كوارث ما بعد كارثة التعري
هناء المداح
لا شك أن التعري يعد في حد ذاته كارثة عظيمة الأثر وخطيرة الويلات، حيث تتفرع منها عدة كوارث اجتماعية ونفسية معقدة ومتشابكة ذات عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة كما هو ثابت بالقرآن والسُنة والإجماع..
ومن بين هذه الكوارث الناتجة عن التعري الذي يخالف السليقة والفطرة التي جُبِل بنو آدم عليها، والتي تجعل الإنسان رجلًا كان أو امرأة يميل بطبيعته إلى التستر والاحتشام وإخفاء العورات وباقي أجزاء الجسد الواجب سترها تجنبًا للوقوع في المعاصي والخطايا أو إحداث فِتَن لا حصر لها..
أولًا: الدعوة إلى التعري والتشجيع عليه:
مَن ترتدي من الفتيات والنساء ملابس فاضحة وكاشفة لبعض أجزاء الجسد المأمور بإخفائها أمام القريب والغريب تسن بذلك سنة سيئة، إذ تغري بذلك العديد من بنات جلدتها ذوات النفوس المريضة والإيمان الضعيف، وتشجعهن على السير على دربها وتقليدها تقليدًا أعمى دون وعي وإدراك لخطورة هذا الأمر!..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا). رواه مسلم.
ثانيًا: التعرض للتحرش الجنسي والمعاكسات والابتزاز:
من أهم الأسباب المباشرة للتحرش الجنسي ارتداء الفتيات ملابس تظهر أكثر مما تبطن وتثير غرائز الشباب الضعيف الواقع في أسر البطالة والفراغ والفن الهابط بشتى صوره، مما يدفعهم لمعاكستهن والتحرش بهن لفظًا أو فعلًا، وربما يصل الأمر إلى حد تصوير بعضهن بتلك الملابس من خلال كاميرات الهواتف النقالة وتوزيع صورهن بعد القص واللصق على نطاق واسع، الأمر الذي يسبب لهن كثيرًا من المشكلات والفضائح التي يصعب مواجهتها في أحيان كثيرة.
ثالثًا: سوء الظن بمن تتعرى، وكيل الاتهامات لها:
غالبًا ما ينظر الناس إلى من تتكشف وتتهاون في ستر جسدها نظرة دونية خالية من الاحترام وحسن الظن بها، بل ويكيل البعض لها ولمن على شاكلتها اتهامات بسوء سلوكها وخلقها لدرجة تصل معها إلى حد الخوض في عرضها وسبها وقذفها والتشهير بها.
رابعًا: خراب البيوت والتفكك الأسري عقب الطلاق:
تتساهل بعض النساء أثناء المناسبات السارة - خاصة حفلات الخِطبة والزواج- ويرتدين ملابس عارية وضيقة تظهر مفاتنهن وهن يرقصن ويغنين بحجة أنهن يجلسن مع النساء بعيدًا عن الرجال، غير منتبهات إلى أن بعض شياطين الإنس من الموجودات برفقتهن يمكنهن بسهولة نشر كل ما حدث أثناء العُرس من رقص وغناء وخلافه على نطاق واسع بالصوت والصورة، الأمر الذي يؤدي إلى خراب بيوتهن وتشتت أبنائهن بعد أن يطلقهن أزواجهن الذين لم يستطيعوا مواجهة من حولهم خصوصًا بعد أن صارت صور زوجاتهم منتشرة على الإنترنت وسهلة التناول والتداول!.
خامسًا: التشبه بالكافرات والفاجرات:
من المعروف أن الملابس العارية في الغالب الأعم من تصميم وتفصيل الغرب الذي يتفنن بكل ما أوتي من وسائل في ابتكار أشكال وألوان جديدة لهذه الملابس الكاشفة لينبهر بها الشباب العربي ذكورًا وإناثًا، فتنتشر بسببها الفواحش والمحرمات، وينشغلوا بها عن الالتفات إلى ما هو أنفع وأجدى للمساهمة في انتشال أمتهم العربية من حالة التخلف والغيبوبة التي تعيش فيها منذ زمن بعيد، وذلك بإلهائهم بآخر صيحات الموضة، وجعلهم دائمًا وأبدًا في حالة هوس وتطلع إلى شراء تلك الملابس التي لا تتفق وأبسط أبجديات الإسلام والعروبة!.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد.
سادسًا: الإصابة بالحسد:
يسهل على شياطين الإنس والجن إيذاء الغارقين في المعاصي والبعيدين عن ذكر الله، فما بالنا لو كانت المعصية هي التعري وإظهار المفاتن؟!..
كثيرًا ما تصاب بعض الفتيات بالحسد الذي ينتج عنه الإصابة بأمراض كثيرة يصل بعضها إلى حد الموت، وغالبًا ما يتم الحسد أثناء المناسبات السعيدة التي عادة ما تحرص الفتيات والنساء على الظهور فيها بأبهى صورة وأحسن منظر من وجهة نظرهن، بغية لفت الأنظار ونيل إعجاب جميع الحاضرين ومنهم بالطبع الحاسدون والحاسدات الذين يتمنون زوال النعمة عنهن – وما هي بنعمة - بل نقمة ينزل بسببها البلاء ويحل الداء الذي غالبًا ما يعجز عن شفائه الدواء!.