الموضوع السادس من كتاب حادثة تعرض النبي للسحر (ص: 50-51)
قال [العقيلي]: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا صالح، حدثنا علي قال: سمعت يحيى يقول.
ومحمد بن عيسى هو الهاشمي ثقة (ت294هـ)، وصالح هو ابن أحمد بن حنبل، وعلي هو ابن المديني
وقد وقع خلط كبير في ترجمة محمد بن عيسى هذا، وهذه إشارات للباحثين في ترجمته أوردها على وجه الاختصار:
- أول الخلط كان في ضبط عبارة المزي فيه، وأفضل نقل وجدته ما جاء في تهذيب التهذيب (ج9/389)
فقد ترجم لمحمد بن عيسى بن شيبة (ت 300هـ) وذكر الرواة عنه
ثم ذكر أن النسائي روى عن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن سعيد، ورجح كون محمد هذا هو ابن شيبة
وذكر أن العقيلي روى عن محمد بن عيسى عن الدوري وغيره ورجح أن يكون محمد هنا هو غير ابن شيبة
وهذا كلام صحيح لا غبار عليه فمحمد الذي يروي عنه العقيلي هو الهاشمي
ولأن النسخ لم تكن مضبوطة أو كان فيها بعض الخلل فلم يفهم من جاء بعده كلامه.
- والخطأ الثاني كان في فهم كلام مسلمة بن قاسم فقد فرق بين محمد بن عيسى هذا وآخر
وكان التفريق بين الرجلين كما نقله مغلطاي: "ومحمد بن عيسى آخر روى عنه إبراهيم بن سعيد" إكمال التهذيب (ج10/306).
وقد وافق ابن حجر على تفريق مسلمة لكنه أخطأ في ذلك
فمسلمة قال أن إبراهيم بن سعيد هو الذي يروي عن محمد بن عيسى
وعلى هذا فمحمد بن عيسى هنا هو الطباع، بينما ابن حجر فهم من كلام مسلمة أن محمدا هو الراوي عن إبراهيم
ولعل عذر ابن حجر في تصرفه أن فَهْمَ كلام مسلمة على هذا الوجه يجعله بلا فائدة
لتمايز الرجلين (الطباع وابن شيبة) وتباعد الطبقتين
ثم إن قبول كلام مسلمة على الوجه الذي نقله ابن حجر خطأ أيضا
فمحمد بن عيسى بن شيبة يروي عن إبراهيم بن سعيد كما نقل ذلك الطبراني في المعجم الأوسط (ج6/309)
والطبراني يروي عن محمد بن عيسى بن شيبة شيخه، ويروي عن محمد بن عيسى الهاشمي المقرئ بواسطة.
- الخطأ الثالث: أن ابن حجر عد الهاشمي مقبولا في التقريب (ص: 501)
وذلك أنه لم تحضره أو لم يطلع على ترجمة البغدادي له في تاريخه (ج3/701)
فقد ذكر أنه ثقة، وقد تبع ابن حجر الكثير من محققي الكتب المتأخرين فحكموا على نقول الهاشمي بالضعف
انظر مثلا: تحقيق ضعفاء العقيلي للسرساوي.
- الخطأ الرابع في موسوعة رواة الحديث فقد تابعوا ابن حجر في جعل الهاشمي يروي عن إبراهيم بن سعيد
لكنهم لم يعرفوا إبراهيم بن سعيد هذا وهو الجوهري.