تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أسس دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,584

    افتراضي أسس دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية

    أسس دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية
    عبد السلام بن برجس بن عبد الكريم رحمه الله


    الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله .. أما بعد:
    محمد بن عبد الوهاب عَلم في غرَّةِ التاريخ أصلح الله به العقائد وجدّد به الدين، وهو والله صنو أحمد بن حنبل، حيث حَرَس أحمد عقيدة الأسماء والصفات من الجناية عليها، وحرس محمد بن عبد الوهاب عقيدة توحيد الله في ألوهيته من الخروج عنها والجهل بها.

    لقد كان عالم أهل الإسلام في بلاد العرب والعجم يعج بالجهل المخيم ويقذف بالزبد: الخرافة، البدعة، والشرك شهد بذلك شهود الله في أرضه من مؤرخي المسلمين وعلمائهم، كما شهد بذلك جماعات من غير أهل الإسلام. وليس مرادي هنا أن أتوسع في إثبات ذلك، إذ هو محل اتفاق بين المنصفين. إنما أطرق موضوعاً آخر في ظني أن الحاجة إليه ماسة جداً في هذا الوقت الذي بدأ العهد بالشيخ محمد وتلاميذه يبتعد للصوارف الكثيرة والوافدات المرفوضة، هذا الموضوع هو: جهود علماء الدعوة في تأصيل المنهج السلفي، حيث أذكر المنهج السلفي فإنما أريد به منهج السلف الصالح ـ رضي الله تعالى عنهم ـ وهو اسم محبوب ولقب مشرف وفوق ذلك هو دين الإسلام الصحيح الذي من لقي الله به نجى.

    لقد جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ وليس هناك سلفي على وجه الأرض سوى أشخاص يعدون على أصبع اليد الواحدة وهم: المجموعي في البصرة، وابن سيف في المدينة المنورة, ومحمد حياة السندي في المدينة ـ أيضاً ـ, والصنعاني في اليمن وغيرهم ممن لا أعرفهم، فما تولى أحد منهم الدعوة إلى الله تعالى بمواجهة المجتمع سوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

    كانت حياته مليئة بالمتاعب والتعرض للصعاب والخطر من أجل الوصول إلى الدين الصافي من كدر البدع وشوائب الشرك التي طغى طوفانها وعلت راياتها وكثرت جيوشها، فكان له ذلك بتوفيق العزيز الحكيم فهداه الله إلى تصنيف كتاب »التوحيد» المصنف النادر بين مصنفات المسلمين. كما هداه الله إلى الصدع بدعوة التوحيد وحمل أثقال ذلك وحده، فجعل الله نهضة أهل الإسلام على يديه وبدد دعوة الشرك والمشركين على يديه، فلولا الله ثم هذا الرجل العالم الصالح ما قام لأهل السنة دولة ولا رُفعت لهم راية ولا قامت حجة الله على خلقه في ذلك العصر.

    لحق الشيخ بربه الكريم يوم الأثنين آخر شهر شوال سنة 1206هـ وقد ترك تاريخاً مجيداً يفخر به أهل السنة وتقوى به عزائمهم. كما ترك إرثاً عظيماً من العلم النافع، حيث المؤلفات المحررة والتلاميذ المؤصلون المجندون للعلم والدعوة والأبناء العلماء البررة المهرة، فانتشرت المؤلفات وواصل الأبناء والتلاميذ مسيرة هذا العالم الجليل ولم يزل علمه ودعوته تنقل جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلينا نتفيأ ظلالها ونسعد باتباعها وننعم بمعتقداتها المستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    لقد جددت دعوة هذا الشيخ الإسلام، كما أنها حافظت على راية أهل السنة والجماعة مرفوعة قوية أكثر من قرنين من الزمان وما زالت ـ بحمد الله وفضله ـ وقد تمثل حفظها للعقيدة السلفية في أمور هذا شرحها:

