تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: استفسار عن آية (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    573

    افتراضي استفسار عن آية (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)

    السلام عليكم ورحمة الله
    في قوله تعالى في سورة النور عن الإكراه على الزنا(ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) هل المغفرة راجعة إلى وقوع الفاحشة عليها وهي مكرهة أو إلى تلذذها بالزنا بعد الإكراه؟وهل التلذذ بعد الإكراه داخل في الإكراه؟أفيدوني بوركتم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,522

    افتراضي رد: استفسار عن آية (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)

    تفسير قوله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء)


    السؤال

    هل عاقب النبي من أجبر الجارية على البغاء ؟ ولماذا لم تأت الآية بالتهديد والوعيد له وبنص يوضح عقاب من يرتكب هذا ؟!

    نص الجواب








    الحمد لله
    أولًا:
    الآية المقصودة هي قوله تعالى: (وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 33].
    وسبب نزول هذه الآية ما أخرجه الإمام مسلم (3029)، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ يَقُولُ لِجَارِيَةٍ لَهُ: اذْهَبِي فَابْغِينَا شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ [النور: 33] لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة: 173] "
    قال الإمام الطبري: " يقول تعالى ذكره: زوجوا الصالحين من عبادكم وإمائكم ، ولا تكرهوا إماءكم على البغاء، وهو الزنا؛ (إن أردن تحصنا) [النور: 33] ، يقول: إن أردن تعففا عن الزنا. (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) [النور: 33] ، يقول: لتلتمسوا بإكراهكم إياهن على الزنا: عرض الحياة، وذلك ما تعرض لهم إليه الحاجة ، من رِياشها وزينتها، وأموالها. (ومن يكرههن) [النور: 33] يقول: ومن يكره فتياته على البغاء، فإن الله من بعد إكراهه إياهن على ذلك، لهُن (غفور رحيم) ، ووزر ما كان من ذلك عليهم ، دونهن.
    وذُكر أن هذه الآية أنزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول ، حين أكره أمته مسيكة على الزنا ". انتهى ، تفسير الطبري: (17/ 290).
    وقال الإمام ابن كثير: " وقوله: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) الآية: كان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة، أرسلها تزني، وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت. فلما جاء الإسلام، نهى الله المسلمين عن ذلك.
    وكان سبب نزول هذه الآية الكريمة -فيما ذكره غير واحد من المفسرين، من السلف والخلف -في شأن عبد الله بن أبي بن سلول المنافق ، فإنه كان له إماء، فكان يكرههن على البغاء ، طلبا لخراجهن، ورغبة في أولادهن، ورئاسة منه ، فيما يزعم ، قبحه الله ولعنه "، تفسير ابن كثير: (6/ 54).
    ثانيا :
    وأما عقاب النبي صلى الله عليه وسلم لمن أكره أمته على الزنا ، فيقال فيه :
    إنه لم يثبت ، بعد نزول هذه الآيات ، عن أحد من أهل المدينة : أنه أكره أمته على الزنا ، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يسأل عن عقاب النبي صلى الله عليه وسلم له ، وإنما ثبت التحريم بهذه الآيات ، ودلت عليه .
    وفي الآية إشارة لحال من أكره أمته ، وإيماء إلى وعيده ، وسوء منزلته .
    قال الطيبي رحمه الله :
    ".. وعيدٌ شديد، وتهديدٌ عظيمٌ للمكرِه .
    وذلك الغفران والرحمة تعريضٌ ...
    يعني : انتبهوا أيها المكرهون، أنهن مع كونهن مكرَهاتٍ بنحو القتل وإتلاف العضو، يؤاخذن على ما أُكْرهن ؛ لولا أن الله غفورٌ رحيمٌ ، فيتجاوز عنهن ؛ فكيف بمن يكرههن ". انتهى، من "حاشية الطيبي على الكشاف" (11/84) .
    وقال ابن عجيبة ، رحمه الله :
    يقول الحق جل جلاله : (ولا تُكْرهُوا فتياتكم) أي : إِمَاءَكُمْ ، يقال للعبد : فتى ، وللأمة : فتاة. والجمع : فتيات .
    (على البغاء) أي : الزنا ، وهو خاص بزنا النساء.
    كان لابن أُبيِّ ست جوار : مُعَاذَة، ومُسَيْكَة ، وأميمة، وعَمْرَة ، وأَرْوَى ، وقُتَيْلَة ، وكان يكرههن ، ويضرب عليهن الضرائب لذلك ، فشكتِ ثنتان منهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت الآية.
    وقوله تعالى : (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) أي : تعففاً ؛ ليس قيداً في النهي عن الإكراه ، بل جرى على سبب النزول .
    فالإكراه : إنما يُتَصَوَّرُ مع إرادة التَّحَصُّنِ ؛ لأن المطيعة لا تسمى مكرهة .
    ثم خصوص السبب ، لا يُوجب تخصيص الحُكم على صورة السبب ؛ فلا يختص النهي عن الإكراه بإرادة التعفف ، وكذلك الأمر بالزنا ، والإذن فيه : لا يُبَاحُ ، ولا يجوز شيء من ذلك للسيد ، وما يقبض من تلك الناحية سُحْتٌ وربا.
    وفيه توبيخ للموالي ؛ لأن الإماء إذا رغبن في التحصن ؛ فأنتم أولى بذلك .
    ثم علل الإكراه بقوله : (لتبتغوا عَرَض الحياةِ الدنيا) أي : لتبتغوا بإكراههن على الزنا أجورهن ، وأولادهن ؛ جيءَ به ؛ تشنيعاً لهم ، على ما هم عليه من احتمال الوزر الكبير ، لأجل النزر الحقير ؛ أي : لا تفعلوا ذلك لطلب المتاع السريع الزوال ، الوشيك الاضمحلال.
    (ومن يُكْرِههُنَّ) ؛ على ما ذُكِرَ من البغاء ، (فإن الله من بعد إكرَاهِهِنَّ غفورٌ) لهن (رحيمٌ) بهن . وفي مصحف ابن مسعود كذلك. وكان الحسن يقول : لهن والله.
    وقيل : للسيد إذا تاب.
    واحتياجهن إلى المغفرة ، المنبئة عن سابقة الإثم : إما اعتبار أنهن - وإن كن مُكْرَهَاتٍ - لا يخلون في تضاعيف الزنا من شائبة مطاوعة ما ، بحكم الجِبِلَّةِ البشرية .
    وإما لغاية تهويل أمر الزنا ، وحث المكرهات على التثبت في التجافي عنه .
    والتشديد في تحذير المكرِهِينَ ، ببيان أنهن حَيْثُ كُنَّ عُرْضَةً للعقوبة ، لولا أن تداركهن المغفرة ، الرحمة ، مع قيام العذر في حقهن ، فما بالك بحال من يكرههن في استحقاق العقاب ؟" .
    "البحر المديد" لابن عجيبة (5/116) .
    وقال الإمام أبو أحمد الكرجي ، رحمه الله :
    "وقوله: ( وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) :
    دليل على أن، إثم الزنا مدفوع عن المكرهة، وَلاَحَد عليها فيه...
    فمن فعل هذا بجاريته ، فهو في سخط الله ولعنته حتى تنزع عنه ...
    وعلى الجارية أن تقاتل من أراد ذلك منها ، وتفرغ مجهودها في المنع عنها، ولا تسلم فرجها قبل بذل المجهود في الدفع عن نفسها ، بسلاحها ويدها، وأسنانها ، واضطرابها ، حتى تنقطع حيلها، وتُغلب ، ثم تكون حينئذِ مكرهة ، مستوجبة ما وُعدت من الغفران والرحمة .
    بل عليها أن تكره مَا لا تملكه من لحُوقِ الحلاوة بالبشر عند الوقاع ؛ لتستكمل اسم الإكراه . .

