الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح.
نعلم أن الكفر يكون بعدم الإيمان سواء اعتقد نقيضه أو لا، وسواء تكلم أو لم يتكلم وسواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب.
والتعريف يكون جامع ومانع، هل هناك تعريف للكفر جامع لأقسامه وأنواعه؟
الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح.
نعلم أن الكفر يكون بعدم الإيمان سواء اعتقد نقيضه أو لا، وسواء تكلم أو لم يتكلم وسواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب.
والتعريف يكون جامع ومانع، هل هناك تعريف للكفر جامع لأقسامه وأنواعه؟
بارك الله فيكِ- التعريف الجامع قد ذكرتيه أنت أختنا الفاضله بقولك -الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح و الكفر يكون بعدم الإيمان-- وهذا هو المعنى الجامع فان الإيمان عند أهل السنة والجماعة بالاعتقاد والقول والعمل والكفرُ نقيضُه، فيكون : بالقلب، واللسان، والعمل-هذا هو التعريف الجامع----------------
الكُفر في اللغة: الستر والتغطية، قال ابن فارس: "الكاف والفاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية، يقال لمن غطّى دِرْعَهُ بثوبٍ: قد كَفَرَ دِرْعَهُ. والمكَفِّرُ: الرجل المتغطي بسلاحه ... ويقال للزارع كافر، لأنه يغطي الحب بتراب الأرض، قال الله تعالى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [الحديد: . وقال الأزهري: "والكفّارات سميت كفارات، لأنها تكفر الذنوب أي تسترها، مثل كفارة الأيمان، وكفارة الظهار، والقتل الخطأ. والكفر نقيض الإيمان، وهذا المعنى مأخوذ من الستر والتغطية وراجع إليه، قال ابن فارس: "والكفر: ضد الإيمان، سمّي لأنه تغطية الحق وقال ابن منظور: "الكفر: نقيض الإيمان---
الكفر اصطلاحاً: هو نقيض الإيمان، سواء كان بالقلب أو اللسان أو الأعمال فعلاً وتركاً.والمتفق عليه عند أهل السنّة: أن الإيمان اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح، والكفرُ نقيضُه، فيكون : بالقلب أو اللسان أو الأعمال--يكون بالقلب، كاعتقاد إله مع الله،وكتكذيب النبي باطنا، أو بغضه ومعاداته مع اعتقاد صدقه، أو اعتقاد حل الزنا أو الخمر، أو اعتقاد أن أحدا يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، أو غير ذلك من الاعتقادات المكفرة التي تناقض قول القلب أو عمله. أو بغض دين الإسلام،--- الكفر بالقول: كدعاء غير الله تعالى من الأموات والغائبين؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ او السب و الاستهزاء بالله اوكتابه او رسوله----------الكفر بالعمل: السجود أو الذبح لغير الله تعالى، أو إلقاء مصحف في قذر، أو قتل نبي من الأنبياء ------------------------------
تعريف الكفر-يقول شيخ الاسلام بن تيمية-هو "عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله، حسدًا أو كبرًا أو اتباعًا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة------- ويقول ابن حزم في كتابه الفصل : " بل الجحد لشيء مما صح البرهان أنه لا إيمان إلا بتصديقه كفرٌ ، والنطق بشيء من كل ما قام البرهان أن النطق به كفرٌ كفر ، والعمل بشيء مما قام البرهان بأنه كفرٌ كفر -------------------------------------- أنواع الكفر: دلّت النصوص الشرعية على أنّ الكفر ينقسم إلى قسمين: كفر أكبر، وكفر أصغر.
فأما الكفر الأكبر فهو مُخرج من الإسلام، موجب للخلود في النار، وأما الأصغر فلا يُخرج من الإسلام، لكنّه موجب لاستحقاق الوعيد، دون الخلود في النار.
قال محمد بن نصر المروزي: "الكفر كفران: أحدهما ينقل عن الملة، والآخر لا ينقل عنها"-----------------وقال ابن القيم: "فأما الكفر فنوعان: كفر أكبر، وكفر أصغر، فالكفر الأكبر هو الموجب للخلود في النار، والأصغر موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود، كما في قوله تعالى -وكان مما يتلى فنسخ لفظه- (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : (اثنتان في أمتي، هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة) --------------------
النوع الأول: الكفر الأكبر:
وهو الذي ينصرف إليه لفظ الكفر عند الإطلاق، وهو يناقض الإيمان، ويخرج صاحبه من الإسلام، ويوجب الخلود في النار، ولا تناله شفاعة الشافعين.
ويكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل، ويحصل بالتكذيب والجحود والاستكبار والإعراض والشك والنفاق.
قال البغوي: "والكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق"
وقال ابن تيمية: "كل من لم يقر بما جاء به الرسول فهو كافر، سواء اعتقد كذبه، أو استكبر عن الإيمان به، أو أعرض عنه اتباعًا لما يهواه، أو ارتاب فيما جاء به، فكل مكذّب بما جاء به فهو كافر"----------------
وقال ابن القيم: "وأما الكفر الأكبر، فخمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر استكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق-------------------انواع الكفر الاكبر المخرج من الملة
وبيان هذه الأنواع كما يلي:كفر التكذيب: وهو أن يكفر بقلبه ولسانه يقول ابن القيم: "فأما كفر التكذيب: فهو اعتقاد كذب الرسل، وهذا القسم قليل في الكفار، فإن الله تعالى أيّد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة"---------------------------كفر جحود: وهو أن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه، ككفر فرعون بموسى، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا يعلمون الحق لكنهم لم يُقرّوا به، قال تعالى مبيّناً حال الجاحدين من الكافرين: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}[النمل: 14]. ويقول تعالى في حق اليهود: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}[البقرة: 89]. وقال تعالى: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة: 146].-----------كفر إباء واستكبار: وهو أن يعرف صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم ينقد له إباء واستكباراً[ 36 ].
وهذا الكفر ككفر إبليس، فإنه لم يجحد أمر الله أو ينكره، لكنه استكبر وأبى الانقياد له، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ[البقرة: 34].
ويضاف إلى هذا النوع: الكفر حسداً أو عناداً: ككفر أبي جهل وغيره، فإنهم حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم على الرسالة فلم يؤمنوا به، {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ[الزخرف: 31-32].
"وعن السدي في قوله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}[الأنعام: 33] ... التقى الأخنس بن شريق وأبو جهل بن هشام، فقال الأخنس لأبي جهل: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد بن عبد الله أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا أحد يسمع كلامك غيري، فقال أبو جهل: والله إنّ محمداً لصادق وما كذب محمدٌ قط، ولكنْ إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة والنبّوة، فماذا يكون لسائر قريش؟---------------------كفر إعراض: قال ابن القيم: "وأما كفر الإعراض فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي صلى الله عليه وسلم: والله أقول لك كلمة، إن كنتَ صادقاً فأنت أجلّ في عيني مِن أن أرد عليك، وإن كنتَ كاذباً، فأنت أحقر مِن أن أكلمك!"[ 38 ].
قال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}[فصلت: 3-4]، وقال واصفًا حال الكافرين: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ}----------------------------------------كفر شك: ويسمى كفر الظنّ، وهو التردد وعدم الجزم بصدق الرسول وبما جاء به، كمن يشكّ في البعث بعد الموت، قال تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ الساعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَواكَ رَجُلاً * لَكِنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا}[الكهف: 35-38]. قال ابن القيم: "وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملة، فلا يسمعها ولا يلتفت إليها، وأمّا مع التفاته إليها ونظره فيها فإنه لا يبقى معه شك، لأنها مستلزمة للصدق، ولا سيما بمجموعها، فإنّ دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار".كفر نفاق: وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، فيظهر بلسانه الإيمان، ولا يعتقد بقلبه، فهذا هو النفاق الأكبر، لأنه يستر كفره ويغيِّبه وهو من أشدّ أنواع الكفر خطراً، لأن المنافق يتظاهر بالإسلام وهو يكفر به ويكيد له، لذلك جعلهم القرآن في الدرك الأسفل من النار قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}[النساء:145]. وسيأتي الحديث عن النفاق الأصغر في النوع الثاني مِن نوعي الكفر .
النوع الثاني: الكفر الأصغر:
وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفراً، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر، وهو موجب لاستحقاق الوعيد في النار دون الخلود بها.
وهذا النوع من الكفر يسميه بعض العلماء: الكفر العملي، الذي يقابل الكفر الاعتقادي، وهو أيضاً: كفر النعمة، فهو كفر مقيَّد بأحدهما وليس كفراً مطلقاً
وسبب تسميته كفراً: أنه ثبت في كتاب الله تعالى، وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم: تسمية بعض الكبائر والمعاصي كفراً، أو نفي وصف الإيمان عمّن ارتكبها، أو الحكم بدخوله النار أو تحريم الجنة عليه.
