كلمات في العقيدة: أسئلة الأطفال
أمير الحداد



مع بداية (ولاء) عملها مدرسة لرياض الأطفال أصبحنا لا نناديها إلا بلقب (أبلة ولاء)... تأتينا كل يوم بحكايات عن (أطفالها)... تصرفاتهم... شقاوتهم... براءتهم... وأحياناً بذاءة ألفاظ بعضهم...

- سألتني إحداهن... أسئلة متتالية لم أعرف كيف أجيبها... مثلاً... (هل الله له أم؟)... (من ولد الله؟)... (هل لله بيت؟)... (أين يعيش الله؟) وهكذا أسئلة... تهربت من الإجابة...
- ولماذا تهربت من الإجابة... جهلاً أم خوفاً؟
- كلاهما... وخشية أن تقع مشكلات مع ذويها بأن تنقل لهم ما أخذتها به...
- أظن أن من واجبات القائمين على تأهيلكن للتدريس أن يقوموا بإعداد كبير للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها مما يتعلق بخلق الإنسان... ومن أين أتى؟ وكيف يتكون... ؟
- هذه الأسئلة يعطونها لمدرسات المرحلة المتوسطة على ما أظن... كنا في جلسة هادئة... أنا والبنات وأمهن... بعد المغرب وقبل العشاء...
- ابتداء إذا سألك أحد أطفال الروضة تلك الأسئلة فإليك الإجابات... قاطعتني...
- عادة... وأغلبهم لا يسألون هذه الأسئلة ولكن بين كل خمسين طفلاً يأتي أحدهم بأسئلة... لا أدري كيف تخطر على باله... ؟
- وأنت بوصفك (أبلة) عليك أن تجيبي... فاسمعي الإجابة... أولا... إذا سألك (من خلق الله؟)... أجيبي... الله هو خالق كل شيء ولم يخلقه أحد فقد كان - سبحانه وتعالى - موجوداً أصلا... ولم يكن معه شيء... فهو الله ولذلك ولأنه إله فإنه لا يخلقه شيء لأنه لو خلقه أحد لما صار (إلهاً)... الإله هو الذي يخلق ولا (يُخلق)... فلكل شيء عمل ووظيفة وصفة تلازمه.
(الله)... هو الذي خلق كل شيء... وأوجد كل شيء... خلق السموات... والأرض... والشمس والشجر... والبحر... وخلقنا نحن... وخلق أبناءنا... يخلق - سبحانه - كل يوم أشياء جديدة... فهو الوحيد - سبحانه - الذي يخلق... ولا أحد يخلقه... لأنه الوحيد (إله)... ولا (إله) آخر.
شعرت ابنتي أنني أكرر فقاطعتني...
- وماذا عن السؤال الثاني؟ (هل الله له أم)؟
- الإجابة... كلا ليس لله أم... ولا أب... ولا ولد... لأنه (الله)... و(الإله)... لا يكون له أم ولا أب ولا ولد... لو كان له أم لما كان إلهاً... فهو - سبحانه - واحد أحد... (لم يلد ولم يولد)... وليس هناك أحد يشبهه ولا أحد مثله... إنه (فرد)... (واحد)...

- والسؤال الثالث؟
- (هل لله بيت)؟...
الإجابة... كلا... ليس لله - سبحانه - بيت... إنه لا يحتاج إلى بيت... لا يحتاج إلى شيء... لا يأكل ولا يشرب ولا ينام... هو - سبحانه - يتولى شؤون الخلق جميعاً... يطعمهم ولا يحتاج للأكل... ويسقيهم ولا يحتاج للشرب... ويتولى أمورهم ولا يحتاج للراحة ولا للنوم لأنه لا يتعب - سبحانه -... فليس له بيت... وهو - سبحانه - موجود فوق السموات السبع... يرى كل شيء... ويعلم كل شيء... ويسمع كل شيء... ولا يخفى عليه شيء لأنه - سبحانه - هو خالق كل شيء... وهو يملك كل هذه الأشياء فيرعاها... ويعلم كل ما يحيط بها... ودائماً نقول إن (الله)... لا يشبهه شيء... وليس مثله شيء... لأن كل شيء في الكون له مثيل... إلا الله... ولا يوجد إلا إله واحد... فقط واحد...لا يتكرر... ولا يفنى... ولا يتغير... ولا يموت وكل شيء آخر... يموت... ويتكرر... ويفنى... ويتغير... إلا الله - سبحانه -... لأنه (الله)... فهذه صفته...