    "النكت الدالة على البيان" للقصاب (2/471-472) .
    وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (132744).
    والله أعلم .




    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: استفسار عن آية (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربا مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    في قوله تعالى في سورة النور عن الإكراه على الزنا(ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) هل المغفرة راجعة إلى وقوع الفاحشة عليها وهي مكرهة أو إلى تلذذها بالزنا بعد الإكراه؟وهل التلذذ بعد الإكراه داخل في الإكراه؟أفيدوني بوركتم
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اقول
    بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام علي رسوله اما بعد
    اختلف العلماء في المغفرة في الاية هل تعود علي المكره ( بكسر الراء ) او المكرهة ( بالفتح )
    فالذين قالوا انها عائدة علي المكره ( بالكسر ) شرطوا ذلك بالتوبة ورجح هذا القول ابو حيان فقال ( فَإِنَّ اللَّهَ ( جواب للشرط . والصحيح أن التقدير ) غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( لهم ليكون جواب الشرط فيه ضمير يعود على من الذين هو اسم الشرط ، ويكون ذلك مشروطاً بالتوبة ) " البحر المحيط " الجزء السادس ص 416
    وقال السعدي ( { وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فليتب إلى الله، وليقلع عما صدر منه مما يغضبه، فإذا فعل ذلك، غفر الله ذنوبه، ورحمه كما رحم نفسه بفكاكها من العذاب، وكما رحم أمته بعدم إكراهها على ما يضرها ) " تفسير السعدي "
    والقول الاول اقرب عندي والله اعلم
    وبعض العلماء حملها علي المكرهة كالثعلبي والبغوي و القرطبي و بن كثير وهو قول قوي وروي بن جرير ذلك عن بن عباس والضحاك ومجاهد
    يقول البغوي ( {وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يَعْنِي لِلْمُكْرَهَاتِ ، وَالْوِزْرُ عَلَى الْمُكْرِهِ. وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ: لَهُنَّ وَاللَّهِ لَهُنَّ وَاللَّهِ ) " تفسير البغوي " الجزء 6 ص44
    وبعضهم قال انها قصرت عن الحد الذي تعذر فيه واورد ابو حيان ذلك في تفسيره فقال
    ( ولما قدر الزمخشري في أحد تقدير أنه لهن أورد سؤالاً فإن قلت : لا حاجة إلى تعليق المغفرة بهن لأن المكرهة على الزنا بخلاف المكره عليه في أنها غير آثمة قلت : لعل الإكراه كان دون ما اعتبرته الشريعة من إكراه بقتل أو بما يخاف منه التلف أو ذهاب العضو من ضرب عنيف وغيره حتى يسلم من الإثم ، وربما قصرت عن الحد الذي تعذر فيه فتكون آثمة انتهى . وهذا السؤال والجواب مبنيان على تقدير لهنّ ) " البحر المحيط "
    وهذا الاخير اراه ضعيفا
    وعلي كل فالمكره لا اثم عليه لقوله صلي الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ) رواه بن ماجة وصححه الالباني




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: استفسار عن آية (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •