وجدت الحنان.. وحرف الحاء عند صاحب المكياج
سلطان بن عبد اللّه العمري
إنها رسالة وصلت إليّ عبر إحدى الأخوات:
(زميلتي متزوجة ولكنها تعاني من زوج لا يجلس في البيت، بل يخرج من العصر حتى الساعة الواحدة ليلاً، ثم يرمي بنفسه على سريره لينام، ونسي أنني "زوجة"! أريد حرف الحاء: " حنان" و"حب".
فوسوس لي الشيطان لأبحث عن هذا الحرف في مكان آخر، فذهبتُ لوحدي مع سائق أجره للسوق، ودخلتُ محلاً للأدوات الخاصة بالمرأة من المكياج ونحوه، ودخلت لأقضي وقتي في رؤية هذه الأصباغ والمواد التجميلية.
ولكن البائع كان يملك حرف الحاء فرآني وقد عرضتُ بعض المواد، فقال: "يا أختي بشرتك جميلة، وهذا لا يناسبك لم لا تأخذين نوعاً آخر"؟ وجاء بنوع آخر، وعرضه عليّ، وأعجبني فنظرتُ إليه، ونظر إليّ! وكانت نظرته مليئة بحرف الحاء " الحب" هكذا زين لي الشيطان.
ثم خرجت ورجعت للبيت، الذي لا أجد فيه هذا الحرف، بل أجد "الزوج" نائماً أو خارجاً مع حرف الحاء.
ودعتني نفسي الأمارة بالسوء لزيارة ذلك المحل.
فدخلتُ، فرأيت الرجل في هيئة حسنة وشممت منه العطر جميل، فجذبني ذلك إليه.
وابتسم لي ابتسامة، لم أرها من زوجي منذ تزوجته..
رمى بالورقة الصغيرة التي فيها رقمه، فشعرتُ بنفسي تدفعني لأخذها لعلي أجد حرف الحاء.
أخذت الرقم، واتصلتُ عليه، بكل شجاعة مقرونة بدموع الحسرة والندم ومُلطخة بشيء من الحياء.
ودام الاتصال أياماً وأسابيع....
ولازال الزوج في غفلته عن زوجته الفقيرة إلى حرف "الحاء".
وجاء أخو الزوج ليسكن معنا في منزلنا، وبقي مدة معنا، ولاحظ انشغال خط الهاتف لأني أكلم صديقي الذي وجدتُ عنده حرف الحاء.
فما كان من ذلك الأخ المجرم إلا أن قام بتسجيل إحدى مكالماتي في شريط كاسيت، وقدمها لأخيه -زوجي- ووضعها في سيارته، ولما ركب زوجي السيارة سمع الشريط، وتفاجأ بما فيه، ورجع إليّ يضربني ويتهمني ويسبني ورمى عليّ القنبلة!! "أنت طالق"، وأخذني ومعي طفلتي –ابنته- ليرمي بنا في بيت أمي المسكينة....
ومضت الساعات وأنا أسيرة وكسيرة وبجانبي طفلتي التي لا ذنب لها....
فيا زوجي العزيز: اعترف بخطأي، ولكن.. هل من عودة مقرونة بحرف "الحاء"؟)