
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
نعم، أحسنتم.
قال الطبري:
كما في قوله : {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} فَإِنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ ، قَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرِيِّينَ : مَعْنَى ذَلِكَ : يَحْفَظُونَهُ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ ، كَمَا قَالُوا : أَطْعَمَنِي مِنْ جُوعٍ وَعَنْ جُوعٍ ، وَكَسَانِي عَنْ عُرْيٍ وَمِنْ عُرْيٍ.
وقال القرطبي:
.. وعلى هذا،" يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" أي بأمر الله وبإذنه، ف" مِنْ" بمعنى الباء، وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض. وقيل:" مِنْ" بمعنى عن، أي يحفظونه عن أمر الله، وهذا قريب من الأول، أي حفظهم عن أمر الله لا من عند أنفسهم، وهذا قول الحسن، تقول: كسوته عن عري ومن عري، ومنه قوله عز وجل:" أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ" «1» [قريش: 4] أي عن جوع.
وقال الرازي في تفسيره:
وفي الآية سؤالات:
السؤال الأول: لم لم يقل عن جوع وعن خوف قلنا لأن معنى عن أنه جعل الجوع بعيداً عنهم وهذا يقتضي أن يكون ذلك التبعيد مسبوقاً بمقاشاة الجوع زماناً ثم يصرفه عنه ومن لا تقتضي ذلك بل معناه أنهم عندما يجوعون يطعمون وحين ما يخافون يؤمنون..