شهر الله المحرم شهر له فضائل عدة وهوشهر يستحق منا التوقف والتدبر
شهر الحرام مبارك ميمون --- والصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صائمه لوجه إلهه --- في الخلد عند مليكه مخزون
قطعت شهور العام لهوا وغفلة --- ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقه --- ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولافي ليالي ذي الحجة الذي --- مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة --- وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة --- لعلك ان تمحو بها ما تقدما
شهر المحرم هو من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.
وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور فسمي بشهر الله المحرم فأضافه إلى نفسه جل وعلا تشريفاً له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله.
كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم ومن بينها شهر المحرم لما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) متفق عليه
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم
ولو تأملنا لوجدنا السنة الهجرية تنتهي بشهر محرم هو ذو الحجة وتبتدئ بشهر محرم إشعارا للمؤمن بأن يختم عمله بالخير ويفتتحه بالخير .
فاللهم بدل أيام المحن بأيام المنن واجعل ما سيأتي من أعمارنا خيرا مما انقضى منها وارضى عنا وارزقنا حسن الخاتمة .