    أولاً: تحقيق قضية توحيد الله في ألوهيته وأسمائه وصفاته وربوبيته.
    قامت هذه الدعوة المباركة على الاهتمام بتوحيد الله تعالى، خاصة في توحيد الألوهية اقتداء بالأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ حيث افتتحوا دعوة أقوامهم بذلك، ولأن الناس آنذاك قد أخلوا بهذا الجانب، ففشت الشركيات حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخلق ولقيت من يبررها من علماء السوء أدعية الجهل والدجل. وكان أسلوب هذه الدعوة في بيان هذا الأمر الجلل يعتمد على تأصيل هذا التوحيد والاستدلال به وإقناع عامة الناس بالحجج التي تستوعبها عقولهم، وعلى درء الشبهات التي ينعق بها أسرى الخرافات من أدعياء العلم ورموز التصوف، فمن الأسلوب التأصيلي «الأصول الثلاثة وأدلتها» «كتاب التوحيد» للشيخ محمد، و«رسالة مهمة» للإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وغيرها مما هو مبثوث في «الدرر السنية في الأجوبة النجدية».

    ومن أسلوب نقض الشبه ورد الباطل «كشف الشبهات» للشيخ محمد «الرد على القبوريين» للشيخ محمد المعمر، «مصباح الظلام» و«منهاج التأسيس» للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، «الرد على شبهات المستعينين بغير الله» للشيخ أحمد بن عيسى، «شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور» للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، و«هذه مفاهيمنا» للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وغيرها كثير.

    بذلك أقام العلماء أهل الدعوة الحجة الإلهية على الخلق، فلا يسع أحداً بعد هذا البيان إلا التسليم لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
    وبهذه الجهود حفظ الله تعالى معتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من التحريف والتغيير وانتشر المعتقد الحق في أرجاء الدنيا، فليس من سني سلفي يعيش الآن على وجه الأرض إلا للشيخ محمد وتلاميذه وأحفاده منة عليه لحفظهم هذا الدين الصحيح حتى وصل إليه، كما كان على حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

    ثانياً: قضية تحقيق متابعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
    التعصب للرجال سر البعد عن الله تعالى وعن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذا فإن مستنقع البدع والخرافات أرض المتعصبين.
    لقد حطمت هذه الدعوة المباركة التعصب المذهبي المذموم، فجعلت الاتباع الكامل لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعلى أقواله وأفعاله مدار الأحكام الشرعية، فالشرع ما شرعه والحلال ما حله والحرام ما حرمه. وكلام العلماء معين على فهم نصوص الشرع كما أراده صاحب الشرع ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

    إن التحرر من رق التعصب الذميم هو الذي جعل هذه الدعوة المباركة تحل بأي أرض وتُقبل في أي مكان.
    جعلت هذه الدعوة مذهب الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ قاعدة لها تتعلمه وتعلمه، وهي في ذلك تنطلق من قاعدتين:

    الأولى: العناية بأدلة أقوال المذهب من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، فإذا بان أن الفهم السليم أو الحديث المقبول يدل على خلاف ما جاء به المذهب، فالاتباع للدليل والعمل بما دل عليه الدليل.

    الثانية: احترام بقية المذاهب الفقهية المعروفة دلة : الحنفية، المالكية, والشافعية, وموافقة من كان الحق معه منهم.
    ومن أبدع ما جاء عن الشيخ محمد ـ رحمه الله تعالى ـ في ذلك أنه سُئل عن مسألة فقهية خلافية فذكر الخلاف في مذهب الحنابلة فيها، ثم ردها إلى القرآن والسنة ورجح ما دل عليه الوحيان، ثم قال: ينبغي للمؤمن أن يجعل همه ومقصده معرفة أمر الله ورسوله في مسائل الخلاف والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم ويوقرهم ولو أخطأوا، لكن لا يتخذهم أرباباً من دون الله، هذا طريق المنعم عليهم. أما اطراح كلامهم وعدم توقيرهم فهو طريق المغضوب عليهم. وأما اتخاذهم أرباباً من دون الله إذا قيل: قال الله وقال رسوله، قيل: هم أعلم منا، فهذا هو طريق الضالين. ا.هـ من «فتاوى ومسائل الإمام محمد بن عبد الوهاب» (ص 97).

    وقد ألف في تقرير ذلك الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ حفظه الله ـ رسالة بعنوان «اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة», وألف الشيخ الدكتور صالح بن عبد الرحمن الأطرم رسالة بعنوان «اعتماد فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة»,
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2

    افتراضي رد: أسس دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية

    رحم الله الإمام المجدد.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    45,584

    افتراضي رد: أسس دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية

    امين يا رب
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •