وعليكم السلام ورحمة الله.
"أبو كبير" كنية عامر بن الحُلَيس أحد بني سعد بن هُذيل، له صحبة. والبيت من قصيدة طويلة له مطلعها :
أزهير هل عن شَيْبةٍ من معدلِ *** أم لاسبيلَ إلى الشباب الأوَلِ
وبعد البيت المذكور :ممّا حملن به وهنّ عواقد *** حُبُكَ الثياب فشبَّ غيرَ مُهَبَّلِ ( وفي رواية غير مثقّل)
ولهذه القصيدة قصة مع تأبط شرّا - وكان إذ ذاك غلاما - ذكرها البغدادي في خزانته.
ومعنى البيت أني سِرتُ ليلاً مع غلام (هو تأبط شرّا ) مغامرٍ راكبٍ رأسَه لايَثنيه عن مراده شيء، وهذا معنى كلمة "مِغشم" في المعاجم. والجَلد الصلب من الرجال.
وذو غشمشمة أي ذو جرأة.
ومعنى "على الظلام" و "في الظلام" واحد، لأن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض كما هو معروف عند طائفة من النحاة. وهو كقول الله تعالى : " لأصلّبنّكم على جذوع النخل" و " لأصلبنكم في جذوع النخل" . وقد يقصد الشاعر الطريق الذي سار عليه بأن وصفه بالظلمة، وأنه لاضوء عليه.
وأما قوله "بمغشم" بدل "مع مغشم" فبغض النظر عن الكلام عن وزن البيت، فالباء قد تأتي للمصاحبة، بمعنى "مع". وقد يقال إنّ استعمالها في هذا الموضع للدلالة على صغر سنّ تأبط شرّا، وأنه أخذه و ذهب به كما يُذهب بالأطفال. وهذا كما في قوله تعالى" فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجبّ"
و"مهبّل" كما في الرواية التي أوردتُ هو كثير اللحم، وهو في نفس معنى "مثقّل".
والله تعالى أعلم.