لقد فجعت الأمة الإسلامية قاطبةً بوفاة سماحة العلامة الجليل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء فيها.
وإن القلم ليعجز عن إعطاء هذا الحدث الجلل حقَّه من الحديث، فقد خسرت الأمة علمًا من أكابر أعلام الإسلام، وإمامًا من أعظم أئمة الدعوة والإصلاح، وفقيهًا من أعظم فقهاء الملة، وداعيةً من أكثر الدعاة أثرًا.
لقد وُضِعَ له القبول في علمه ودعوته، فترى ما يُفتي به قد سار مسيرة الشمس، ووجد له من الأثر البارز والاستجابة القوية ما يشهد به كل منصفٍ، ويقرُّ به كل عاقل، ولا ريب أنَّ مرد ذلك هو كمال الإخلاص لله تعالى، وتمام الإقبال عليه.
ولا ريب أيضًا أن مبعث ذلك هو تلك الخصال الحميدة والخلال الجليلة التي طُبع عليها الفقيد - رحمه الله - والتي من أظهرها ما امتاز به من سلامة الصدر، ولين الجانب، وحُسن الخلق مع الناس أجمعين، بمن في ذلك مَن خالفه منهم، أو نازعه في بعض القضايا الأصولية أو الفرعية.
وقد أكثر الكاتبون والمتحدثون في الحديث عن هذه السجية الجميلة (سلامة الصدر) حتى لا يجد من يكتب عن سماحته ما يُضيفه.
ومما امتاز به - رحمه الله - أيضًا: اهتمامه الشامل بأحوال الأمة الإسلامية في شتى أصقاع الأرض، وتألمه البالغ لكل نازلةٍ تنزل بها، ومسارعته إلى الدعوة إلى المعونة والإغاثة والمساندة في رسائل وفتاوى وكلمات عامرة بالصدق والصراحة، حافلة بالحث على البذل واستنهاض الهمم، وكل أولئك مما يعظم به رصيده من الحب في قلوب المسلمين.
وكم لسماحته - رحمه الله - من آثار، وكم له من مزايا يعجز القلم عن إيفائها حقَّها من البيان، فرحمه الله رحمةً واسعةً، وجبر الأمة في مصابها، وأحسن عزاء الجميع فيه، وألهمهم تمام الصبر وحسن السلوان، ووفقهم إلى المضي على دربه ومتابعة السير على نهجه.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/133488/#ixzz5jSjr4xhr