وسبب اعتباره كفراً أصغر، أو كفراً دون كفر: أنّ نصوص القرآن والسنّة دلّت على أن فاعل تلك الأعمال لا يخرج عن دائرة الإسلام، فهذه الذنوب لا تناقض أصل الدين وجملة الشريعة، ولا تتضمن إنكاراً لأصل مِن أصول الإسلام. ومن امثلته الذبوب والكبائر العملية والنفاق الاصغر والشرك الاصغر كقوله صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر-
- اتفق جميع طوائف أهل القبلة بأن الكفر عدم الإيمان وقد نقل الاتفاق أبو العباس ابن تيمية رحمه الله.
- لكن الإشكال بِمَ يتحقق عدم الإيمان بالله؟ أو ما هو ضابط الكفر في الشرع؟
- ضابط الكفر عند أهل السنة ومرجئة الفقهاء هو: كل اعتقاد وقول وفعل جاء الدليل الشرعي بأنه كفر.
- وبقية الطوائف ترجع في ضابط الكفر إلى حقيقة الإيمان عندها.
ولم يخالف المنافضة بين الإيمان وبين الكفر إلا مرجئة الفقهاء فإنهم وافقوا السنة في الكفر لا في الإيمان.
وإلا المعتزلة في حكم صاحب الكبيرة في الدنيا.
ولهذا، من عرّف الإيمان بالتصديق فقط، فالكفر عنده هو التكذيب فقط وهم أكثر الأشعرية والماتريدية ومن وافقهم.
ومن عرّف الإيمان بالمعرفة فالكفر عنده هو الجهل بالله فقط لا غير وهم الجهمية وبعض الأشعرية.
يقول الشيخ صالح ال الشيخ -قد ترى من كلام بعض الأئمة من يقول أنَّ الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة صوري؛ لأنهم يقولون العمل شرط زائد لا يدخل في المسمى، وأهل السنة يقولون لا هو داخل في المسمى فيكون إذاً الخلاف صوري.
من قال الخلاف صوري فلا يُظَنْ أنَّهُ يقول به في كل صُوَرِ الخلاف، وإنما يقول به من جهة النظر إلى التكفير وإلى ترتب الأحكام على من لم يعمل.
أما من جهة الأمر، من جهة الآيات والأحاديث والاعتقاد بها والإيقان بالامتثال فهذا لابد أن يكون الخلاف حينئذ حقيقياً.)------------------ويقول الشيخ عبد العزيز الراجحى فى شرحه لكتاب الايمان لابى عبيد القاسم-مرجئة الفقهاء يرون أن الإيمان هو التصديق بالقلب، والكفر إنما يكون بالجحود، والجحود يكون بالقلب، فهم يرون أن الأعمال الكفرية دليل على الجحود، ودليل على ما في القلب، والصواب أن الأعمال الكفرية هي كفر، فمن سجد للصنم كفر على الصحيح، ومن سب الله أو سب الرسول أو سب دين الإسلام فهذا كفر، وليس هو دليل على الكفر، فهم يقولون: إن هذا دليل على الكفر ودليل على ما في قلبه. والصواب أن الكفر يكون بالجحود، كأن يجحد فرضية الصلاة وفرضية الزكاة أو فرضية الحج، أو ينكر البعث، أو الجنة أو النار، أو يجحد صفة وصف الله بها نفسه، أو خبراً أخبر الله به، بعد قيام الحجة، ويكون أيضاً بالقول كما لو سب الله، أو سب الرسول أو سب دين الإسلام، أو استهزأ بالله، أو بكتابه، أو برسوله أو بدينه، كما قال الله تعالى في الذين استهزءوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالقراء من أصحابة في غزوة تبوك، فأنزل الله فيهم هذه الآية: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة:65-66]. فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان، ويكون الكفر في العمل أيضاً، كما لو سجد للصنم، فالسجود للصنم كفر عمل، ويكون الكفر أيضاً بالإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعبد الله. فالكفر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالعمل، ويكون بالرفض والترك والإعراض عن دين الله، أما المرجئة فإنهم يرون أن الكفر لا يكون إلا بالقلب، وأن السجود للصنم أو السب إنما هو دليل على ما في القلب، والصواب أنه كفر مستقل بنفسه، فالسجود للصنم كفر بنفسه، والسب والاستهزاء لله ولكتابه ولرسول دينه كفر بنفسه، وكذلك أيضاً الإعراض عن دين الله، فمن لا يتعلم الدين ولا يعبد الله كفر، قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ][الأحقاف:3]،( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )السجدة:22]. كذلك يرى مرجئة الفقهاء أن الناس قسمان: ولي لله، وعدو لله، فالمؤمن سواء كان عاصياً أو مطيعاً فهو ولي لله، والكافر عدو لله، وأما جمهور أهل السنة فيرون الناس ثلاثة أقسام: ولي لله كامل الولاية وهو المؤمن التقي، الذي أدى الواجبات، وانتهى عن المحرمات، وعدو شر العداوة وهو الكافر، وهناك قسم ثالث، ولي لله من وجه وعدو لله من وجه، وهو المؤمن العاصي، فهو ولي لله في إيمانه وطاعته، وعدو لله في معصيته وفسقه، فيوالى من وجه، ويعادى من وجه، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، أما مرجئة الفقهاء فهم فتحوا باباً للفسقة أن يقولوا: نفعل ما نشاء، وإيماننا كامل لا يتأثر، فهم يرون أن المفاضلة بين الناس في أعمال البر وأن الإيمان ليس فيه تفاضل.
لعل الكلام عن الكفر و الإيمان يبحث بطريقة علمية حديثية لا فلسفة و لا علم كلام
و قد وضع علماء الحديث شروط في قبول و توثيق الراوي كما وضع القضاء الشرعي شروط في قبول الشاهد
لذلك أقترح صرف البحث إلى مسألت الجرح و التعديل و الخلاف في شرط العدالة هل هو العلم بثبوت عدم الفسق أو عدم العلم بالفسق
و بهذا يسهل الحكم على المعين بالإيمان أو الكفر مع الورع و التقوى
و من يتق الشبهات فقد إستبرء لدينه و عرضه
فأن تحب و توالي الكفار أهون من أن تبغض و تعادي مؤمنا عند الله
لأن الناس عند الله مؤمن و كافر لا ثالث لهما
و العبرة بما عند الله
قد يقول قائل موالاة و حب كافر يفتح الباب لمن يهدم الإسلام و هذا مشكل
و قد قلت إن الورع و التقوى أولا
و هذا يأدي إلى إعتبار المصلحة الدعوية عندنا لا عند الله
و الذي نعتبره العقل الصحيح
و التوفيق بين ما عند الله و ما عندنا يكون بالتوكل و الأخد بالأسباب
و السنة التوكل و الأسباب الجماعة
بالنقل و العقل
الحمد لله
ما هو السابع الذي ذكره الشيخ الذي يقابل العناد والاستكبار
أعدت هذا مرات ومرات فلا أسمع حروفاً للكلمة التي نطق بها .
جزاكم الله خيراً ،،،،،
قول الشيخ العصيمى هذه القسمة السباعية اصح مأخذا وأظهر متعلقا من غيرها من الاقسام التى ذكرها اهل العلم
هذا الكلام فيه نظر لأن انواع الكفر وأقسامه مأخذها ومتعلقها ليس ما يقابل الشروط فقط
بل ما يقابل الاركان والماهية آكد من متعلق ما يقابل شروط الايمان او شروط لا اله الا الله
واليك مثال على ذلك- عدم الكفر بالطاغوت هو نوع من انواع الكفر
وهذا النوع متعلق بركن النفى وكذلك شرك العبادة وهو أحد انواع الكفر
لان الشرك أحد انواع الكفر بالله -وهذا متعلق بركن النفى الذى تضمنته لا اله الا الله :
فالشرك بالله البراء منه جزء معناها،
إذا المأخذ والمتعلق لا يؤخذ مما يناقض شروط الايمان او لا اله الا الله فقط
بل انواع الكفر واقسامه يدخل فيها دخولا أوليا قبل ما يناقض شروط لا اله الا الله
يدخل اولا أنواع الكفر التى تنافى معنى لا اله الا الله وتنافى حقيقة لا اله الا الله وتنافى أركان لا اله الا الله
لذلك الشيخ العصيمى لما قرر ان أن القسمة السباعية لانواع الكفر التى تؤخذ مما يقابل شروط لا اله الا الله اصح مأخذ ومتعلقا مما ذكره اهل العلم
لم يذكر بعض انواع الكفر وأقسامة مما يناقض أركان لا اله الا الله وهو كفر الشرك
لأن هذا داخل فى ماهية الايمان وأركانه وليس من الشروط بل هو جزء وركن متعلق بالنفى الذى تضمنته لا اله الا الله
فالشرط هو: ما يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده عدم ولا وجود لذاته، كالطهارة، فإنها شرط لصحة الصلاة، فإذا عدمت عدمت الصحة، ولا يلزم من وجود الطهارة صحة الصلاة ولا عدم صحتها، بل قد تكون الصلاة باطلة لسبب آخر، وقد تكون صحيحة لتوفر الشروط وانتفاء الموانع.
