله إلى خلقه, وأعلاها أن تشكو نفسك إليه, وأوسطها أن تشكو خلقه إليه
    184- الحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا. فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا, وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان
    185- حياة القلوب في الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد وكمال الحياة في الجنة والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة فهوداع إلى الحياة في الدنيا والآخرة
    186- (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)إن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه
    187- من تثاقل وأبطأ عن الاستجابة فلا يأمن أن يحول الله بينه وبين قلبه فلا يمكنه بعد ذلك من الاستجابة عقوبة له على تركها بعد وضوح واستبانة الحق
    188- الإنسان ظلوم جهول,فلا يجعل معيار ما يضرّه وينفعه ميله وحبه ونفرته وبغضه,بل ما اختاره الله فأنفع الأشياء له طاعة ربه,وأضر الأشياء عليه معصيته
    189- إذا قام العبد بطاعة وعبودية ربه مخلصا له فكل ما يجري عليه مما يكره يكون خيرا له, وإذا تخلى عن طاعته وعبوديته فكل ما هو فيه من محبوب هو شر له
    190- من صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته,علم يقينا أن المكروهات والمحن التي تنزل به فيها من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولافكرته
    191- عامة مصالح النفوس في مكروهاتها, كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها
    192- أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيرا لهم،إحسانا إليهم ولطفا بهم
    193- لعجز العباد عن القيام بمصالحهم علما وإرادة وعملا لو اختاروا لأنفسهم، فقد تولى سبحانه تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته,أحبوا أم كرهوا
    194-1- عرف الموقنون بأسماء الله وصفاته علمه وحكمته ورحمته فلم يتهموه في شيء من أحكامه
    194-2- الجهال بالله نازعوه تدبيره, وقدحوا في حكمته, ولم ينقادوا لحكمه وعارضوه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة, فلا لربهم عرفوا, ولا لمصالحهم حصلوا
    195- القضاء دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة والرضا وطيب النفس والاطمئنان لأحكام الله الدينية ذاق طعم الايمان
    196-1- أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن. فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه, فتشكره عليها, وتتضرّع إليه أن لا يقطعها عنك,
    196-2- = وأن السيئات من خذلانه وعقوبته, فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها, ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك
    197- على قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق سبحانه وإعانته أو خذلانه.فهو العليم الحكيم يضع كلا من التوفيق والخذلان في مواضعه اللائقة به
    198- ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وخلقت النار لإذابة القلوب القاسية وأبعد القلوب من الله القلب القاسي.
    199- من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته فالقلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.
    200- القلوب آنية الله في أرضه, فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها، وإذا غذي القلب بالتذكر, وسقي بالتفكّر, ونقي من الدغل, رأى العجائب وألهم الحكمة
    201- ليس كل من انتحل المعرفة والحكمة كان من أهلها,بل أهلها هم الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى.وأما من أحيى الهوى, فالمعرفة والحكمة عاريّة على لسانه
    202- إيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد الإيمان, وإما من فساد العقل. وما أكثر ما يكون منهما
    203- إذا قسا القلب قحطت العين
    204- خراب القلب من الأمن والغفلة, وعمارته من الخشية والذكر
    205- الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا ومن وطّن قلبه عند ربه, سكن واستراح, ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
    206- إذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته, واستخلصه لعبادته, فشغل همه به, ولسانه بذكره, وجوارحه بخدمته
    207- القلب يمرض وشفاؤه التوبة والحمية ويصدأ وجلاؤه بالذكر ويعرى وزينته التقوى ويجوع ويظمأ وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة
    208- إياك والغفلة عمن جعل لحياتك أجلا ولأيامك وأنفاسك أمدا ومن كل سواه بد ولا بد لك منه
    209- الله سبحانه سهّل لخلقه السبيل إليه وحجبهم عنه بالتدبير,فمن رضي وسكن بتدبيره له واختياره وسلّم لحكمه,أزال ذلك الحجاب فاطمأن القلب وسكن لربه
    210- المتوكل لا يسأل غير الله ولا يرد على الله ولا يدخر مع الله
    211- من شغل بنفسه شغل عن غيره, ومن شغل بربه شغل عن نفسه
    212- الإخلاص هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله
    213- الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام
    214- الناس في الدنيا معذّبون على قدر هممهم بها
    215- للقلب ستة مواطن يجول فيها ثلاثة سافلة دنيا تتزين له, ونفس تحدثه, وعدو يوسوس له, وثلاثة عالية علم يتبين له, وعقل يرشده, وإله يعبده.
