1- للانتفاع بالقرآن اجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه فإنّه خطاب منه لك على لسان رسوله
2- استمع كتاب الله وأنت شاهد القلب والفهم لست بغافل ولا ساه فإن سهو القلب مانع من حصول التأثير وغيبته عن تعقّل ما يقال له والنظر فيه وتأمّله
3- لمن كان له قلب: فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه فهو يقرأها عن ظهر قلب
4- من الناس من لايكون واعي القلب فيحتاج لشاهد يميّز له بين الحق والباطل فطريق هدايته أن يفرغ سمعه للقرآن وقلبه لتأمّله والتفكر فيه وتعقل معانيه
5- ماأخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار وفي الدنيا بالبصائر فهو عين يقين في المرتبتين
6- إن الله سبحانه وتعالى يستشهد على العبد الحفظة والأنبياء والأمكنة والجلود ولا يحكم بينهم بمجرّد علمه وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين
7- أخبرالله نبيه أنه يحكم بين الناس بما سمعه من إقرارهم وشهادة البيّنة لابمجرّد علمه فكيف يسوغ لحاكم أن يحكم بمجرد علمه من غير بيّنة ولا إقرار؟
8- إن كمال علم الله واطلاعه يمنع من تبديل القول بين يديه وترويج الباطل عليه، وكمال عدله وغناه يمنع من ظلمه لعبيده
9- كن أوابا وهو الرجاع إلى الله من معصيته إلى طاعته ومن الغفلة عنه إلى ذكره والذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها وإذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه
10- كن حفيظا لما ائتمنه الله عليك وافترضه حافظ لما استودعك الله من حقّه ونعمته والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه
11- كن أوابا حفيظا فالحفيظ الممسك نفسه عما حرّم عليه والأوّاب المقبل على الله بطاعته
12- (وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه
13- مما يستعان به على الصبر التسبيح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبالليل وأدبار السجود
14- أخبر الله رسوله أنه ليس بمسلط على أعداءه ولا قهّار ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه، بل يذكر من يخاف وعيده فهو الذي ينتفع بالتذكير
15- للإنسان قوتان: قوة علمية نظرية, وقوة عملية إرادية. وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإرادية
16- العبد مضطرلأن يهديه الله الصراط المستقيم وأن يجنّبه الخروج عنه إما بفساد قوته العلمية فيقع في الضلال وإما بفساد قوّته العملية فيوجب له الغضب
17- لا سبيل لسعادة العبد إلا بالاستقامة على الصراط المستقيم ولا سبيل لذلك إلا بهداية الله كما لا سبيل لعبادته إلا بمعونته
18- بينت الفاتحة طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم:انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد وانحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل
19- أوّل سورة الفاتحة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية, وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة
20- من تحقّق بمعاني سورة الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة
21- الرب يدعو عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:النظر في مفعولاته والتفكر في آياته وتدبّرها, فتلك آياته المشهودة وهذه آياته المسموعة المعقولة
22- متى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء لم يخفهم بعد ذلك ولم يرجهم ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين
23- متى ماشهد العبد أن المتصرّف في العباد سواهم والمدبّر لهم غيرهم لم يفتقر إليهم, ولم يعلّق أمله ورجاءه بهم, فاستقام توحيده, وتوكّله وعبوديته
24- {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}وهو العدل الذي يتصرف به فيهم فهوعلى صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره وأمره ونهيه وثوابه وعقابه
25- {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فخبره سبحانه كله صدق, وقضاؤه كلّه عدل, وأمره كله مصلحة
26- {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فكل ما نهى عنه مفسدة وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته،وعقابه لمن يستحق له العقاب بعدله وحكمته
27- "عدل في قضاؤك" يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه, من صحة وسقم, وغنى وفقر, ولذّة وألم, وحياة وموت, وعقوبة وتجاوز وغير ذلك
28- أهل السنة يثبتون العدل والقدر والظلم عندهم هو وضع الشيء في غير موضعه كتعذيب المطيع ومن لاذنب له وهذا قد نزّه الله نفسه عنه في مواضع من كتابه
29- الله سبحانه قد أوضح السبل, وأرسل الرسل, وأنزل الكتاب, وأزاح العلل, ومكّن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول, وهذا عدله
30- وفّق سبحانه من شاء بمزيد عناية, وأراد من نفسه أن يعينه ويوفّقه, فهذا فضله.