والركن هو: جزء الماهية، وإن شئت جزء الذات كالركوع والسجود بالنسبة للصلاة.
والفرق بينهما أن الشرط خارج عن الماهية، والركن جزءٌ منها قال:
والركن في ماهية قد ولجا والشرط عن ماهية قد خرجا.
وقد يطلق العلماء كلاً منهما على الآخر لعلاقته المشابهة لتوقف الصحة على كل منهما.
والمهم هنا أن تعلق انواع الكفر بعدم تحقق الركن ووجود ما يناقض الايمان من الشرك بالله
آكد من تعلقها بما ينافى الشروط
فقول الشيخ العصيمى حفظه الله
هذا الكلام فيه نظر بل تقسيم أهل العلم أصح مأخذا وأظهر متعلقاهذه القسمة السباعية هى اصح مأخذا وأظهر متعلقا من غيرها من الاقسام التى ذكرها اهل العلم
لانه اعم من تعلقه بما ينافى شروط لا اله الا الله
وكما تقدم فإن انواع الكفر وأقسامه تتعلق بما ينافى الشروط والاركان والمعنى الذى تضمنته لا اله الا الله لذلك لم يتضمن كلام الشيخ العصيمى نوع من انواع الكفر وهو كفر الشرك
وكذلك لم يتضمن نوع من انواع الكفر وهو كفر الاستهزاء وهو أشد وأغلظ أنواع الكفر -
ونواقض (لا إله إلا الله) وتسمى (نواقض الإسلام) و(نواقض التوحيد) وهي الخصال التي تحصل بها الردة عن دين الإسلام، فهي كثيرة، وقد ذكر بعضهم أنها تصل إلى أربعمائة ناقض .
وهذه النواقض تجتمع في ثلاثة نواقض رئيسية هي:
1- الشرك الأكبر: وهو أنواع كثيرة....2- الكفر الأكبر: وهو أنواع كثيرة....
3- النفاق الاعتقادي
أما الجواب على سؤال الاخت الفاضلة ام على طويلبة علم
الجواب الاحسن مأخذا والاظهر متعلقا
هل هناك تعريف للكفر جامع لأقسامه وأنواعه؟
قال الامام محمد ابن عبد الوهاب
اعلم رحمك الله أن دين الله يكون على القلب بالاعتقاد وبالحب وبالبغض، ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر، ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام، وترك الأفعال التي تكفّر، فإذا اختل واحدة من هذه الثلاث كفر وارتد " انتهى من "الدرر السنية" (10/87)
وكما تقدم الكفر نقيض الإيمان، سواء كان بالقلب أو اللسان أو الأعمال فعلاً وتركاً.
والمتفق عليه عند أهل السنّة: أن الإيمان اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح، والكفرُ نقيضُه، فيكون : بالقلب أو اللسان أو الأعمال- وتكون انواع الكفر أيضا متعلقه بالقلب واللسان والاعمالويلاحظ أيضا ما ينافى الاركان وحقيقة ما ينافى المعنىينبغى ان يلاحظ هذه الشروط شروط الايمان
لماذا يلاحظ الشروط ولا يلاحظ المعنى وما ينافى الاركان
وما ينافى المعنى والاركان يدخل دخولا أوليا فيما يناقض الايمان قبل دخول الشروط
فما يناقض الحقيقة والمعنى لا توجد حقيقة الايمان الا به
فالحقيقة والمعنى و الركن حزء من الماهية
والشرط خارج الماهية وإن كان بعض شروط لا اله الا الله هى أركان وجزء من حقيقة الايمان
بارك الله فيكم، يبدو أن شياطين الإنس والجن تجدد المصائد للوقوع بالكفر والشرك الآن ظهر دين الإنسانية!!! وبعدها يأتي الدين !! والعياذ بالله
بارك الله فيك
قال الشيخ صالح الفوزان
إن الإسلام دين الرحمة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [ سورة الأنبياء ، الآية 107 ]
ودين البشرية: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [ سورة الأعراف ، الآية 158 ] والإنسانية بدون دين الإسلام لا تغني شيئا
فقبل الإسلام كانت الإنسانية في وحشية وخصام وقتال ونهب وسلب وتناحر:
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
فكل رحمة وكل إحسان إلى الناس فذلك في دين الإسلام:
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
حتى البهائم عند ذبحها ومن يستحون القتل من بني آدم أمر الإسلام بالإحسان إليهم عن الذبح والقتل
قالَ صلى الله عليه وسلم : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته »،
وغفر الله لبغي سقت كلبًا وعذب امرأة حبست هرة حتى ماتت.
إن الإنسانية وحدها بدون الإسلام لا تغني شيئًا ولا تجلب خيرًا ولا تدفع ضرا
وما سفكت الدّماء ولا استبيحت الأعراض ولا استحلت الأموال إلا من بني الإنسانية ولا حفظت هذه الحرمات الا بالاسلام
وإننا نسمع في هذا الوقت من يعتز بالإنسانية وينسب إليها كل إحسان ومعروف ناسياً أو متناسياً أو قاصداً جحود فضل الإسلام.
واللَّـهُ سبحانه قال: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً [ سورة النّساء ، الآية 92 ]
ولم يقل: وما كان لإنسان إن يقتل إنسانًا وما خالف الإسلام فهو من أمور الجاهليةالتي أمرنا بتركها والاعتزاز بديننا والانتماء إليه وإظهار فضله والدَّعوة إليه...*****
إن الإنسانية الحقة في الإسلام الذي جاء والإنسانية في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء يأكل قويهم ضعيفهم ولا يرحم غنيهم فقيرهم فأخرجهم الله بهذا الإسلام من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ومن الشرك إلى التوحيد ومن الظلم والجور إلى العدل ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها فليكن انتسابنا إليه واعتزازنا به
حقيقة دعوة ” الانسانية ” التى يرددها الكثير من الجُهَّال :
هي فكرة ماسونية ماكرة ومزخرفة تسعى من خلالها الى تنمية دين جديد يتَّفق عليه كل الناس ،
فحقيقة أمرها أنها دعوة جاهلية كفرية تقوم على نبذ دين الاسلام
، وعلى خلط الحق بالباطل، وعدم الممايزة بين من وصفهم الله بأنهم{خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} ومن وصفهم بأنهم {شَرُّ الْبَرِيَّةِ} و(أضل من الأنعام).فالخطوة الأولى في هذا الطريق تبدأ بالدعوة إلى ” التسامح مع الآخر ” هكذا بشكل فضفاض! ،
ثم تتطور إلى الادعاء بأن الكفار إخوة للمسلمين!
ثم تتدرج إلى التشكيك في مبدأ الولاء والبراء !
ثم ترتقي إلى التشكيك في كفر اليهود والنصارى وغيرهم !
ثم الدعوة إلى المذهب “الإنساني” الذي لا يُفرق بين مسلم وكافر،
إلى أن يصل السائر إلى نهاية الكفر؛ بالدعوة إلى وحدة الأديان.
وكل هذا قد حصل ، إما إرضاءًا للكفار أو حقدًا على أهل التوحيد والسنة
إن من مظاهر مفهوم الإنسانية عند هؤلاء هو النظر إلى ما يخص النوع البشري
والتهاون فيما ينبغي من اعتبار معيار الحق والالتزام به،
فهم حين ينادون بشعار “الإخاء الإنساني” بدعوى عدم التفرقة بين أنواع البشر،
إنما يتابعون في ذلك مفكري الغرب الذين سبقوا إلى تبني هذا الشعار،
وردده عدد من مفكريهم في مطلع ما يسمى عندهم عصر النهضة؛
بل الأنكى من ذلك أن بعض هؤلاء المفكرين قاموا بتحريف الآيات القرآنية بما يوافق هواهم ويخدم هذه الدعوة الهدامة ، ونضرب مثالين على ذلك :
تحريف فوله تعالى : ” لا اكراه في الدين ” بأن الاسلام جاء ليضمن حرية الاعتقاد ،
وتحريف قوله تعالى : ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” بأن الاسلام قد جاء بالديمقراطية*****
قال أحد الماسون:"إن ما تبغيه الماسونية هو وصول الإنسانية شيئا فشيئا إلى النظام الأمثل الذي تتحقق فيه الحرية بأكمل معانيها وتزول فيه الفوارق بين الأفراد والشعوب ويسود فيه العلم والجمال والفضيلة".
