جدة لكن أم!
هل أنت في الخمسينات أو الستينات وتشعرين أنك أديت رسالتك مع أبنائك وأنهم أصبحوا مستقلين بحياتهم ويعيشون الحياة المستقرة السعيدة، وبدأتي تتمنين أن تتفرغي أنت لهواياتك وأنشطتك التي تميلين إليها ولم تجدي الفرصة في السابق لكي تمارسيها؟ في هذه الحالة فإنك يجب أن تتذكري أنك قد تجدين ظروف الحياة تفرض عليك واقعًا لم يكن في الحسبان وهو أن تكوني مسئولة لفترة قصيرة أو طويلة عن تربية أحفادك.
بدون الدخول في الأسباب والظروف والملابسات التي قد تحدث في الحياة من حولك وتضعك في موقف المسئولية عن رعاية أحفادك وتربيتهم إما لموت والدتهم أو لسفر الوالدين أو بسبب غير ذلك من المستجدات التي لم تكن في الحسبان، يبقى الواقع كما هو والواقع في هذه الحالات يقول إن عليك أن تكوني جدة وأم في نفس الوقت لهؤلاء الأطفال.
ورغم صعوبة هذه المسئولية الجديدة التي ربما لم تتصوري أن تضعك فيها الأقدار في يوم من الأيام إلا أنك يجب ألا تدخري وسعًا في سبيل القيام بما عليك من واجبات تجاه أحفادك لكي تقدمي المعذرة إلى الله تعالى وفيما يلي نستعرض بعض الأمور التي قد تفيدك في تحقيق هذا الهدف على أكمل وجه.
نصائح لتربية الأحفاد
1- لا يجب أن تظلي في حالة انزعاج دائم.
تخلصي من الانزعاج المستمر والتململ من فكرة أنك أصبحت مسئولة عن تربية أحفادك ورعايتهم لأنه في حالات معينة قد تجد الزوجة نفسها رغم تجاوزها لسن الخمسين تنجب من جديد وتكون مسئولة عن طفل، ولذلك فإن الله تعالى عندما خلق المرأة قد أودع في فطرتها الحنان الدائم طوال حياتها والقدرة على ممارسة دور الأمومة بغض النظر عن سنها.
2- احصلي فورًا على مساعدة والدعم
لا مجال للخوف أو التردد بشأن اللجوء إلى الآخرين من أجل الحصول على المساعدة للوفاء بمسئولياتك الجديدة المفاجئة ولابد أن تحددي مصادر دخلك المادية بدقة لترسمي الميزانية المالية التي ستعتمدين عليها في تربية أحفادك خلال فترة تواجدهم معك، كما يجب أن تبحثي في تجارب مشابهة واقعية لكي تعلمي ما هي الخطوات التي يجب عليك اتخاذها.
3- حافظي على صحتك
لم تعودي الآن صاحبة الحق الوحيد في تحديد أهمية مراعاة صحتك وأخذ الدواء لو كنتي تعانين من مرض معين، لأنك الآن ملتزمة بحماية نفسك من حدوث أي تعب مفاجىء أو أزمة صحية لأن أحفادك لن يستطيعوا أن يتصرفوا بالشكل الصحيح لو حدث ذلك كما أنهم قد يفقدون مصدر دعمهم الوحيد الآن ويتعرضوا لصدمات حياتية خطيرة في حالة فقدهم لك بسبب استخفافك بحالتك الصحية وعدم اكتراثك برعاية نفسك صحيًا، ولا يقتصر هذا الأمر على الصحة الجسدية بل لابد من الاهتمام بصحتك النفسية كذلك بأن تقومي يوميًا بالقراءة والتفكر وهدوء الأعصاب في أوقات معينة مع أخذ أسباب النوم المستقر المريح لأن كل هذه الاعتبارات ستؤهلك لمواصلة أداء دورك التربوي مع أحفادك.
4- حافظي على صورة الوالدين
مهما كانت الأسباب التي دفعت بوالدي أحفادك لكي يتخليا عن مسئوليتهما سواء لفترة مؤقتة أو دائمة وأصبحت أنت الجدة مسئولة عن الأطفال فلابد أن تحاولي التزكي عن كل مشاعر الضيق والغضب والألم التي تعتصر فؤادك أن وجدتي نفسك مضطرة لتحمل هذا العبء الصعب والمسئولية الثقيلة، لأن تجريحك في الوالدين أو أحدهما سيكون له تداعيات سلبية خطيرة على الأطفال ولو ازدادت مشاعر الكراهية والحقد في نفوسهم على والديهم أو أحدهما فإن هذا قد يجعل نموهما النفسي والعاطفي غير سليم، ولذلك ابذلي ما في وسعك لكي لا تتحدثي بصورة سيئة عن الوالدين.
5- تذكّري عمرك
في سياق تحملك لمسئولية تربية أحفادك قد تنسين الواقع وتتعاملين وكأنك بالفعل أم لهم وهذا قد يجعلك بدون أن تشعري تقدمين على فعل أمور لا تتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية التي تعيشينها، وهذا أمر شديد الخطورة لأنه قد يؤدي إلى مشكلات أنت في غنى عنها، لذلك فإنك ورغم أنك تقومين بأداء دور فرضته عليك الظروف وليس طبيعيًا فإنك يجب أن تتذكري حقيقة وضعك كجدة للأطفال.
6- حماية علاقاتك
لا تجعلي تحملك لمسئوليات رعاية أحفادك تطغى على بقية العلاقات المهمة التي كانت في حياتك قبل هذا التطور الجديد، فإن زوجك له عليك حقوق من المهم مراعاتها وكذلك صديقاتك وأقاربك، ورغم صعوبة التوفيق بين كل هذه المسئوليات إلا أنك وبالاستعانة بالله يجب أن تتذكري ضرورة التوازن في العلاقات لأداء الواجبات والحقوق على أفضل وجه ممكن.
منقول