31- خذل سبحانه من ليس بأهل لتوفيقه وفضله لإعراضه عنه وتناسيه وإيثار عدوه ولعلمه أنه لايعرف قدر نعمة الهداية ولعدم صلاحية محله،لكنه لم يحرمه عدله
32- المكروه الوارد على القلب إن كان من ماض أحدث الحزن وإن كان من مستقبل أحدث الهم وإن كان من حاضر أحدث الغم وذهابها كلها وعدم عودها فبالقرآن فقط
33- قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه، فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبّة, لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبّته موضع
34- إذا صغى القلب إلى غير حديث الله ومال إلى غير محبّة الله ونطق بغير ذكره, لم يبق فيه إصغاء ولا فهم لحديثه ولاميل إلى محبّته ولامحل للنطق بذكره
35-1- الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لاوجود لها والعلوم التي لاتنفع والمفاكهات والمضحكات والحكايات ونحوها
35-2- إذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا, فتعدته وجاوزته إلى محل سواه
36- إذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فإنه لا يقبلها, ولا تلج فيه, لكن تمر مجتازة لا مستوطنة
37- كل ما يكاثر به العبد غيره من مال أو جاه أو رياسة أو نسوة أو حديث أوعلم فهو مذموم إلا فيما يقرّب إلى الله وما يعود عليه بنفع معاده
38- للعبد ستر بينه وبين الله, وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله, هتك الستر الذي بينه وبين الناس
39- إضاعة الوقت أشد من الموت, لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
40- الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر؟!
41- محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا
42- أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها
43- كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها بشهوة ساعة
44- يخرج العارف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه
45- المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.
46- لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين
47- دافع الخطرة وإلا صارت فكرة فدافعها وإلا صارت شهوة فحاربها وإلا صارت عزيمة وهمّة وادفعها وإلا صارت فعلا فتداركه بضدّه وإلا صارعادة يصعب تركها
48- مراتب التقوى حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات وهذه لحياة العبد ثم عن المكروهات لصحته وقوته ثم عما لايعني والفضول لسروره وفرحه وبهجته
49- من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات
50- لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها،ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين
51-1- إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد،الأوّل: مشهد التوحيد وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
51-2- الثاني مشهد العدل وأنه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه.الثالث مشهد الرحمة وأن رحمته في هذا المقدورغالبة لغضبه وانتقامه فما ظاهره بلاء فباطنه رحمة
51-3- الرابع:مشهد الحكمة وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك فلم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا.الخامس:مشهد الحمد وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه
51-4- السادس:مشهد العبوديّة وأنه عبد تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة
52- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, وإضاعة الوقت, ونفرة الخلق
53- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله الوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع إجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر
54- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله حرمان العلم ولباس الذل وإدالة العدو وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب
55- مما يتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله طول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال
56- طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه, والآفات في عمله, والعيوب في نفسه, والتفريط في حقه, والظلم في معاملته
57- طوبى لمن أنصف ربّه فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه رأى فضله وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه
58- طوبى لمن لايرى ربّه إلا محسنا ولايرى نفسه إلا مسيئا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه
59- من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلّوه
60- أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مرّ
61- ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه منها فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها
62- الموفق يسمع ويبصر ويتكلّم ويبطش بمولاه كما في حديث الولي, والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه
63- ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبّد له مع حاجته وفقره إليه لكن العجب من مالك يتحبب ويتودد إلى مملوكه بصنوف إنعامه وأنواع إحسانه مع غناه عنه
64- نجائب النجاة مهيّأة للمراد وأقدام المطرود موثوقة بالقيودهبّت عواصف الأقدار في بيداء الأكوان فتقلب الوجود ونجم الخير.
65- الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل
66- لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له
67- دخلت دار الهوى فقامرت بعمرك
68- إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب فاستتر منها بحجاب{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ } فقد سلمت من الأثر{وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال}
69- على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ويعرف عند الصبر فيما يصيبه،ومن قل فيما يتقيه اصطباره فقد قل مما يرتجيه نصيبه
70- نور العقل يضيء في ليل الهوى, فتلوح جادة الصواب, فيتلمح البصير في ذلك النور عواقب الأمور
71- يا من انحرف عن جادة العارفين كن في أواخر الركب ونم إذا نمت على الطريق, فالأمير يراعي الساقة
72- قيل للحسن: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة فقال إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم
73- طائر الطبع يرى الحبة, وعين العقل ترى الشرك, غير أن عين الهوى عمياء
74- تزخرفت الشهوات لأعين الطباع, فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب, ووقع تابعوها في بيداء الحسرات
75- من لم يباشر حر الهجير في طلاب المجد لم يقل في ظلال الشرف
76-1- من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف. ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول
76-2- ومن فقد أنسه بالله بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود. ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله
77- أشرف الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه فكن مع مراده منك ولا تكن مع مرادك منه
78- مصابيح القلوب الطاهرة في أصل الفطرة منيرة قبل الشرائع ، وحّد قس وما رأى الرسول, وكفر ابن أبيّ وقد صلّى معه بالمسجد
79- جاء طفل منفرد عن أم إلى امرأة خالية عن ولد،فلله كم في قصة موسى من عبرة،كم ذبح فرعون في طلب موسى من ولد ولسان القدر يقول:لا نربيه إلا في حجرك
80- متى همت أقدام العزم بالسلوك اندفع من بين أيديها سد القواطع،والقواط ع محن يتبين بها الصادق من الكاذب فإذا خضتها انقلبت أعوانا توصلك إلى مقصودك
81- السير في طلب الدنيا سير في أرض مسبعة,المفروح به منها هو عين المحزون عليه،آلامها متولدة من لذاتها, وأحزانها من أفراحها
82- لما عرف الموفقون قدر الدنيا وقلة المقام فيها أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد, فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد
83-1- ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين: إحداهما: سوء ظنه بربه, وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلال وهذا من ضعف علمه
83-2- والثانية:أن يكون عالما بذلك وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه, لكن تغلب شهوته صبره, وهواه عقله وهذا من ضعف عقله وبصيرته
84- لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا بأهلها وخداع الأمل لأربابه وتملك الشيطان قياد النفوس ورأوا الدولة للنفس الأمارة لجأوا لحصن التضرّع والالتجاء
85- تالله ما كانت الأيام إلا مناما, ما مضى من الدنيا أحلام, وما بقي منها أماني, والوقت ضائع بينهما
86- لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة اليهما ولم يكتفوا بهما ابتلوا بفساد في فطرهم وظلمة في قلوبهم وكدر في أفهامهم ومحق في عقولهم
87- إذا أُعرض عن الكتاب والسنة جاءت دولة البدع والهوى والضلال والمنكر والجهل والرياء والباطل والكذب والمداهنة والظلم والغلبة لأهل هذه الأمور
88- اقشعرّت الأرض وأظلمت السماء, وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة
89- ذهبت البركات, وقلّت الخيرات, وهزلت الوحوش, وتكدرت الحياة من فسق الظلمة
90- بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والفظيعة وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح
91- الظلم والفجور والفسق وكثرة الفواحش وغلبة المنكرات منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه وليل بلاء قد ادلهمّ ظلامه فاعزلوا عن هذا السبيل بتوبة نصوح
92- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه
93- إذا حمل القلب هموم وأثقال الدنيا وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كمسافر يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها فما أسرع ما تقف به
94- إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور وإنما بينك وبين الفائزين جبل الهوى, نزلوا بين يديه ونزلت خلفه, فاطو فصل منزل, تلحق بالقوم
95- الدنيا مضمار سباق, وقد انعقد الغبار وخفي السابق, والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة
96- البخيل فقير لا يؤجر على فقره
97- الصبر على عطش الضر, ولا الشرب من شرعة منّ