    216- إتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد, فإن اتّباع الهوى يعمي عن الحق معرفة وقصدا, وطول الأمل ينسي الآخرة, ويصد عن الاستعداد لها
    217- لا يشم عبد رائحة الصدق وهو يداهن نفسه, أو يداهن غيره
    218- إذا أراد الله بعبد خيرا جعله معترفا بذنبه ممسكا عن ذنب غيره جوادا بما عنده زاهدا فيما عند غيره محتملا لأذى غيره وإن أراد به شرا عكس ذلك عليه
    219- الهمّة العليّة تحوم حول ثلاثة ،تعرُّف لصفة عليا تزيد بها محبة وإرادة وملاحظة لمنة تزيد بها شكرا أو طاعة وتذكر لذنب تزيد بتذكره توبة وخشية
    220- من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلّته. ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته وذلّت له
    221- من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق لأن الأحكام كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض أهل الرئاسة ومتبعي الشهوات
    222-1- "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات" " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا"
    222-2- إذا كان العالم والحاكم محبين للرئاسة متبعين للشهوات لم يتم لهما ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق لا سيما إذا قامت له شبهة,فتتفق الشبهة والشهوة=
    222-3- =ويثور الهوى, فيخفى الصواب, وينطمس وجه الحق. وإن كان الحق ظاهرا لا خفاء به ولا شبهة فيه, أقدم على مخالفته وقال: لي مخرج من التوبة=
    222-4- =أخذوا الغرض الأدنى مع علمهم بتحريمه عليهم وقالوا سيغفر لنا, وان عرض لهم عرض آخر أخذوه فهم مصرون على ذلك=
    222-5- =وذلك هو الحامل لهم على أن يقولوا على الله غير الحق, فيقولون هذا حكمه وشرعه ودينه وهم يعلمون أن دينه وشرعه وحكمه خلاف ذلك=
    222-6- =أو لا يعلمون أن ذلك دينه وشرعه وحكمه، فتارة يقولون على الله ما لا يعلمون, وتارة يقولون عليه ما يعلمون بطلانه=
    222-7- =وأما الذين يتقون فيعلمون أن الدار =الآخرة خير من الدنيا فلا يحملهم حب الرئاسة والشهوة على أن يؤثروا الدنيا على الآخرة وطريق ذلك أن يتمسكوا=
    222-8- =بالكتاب والسنة, ويستعينوا بالصبر والصلاة, ويتفكروا في الدنيا وزوالها وخستها, والآخرة وإقبالها ودوامها.
    223-1- {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين* ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه}=
    223-2- =فهذا مثل عالم السوء الذي يعمل بخلاف علمه فمن آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها لا بد أن يبتدع في الدين مع الفجور في العمل فيجتمع له الأمران=
    223-3- =فإن اتّباع الهوى يعمى القلب فلا يميز بين السنة والبدعة أو ينكسه فيرى البدعة سنة والسنة بدعة فهذه آفة من آثر الدنيا واتبع الرئاسات والشهوات.
    224- الغي: الضلال في العلم والقصد, وهو أخص بفساد القصد والعمل كما أن الضلال أخص بفساد العلم والاعتقاد. فإذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر.
    225- آفة العابد الجاهل إعراضه عن العلم وغلبة هواه فاحذر من فتنة العالم الفاجر فبغيّه يدعو للفجور وفتنة العابد الجاهل فبجهله يصد عن العلم وموجبه
    226- أفضل ما اكتسبته النفوس, وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة, هو العلم والإيمان, ولهذا قرن الله سبحانه بينهما في عدة مواضع.
    227- فرق بين العلم والكلام،فالكلام اليوم أكثر والعلم فيما تقدم أكثر فالكتب كثيرة والكلام والجدال والمقدرات الذهنية كثيرة والعلم بمعزل عن أكثرها
    228- اتخذت هواجس الأفكار وسوانح الخواطر والآراء علما ووضعت فيها الكتب وأنفقت فيها الأنفاس فضيع فيها الزمان وملئت بها الصحف مدادا والقلوب سوادا
    229- صرخ الشيطان في أناس بهذه الكلمة أنه ليس في القرآن والسنة علم وأن أدلتهما لفظية لا تفيد يقينا ولا علما فانسلخت بها القلوب من العلم والإيمان
    230- ما كان من عند الله لايختلف ولا يتناقض ،وكيف تكون الآراء والخيالات والأفكار دينا يدان به ويحكم به على الله ورسوله,سبحانك هذا بهتان عظيم
    231- المتهوكين والمخرصين الذين يرد بعضهم على بعض وينقض بعضهم قول بعض إنما هم مختلفون في الكتاب, مخالفون للكتاب, متفقون على مفارقة الكتاب
    232-1- الإيمان حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, والتصديق به عقدا, والإقرار به نطقا, والانقياد له محبة وخضوعا=
    232-2- =والعمل به باطنا وظاهرا, وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان وكماله في الحب في الله والبغض في الله, والعطاء لله والمنع لله=
    232-3- =وأن يكون الله وحده إلهه ومعبوده.والطريق إليه تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا, وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله.
