قال الشيخ الامام عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله :" فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولاً أو مجتهداً مخطئاً أو مقلداً أو جاهلاً - معذوراً - ، مخالف للكتاب والسنة والإجماع إ . هـ [ رسالة الإنتصار لحزب الله الموحدين ]------- يقول الشيخ أبو بطين معلقا على كلام شيخ الاسلام بن تيمية :" فقد جزم رحمه الله في مواضع كثيرة بكفر من فعل ما ذكره من أنواع الشرك . وحكى إجماع المسلمين على ذلك ولم يستثني الجاهل ونحوه . قال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وقال حاكياً عن المسيح عليه السلام : {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار...} فمن خص ذلك الوعيد بالمعاند فقط وأخرج الجاهل والمتأول والمقلد فقد شاق الله ورسوله وخرج عن سبيل المؤمنين ". إ.هـ رسالة الإنتصار .------ويقول الشيخ أبو بطين : ونحن نعلم أن من فعل ذلك الشرك ممن ينتسب إلى الإسلام أنه لم يوقعهم في ذلك إلا الجهل فلو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد وأنه من الشرك الذي حرمه الله لم يقدموا عليه فكفرهم جميع العلماء ولم يعذرهم بالجهل " إ.هـ الدرر السنية جـ -10- .---.----------------قال أبابطين رحمه الله في الدرر السنية ج10 ص 405 (( كل من فعل اليوم ذلك عند المشاهد فهو مشرك كافر بدلالة الكتاب والسنة والإجماع ونحن نعلم أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى الإسلام أنه لم يوقعه في ذلك إلا الجهل ولو علموا أن ذلك يبعد عن الله غاية الإبعاد وأنه من الشرك الذي حرمه الله لم يقدموا عليه فكفّرهم جميع العلماء ولم يعذروهم بالجهل كما يقول بعض الضالين إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال))--------------------- قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين (( وما تقدم من حكاية الامام محمد بن عبد الوهاب ، إجماع المسلمين على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار أنه كافر مشرك ، يتناول الجاهل وغيره لأنه من المعلوم أنه إذا كان إنسان يُقرّ برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالقرآن ويسمع ما ذكر الله سبحانه في كتابه من تعظيم أمر الشرك بأنه لا يغفره وأن صاحبه مخلد في النار ، ثم يُقدِم عليه وهو يعرف أنه شرك ، هذا ما لا يفعله عاقل ، وإنما يقع فيه من جهل أنه شرك)) ---[مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ج4 القسم الثاني ص 477 ]
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين في الدرر السنية ح 10 ص 391 – 394 ((ومما يُبين: أن الجهل ليس بعذر في الجملة، قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج ما قال: مع عبادتهم العظيمة؛ ومن المعلوم: أنه لم يوقعهم ما وقعوا فيه إلاَّ الجهل، وهل صار الجهل عُذراً لهم؟ يوضح ما ذكرنا: أن العلماء من كُل مذهب يذكرون في كتب الفقه: باب حكم ((المُرتد)) وهو المُسلم الذي يكفُر بعد إسلامه. وأول شيء يبدؤون به، من أنواع الكُفر الشرك، يقولون: من أشرك بالله كفر، لأن الشرك عندهم أعظم أنواع الكُفر، ولم يقولوا إن كان مثله لا يجهله، كما قالوا فيما دونه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل: أي الذنب أعظم إثماً عند الله؟ قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك)). فلو كان الجاهل أو المُقلد، غير محكوم بردته إذا فعل الشرك، لم يغفلوه، وهذا ظاهر. وقد وصف الله سبحانه، أهل النار بالجهل، كقوله تعالى : {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كُنا في أصحاب السعير} [الملك/10]، وقال: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعيُن لا يُبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} [الأعراف/179]، وقال: {قل هل نُنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يُحسِنون صُنعا} [الكهف/103 , 104]، وقال تعالى: {فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون} [الأعراف/30]، قال أبن جرير - عند تفسير هذه الآية - : وهذا يدل على أن الجاهل غير معذور ، ومن المعلوم: أن أهل البدع الذين كفرهم السلف والعلماء بعدهم، أهل علم وعبادة وفهم وزهد، ولم يوقعهم فيما ارتكبوه إلاَّ الجهل. والذين حرّقهم علي بن أبي طالب بالنار، هل آفتهم إلاَّ الجهل؟ ولو قال إنسان: أنا أشك في البعث بعد الموت، لم يتوقف من له أدنى معرفة في كُفره، والشاك جاهل، قال تعالى: {وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلاَّ ظناً وما نحن بمستيقنين} [الجاثية/30] وقد قال الله تعالى عن النصارى:{اتخذوا أحبارهم أترهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح أبن مريم}الآية [التوبة/31] قال عدي بن حاتم للنبي صلى الله عليه وسلم ما عبدناهم، قال: ((أليس يُحلّون ما حرم الله فتحلونه؟ ويحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه؟)) قال: بلى؛ قال: ((فتلك عبادتهم)) فذمهم الله سبحانه، وسماهم مشركين، مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم، فلم يُعذروا بالجهل. ولو قال إنسان عن الرافضة في هذا الزمان: إنهم معذورون في سبهم الشيخين وعائشة لأنهم جُهال مُقلدون، لأنكر عليهم الخاص والعام، وما تقدم من حكاية شيخ الإسلام رحمه الله، إجماع المسلمين على: أن من جعل بينه وبين الله وسائط، يتوكل عليهم، ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، أنه كافر مُشرك، يتناول الجاهل وغيره... والقرآن يرد على من قال: إن المُقلد في الشرك معذور، فقد افترى وكذب على الله، وقد قال الله تعالى عن المقلدين من أهل النار {إنا أطعنا سادتنا وكُبراءنا فأضلونا السبيلا} [الأحزاب/67] وقال سبحانه حاكياً عن الكُفار قولهم: {إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مهتدون} [الزُخرف/22]. وفي الآية الأُخرى {إنا وجدنا آباءنا على أُمة وإنا على آثارهم مقتدون} [الزخرف/23] واستدل العلماء بهذه الآية ونحوها، على أنه لا يجوز التقليد في التوحيد، والرسالة، وأصول الدين، وأن فرضاً على كل مكلف: أن يعرف التوحيد بدليله، وكذلك الرسالة، وسائر أصول الدين، لأن أدلة هذه الأصول ظاهرة ولله الحمد ، لا يختص بمعرفتها العلماء ))-------
و قال عبد الرحمن أيضا في الدرر السنية ج 11 ص 479-482 ((وقال العلامة أبن القيم تعالى، أيضاً: في طبقات الناس - من هذه الأمة وغيرها - الطبقة السابعة عشرة: طبقة المقلدين... وقد أخبر الله في القرآن، في غير موضع، بعذاب المُقلدين لأسلافهم من الكفار، وأنهم يتحاجّون في النار، وأن الأتباع يقولون: {ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون} [الأعراف/38]، انتهى ملخصاً... وهذا كلام شيخ الإسلام ، في المنهاج، يطابق ما قد أسلفناه عنه في هذا الجواب: وأشهر الناس بالردّة، خصوم أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وأتباعه، كمسيلمة الكذاب، وأتباعه، وغيرهم. ومن أظهر الناس ردّة: الغالية الذين حرَّقهم علي رضي الله عنه بالنار، لمّا ادعوا فيه الإلهية؛ والسبئية أتباع عبد الله بن سبأ، الذي أظهر سبّ أبي بكر وعُمر. وأول من ظهر عنه دعوة النبوة، من المنتسبين إلى الإسلام: المختار بن أبي عُبيد، وكان من الشيعة فعُلم: أن أعظم الناس ردّةً، هم في الشيعة أكثر منهم في سائر الطوائف؛ ولهذا لا يُعرف أسوأ ردّة من ردّة الغالية، كالنُصيريه، ومن ردّة الإسماعيليه الباطنية ونحوهم انتهى. ومن المعلوم: أن كثيراً من هؤلاء جُهال، يظنون أنهم على الحق، ومع ذلك حكم بن تيمية بسوء ردتهم ))--------------- يقول الشيخ أبو بطين :وأما ما سألت عنه أنه هل يجوز تعيين إنسان بعينه بالكفر إذا إرتكب شيئاً من المكفرات ؟ فالأمر الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء وأنه كفر مثل الشرك بعبادة غير الله سبحانه .. فمن إرتكب شيئاً من هذا النوع أو حسنه فهذا لا شك في كفره ولا بأس يمن تحققت منه شيئاً من ذلك أن تقول كفر فلان بهذا الفعل يبيّن هذا أن الفقهاء يذكرون في باب حكم المرتد أشياء كثيرة يصبح بها المسلم مرتداً كافراً ويستفتحون هذا الباب بقولهم : من أشرك بالله كفر ، وحكمه أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، والإستتابة لا تكون إلا مع معين .
