قول التبريزي ـ في كتابه الكافي ص 177 ـ 178: " ليست المشاحة في الاصطلاح وتخطئة الشخص على اصطلاحه ـ مع نص الجمهور على أن من اصطلح في كتاب فليبين في أوله ـ بعيد عن الصواب ...".
هو الذي فهمه الصنعاني في "
توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" (1/ 111) حيث قال:"وقد أجاب التاج التبرزي بأن هذا الاعتراض عجيب إذ من المشهور المقرر عند أرباب العلوم العقلية والنقلية أن لا مشاححة في الاصطلاح وحينئذ فتخطئه المرء في اصطلاحه بعيد عن الصواب".
أما الحافظ ابن حجر فقال:"
فتعقبهما التبريزي بأنه ليس من العادة المشاحة في الاصطلاح مع نص الجمهور على أن من اصطلح في أول الكتاب فليس بعيد عن الصواب". والناظر لقول التبريزي وكلام الحافظ لا يجد بينهما تعارض، فكلام التبريزي ظاهر في أن تخطئة من اصطلح في أول كتابه -أي على مصطلح له- بعيد عن الصواب؛ لأنه ذكر مراده من اصطلاحه، أما الحافظ فقد تصرف فيه كلام التبريزي على النحو المذكور، ولكنه لم يخالفه في المعنى لأن الكلام الذي عناه الحافظ هو أن الذي اصطلح في أول كتابه -أي على مصطلح له- فليس فعله هذا ببعيد عن الصواب. فصار المعنى واحد، فتخطئه المرء في اصطلاحه بعيد عن الصواب، أو بعبارة أخري أن المرء لو ذكر اصطلاحه في أول كتابه فليس ببعيد عن الصوب. وتصرف الحافظ في كلام التبريزي معروف عندهم، وله نظائر. هذا والله أعلم.