    233- من اشتغل بالله عن نفسه وعن الناس, كفاه الله مؤونة نفسه ومؤونة الناس, ومن اشتغل بنفسه أو بالناس عن الله وكّله الله إلى نفسه وإلى الناس
    234- من ترك المألوفات والعوائد صادقا مخلصا لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن صدقه, فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة
    235- من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه" والعوض أنواع مختلفة,وأجلها الأنس بالله ومحبته, وطمأنينة القلب به, وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى
    236- أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.
    237- الأصول التي تنبني عليها سعادة العبد ثلاثة, التوحيد وضده الشرك, والسنة وضدها البدعة, والطاعة وضدها المعصية.
    238- العالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية, فاستبانت لهم السبيلان، سبيل النجاة, وسبيل الهلكة
    239- من نشأ في الإسلام غير عالم تفصيل ضده,فيلتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين,فاللبس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما
    240- الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله هو من الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فأبغضها لله ودفعها وحذرها
    241- إن الله سبحانه يحب أن تعرف سبيل أعدائه لتجتنب وتبغض, كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتحب وتسلك
    242-1- عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها: علم لا يعمل به, وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء, ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا=
    242-2- =ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة، وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به، وبدن معطل من طاعته وخدمته، ومحبة لاتتقيد برضاء المحبوب وامتثال=
    242-3- =أوامره، ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربة, وفكر يجول فيما لا ينفع، وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك=
    242-4- = وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
    243- أصل كل إضاعة وفساد: اتباع الهوى وإيثار الدنيا ، وإضاعة الوقت من طول الأمل، والصلاح كله في اتّباع الهدى والاستعداد للقاء
    244- لله سبحانه على عبده أمر أمره به, وقضاء يقضيه عليه, ونعمة ينعم بها عليه فلا ينفك من هذه الثلاثة
    245- من لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر العبد قليلها عليه, ويستقل كثير شكره عليها, ويعلم أنها وصلت إليه من غير ثمن بذله فيها, , ولا استحقاق منه لها
    246- قد أُمر العبد بأمر وضُمن له ضمانا فإن قام بالأمر بنصح وصدق وإخلاص واجتهاد قام سبحانه له بما ضمنه له من الرزق والكفاية والنصر وقضاء الحوائج
    247- من علامات السعادة صرف اهتمامه إلى أمر الله دون ضمانه، ومن علامات الحرمان فراغ قلبه من الاهتمام بأمره وحبه وخشيته والاهتمام بضمانه
    248- العابد يعبد الله مع العلائق, والزاهد يعبده على ترك العلائق,والصديق يعبده على الرضا والموافقة, إن أراه أخذ الدنيا أخذها, وإن أراه تركها تركها
    249- كن في جانب الله ورسوله ولا تكن في الجانب الآخر فإنه يفضي للمشاقة والمحادّة ولا تستسهل هذا فإن مبادئه تجر إلى غايته وقليله يدعو إلى كثيره
    250- كن في الجانب الذي فيه الله ورسوله فالعاقبة حميدة وان كان الناس كلهم في الجانب الآخر وإن عدك الناس ناقص العقل سيء الاختيار أو مجنونا.
    251- لا بد لمن وطّن نفسه على أن يكون في جانب الله ورسوله من علم راسخ ويقين لاريب فيه بما جاء به الرسول وصبر تام ورغبة قوية في الله والدار الآخرة
    252- لاتستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله ولو كنت وحدك فإن الله معك وأنت بعينه وكلاءته وحفظه وقد يمتحن يقينك وصبرك وتجرد من الطمع والفزع
    253- متى قام بك الطمع والفزع فلا تطمع في التحيز لله ورسوله واستعن على ذلك بالتوحيد والتوكل والثقة بالله, وعلمك بأن الأمر كله لله وحده
    254- أصلح ما مضى بالتوبة وما يستقبل بالامتناع والعزم والنية وما على الجوارح في هذين نصب، واحفظ مابينهما حتى حتى تنجو وتفوز بالراحة واللذة والنعيم
    255- من آثر اللهو والشهوات والراحات العاجلة أعقبته الألم الدائم الذي معاناته أشق وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله وعلى طاعته ومخالفة الهوى
    256- إذا استغنى الناس بالدنيا وفرحوا بها وأنسوا بأحبابهم وتقربوا إلى كبرائهم فاستغن وافرح واجعل أنسك بالله, وتقرب إليه تنل غاية العز والرفعة
    257- ما علمت أن أحدا سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان
