المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خبيب الصومالي
أخي الكريم محمد عبد اللطيف، بارك الله فيك وجعلك من عباده المخلصين.
كما قلتَ أخي، العبادة غاية الخضوع والتذلل، فإن صُرِف هذا المعنى إلى الله سبحانه وتعالى، فإن ذلك يكون عبادةً لله سبحانه وتعالى؛ وإن صُرِف هذا المعنى إلى الطاغوت، فإن ذلك يكون عبادةً للطاغوت.
الآن أريد أن أُورِدَ الإِشكال الذي مِن أجلِه طرحتُ هذا الموضوع.
قد علِمتَ أن التحليل والتحريم خاص بالله جل وعلا، وأنَّ تلقِّي التحريم والتحليل من غير الله هو عبادةٌ لذلك الغير من دون الله، وهذا منصوصٌ عليه في حديث عديّ ابن حاتم المشهور.
سؤالي هو حول دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع ل "العبادة" (الذي هو: غاية الخضوع والتذلل):
أولا، لا إشكال عندي أنّ تلقِّي التحليل والتحريم هو عبادة، وذلك لوجود النص على ذلك.
ثانيا، الإشكال فقط هو في معرفة وجه دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع الذي سبق ذِكرُه.
الإشكال: إذا قال قائلٌ أنه يخضع للجهة التي يأخذ منها التحليل والتحريم، لكنه لا يتذلل لتلك الجهة، فهو خاضع لأحكامها ويتلقى منها الحلال والحرام، لكن لا يتذلل لها، ففيه (الخضوع) لكن ليس فيه (التذلل)؛ فماذا نقول عن وجهِ دخول فِعلِه هذا في تعريف "العبادة" وضابطها الشامل؟
أرجوا أن يكون سؤالي ليس متبعثرا، وبارك الله فيك وفي الإخوة غيرك.
والسلام عليكم.