قال العلامة المؤرخ المقريزي وهو يترجمُ لزوجةٍ له ماتت شابةً ـ رحمهما الله:
"اتفق لي أني كنتُ أكثرُ من الاستغفار لها بعد موتها؛
فأرُيتها في بعض الليالي وقد دخَلتْ عليّ بهيئتها التي كفنتُها بها!
فقلتُ لها ـ وأنا أعرفُ أنها ميتة:
يا أم محمد؛ الذي أُرسله إليكِ يصل ـ أعني استغفاري لها؟
قالت : نعم يا سيدي؛ في كل يوم تصل هديتك إليَّ.
ثم بكت ! وقالت: قد علمتَ يا سيدي أني عاجزةٌ عن مكافأتك.
فقلت لها: لا عليكِ، عما قليلٍ نلتقي.
وكانت ـ غفر الله لها ـ مع صغر سنها من خير نساء زمانها؛ عفةً وصيانةً وديانةً وثقةً وأمانةً ورزانة.
ما عُوضتُ بعدها مثلها !".
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة (2/99).