    258- إنك إن تضحك وأنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك, فإن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه
    259- دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها,وكن في الدنيا كالنحلة,إن أكلت أكلت طيبا,وإن أطعمت أطعمت طيبا,وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه
    260- الزهد زهد في الحرام وفي الشبهات وفي الفضول ومالا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره وزهد في الناس وفي النفس فتهون عليه نفسه في الله
    261- الجامع لأنواع الزهد هو الزهد فيما سوى الله وكل ما شغل عنه، وأفضل الزهد إخفاء الزهد, وأصعبه الزهد في الحظوظ
    262- الفرق بين الزهد وبين الورع أن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة, والورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع
    263- عجبت من ثلاثة:رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله,ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه,ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم والله يدعوه إلى صحبته ومودته
    264- ترك الأمر أعظم عند الله من ارتكاب النهي, لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه, وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه
    265- إن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة والحاجة وذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر والعزة لذا فترك الأمر أعظم عند الله من ارتكاب النهي
    266- لو ترك الانسان جميع المنهيات ولم يأت بالإيمان والأعمال المأمور بها لم ينفعه ذلك الترك شيئا وكان خالدا مخلدا في النار
    267- من ترك المأمورات والمنهيات فهو هالك غير ناج ولا ينجو إلا بفعل المأمور وهو التوحيد ويكفي في هلاكه ترك نفس التوحيد وإن لم يأت بضده من الشرك
    268- متى خلا قلب عبد من التوحيد فهو هالك وان لم يعبد مع الله غيره فإذا انضاف إليه عبادة غيره عذب على ترك التوحيد المأمور به وفعل الشرك المنهي عنه
    269- من قال أنا لا أصدق ولا أكذب ولا أحب ولا أبغض ولا أعبد الله ولا أعبد غيره, كان كافرا بمجرد الترك والإعراض
    270- إن الله سبحانه جعل جزاء المأمورات عشرة أمثال فعلها, وجزاء المنهيات مثل واحد وهذا يدل على أن فعل ما أمر به أحب إليه من ترك ما نهى عنه
    271- يزيل سبحانه الذنوب وإن تعاظمت بالعفو والتجاوز وبأدنى سعي من العبد من استغفار وتوبة وندم وذلك لوجود ما يحبه من توبة العبد وطاعته وتوحيده
    272- قاعدتي الدين الذكر والشكر{ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}فذكره مستلزم لمعرفته وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية من خلق الجن والإنس
    273- أعمال القلب والجوارح سبب الهداية والإضلال فأعمال البر يحبها الله فيجازي عليها بالهدى والفلاح ويبغض أعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء
    274- إنما ينتفع بآيات الله المشهودة العيانية أهل الصبر والشكر وإنما ينتفع بآياته الإيمانية القرآنية أهل التقوى والخشية والإنابة
    275- {إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة} فمن لا يؤمن بالآخرة ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة وآية في حقه
    276- {نسوا الله فنسيهم} فلم يذكرهم بالهدى والرحمة وأنساهم أنفسهم عقوبة لهم فلم يطلبوا كمالها بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق
    277- { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} هما الهدى والنعمة, ففضله هداه,ورحمته نعمته،فالهدى والفضل والنعمة والرحمة متلازمات لاينفك بعضها عن بعض
    278- الضلال والشقاء متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ويجمع سبحانه بين الهدى وانشراح الصدر والحياة الطيّبة وبين الضلال وضيق الصدر والمعيشة الضنك
    288- أصل أعمال القلوب كلها الصدق بل كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب
    289- إن الله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه, ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته
    290- ما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق, ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب
    291- قد يأتي المكروه بالمحبوب والمحبوب بالمكروه وقد توافي المضرة من جانب المسرة وقد تأتي المسرة من جانب المضرة فإن الله يعلم من العواقب مالا نعلم
    292- نظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غاياتها والعاقل دائما ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها فيرى ما وراء تلك الستور من غايات محمودة ومذمومة
