الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
فقد اطّلعتُ على رسالة بعث بها الأخ الدكتور/عبد الله بن هضبان الحارثي ونشرها في إحدى الصحف السيّارة , وخاطب بكلماتها المدعو: (صالحَ كامل) - هداه الله وختم له بخير - قائلاً له:
(لقد خدمت الإسلام بفضل الله من خلال قناة (إقرأ) الفضائية الإسلامية والتي وجدت لها ومن كان معي من الدعاة صدىً يفوق التوقعات ، ولكونك بذلت مالاً غير قليل على هذه القناة المباركة فأتمنى على سعادتكم إيجاد قناة مماثلة وباللغة الإنجليزية لتبث في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية سماحة الإسلام وتضيء لمن لا يجيد العربية من المسلمين وغير المسلمين ، وأنا أعلم حرصكم الشديد على وسطية التناول والطرح، فإن هذا الوقت تحتاج الأمة فيه إلى إيضاح صورة الإسلام المشرقة، وأنت ممن نعول عليهم كثيراً ).
وعجبتُ للدكتور عبد الله - وهو المتوقد فطنةً وذكاءً فيما يبدو للناظر لوجهه- أن يظن أو يُخيّل إليه أن من راسله خدمَ الإسلام فعلاً.!!
إن من يتابعها ساعةً واحدةً أو أقل لن يخفى عليه توجهها الذي وضعت له إن كان له قلبٌ ,ومع ذلك فالقائمون عليها لا يجرؤون على التصريح بذلك حتى لا يخسروا الجماهير الغفيرة من دهماء المسلمين الذين تنطلي عليهم حيل القوم ومخادعاتهم.
فلئن سلمنا جدلاً أن هذه القناة التي انتبذت بين قنوات العهر والمجون وبين قنوات الدعوة واللإسلام مكاناً غربياً عن الجميع, فهي تجمع بين نور أولاء وظلمات أولئك مذبذبة بينهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فتجدها تبث برامج تصحيح التلاوة وتفسير القرآن وتدبره وإلى جانب ذلك برامج الدعوة إلى البدعة والضلالة.!
ولا تكاد تفتتح برنامجا أو تنهي آخراً إلا بالموسيقى التي أخشى أن تسمى (إسلاميةً) أيضا كالتبرج الإسلامي وغيره مما تتبناه القناة وتنسبه قسراً إلى الإسلام .
وتنظم برامج الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية الراقية العالية , وتهدمُ في الوقت ذاته أخلاق ناشئة المسلمين بعرضها لفتية متمردين على السنة حالقي اللحى متمكيجين متغنجين ويدعون إلى الله والدار الآخرة , وبجانبهم فتيات كاشفاتٌ وجوههنّ (لأنّ المسألة خلافية طبعاً) ومتدثرات بلباس ضيق يحجم أعضائهنّ ويبرز أكثر مما يستر.!!
فهل هذه المنهجية التي تشبه منهجية ابنِ سلولٍ خدمةٌ للإسلام أو هدمٌ له.؟
هل يخدمُ الإسلامَ استضافة القناة لأقوامٍ لا يتورعون عن الكذب على رسول الله ونسبة الأحاديث الضعيفة والموضوعة إليه.؟ (ولا داعي للتسمية)
أوَ يخدمُ الإسلامَ تبجيلُ من يكذب القرآن ويعتقد خلافه , وتقديمه على أنه صورة حية للوسطية.؟
أم يخدمُ الإسلامَ من غرته شهرته بين العامة والدهماء فأقسمَ على الله أن يغفر لمن حضر محاضرته ودفع للفندق المقامة فيه ثمن التذكرة ليستفيد وتبث القناة صورته مباشرة.؟
أم يخدمُ الإسلام تغنجُ من تتمايل وهي تعلم الناس الطبخَ أو تتكلم عن المشاكل الأسرية وقد ملأت وجهها بأنواع المساحيق والمبرر (الوجه محل خلاف طبعاً) وهكذا دواليك, وتجهل هي والقائمون على القناة أو يتجاهلون أن حالتهنّ تلك مما لا يجوز أن تظهر به المرأة أمام الرجال الأجانب عنها، إلا الزوج و المحارم .؟
أم يخدمُ الإسلام النقلُ الحيّ للمؤتمرات التي تشارك فيها النساء العاريات المائلات المميلات.؟
أم يخدمُ الإسلام تصويره للناس على أنه دينُ يسرٍ وأن عنصر اليسر فيه كامنٌ في التمرد على أخلاقه وأحكامه بإخراجٍ جيل قناة (اقرأ) الذي يظهر لك الشاب بكامل تشبهه بالغرب لباسا ومظهراً وحلقا للحية ووضعا للمكياج , ويدعو مع ذلك إلى التوبة ومراقبة الله ومخافته والإحسان إلى الناس.
لتتكون عند الجهلة والمغلَّفــين من أبناء الأمة أنه لا داعي للسنة واللحية والمظهر الحسن ما دام لسانُ أحدنا معسولاً ويقطر عذوبةً وكلاما إنشائيا (فاضياً).
وأخيراً إن نسيتُ فلن أنسى استضافة سعادته لثلة من علماء المسلمينَ ليناقشوا موضوع الإرهاب وهو موضوع جديرٌ وحقيقٌ بالمناقشة والتفكير في اجتثاثه من أذهان الناشئة لقطع الطريق على الاتكفيريين التفجيريين , ولكن أليس الأولى منه تذكيرُ الداعم الرئيس لهذا الحوار وتخويفه بالله وزجره عن غيه وتماديه في إفساد ناشئة المسلمين عبر قنوات العهر والفجور.؟
وقد كان يومئذ اسمُه مسبوقا بكلمة (الشيخ) ولكن الدراهم تشيخ من لا يشِيخُ.!!
ورسالتي لصالح كامل باختصار أخالف فيها الدكتور عبد الله وأقول له:
كفّ عنا دعمك ولا تفتح قناة في الغرب ولا في الجنوب وأغلق قناة اقرأ أو تدارك منهج بثها , وأنا أعلم حرصك الشديد على إذاعة الرذيلة ونشرها ,فلا مطمع لنا في أموالك وثرواتك إلا بكف أذاك عن بنات وأبناء المسلمين الذين تعلم كثيرٌ منهم الرقص والتمثيل والعلاقات الغرامية الموصلة للسفاح والشذوذ بفضل الشيطان والنفس الأمارة وبالدرجة الأولى بفضل قنواتك المفسدة الهادمة للأخلاق والأدب والحالقة للدين والفضيلة التي تشيع الفاحشة في بيوت لاذين آمنوا وتعلمهم إياها بالمجان أو بدفع قيمة بطاقات التشفير.
والله غني عنك وعن مالك وعن أقلام وألسنة من يوهمونك أنك خدمت الإسلام , ونحن شهداء الله في الأرض أنك هَدمته وإن كنت خلطت في بعض قنواتك عملاً صالحاً وآخر كثيراً سيئاً (كما هو حال مسجد الضرار) نسأل الله أن يتوب عليك ويلهمك الرشد ويرحم شيبتك ويختم لك بخير إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
حنانيك لا تُضللْ ولا تتصدقِ.!
يا د/ هضبان هلا قلت لسعادته:حنانيك لا تُضللْ ولا تتصدقِ.!