السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى إخواني في الملتقى أنا أخوكم مجاهد بن رزين من سريلنكا .وعلم الحديث ما تعلمته إلا من الكتب الحديثية وليست عندنا أفواه لنسمع من ألسنتها مثلكم.فهذا البحث كان قبل أن نعرف برنامج المكتبة الشاملة وكتبته وأنا تلميذ في دار التوحيد السلفية بسريلنكا فلا بد من الأخطاء و ليس في سريلنكا من شاخ في الحديث حتى أعرضه عليه حينذاك وحتى الآن كذلك ومن الذين شاخوا من العلماء –الأمر عجيب-الشيخ أجود غفر الله لي له وكانت له علاقة بالشيخ الألباني حتى كانت بينهم مراسلة ودية ولكنه كان من الصوفية فلم يستفد منه شيئا.وموضوع البحث "عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل" أسجله هنا شيئا فشيئا راجيا منكم مراجعته ولتبينوا لي مما فيه من أخطاء لغوية -لأني لست من العرب –ومن أخطاء علمية وحديثية.
تنبيه:- البحث موجه إلى أهل سريلنكا فلذا أكثرت من التمهيد و طولت أسماء المشايخ وعرفتهم ببعض كتبهم المشهورة وفيه ألفاظ لا تنابكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل
تأليف طالب العلم أبي عبد الله مجاهد بن رزين
)مقـــــــدمـة (
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد
فان أهمية علم الحديث لا تخفى على كل من كان له أدنى اهتمام بالدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح . إنه العلم الذي يمهدنا إلى تمييز الحديث الصحيح من الحديث السقيم بقسمه الهام علم الجرح والتعديل . وأما الذين لايهتمون به أو بأقوال من اهتموا به يخشى عليهم سوء العاقبة التي حذر منها النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه المشهور " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخاري ومسلم.
فالدعوة الاسلامية لا يستقيم وزنها الا اذا كانت موافقة للكتاب والسنة الصحيحة لا على آراء مصطنعة تعتمد على الشهوات الطارئة ولهذا قال الامام علي بن المديني " التفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم ( المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 32) ولمعرفة أهمية هذا الفن وعلم الجرح والتعديل لا بأس بي – ان شاء الله – ان اسوق بعض اقوال الائمة النقاد في أهمية الأسانيد فأقول :-
قال الامام محمدبن سيرين في مرضه (ت 110هـ ) " اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عما تأخذوا هذه الاحاديث فانها دينكم" (الضعفاء والمتروكين للامام ابن حبان 1/23) جاءت روايات نحو قول ابن سيرين عن جمع من الأئمة منهم علي بن ابي طالب(ت40هـ)وأبو هريرة(ت58هـ) وشعبةبن الحجاج (ت160هـ)وزائدةبن قدامة(ت161هـ) ومالك بن أنس(ت179هـ) واحمدبن محمدبن حنبل(ت241هـ) وغيرهم ( الإسناد من الدين للدكتور القريوتي ص 18) وقال مطر بن طهمان الوراق(ت 125هـ)في قوله تعالى"أو أثرة من علم"(سورة الأحقاف 40) "إسناد الحديث" ( تدريب الراوى للأمام السيوطي3/160(
وكان محمدبن مسلم بن شهاب (ت 124هـ)اذا حدث أتي بالاسناد ويقول لا يصلح ان يرقى السطح الا بدرجة "
وقال محمد بن ادريس أبو حاتم الرازي (ت 277هـ ") لم يكن في أمة من الامم منذ خلق الله آدم أمة يحفظون آثار نبيهم وأنساب سلفهم مثل هذه الامة" )فتح المغيث3/3(
وقال يزيد بن زريع(ت 182هـ) "لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد" (طبقات شافعية الكبرى للسبكي 1/167)
وقال الامام محمد بن ادريس الشافعي (ت204هـ)" مثل الدي يطلب الحديث بلا اسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعي وهو لا يدري" ( الاسناد من الدين للقريوتي ص 22) وقال الامام شعبة بن الحجاج (ت 160هـ)"كل شيئ ليس في الحديث سمعت فهو خل أو بقل " ( الكامل في الضعفاء 1/48)
وقال الامام سفيان بن سعيد الثوري (ت 161هـ) "الاسناد ســلاح المؤمن فاذا لم يكن معه سلاح فبأي شيئ يقاتل" ( فتح المغيث 3/3)
وغير ذلك من الآثار كثيرة لا تحصى فأكتفي بهذ القدر فهي كافية للقارء اللبيب . هذه الكلمات كلها من كلام أئمتنا الكرام الذين أفنوا أعمارهم في إحياء دين الله على الارض رحمهم الله رحمة واسعة لما قدموا لهذا الدين من الخدمات الجليلة . ولكن من المؤسف جدا ان من قام بهذه المهمة في سريلنكا قليل جـــدا ولا أحد منهم الا من رحم ربي يفهمون قاعدةحديثية على الوجه الصحيح فيستعملونها في غير موضعها فيحرفون الجرح تعديلا وبالعكس سواء هذا كله مع علمي بما قدموا لهذا الدين من الخدمات الغزيرة وارشاد الناس الى التوحيد الخالص من شوائب الشرك المؤبد في النار وتأسيسهم أسسا قوية لدعوة التوحيد رحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم الله خيرا .
ان من المعلوم ان أكثر كلام الأئمة في أكثر الرواة مؤتلفة متقاربة جرحا كان أو تعديلا ولكن بالنسبة الى بعض الرواة تختلف كلامهم وتتباين أقوالهم وقد تشتد حتى يضعفه بعضهم تضعيفا كليا ويوثقه الباقون توثيقا كليا . ولكن هذه بالمقارنة بجانبه الآخر قليلة – الحمد لله – ومن الرواة المختلف فيهم الامام عبد الله بن لهيعة بن عقبة المصرى . وقد تربيت منذ علاقتي بهذ العلم من كتب الشيخ ناصر الدين الألباني على أنه من المختلطين وما رواه العبادلة عنه – ستأتي أسمائهم – أعدل من رواية غيرهم لأنهم سمعوا منه قبل الاختلاط . ورأينا الشيخ ناصر الدين الألباني يصحح أحاديثه على هذه القاعدة ويضعفه ولا يلتفت الى طعنات أخرى وجهت نحو ابن لهيعة حتى وقفت على تصحيح الشيخ – رحمه الله - رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة مستدلا بما ذكره الامام أحمد بن حنبل عنه وذكره الذهبي في (السير) وحتى وقفت على تصحيح الشيخ رواية اسحاق بن عيسى الطباع مستدلا بما ذكره الامام عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه ( العلل) وتصحيح الشيخ رواية يحي بن اسحاق السيلحيني عنه وحتى وقفت في كتاب ( اتحاف النيل) للشيخ مصطفى بن اسماعيل فانه ذكر الاختلاف في ابن لهيعة ملخصا ومما ذكره فيه مسألة " التدليس" فاضطربت فاشتد الحاجة لدي للقيام ببحث مستقل في ترجمته ودراسة رواياته . وقد ذكر الشيخ علي حسن علي عبد الحميد الحلبي تلميذ الشيخ الألباني في كتابه ( زهر الروض في حكم صيام السبت في غير الفرض) بأن له كتابا بعنوان " الدلائل الرفيعة فيمن صحت روايتهم عن ابن لهيعة " وكذا ذكر الشيخ ابو الحسن مصطفي ابن اسماعيل في كتابه المذكور آنفا ان الشيخ عقيل بن محمد المقطري قد كتب في دراسة رواياته رسالة مستقلة . أظن أنهما لم تطبعا بعد
. وكذا رأيت الشيخ صالح بن حامد الرفاعي ذكر في رسالته للماجستير كتابين ألفا في المختلطين وهما :
1. الاغتباط بمعرفةمن رمي بالاختلاط للامام برهان الدين ابراهيم محمد سبط بن العجمي .
2. الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الروات الثقات لابي البركات محمد بن أحمد .
وهذان الكتابان لم أحصل عليها حينما شرعت في البحث.) أول شروعي فيه كان في معهد دار التوحيد السلفية وعلقت حلقات في لوحة مجمع الافكار) وتلك لوحة تعلق بالجدار وفيها مقالات للطلبة أسبوعيا ولم تعلق حلقتان من البحث الا وقد بادرت اسرة اللوحة بمنعها وكانت الاسرة مشتملة على ثلاث من الاساتذة - بتبريرات لايعلم مقصودها الا الله – )ثم حصلت عليهما فوجدتهما في مكتبة الشيخ يحيي سلمي بن نوبار –هداني الله وإياه- وهي ان شاء الله حافلة بكتب الجرح والتعديل وغير ذلك من الكتب التي يحتاج اليها العلماء فضلا عن طلبة العلم فقررت ان أقوم ببحث عن عبد الله بن لهيعة قدر استطاعتي وأجمع كلام الأئمة واوفق بين مختلفها على الوجه الصحيح ان بدا لي – ان شاء الله
وقد قسمته الى مقدمة وثلاثة مباحث
المبحث الاول :- ترجمة مختصرة عن الامام ابن لهيعة
المبحث الثاني :- يبحث فيه عن الاسباب التي طعن بها الامام ابن لهيعة وتحقيق الكلام فيها وفيه ثلاثة فصول
الفصل الاول :- الاختلاط
الباب الاول :- التعريف عن الاختلاط
الباب الثاني :- حادثة احتراق داره وكتبه
الفصل الثاني :- سوء الحفظ
الباب الاول :- التعريف عن سوء الحفظ
الباب الثاني:- متابعة مدلس على سيئ الحفظ هل تقوي روايته ؟
الباب الثالث :- بيان وجه من جرح ابن لهيعة مطلقا والجواب عليه
الفصل الثالث:- التدليس
الباب الأول:- التعريف عن التدليس وأنواعه
الباب الثاني:- تفصيل كلام ابن حبان في ابن لهيعة
الباب الثالث:- المدلس اذا روى من كتبه هل يدلس ؟
المبحث الثالث :- سيكون البحث فيه عن الرواة الذين رووا عنه قبل احتراق الكتب . وفيه فصلان
الفصل الاول :- تحقيق الكلام في قبول رواية العبادلة عن ابن لهيعة
الفصل الثاني :- تحقيق الكلام في رواة آخرين صحت روايتهم عن ابن لهيعة وفيه بابان
الباب الاول :- الكلام فيمن تصح روايتهم عنه بلا نزاع عند من ضعفه بالاختلاط
الباب الثاني :- الكلام فيمن وقع الكلام والنزاع في روايتهم عنه
هذا وأشكر أساتذنا وشيخنا أبا بكر الصديق – حفظه الله مدير معهد دار التوحيد السلفية وأجزم أنني من أكثرالتلاميذ دعاءله . والشيخ كان يحثني على طلب العلم الشرعي بدعائه لي دائما في كل مجلس بالبركة وزيادة العلم وأشهد بأنه من الشيوخ السلفيين. وما أكثر ما قيل فيه من قيل وقال فانه من داءالعضال . ولا حول ولا قوة الا بالله . واما ماكان في هذا البحث من الصواب فمن عند الله والى الله. واما ما يكون فيه من خطأ فمني– والله الموفق .
وكتبه يوم الثلثاء في شهر رجب 1424هـ أبو عبد الله مجاهد بن زرين
أخوكم السريلنكي