    293- المناهي كطعام لذيذ قد خلط به سم قاتل, فلا تدعوك لذته إلى تناوله، والأوامر كدواء كريه المذاق مفضي إلى العافية فلا تمنعك كراهة مذاقه عن تناوله
    294- لا تقترح على ربك ولا تختار عليه ولا تسأله ما ليس لك به علم, فلعل مضرّتك وهلاكك فيه, بل اسأله حسن الاختيار لك وأن يرضيك به فلا أنفع لك من ذلك
    295- من عرف نفسه بالجهل والظلم والنقائص والحاجة والذل والعدم عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها فأحب ربه وخافه ورجاه, وهذا هو حقيقة العبودية
    296- الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه من ألم وعقوبة وهم وغم وحزن وخوف
    297- للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا ومتى قصرت عنه فنقص ومهانة والضابط العدل والأخذ بالوسط بين الإفراط والتفريط وبذا تدرك مصالح الدنيا والآخرة
    298- حد الشجاعة الإقدام في مواضع الإقدام, والإحجام في مواضع الإحجام, كان عمرو بن العاص يتقدم حتى يقال من أشجع الناس, ويجبن حتى يقال من أجبن الناس
    299- الغيرة لها حد إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبريء, وإن قصّرت عنه كانت تغافلا ومبادئ دياثة
    300- للتواضع حد إذا جاوزه كان ذلا ومهانة, ومن قصر عنه انحرف إلى الكبر والفخر.وللعز حد إذا جاوزه كان كبرا وخلقا مذموما, وإن قصر عنه كان ذلا ومهانة
    301- من أشرف العلوم وأنفعها علم الحدود, ولا سيما حدود المشروع المأمور والمنهي حتى لا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو داخل فيها
    302- الذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترّين وإنما تقطع المنازل إلى الله بالقلب والهمة لابالبدن والتقوى تقوى القلوب لا الجوارح
    303- الكيّس يقطع من المسافة بصحة العزيمة, وعلو الهمة, وتجريد القصد, وصحة النية مع العمل القليل أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير
    304- الله تعالى أمر عباده أن يقوموا بشرائع الإسلام على ظواهرهم وحقائق الإيمان على بواطنهم, ولا يقبل واحدا منهما إلا بصاحبه وقرينه
    305- كل إسلام ظاهر لا يُنفذ منه لحقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت
    306- أصل الرذائل الكبر والدناءة وأصل المحامد الخشوع وعلو الهمة،فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل,ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل
    307- المطلب الأعلى موقوف حصوله على همة عالية ونية صحيحة, فمن فقدهما تعذّر عليه الوصول إليه فالنية تفرد له الطريق والهمة تفرد له المطلوب.
    308- شر المعذرة حين يحضر الموت, وشر الندامة ندامة يوم القيامة, وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى
    309- خير الغنى غنى النفس,وخير الزاد التقوى ومن يستكبر يضعه الله, ومن يعص الله يطع الشيطان، ومن تطاول تعظّما حطّه الله, ومن تواضع تخشّعا رفعه الله
    310- إن الناس قد أحسنوا القول, فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظّه, ومن خالف قوله فعله فذاك إنما يوبخ نفسه
    311- لا ترضي الناس بسخط الله ولا تحمد أحدا على رزق الله ولا تلوم أحدا على ما لم يؤتك الله فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهة كاره
    312- إن الله بقسطه وحلمه وعدله جعل الرّوح والفرح في اليقين والرضا, وجعل الهم والحزن في الشك والسخط
    313- إن للقلوب شهوة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها, ودعوها عند فترتها وإدبارها
    314- يكون في آخر الزمان أقوام أفضل أعمالهم التلاوم بينهم ، وإذا أحب الرجل أن ينصف من نفسه فليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه
    315- لا يقلدن أحدكم في دينه رجلا, فإن آمن آمن وإن كفر كفر, وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت, فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة
    316- اعبد الله لا تشرك به شيئا,وزل مع القرآن حيث زال,ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا,ومن جاءك بالبطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا
    317- أطلب قلبك في ثلاثة مواطن عند سماع القرآن وفي مجالس الذكر وفي أوقات الخلوة فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فلا قلب لك
    318- لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار
    319- ازهد في مدح من لا يزينك مدحه, وفي ذم من لا يشينك ذمه, وارغب في مدح من كل الزين في مدحه, وكل الشين في ذمه, وهو الله جل جلاله
    320- من تمتع بالطيبات بما أذن له فيه جمع له بين لذة الدنيا والآخرة ومن تمتع بها بالهوى سواء أذن له أم لا لم تدم له لذة الدنيا وفاتته لذة الآخرة
    321- طيبات الدنيا ولذاتها نعم العون لمن صح طلبه لله والدار الآخرة وكانت همه ، وبئس القاطع لمن كانت هي مقصوده وهمته, وحولها يدندن.
    322- كان عمر بن عبدالعزيز إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه. وإذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزقه, ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي
    323- الوصول إلى المطلوب موقوف على قطع العوائق وهجر ماألفه الناس واعتادوه من الأوضاع التي جعلوها بمنزلة الشرع المتّبع, بل هي عندهم أعظم من الشرع
    324- ثلاثة عوائق تعوق القلب عن سيره إلى الله وتقطع عليه طريقه: الشرك والبدعة والمعصية
    325- العلائق هي كل ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورئاستها وصحبة الناس والتعلق بهم
    326- من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته. وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره. وكلما زيد في عمره نقص من حرصه
    327- من علامات سعادة وفلاح العبد أنه كلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم
    328- من علامات شقاوة العبد أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه, وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه
    329- ومن علامات شقاوة العبد أنه كلما زيد في عمره زيد في حرصه وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه
    330- إن الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب, وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين بالشكر والصبر
    331- من أراد علو بنيانه فليوثق ويحكم ويصحح أساسه ويشتد في الاعتناء به فهذه همة العارفين, أما الجاهل فيرفع البناء بلا أساس فلا يلبث بنيانه أن يسقط
    332- أوثق أساس يؤسس العبد عليه بنيانه أمران: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته. والثاني: تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه
    333- حصن نفسك فإن العدو إذا لم يطمع في الدخول من الباب نقّب من بعيد بمعاول الذنوب,فإن أهملته وصل إليك النقب, فإن دخل عليك الحصن فيصعب عليك إخراجه
    334- أركان الكفر الكبر والحسد والغضب والشهوة.فالكبر يمنع الانقياد والحسد يمنع قبول النصيحة وبذلها والغضب يمنع العدل والشهوة تمنع التفرّغ للعبادة
    335- إذا استحكم الكبر والحسد والغضب والشهوة في القلب أرته الباطل حقا والحق باطلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا وقربت منه الدنيا وبعدت منه الآخرة
    336- الغضب كالسبع إذا أفلته صاحبه بدأ بأكله والشهوة مثل النار إذا أضرمها صاحبها بدأت بإحراقه ومن غلبها فرق الشيطان من ظله ومن غلبته فرق من خياله
    337- الجهال بأسماء وصفات الله المعطلون لحقائقها المنكرون للحكمة والتعليل والأسباب يبغضون الله لخلقه ويقطعون عليهم طريق محبته والتودد إليه بطاعته
    338- لو سلك الدعاة المسلك الذي دعا الله ورسوله به الناس لصلح العالم صلاحا لا فساد معه
    339- السنة شجرة والأنفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة ومن كانت في معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الجذاذ يوم المعاد
    340- الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة وثمرها لا مقطوع ولا ممنوع كثمار الجنة
    341- الشرك والكذب والرياء شجرة في القلب, ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب, وثمرها في الآخرة الزقّوم والعذاب المقيم
    342- العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة
    343- اجتهد أن تحبب الله إلى الخلق بذكر آلائه وصفات كماله ونعوت جلاله, فإذا تعلقت القلوب بحبه هان عليها ترك الذنوب والإصرار عليها
    344- العارف يدعو الناس إلى الله من دنياهم, فتسهل عليهم الإجابة والزاهد يدعوهم إلى الله بترك الدنيا, فتشق عليهم الإجابة
    345- معرفة الله سبحانه نوعان:معرفة إقرار ويشترك فيها البر والفاجر والمطيع والعاصي الثاني معرفة خاصة توجب حياء ومحبة وتعلق قلب وخشية وإنابة
    346-1- الدراهم أنواع:درهم اكتسب بطاعة الله وأخرج في حق الله فذاك خير الدراهم ودرهم اكتسب بمعصية الله وأخرج في معصية الله فذاك شر الدراهم,
    346-2- ودرهم اكتسب بأذى مسلم, وأخرج في أذى مسلم فهو من شر الدراهم ، ودرهم اكتسب بمباح وأنفق في شهوة مباحة فذاك لا له ولا عليه
    346-3- ودرهم اكتسب بحق وأنفق في باطل ودرهم اكتسب بباطل وأنفق في حق فإنفاقه كفّارته ودرهم اكتسب من شبهة فكفّارته أن ينفق في طاعة الله
    347 -1- الجهل بالطريق وآفاتها والمقصود يوجب تعبا كثيرا مع فائدة قليلة فصاحبه إما أن يجتهد في نافلة مع إضاعة فرض,أو عمل بالجوارح لم يواطئه عمل القلب=
    347 -2- =أو عمل بالباطن والظاهر لم يتقيد بالاقتداء أو همة إلى عمل لم ترق بصاحبها إلى ملاحظة المقصود أو عمل لم يحترز مما يفسده حال العمل وبعده
    348- النعم ثلاثة:نعمة العبد فيها لا يشعر بها والموفق من عُرّفها وحاصلة يعلم بها والموفق من شكرها ومنتظرة يرجوها والموفق من وفق لاستجلابها
    349- اللهم ثبت مانحن فيه من النعم بإدامة شكرها وحقق لنا النعم التي نرجوها بحسن الظن بك ودوام طاعتك وعرّفنا النعم التي نحن فيها ولا نعرفها لنشكرها
    350- النفس كالرحى فإما أن تطحن حبا أو ترابا والأفكار والخواطر كالحب فمن طحنت رحاه حبا خرج دقيقا ومن طحن رملا وتبنا تبيّن له حقيقة طحينه وقت الخبز
