[الفرق بين الدليل والبرهان والعهد والميثاق]
قال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3 / 113، وهو في معرض الرد على بعضهم :
وأما الفرق بين الدليل والبرهان:
فالدليل في اصطلاح الأصوليين والفقهاء ما يستدل به على إثبات الحكم وصحته ، والبرهان ذكر الحجة بدليلها.
وأما الفرق بين العهد والميثاق ، فهو اعتباري ، والمفهوم واحد.
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاًّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً} ، وقال تعالى: {لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ} ، وقال -تعالى-: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} . وقال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} إلى قوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} ، وطالع عبارات المفسرين.
وأما العهود التي أخذها الله من عباده، فلا يسأل عن كميتها ؛ إذ لا يعلمها إلا الله ، قال تعالى: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ} .
وكل رسول يؤخذ عليه وعلى قومه العهد، فكيف يسئل عن كميتها؟ ومن ادعى علمها فهو كاذب.
نعم ما ذكر في القرآن من أخذ العهد على الأنبياء وعلى الأمم كبني إسرائيل وعلى بني آدم كافة كما في آية يس، وأخذ العهد على الذرية، فهذا معروف محصور..