عذراً أبا تمام! حلب تباد!
لا السيفُ أصدقُ إنباءً لدى العربِ * ولا البليغُ من الأشعارِ والخطبِ
الفرسُ تأسرُ بغداداً وإخوتَها * وتنشرُ الموتَ في حمصٍ وفي حلبِ
والرومُ آونةً بالصلحِ تخدعُنا * مكراً، وآونةً بالوَيلِ والحَرَبِ
والقلبُ مكتئبٌ والدمعُ منسكبٌ * والأمرُ مضطربٌ يا أمة العربِ
مصائبٌ ما رأت عينُ الزمانِ لها * مِثلاً وما قرأ التالون للكتبِ
حالٌ إذا ما أبو تمامَ أبصرَها * لما درى الحدَّ بين الجدِّ واللعبِ
ولم يصُغْ أبداً شعراً يردده * بنو الزمانِ بفخرٍ سالفَ الحقبِ
ولم يجدْ غيرَ ما قد قال صاحبُهُ * وصنوُهُ في بديع الشعرِ والأدبِ
((طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ * فزعتُ فيه بآمالي إلى الكذبِ
حتى إذا لم يدعْ لي صدقُهُ أملاً * شرقتُ بالدمعِ حتى كاد يشرقُ بي))
شعر أحمد بن عباس المساح