    351- إصلاح الخواطر أسهل من الأفكار وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل وتداركه أسهل من قطع العوائد
    352- أنفع الدواء أن تشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك فالفكر في مالا يعني باب كل شر ومن فكر في مالا يعنيه فاته ما يعنيه واشتغل عما ينفع بما لاينفع
    353- لاتمكن الشيطان من بيت أفكارك وإراداتك فتكون كمن يطحن الحبوب فأتاه شخص معه تراب وغثاء ليطحنه فإن طرده استمر بطحن ما ينفعه وإن مكنه أفسد طحينه
    354- ليكن شغلك بمعرفة ما يلزمك من التوحيد وحقوقه, وفي الموت وما بعده وفي آفات الأعمال وطرق التحرز منها وبإرادة ما ينفعك وطرح إرادة ما يضرك
    355- أعلم الناس معرفة بربه من عرفه من كلامه فيعرف ربا قد اجتمعت له صفات الكمال والجلال منزّه عن المثال بريء من النقائص له كل اسم حسن وكل وصف كمال
    356- يختار الله للعبد نعمة فيملها ويسخطها ويتبرّم بها ويطلب الانتقال إلى ما يزعم لجهله أنه خير له فإذا سلبت وانتقل منها ورأى التفاوت اشتد ندمه
    357- إذا أراد الله بعبده خيرا ورشدا أشهده ما هو فيه نعمة ورضاه بها وأوزعه شكرها فإن حدثته نفسه بالانتقال عنها فوض أمره لربه واستخاره استخارة جاهل
    358- ليس على العبد أضر من ملله لنعم الله فإنه لايراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها بل يسخطها ويشكوها ويعدّها مصيبة وهي من أعظم نعم الله عليه
    359- أكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمه وهم مجتهدون في دفعها وردها وزوالها جهلا وظلما
    360- وجمال الله جل جلاله على أربعة مراتب:جمال الذات وجمال الصفات وجمال الأفعال وجمال الأسماء
    361- سبحان الله الكبير المتعال قال ابن عباس: حجب الذات بالصفات وحجب الصفات بالأفعال فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال وستر بنعوت العظمة والجلال
    362- على العبد أن يعلم أنه لا إله إلا الله وأن لا محسن بأصناف النعم إلا هو فيحبه ويحمده لذاته وكماله ولإحسانه وإنعامه فيحبه من الوجهين جميعا
    363- حمد الله يتضمن أصلين:الإخبار بمحامده وصفات كماله والمحبة له عليها
    364- ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره مع صدق العزيمة فيصدقه في عزمه وفي فعله { فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم}
    365- من صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره وأصدق الناس من صحّ إخلاصه وتوكّله.
    366- من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره فتوقر المخلوق وتجلّه أن يراك في حال لاتوقّر الله أن يراك عليها
    367- {ما لكم لا ترجون لله وقارا} لو عظموا الله وعرفوا حق عظمته وحّدوه وأطاعوه وشكروه فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب
    368- من عدم وقار الله في قلبه فإن الله لا يلقي في قلوب الناس وقارا ولا هيبة له بل يسقط وقاره وهيبته من قلوبهم وإن وقّروه مخافة شرّه فذاك وقار بغض
    369- إن من وقار الله أن يستحي العبد من اطلاعه على سره وضميره فيرى فيه ما يكره ومن وقاره أن يستحي منه في الخلوة أعظم مما يستحي من أكابر الناس
    370- على قدر قرب قلبك من الله يزداد أنسك به وعلى قدر صيانتك لسرّك وإرادتك يكون حفظه وملاك ذلك صحة: التوحيد ثم العلم بالطريق, ثم الإرادة ثم العمل
    371- لا طريق للشيطان عليك إلا من ثلاث جهات:أحدها:التزي ّد والإسراف الثانية:الغفلة فإن الذاكر في حصن الذكر الثالثة:تكلف ما لا يعنيه من جميع الأشياء
    372- أفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده
    373- أنفع الناس وأعونهم لك على منفعتك وكمالك رجل مكّنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا فانتفاعك به مثل انتفاعه بك أو أكثر
    374- أضر الناس عليك من مكّن نفسه منك حتى تعصي الله فيه وبه فإنه عون لك على مضرّتك ونقصك
    375- لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله فيه نهي وله فيه نعمة وله به منفعة فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته
    376- العبد لا يزال في تقدّم أو تأخّر ولا وقوف في الطريق البتّة { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر}
    377-1- أقام الله الخلق بين الأمر والنهي والعطاء والمنع فافترقوا فرقتين فرقة قابلت أمره بالترك ونهيه بالارتكاب وعطاءه بالغفلة عن الشكر =
    377-2- = ومنعه بالسخط وهؤلاء أعداؤه وليس بين هؤلاء وبين النار إلا ستر فإذا مزّقه الموت صاروا إلى الحسرة والألم
    377-3- وفرقة قالوا:إنما نحن عبيدك فإن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة وإن نهيتنا أمسكنا نفوسنا وكففناها عمّا نهيتنا عنه وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك =
    377-4- =وإن منعتنا تضرّعنا إليك وذكرناك فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة الدنيا فإذا مزّقه الموت صاروا إلى النعيم المقيم وقرة الأعين
    378- التوحيد ألطف شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه فأدنى شيء يخدشه ويدنّسه ويؤثّر فيه ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية فاحذر.
