يذكر بعض الباحثين المعاصرين أن الحافظ ابن حجر لم يطلع على شرح ابن رجب على صحيح البخاري .
ويعزون هذا القول إلى السخاوي في كتابه (الجواهر والدرر) الذي أفرده لترجمة شيخه الحافظ ابن حجر رحم الله الجميع .
وعند النظر في كلام السخاوي نجده يعزو هذا الكلام للحافظ ابن حجر نفسه !
ولكن المطلع على فتح الباري للحافظ ابن حجر يعرف بوضوح أن الحافظ اطلع على شرح ابن رجب واستفاد منه في عدة مواضع .
وعند إعادة التأمل في كلام السخاوي يظهر أن هؤلاء الباحثين لم يتبينوا المراد من الكلام.
وهذا نصه:
(( وقد سبقه شيخه المجد اللغوي صاحب القاموس، فرأيت في أسماء تصانيفه (منح الباري بالسيح الفسيح المجاري في شرح صحيح البخاري) وأنه كمل منه ربع العبادات في عشرين مجلدة. وكذا سبقه - فيما قيل - إلى التسمية بفتح الباري الحافظ الزين بن رجب الحنبلي، لكن سمعت صاحب الترجمة يذكر أنه لم يطلع على ذلك )).
فالمراد أن ابن حجر لم يطلع على تسمية ابن رجب للكتاب بهذا الاسم؛ ولذلك تجد الحافظ ابن حجر لا يسميه بذلك إذا نقل منه ، وإنما يقول مثلا: وقال ابن رجب في شرحه لأوائل البخاري .
والله تعالى أعلى وأعلم وبه الهداية ومنه التوفيق .