قال ابن تيمية: (ﻓﺮﺏ ﺭﺟﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﺣﺮﻭﻑ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺘﻲ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺣﻔﻆ ﺣﺮﻭﻑ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻢ؛ ﺑﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻭﺗﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﺆﺕ ﺣﻔﻆ ﺣﺮﻭﻑ اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ:
{ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺜﻞ اﻷﺗﺮﺟﺔ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻃﻴﺐ ﻭﺭﻳﺤﻬﺎ ﻃﻴﺐ. ﻭﻣﺜﻞ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻤﺮﺓ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻃﻴﺐ ﻭﻻ ﺭﻳﺢ ﻟﻬﺎ. ﻭﻣﺜﻞ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ اﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻛﻤﺜﻞ اﻟﺮﻳﺤﺎﻧﺔ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻃﻴﺐ ﻭﻃﻌﻤﻬﺎ ﻣﺮ. ﻭﻣﺜﻞ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻨﻈﻠﺔ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻣﺮ ﻭﻻ ﺭﻳﺢ ﻟﻬﺎ}.
ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﺤﺮﻭﻑ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺳﻮﺭﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻓﻘًﺎ.
ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ﺣﺮﻭﻓﻪ ﻭﺳﻮﺭﻩ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻪ.
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ اﻟﻐﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﺮﻳﺤﺎﻥ.
ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺬﻱ ﺃﻭﺗﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻢ ﻓﻬﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺜﻞ اﺷﺘﺮاﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎﻥ؛ ﻓﻬﺬا ﺃﺻﻞ ﺗﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ.
[مجموع الفتاوى: (11/397)].