ولما قال بعض أهل البدع عند الشافعي رحمه الله " إن القرآن مخلوق " قال : كفرت بالله العظيم . وكلام العلماء في تكفير المعين كثير وأعظم أنواع الكفر والشرك عبادة غير الله وهو كفر باجماع المسلمين ولا مانع من تكفير من إتصف بذلك ، كما أن من زنى قيل فلان زانيٍ ومن رابى قيل فلان مرابٍ " إ . هـ . الرسائل والمسائل جـ /: 4 . الدرر السنية جـ / 10--ويقول الشيخ أبو بطين أيضاً:" والشرك عبادة غير الله ، فمن جعل شيئاُ من العبادة لغير الله فهو مشرك وإن كان يقوم الليل ويصوم النهار فعمله حابط . قال تعالى : {ولئن أشركت لحبطن عملك} والشرك عبادة غير الله ، ونصوص القرآن في ذلك كثيرة فمن قال من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره ولو عبد غير الله فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر ... إلى أن قال : وعلى هذا القول فهو مكذب لله ورسوله وللإجماع القطعي الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء " إ . هـ . الرسائل والمسائل الجزء الأول----------------قال ابا بطين في الدرر السنية ج12 ص 69 ((فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله ، فمن الذي لا يُعذر ؟! ولازم هذه الدعوى : أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند ، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله ، بل لا بُد أن يتناقض ، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو شك في البعث ، أو غير ذلك من أصول الدين ، والشاك جاهل . والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد : أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه ، نطقاً ، أو فعلاً ، أو شكاً ، أو اعتقاداً ، وسبب الشك الجهل . ولازم هذا : أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى ، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم ، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار ، لأنّا نقطع أنهم جُهال ، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم ، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال ))-------
قال عبد الرحمن أبو بطين مفتي الديار النجدية (( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك، وقال لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيقال له بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر، ولا عذر للمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد لأنه أصل الأصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هالك، لاسيما أعظم المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك )) عقيدة الموحدين رسالة (الانتصار لحزب الله الموحدين)
بل نقل إجماع العلماء على هدم جواز التقليد في التوحيد و الرسالة فقال كما في الدرر السنية ج 10 ص 399 ((والله سبحانه إنما افترض على الخلق طاعته، وطاعة رسوله، وأمرهم أن يردوا إلى كتابه وسنة رسوله، ما تنازعوا فيه، وأجمع العلماء على أنه لا يجوز التقليد ، في التوحيد والرسالة ))-----قال أبا بطين في الدرر السنية ج 12 ص 72 و 73 وفي مجموعة الرسائل ج 1 ص 659 (( فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولا أو مُجتهدا أو مخطئا أو مقلدا أو جاهلا ؛ معذور، مُخالف للكتاب والسنة والإجماع بلا شك، مع أنه لا بد أن ينقض أصله، فلو طرد أصله؛ كفر بلا ريب، كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك))---------نقل ابا بطين عن ابن جرير عند تفسير قولة تعالى(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) قال ابن جرير وهذا يدل على أن الجاهل غير معذور ) الدرر 10/392-------- --
قال الشيخ أبا بطين في مجموعة الرسائل و المسائل ج1 ص655 (( إنّ فعل مشركي الزمان عند القبور من دعاء أهل القبور وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات و الذبح والنذر لهم ، وقولنا إنّ هذا شرك أكبر وإنّ من فعله فهو كافر ، والذين يفعلون هذه العبادات عند القبور كفّار بلا شكّ ، وقول الجهال إنّكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الاسلام ولا التوحيد ، والظاهر عدم صحّة إسلام هذا القائل فإنّ من لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم ))---------------- قال الشيخ أبا بطين . مجموعة الرسائل ج1/ القسم 3/ص 655 (( فيمن قال إنكم تكفرون المسلمين وحقيقته أنه يعبد غير الله إن القائل ما عرف الإسلام ولا التوحيد والظاهر عدم صحة إسلام هذا القائل لأنه لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم ولا يراها شيئا فليس بمسلم)).
و قال عبد الله بن عبدالرحمن أبا بطين في الرسائل و المسائل النجدية ج 1 ص 659 ((وأما من يقول: إن من تكلم بالشهادتين؛ ما يجوز تكفيره. فقائل هذا القول لا بد أن يتناقض، ولا يمكنه طرد قوله في مثل من أنكر البعث، أو شك فيه؛ مع إتيانه بالشهادتين، أو أنكر نبوة أحد من الأنبياء الذين سماهم الله تعالى في كتابه. أو قال: الزنا حلال، أو اللواط، أو الربا، ونحو ذلك، أو أنكر مشروعية الأذان أو الإقامة أو أنكر الوتر أو السواك، ونحو ذلك؛ فلا أظنه يتوقف في كفر هؤلاء وأمثالهم إلا أن يكابر، أو يعاند؛ فإن كابر أو عاند؛ فقال: لا يضر شيء من ذلك، ولا يكفر به من أتى بالشهادتين؛ فلا شك في كفره، ولا في كفر من شك في كفره ))