98- استوحش مما لا يدوم معك, واستأنس بمن لا يفارقك
99- إذا خرجت من عدوك لفظة سفه, فلا تلحقها بمثلها تلقّحها, ونسل الخصام نسل مذموم
100- حميتك لنفسك أثر الجهل بها, فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها
101- إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح
102- أوثق غضبك بسلسلة الحلم, فإنه كلب إن أفلت أتلف
103- من سبقت له سابقة السعادة, دُلّ على الدليل قبل الطلب
104- إذا أراد القدر شخصا بذر في قلبه التوفيق ثم سقاه بالرغبة والرهبة ثم أقام عليه بأطوار المراقبة واستخدم له حارس العلم, فإذا الزرع قائم على سوقه
105- إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة, وردفه قمر العزيمة, أشرقت أرض القلب بنور ربها
106- إذا جن الليل تغالب عسكر اليقظة وكتيبة الغفلة, فإذا حمل العزم وانهزمت جنود التفريط, فما يطلع الفجر إلا وقد قسمت السهمان وبردت الغنيمة لأهلها
107- سفر الليل لا يطيقه إلا مضمر المجاعة, النجائب في الأول, وحاملات الزاد في الأخير
108- لا تسأم من الوقوف ولو طردت ولا تقطع الاعتذار ولو رددت فإن فتح الباب للمقبولين دونك فادخل دخول الطفيلية وابسط كف {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}
109- يا مستفتحا باب المعاش بغير إقليد التقوى (أي مفتاحها), كيف توسع طريق الخطايا وتشكو ضيق الرزق
110- لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد
111- المعاصي سد في باب الكسب, و" إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"
112- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله
113- كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا,فإن الوليد يتبع الأم.
114- الدنيا لاتساوي نقل أقدامك إليها, فكيف تعدو خلفها؟ وهي مجاز والآخرة وطن والأوطار إنما تطلب في الأوطان
115- كل ما يخاف ويرجى من المخلوقات فلا يعدو أن يكون جزء سبب غير مستقل بالتأثير,فلا ينبغي أن يرجى ولا يخاف غير الله وتعلق الرجاء والخوف بغيره باطل
116- الحول والقوة التي يرجى لأجلهما المخلوق ويخاف إنما هما لله وبيده في الحقيقة، فكيف يخاف ويرجى من لا حول له ولا قوة؟!
117- على قدر خوفك من غير الله يسلط عليك, وعلى قدر رجائك لغيره يكون الحرمان
118- التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه فأعداؤه ينجيهم من شدائد الدنيا وأما أولياؤه فينجيهم من كربات وشدائد الدنيا والآخرة فمادفعت الشدائد بمثل التوحيد
119- كمال العبد بحسب هاتين القوتين: العلم والحب, وأفضل العلم العلم بالله, وأعلى الحب الحب له, وأكمل اللذة بحسبهما
120- من لم يصبر على حبس قلبه وجوارحه عن المعاصي والشهوات أعقبه ذلك حبس الآخرة الفظيع، فكل خارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس
121- عليك بالتقوى فليست على المتقي وحشة ومن اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا ومتى اتقيت الله كفاك الناس وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا
122- لم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية, والعدل في الغضب والرضا, والقصد في الفقر والغنى
123- بين العبد وبين الله قنطرة تقطع بخطوة عن نفسه وخطوة عن الخلق فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله
124- لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر, ولا تضرك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها
125- الطريق إلى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات وهومعمور بأهل اليقين والصبر وهم على الطريق كالأعلام {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا}
126- للشهادة عند الموت أثر عظيم في تكفير السيئات لأنها من عبد قد خرجت الدنيا من قلبه وصارت وراء ظهره وامتلأ قلبه من الآخرة وشارف القدوم على ربه
127- لو تجرد العبد بالشهادة في أيام الصحة حين شحن القلب بالشهوات وحب الدنيا كما هي عند الموت لكان لها نبأ آخر وعيش آخر
128- تفرغ للمأمور به فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا وإذا سد عليك بحكمته طريقا فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه
129- لا يمنع الرب سبحانه المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له فإنه يمنعه الحظ الأدنى ولا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس
130- العبد لجهله بمصالحه وبحكمة ولطف ربه لايميز بين مامنع منه وبين ماادخر له فهو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا
131- من عرف نفسه اشتغل بها عن عيوب الناس ومن عرف ربه اشتغل به عن هواه وأنفع العمل ماغبت فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك بشهود المنّة
132- دخل الناس النار من ثلاث أبواب: باب شبهة أورثت شكا في دين الله. وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته. وباب غضب أورث العدوان على خلقه
|