تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الاهتمام الزائد بالأصدقاء!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    145

    Lightbulb الاهتمام الزائد بالأصدقاء!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا مقال لأخيكم في الله بعنوان: الاهتمام الزائد بالأصدقاء!!!
    أرجو أن تنتفعوا به
    https://justpaste.it/12tud

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,524

    افتراضي

    ها هو للفائدة:

    الاهتمام الزائد بالأصدقاء!!!



    لا أُريد الحديث عن الصداقة، ما هي، وما شروطها، واجباتها، ... إلخ، فهو معلوم لدى القارئ الكريم – إن شاء الله - ، ومبسوط في الكتب لمن أراد المزيد.
    إنما أُريد الحديث عن أمرٍ يقع فيه البعض فيفسد عليه علاقته بأصدقائه من حيث لا يشعر، فما هو؟
    إنه الاهتمام الزائد بالأصدقاء!!!
    جميل أن تبادل صديقك مشاعر الود والحب والتقدير والاحترام، وتُظهر له اهتمامك به، فذاك أمر حسن؛ لكن لا يصل إلى الاهتمام الزائد المُبالغ فيه، والذي يُشكّل إزعاجًا للطرف الآخر.
    وهذا الأمر – أعني الاهتمام الزائد – يُعد مشكلة نفسية عند صاحبه، ويعني مشاعر دونية في الشخص نحو نفسه، تعويض لعواطف مفقودة ربما ناتجة عن امتدادات في مراحل سابقة في طفولته، فالشخص الذي افتقد الاهتمام، الرعاية، التهميش، النقد المتكرر، القسوة، الدلال الزائد... ستتطور لديه شخصية غير سوية.
    فالاهتمام إذا زاد عن حدّه أصبح مرضًا يجب التخلص منه.
    والشيء إذا زاد عن حدّه انقلب ضده.

    يقول سوفاج: (الغيرةُ في الحبِّ كالماء للوردة، قليلُه يُنعش وكثيرهُ يَقتل!) ، فكذلك الاهتمام الزائد المُبالغ فيه، فكما أن الغيرة الزائدة تقتل الحب وتدمره فكذلك الاهتمام الزائد.

    فأحيانًا من كثير الحب ... يزداد القرب والالتفاف إلى حد الاختناق، في حين أن الطرف الآخر يحتاج إلى مساحة يُمارس فيها نفسه، وليس الطرف الآخر بما يُحب ويكره.
    قد تفعل المستحيل تجاه صديقك، وتكلف نفسك ما لا طاقة لك به، وتحاصره بالاهتمام الزائد والغير مبرر فيتضايق من ذلك، فينفجر فيك!!!

    واعلم أن الرجل – في الغالب – من طبعه لا يُحب الاهتمام الزائد.
    ومن أمارات ذلك أنه يحاول الابتعاد عنك، ويختلق الأعذار من أجل ذلك، ولا ترى على وجهه علامات الامتنان لكثرة الاهتمام!!!
    وكذلك قد تجده يفتعل أشياء لا ترغب بها، بسبب أو بدون سبب، وهو دليل لرفض الاهتمام المُبالغ فيه والزائد عن حده.

    وللاهتمام الزائد صور متعددة نذكر أبرزها:


    أنك تجد البعض يُريد صديقه له فقط!، فيُريد أن يكون هو من يخدمه فقط، ولا يُريد منه إلا أن يذهب معه فقط، وربما يغار إن رآه مع غيره!، وتبدأ الوسوسة قائلًا: لماذا لا يُريد الذهاب معي، ولماذا لا يُريد خدمتي له، ولماذا ولماذا؟!... ويستمر مسلسل الوسوسة والرؤى والمنامات التي لا داعي لها!!!، فاحذر من التسلط!!!

    ومنها:
    أن البعض قد يصل به الحال إلى الولع بصديقه والتعلق به، ومعرفة كل شاردة وواردة عنه، وبذلك يكون وضع نفسه في مجالات قد لا يرغب صديقه إشراكه فيها، وعندما يكثر ذلك فيغدو صديقه يتهرب منه.


    ومنها أيضًا:

    أن البعض يُبالغ في مشاعره تجاه من يُفارقه إلى حد غير مقبول، ولا شك أن المشاعر الناتجة عن فراق من تحب بعد أن عرفته وصحبته أمر طبيعي لا يُلام عليه الإنسان؛ لكن الحذر من الغلو في ذلك، وينبغي أن تعلم أن الفراق أمر حتمي ضروري لا بد منه، فقد جاء في الحديث الشريف أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه، ....))

    فإن لم تفارق صديقك في الدنيا، فإلى البرزخ، والموعد الجنة بإذن الله تعالى، جعلني الله وإياكم من أهلها.

    والاهتمام الزائد والمُبالغ فيه يعود بنتائج عكسية منها:
    1 – فقدان من تحب!
    2 – يجعل الآخرين أكثر جفاء بك، وإهمالًا لك، وربما يملّون منك.


    3 – أنه يجعل أصحاب النفوس الدنيئة يتكبرون ويُصيبهم الغرور، فلا تكن سببًا في ذلك.
    لذلك أنزل الناس منازلهم، ولا تعطي أي أحد أكبر من حجمه، فتفقد نفسك وتفقدهم!


    يقول د. محمد منصور استشاري الأمراض النفسية والعصبية، "إن كثرة الاهتمام والتتبع لأي إنسان يجعله يشعر بالمراقبة الدائمة، ورغم حب كل إنسان منا إلى الاهتمام والاعتناء به، وسؤال الآخرين عنه إلا أن مساحة الحرية التي تنشدها أي نفس بشرية تجعله يأبى أن يكون متتبعًا من أي إنسان مهما كانت علاقته به.
    لذا نسمع كثيرًا عن الأم المتسلطة التي تتبع أطفالها حتى بعد أن يكبروا في السن، كذلك الزوجة أو الزوج المتسلط، أي الطرف المتسلط الذي يتتبع الآخر في العلاقة العاطفية بأي شكل من أشكالها، والصديق المتتبع لصديقه، وهي كلها أشكال مختلفة لتسلط في شكل أو قالب اهتمام مبالغ فيه، وفي نفس الوقت لا يعي الكثيرون ممن يقومون بالاهتمام الزائد والتتبع الزائد لمن حولهم أن هذا الأمر فيه عيب، فهم يعتقدون أن هذا الفعل هو أسمى الأفعال، وأنه بذلك يبلغ رضا من يهتم به، ولكن على العكس تمامًا يُصيب هذا بنوع من الضيق النفسي الشديد الذي قد يتحول فيما بعد إلى مشاعر مجهولة تجاه الطرف الآخر والذي لا يعي مدى أهمية مساحة الحرية التي يجب أن يتمتع بها كل شخص، كما أنه يؤثر على نفسيته للأسوأ كثيرًا ويدفعه دومًا إلى كيفية الهروب من هذا الاهتمام الذي أصبح يُصيبه بالاختناق".


    ولتعلم أخي القارئ أن التفكير والتعلق والاهتمام الزائد يُعطل إنتاجية الإنسان، ويجعله قليل الاهتمام بمجرى الوقائع اليومية؛ لذلك يجب على من ابتلي بهذا المرض أن يعلم أن الحياة لها أولويات أخرى ومتطلبات ينبغي تخصيص جهد ووقت لها؛ كالدراسة، وبناء الشخصية، وتطوير الذات، وأن يُشغل نفسه بالنافع والمفيد في أمر الدين والدنيا.


    وأخيرًا: أتدري ما هو الاهتمام الزائد المحمود – إن جاز التعبير -؟!

    أن لا تترك صديقك من الدعاء له بظهر الغيب، والحرص على ذلك في مواطن الإجابة، والأماكن المقدسة، فهي والله من أعظم ما تقدمه له.


    عمر محمد عمر الشاعر
    ليلة الجمعة
    28 ربيع الآخر 1438هـ
    26 يناير 2017م




    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    145

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا أبا البراء،
    وإنما وضعت الموضوع في رابط لأنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وكما لا يخفى على شريف علمك أن المنتديات لم يعد لها ذلك الحضور عند الكثير كما كان من قبل.
    وفقك الله ونفع بك.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,524

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر محمد الشاعر مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا أبا البراء،
    وإنما وضعت الموضوع في رابط لأنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وكما لا يخفى على شريف علمك أن المنتديات لم يعد لها ذلك الحضور عند الكثير كما كان من قبل.
    وفقك الله ونفع بك.
    نعم، أحسنت بارك الله فيك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •