بِسْم الله الرحمن الرحيم

مقومات التفكير الإيماني

في معترك الأفهام وتضارب المعايير
يحتاج العبد إلى أسس صحيحة يحكم بها تفكيره؛
حتى يصون عقله من سفه الظنون، أو طيش الأحلام.


ومن أهم هذه الأسس: (الإيمان بالله -تعالى-)، وما يتفرع عنه من حسن الظن به، وكمال الثقة بربوبيته.

ومن المعاني المهمة التي يتعين بثها بين أفراد الأمة المنكوبة: (قاعدة الأسباب).

فالنظر إلى أسباب القوة والضعف يتجاذبه طرفان:

- طرف الأسباب الحسية.
- طرف الأسباب المعنوية.


والموفق حالة الاستضعاف من يراعي أحكام أسباب القوة المعنوية ويسعى في تحقيقها أو مقاربتها.
وجماعها: (الإيمان بالربوبية الكاملة) الإيمان الذي يثمر (المعية الربانية) بالتأييد والحفظ.


- به صارت النار بردا وسلاما على إبراهيم.
- وبه انفلق البحر لموسى ومن معه وكان كل فرق كالطود العظيم.
- وبه نجى الله محمدا -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه يوم الغار.


فالواجب تعليم الأمة حقوق (إن الله معنا).

ومراتبها العملية:

١- التوبة والاستغفار.
٢- اليقين والاستبشار.
٣- كثرة الأذكار.
٤- الصبر والاصطبار.
٥- الدعاء وخاصة وقت الأسحار.
٦- الصلاة آناء الليل وطرفي النهار.
٧- معرفة واجب الوقت وتعاهده بالإيثار.


ومن نواقض التفكير الإيماني:

- التعلق بالأسباب الحسية وتغليبها عند الحكم على الأحداث.
- نقد الأخبار على طريقة التحليل السياسي الذي يخضع لتأثير الإعلام، والثقافة الشخصية للناقد.
- العجلة في إبداء الرأي دون روية ولا تثبت.
- الانسياق وراء العاطفة والانصياع للتضخيم الإعلامي على أنه مسلمات.
- عدم إسناد الأمور إلى أهلها أو المقاربين لهم من أهل العلم أو الاختصاص.
- الانشغال بالتنظيرات بعيدات المنال دون الواجبات الممكنة.


ومن الأمراض الخطيرة التي تتسلل إلى عقل صاحب هذا السلوك: (التفكير العقيم).
وذلك أنه أعتاد تعاطى الأحداث بالعقلية ذاتها المضطربة
غير المتزنة بالرافد الإيماني؛ فصار مدمناً عشوائية الأفكار.


يسكن إليها، ويستلذ بتتبعها؛
وفي حقيقتها أنها هي المرض عينه يفتك به
ويحرمه من الهداية إلى ما فيه صلاحه في الدارين
.

فهذا النوع من التفكير (عقيم) لا يثمر عملا، ولا ينتج حلا.
بل هو جرثومة متاهة، ودوامة ضلالة،
و(خمرة المستضعفين) من سكر بها لم يفق إلا على سياط الظالمين تعلو كرامته ومروءته.


وصحوة الفكرة مقدمة الانتصار،
وأساسها المتين يستمد من الله -تعالى- إيمانا به وتوكلا عليه.

{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.



***