فانظر إلى هذه المغالطة بل الصحيح أن هذا المذهب والدعوة إليه كفيل لو نجح دعاته في إفساد البشرية وقلب الأمور رأسا على عقب حينما تتغلب ديانة الإنسانية وتتم وفق مفاهيم أقطابها وينتصر اليهود فتلغى كل الأديان وخصوصا الإسلام الذي هو الهدف الأكبر في حملتهم لمحوه ومحو أنه الدين الذي نسخ الله به كل الأديان التي قبله كما تهدف كذلك إلى تمييع مفهوم الأديان حتى تشب الأجيال الجديدة وهي لا تفرق بين الأديان ولا تعرف الصحيح من المزيف والمستقيم من المعوج منها. فيختلط الكفر بالإيمان فلا يعرف بعد ذلك الحق والباطل في خضم هذا التيار الجارف ومن هنا نجد أن هؤلاء الدعاة تتكاتف جهودهم على ذم الأديان وتجهيلها وأنها لم تحقق للإنسان الحرية والعدل والمساواة التي يدعون أنهم يريدون الوصول إليها بحسب آرائهم .
الإنسانية مذهب هدام، ودعوة خادعة من قبل أعداء الدين، وهو مذهب جديد براق من المذاهب الكثيرة التي أنتجتها العقلية الأوربية في الأساس في خضم الصراع مع الكنيسة، و في خضم انتشار المذاهب الباطلة في ذلك الوقت، وقيل لها إنسانية نسبة إلى الإنسان، وقيل لها عالمية أو أممية لدخول كثير من المفكرين من مختلف البلدان الأوربية وغيرها فيها،
قوي أمرها في نصف القرن الثامن عشر، عصر التحرر في أوربا، ظهرت في إيطاليا،
ثم انتشرت إلى البلدان الأخرى،
ونادى أهلها بأن يتفق ويتآلف جميع الناس تحت اسم الإنسانية بسبب اشتراك جميع الناس في أصل الخلق مع إغفال كل الفوارق بينهم مهما كانت تلك الفوارق دينية أو غير دينية، قومية أو وطنية، أو غير ذلك من الروابط،
فلابد أن يكون التجمع على الإنسانية وحدها بدلا عن الكنيسة وتعاليمها، وأن الدين أمر شخصي بين الله والإنسان كما كانوا يزعمون في بدء أمرهم، فالوطن للجميع، ولا قيمة حقيقية لتجزئة الأرض أو فصل بعضها عن بعض بحجة اختلاف الناس في دينهم وسلوكهم، فإن هذه الأمور تحث على التعالي وتثير جذوة الخلافات والأحقاد بخلاف ما لو اتفقوا على أن تكون الأرض وطنا للجميع وتجمعهم الإنسانية، و على أن يوجد دين موحد للكل تحت راية واحدة بعد أن تسقط جميع الأديان وجميع القوميات والوطنيات في يوم ما، حسب تقديراتهم، فتأتي حينئذ الحياة السعيدة القائمة على المحبة الإنسانية وتتوحد العواطف والأفكار ويعيش الناس كلهم على قلب واحد تعمهم الألفة والمحبة والترفع عن كل شيء يعرقل ظهور الحب بين جميع أفراد البشر حسب خداع الماسونية، والإنسانيون ينتظرون اليوم الذي يجتمع فيه الناس كلهم على مبادئ الإنسانية ويعيشون في ألفة ومودة؟ ! ! بعيدين عن أي مؤثر آخر من الوطنية أو القومية أو الدين حين تسمو أفكار المجتمعات البشرية ويتوحدون على أساس هذه الأخوة الإنسانية، وهي آراء جذابة، ولكنها دعوة خداعة وأنى لها أن تتحقق، والواقع يكذبها ليلا ونهارا بهذه الحروب الأهلية والدولية والنزاعات المستمرة مما يشكل صفعة في وجوه دعاة الإنسانية والقومية والوطنية وسائر الدعوات الجاهلية، وأنها خدع وهمية وخيالات فارغة
المصدر - موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة
يجب على كل مسلم أن يتذكر في البداية قول الله تعالى:
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ، ثم ينظر مصداقها في الواقع في حال التعايش بين النصارى واليهود من جانب وبين المسلمين من جانب آخر وكيف أن دعاة الإنسانية شمس العداوة لكل مسلم حتى يلين ويرجع إلى أقوالهم ويسايرهم في سلوكهم ثم كيف بعدها يكيلون له المدائح المختلفة ويحكمون عليه الشبكة بأنواع المساعدات المادية والمعنوية ليبقى أسيرا لهم.
لقد أظهر أدعياء الإنسانية بغضهم للدين والمقصود به الدين الإسلامي في المقام الأول وهم دائما يشكون من انتشاره في مجتمعاتهم ويتخوفون من عودة المسلمين إلى سابق مجدهم أيام الفتوحات الإسلامية ولهذا فقد رموه بكل سهم من سهامهم المختلفة ومن ضمنها رميه بسهم الإنسانية كي تكثر السهام العلمانية واحد منها يصيب مقتلا للرمية. أما أن يرمي المسلمون أعداءهم ولو بخرقة الحرير فإنه يعتبر ارهابا وهمجية وعودة إلى فكرة الجهاد التي أقلقهم اسمها وأرق نومهم ذكرها حتى أصبح الكثير من المسلمين مع الأسف الشديد يستحي من ذكر كلمة الجهاد ويعتذر للإسلام عن ورودها فيه حتى يجعله كالمجرم في قفص الاتهام وهي الشبكة التي يريد أعداء الإسلام أن يوقعوا فيها مثل هؤلاء الأغبياء الذين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام ويردون كيد أعدائه عنه فإذا بدفاعهم يجعل الإسلام ظالما همجيا ومائعا في نفس الوقت ولا شك أنه لا خير في مثل هؤلاء المدافعين ولا خير في مثل جدالهم الذي يفتقد إلى وجود العزة الإسلامية في النفس أولا
فمتى يستفيق المسلمون لخدع دعاة الإنسانية وأساليبهم الماكرة ومتى يعرفون أنه لا يمكن أن يتوافق دين رضيه الرحمن وطغيان يدعو إليه الشيطان وأنه لا يمكن أن يسير الحق والباطل في طريق واحد.
المصدر - موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة
جزاكم الله خيرا
سؤال: عن نواقض الإيمان:
منها ما يخرج من الملة كالشرك الاكبر والكفر الاكبر والنفاق الاكبر.
ومنها ما دون ذلك مثل الشرك الاصغر و الكفر الاصغر و النفاق الاصغر،لا يخرج عن الملة بل ينقص الايمان ويستحق العقوبة .
ولكن لماذا يذكر القسم الثاني في نواقض الايمان على الرغم أنه لم ينتقض إسلامه؟!
بارك الله فيك
يذكرون ذلك لأن الكفر كفران كفر أكبر وهو مضاد للايمان من كل وجه وينتقض به الايمان- وكفر دون كفر وهذا مُنقِص للايمان
فالأول منافى لأصل الايمان ويزول به الايمان -
والثانى منافى ومضاد للكمال الواجب ولا ينتفى معه أصل الايمان
فالكفر الاكبر مضاد للايمان من كل وجه-وينافى الاصل-وينقضه
والكفر الاصغر منافى للكمال الواجب- ومنقص للايمان ولكن لا يزول الايمان معه
فالعلماء يذكرون الكفر الاكبر والنواقض ويذكرون معها ما دونها من الكفر الاصغر والشرك الاصغر والذنوب العملية لبيان الفرق بين ما ينقض الايمان وما ينقصه- وما يضاد أصله وما يضاد كماله الواجب
فالايمان له أصل وكمال واجب
وما ينافيه ويضاده منه ما ينافى الاصل ومنه ما ينافى الكمال الواجب-
والكفر الاكبر ينافى الايمان ويضاده من كل وجه-
وما دونه من الكفر الاصغر ينافى كمال الايمان الواجب-
فهذا منافى وهذا منافى
ولكن الاكبر منافى للأصل
والكفر الاصغر منافى ومضاد للكمال الواجب
يذكره العلماء لمعرفة الفرق بين ما ينافى الاصل ويضاده من كل وجه ويخرج به العبد من الملة- وما ينافى ويضاد الكمال الواجب ولا يخرج به العبد من الملة
**********
وهذا جدول للفروق
جزاكم الله خيرا ونفع بكم