الحمد للهِ الواحدِ الأحدِ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَهُ؛ أمّا بعدُ، كنت أصلي بالمسجد مسبوقا صلاة المغرب فلما قمنا لإتمام الصلاة سمعت من بجانبي يقرأ الفاتحة قراءة لا تفهم فلما أتم صلاته قلت له ممكن أن تقرأ علي الفاتحة فقال أفعل فقرأ وما يحسن منها شيئا فقلت كم من سنة وأنت تصلي فذكرخمسا وثلاثين سنة فقلت سبحان الله الا تعلم أن قراءة الفاتحة في الصلاة فرض ، لم لا تتعلم فقال لم ينبهني لهذا أحد .
فمن يتحمل المسؤولية ؟ ،لم لاتقام دروس تعليمية في المساجد ؟، لم لا نتعلم ؟، لم لا نجتهد في تعليم الآخرين ؟مع أننا أمة العلم والتعلم (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }{5} سورة العلق .
إفتتح الله وحيه بأمر القراءة والعلم وماذلك الا لشرفه وفضله بل وأمر بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (وقل ربِّ زِدني عِلمَاً )سورة طه وإن المؤمن المتشبع بروح الإسلام لايشبع بالعلم قال قتادة : لو كان أحد يكتفي من العلم بشئ لاكتفي موسى عليه السلام ، ولكنه قال للخضر عليه السلام : (هل أتبعُكَ على أن تعلمَني مما عُلِّمتَ رُشداً ) سورة الكهف .
فهذا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر من المدينة إلى مصر لأنه بلغه أن صحابيًا اسمه عبد الله بن أُنَيس كان مقيمًا بمصر روى حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لم يسمعه سافر ليسمع منه فلقيه فقال له : أنت سمعت كذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأقره ذلك الصحابي أنه سمعه من رسول الله، هكذا كانوا يهتمون لتلقي العلم،عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن عن أنس ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع )
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من يُرِدِ اللهُ به خيراً يفقهه في الدين )
رواه البخاري ومسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ". مسلم.
وهذا ابن أبى حاتم الرازى يقول :
مكثت في مصر سبع سنوات ، لم أذق فيها مرقة ، نهاري أمر على الشيوخ وبالليل أنسخ وأقابل النسخ ، وفي يوم ذهبنا لموعد شيخ فوجـدناه عليلاً فمررنا بالسوق فوجدت سمكة فأعجبتني فاشتريتها وانطلقنا إلى البيت فجاء موعد شيخ فتركناها وانشغلنا عنها ثلاثة أيــام حتى كادت أن تنتن فأكلناها وهى نيئة .
أما أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فاقرأ عنه غير مأمور ، نشأ الشيخ وترعرع وطلب العلم منذ نعومة أظفاره ، وسرعان ما تفتح عقله ، وبدت عليه علامات النجابة وأمارات النبوغ حتى قال عن نفسه : " حفظت القرآن ولي سبع سنين ، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين ، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة ".
وطالب العلم أجره مضاعف روى الطبراني في الكبير ورواته ثقات عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر , ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر . .
طلب العلم أفضل من النوافل ،وافضل من الصدقة .فعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه قال:" تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، ومنار سبيل أهل الجنة ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة يقتصّ آثارهم، ويحتذى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في ظلهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام، ومداومته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء "
لم لا نعلم غيرنا العقيدة الصحيحة ؟،والعقائد الفاسدة كادت أن تدخل كل بيت.
لم لا نعلم غيرنا سنة نبينا ؟وأصحاب البدع تراهم في كل مكان ،والله المستعان.