    379- حقيقة الإنابة هي عكوف القلب على الله عز وجل بمحبّته وذكره بالإجلال والتعظيم، وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله.
    380- طالب الله والدار الآخرة إنما هو ظاعن إلى الله في سفره ونازل عليه عند القدوم عليه فهذه همته في سفره وفي انقضائه{ارجعي إلى ربك راضية مرضية}
    381- قالت امرأة فرعون:{ رب ابن لي عندك بيتا في الجنة } فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في الجنة, فإن الجار قبل الدار
    382- الطلب لقاح الإيمان فإذا اجتمع الإيمان والطلب أثمرا العمل الصالح وحسن الظن بالله لقاح الافتقار والاضطرار إليه فإذا اجتمعا أثمرا إجابة الدعاء
    383- الخشية لقاح المحبة فإذا اجتمعا أثمرا امتثال الأوامر واجتناب النواهي والصبر لقاح اليقين فإذا اجتمعا أورثا الإمامة في الدين
    384- صحة الاقتداء بالرسول لقاح الإخلاص فإذا اجتمعا أثمرا قبول العمل والاعتداد به.والعمل لقاح العلم فإذا اجتمعا كان الفلاح والسعادة
    385- الحلم لقاح العلم فإذا اجتمعا حصلت سيادة الدارين وحصل الانتفاع بعلم العالم. والعزيمة لقاح البصيرة فإذا اجتمعا نال صاحبهما خير الدنيا والآخرة
    386- حسن القصد لقاح لصحة الذهن فإذا اجتمعا أثمرا أنواع الخيرات، وصحة الرأي لقاح الشجاعة فإذا اجتمعا كان النصر والظفر وإن قعدا فالخذلان والخيبة
    387- الصبر لقاح البصيرة فالخير في اجتماعهما والنصيحة لقاح العقل فكلما قويت النصيحة قوي العقل واستنار والتقوى لقاح التوكل فإذا اجتمعا استقام القلب
    388- التذكّر والتفكّر كل منهما لقاح الآخر إذا اجتمعا أنتجا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
    389- لقاح الهمّة العالية النيّة الصحيحة فإذا اجتمعا بلغ العبد غاية المراد ولقاح أخذ الأهبة الاستعداد للقاء فإذا اجتمعا فالخير كله في اجتماعهما
    390- للعبد بين يدي الله موقفان:موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر
    391- دعاء أيوب عليه السلام جمع بين حقيقة التوحيد والمحبة وإظهار فقره والإقرار للرب بصفة الرحمة والتوسل بصفاته ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه
    392- العبد متقلب بين أحكام الأوامر والنوازل فهو محتاج ومضطر للعون عند الأوامر وللطف عند النوازل وبقدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل
    393- لتتصل إرادتك ومحبتك بالله وعملك بأمره ونهيه فافعل الطاعة لأمره بها وحبه لها واترك المناهي لنهيه عنها وبغضه لها واطرح ماسوى ذلك من العلل
    394- قال سليمان عليه السلام{هذا من فضل ربي ليبلوني} وليس من كرامتي،وقال قارون{إنما أوتيته على علم عندي} فرأى ذلك من نفسه واستحقاقه،فافتر ق الجزاء
    395- من أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه كمن يعين الملوك والرؤساء على فسادهم فمن هداه الله وأرشده امتنع وصبر على أذاهم وعداوتهم وله العاقبة
    396- الخفيف لايثبت بل يطيش وصاحب اليقين ثابت واليقين استقرار الإيمان في القلب علما وعملا فقد يكون للعبد علم لكن نفسه لا تصبر عند المصائب بل تطيش
    397- قال الحسن البصري: إذا شئت أن ترى بصيرا لا صبر له رأيته وإذا شئت أن ترى صابرا لا بصيرة له رأيته فإذا رأيت بصيرا صابرا فذاك
    398- النفس جاهلة ظالمة فلا تزكو وتصلح حتى تمحص بالبلاء كالذهب الذي لا يخلص جيده من رديئه حتى يفتن في كير الامتحان
    399- ذكر الله تعالى أنه لا بد أن يبتلي الناس بالسراء والضراء فلا بد أن يبتلى الإنسان بما يسره وما يسوؤه فهو محتاج إلى أن يكون صابرا شكورا
    400- يحصل الألم للنفس سواء آمنت أم كفرت فالمؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة والكافر تحصل له النعمة ابتداء ثم يصير في الألم [انتقاه الاخ الفاضل - ابو صالح]


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •