تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: الصلاة عند آلام الظهر

  1. #1

    افتراضي الصلاة عند آلام الظهر

    يؤدي بعض من يعاني من آلام الظهر صلاته وهو يجلس على مرتفع من الأرض أو على كرسي ؛ ذلك ما رأيت في بعض المساجد
    ما حكم الجلوس على الكرسي في الصلاة -علما أن صلوات النصارى تقام على الكراسي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    أحكام ومسائل في الصلاة على الكرسي
    السؤال:
    في صلاة التراويح يحتاج بعض المصلين للكرسي وقد علمنا أنه يضع أرجل الكرسي الخلفية بمحاذاة الصف هذا إذا كان جالسا على الكرسي طوال الصلاة ، لكن السؤال : كيف يكون اصطفافه في الحالات التالية :
    1. يجلس على الكرسي أثناء الوقوف فقط ؟
    2. يجلس على الكرسي أثناء الركوع أو السجود أو التشهد ؟
    3. يجلس على الكرسي في أجزاء متفرقة من الصلاة ؟
    الجواب:
    الحمد لله
    أولاً :
    القيام والركوع والسجود من أركان الصلاة ، فمن استطاع فعلها وجب عليه فعلها على هيئتها الشرعية ، ومن عجز عنها لمرضٍ أو كبر سنٍّ فله أن يجلس على الأرض أو على كرسي .
    قال تعالى : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) البقرة/238 .
    وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال : ( صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ) . رواه البخاري ( 1066 ) .
    قال ابن قدامة المقدسي :
    أجمع أهل العلم على أن من لا يطيق القيام له أن يصلي جالساً .
    " المغني " ( 1 / 443 ) .
    وقال النووي :
    أجمعت الأمة على أن من عجز عن القيام في الفريضة صلاها قاعداً ولا إعادة عليه ، قال أصحابنا : ولا ينقص ثوابه عن ثوابه في حال القيام ؛ لأنه معذور ، وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ) .
    " المجموع " ( 4 / 226 ) .
    وقال الشوكاني :
    وحديث عمران يدل على أنه يجوز لمن حصل له عذر لا يستطيع معه القيام أن يصلي قاعداً ولمن حصل له عذر لا يستطيع معه القعود أن يصلي على جنبه .
    " نيل الأوطار " ( 3 / 243 ) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
    " وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ إذَا عَجَزَ عَنْ بَعْضِ وَاجِبَاتِهَا كَالْقِيَامِ أَوْ الْقِرَاءَةِ أَوْ الرُّكُوعِ أَوْ السُّجُودِ أَوْ سَتْرِ الْعَوْرَةِ أَوْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ سَقَطَ عَنْهُ مَا عَجَزَ عَنْهُ " انتهى من مجموع الفتاوى (8/437) .
    وبناءً على ذلك : فإن من صلى الفريضة جالساً وهو قادر على القيام فصلاته باطلة .
    ثانياً :
    ومما ينبغي التنبه له : أنه إذا كان معذوراً في ترك القيام فلا يبيح له عذره هذا الجلوس على الكرسي لركوعه وسجوده .
    وإذا كان معذوراً في ترك الركوع والسجود على هيئتهما فلا يبيح له عذره هذا عدم القيام والجلوس على الكرسي .
    فالقاعدة في واجبات الصلاة : أن ما استطاع المصلي فعله ، وجب عليه فعله ، وما عجز عن فعله سقط عنه .
    فمن كان عاجزاً عن القيام جاز له الجلوس على الكرسي أثناء القيام ، ويأتي بالركوع والسجود على هيئتهما ، فإن استطاع القيام وشقَّ عليه الركوع والسجود : فيصلي قائماً ثم يجلس على الكرسي عند الركوع والسجود ، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه .
    انظر السؤال : (9307) ، (36738) .
    قال ابن قدامة المقدسي :
    ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود : لم يسقط عنه القيام ، ويصلي قائماً فيومئ بالركوع ، ثم يجلس فيومئ بالسجود ، وبهذا قال الشافعي …
    لقول الله تعالى : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صل قائماً ) ؛ ولأن القيام ركن لمن قدر عليه ، فلزمه الإتيان به كالقراءة ، والعجز عن غيره لا يقتضي سقوطه كما لو عجز عن القراءة . انتهى من "المغني" (1/444) باختصار .
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
    الواجب على من صلى جالسا على الأرض ، أو على الكرسي ، أن يجعل سجوده أخفض من ركوعه ، والسنة له أن يجعل يديه على ركبتيه في حال الركوع ، أما في حال السجود فالواجب أن يجعلهما على الأرض إن استطاع ، فإن لم يستطع جعلهما على ركبتيه ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : الجبهة - وأشار إلى أنفه - واليدين ، والركبتين ، وأطراف القدمين ) .
    ومن عجز عن ذلك وصلي على الكرسي فلا حرج في ذلك ، لقول الله سبحانه : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) متفق على صحته .
    " فتاوى ابن باز " ( 12 / 245 ، 246 ) .
    ثالثاً :
    وأما وضع الكرسي في الصف فقد ذكر العلماء رحمهم الله أن العبرة فيمن صلى جالساً مساواة الصف بمقعدته ، فلا يتقدم أو يتأخر عن الصف بها ، لأنها الموضع الذي يستقر عليه البدن .
    وانظر : "أسنى المطالب" (1/222) ، "تحفة المحتاج" (2/157) ، "شرح منتهى الإرادات" (1/279) .
    وجاء في "الموسوعة الفقهية" (6/21) :
    " يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الاقْتِدَاءِ (أي اقتداء المأموم بالإمام) أَلا يَتَقَدَّمَ الْمُقْتَدِي إمَامَهُ فِي الْمَوْقِفِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ ( الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّ ةِ وَالْحَنَابِلَة ِ ) . . .
    وَالاعْتِبَارُ فِي التَّقَدُّمِ وَعَدَمِهِ لِلْقَائِمِ بِالْعَقِبِ , وَهُوَ مُؤْخِرُ الْقَدَمِ لا الْكَعْبِ , فَلَوْ تَسَاوَيَا فِي الْعَقِبِ وَتَقَدَّمَتْ أَصَابِعُ الْمَأْمُومِ لِطُولِ قَدَمِهِ لَمْ يَضُرَّ . . . . . وَالْعِبْرَةُ فِي التَّقَدُّمِ بِالأَلْيَةِ لِلْقَاعِدِينَ , وَبِالْجَنْبِ لِلْمُضْطَجِعِي نَ " انتهى .
    فإن كان المصلي سيجلس على الكرسي من أول الصلاة إلى آخرها فإنه يحاذي الصف بموضع جلوسه .
    فإن كان سيصلي قائماً ، غير أنه سيجلس على الكرسي في موضع الركوع والسجود ، فقد سألنا فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك عن هذا فأفاد بأن العبرة بالقيام . فيحاذي الصف عند قيامه .
    وعلى هذا سيكون الكرسي خلف الصف ، فينبغي أن يكون في موضع بحيث لا يتأذى به من خلفه من المصلين .
    والله تعالى أعلم .
    https://islamqa.info/ar/50684
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    حكم الصلاة على الكرسي
    السؤال:
    كثر في أواننا هذا استخدام الكرسي في الصلاة بحجج كثيرة، فأرجو التوضيح أكثر للإفادة والمنفعة للمصلين حتى لا يقعوا في مخالفات قد تكون مبطلة للصلاة. فما هو حكم الصلاة على كرسي في صلاة الفرض؟
    وما هي الضرورات التي تبيح استخدام الكرسي؟ وما هو حكم الوقوف والركوع والسجود في الصلاة؟
    الإجابــة:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فيجوز للعاجز عن القيام في صلاة الفريضة أن يصلي جالسا على الكرسي، كما بيناه بأدلته في الفتوى رقم: 135346.
    وقد أجمع العلماء على أن المريض إذا عجز عن القيام جاز له أن يصلي قاعدا، وقد بينا المعتبر في العذر المبيح للترخص بالصلاة قاعدا في الفريضة وأنه العجز عن القيام، أو أن تلحق المصلي به مشقة ظاهرة، كما في الفتويين رقم: 25092، ورقم: 126149.
    والقيام والركوع والسجود كلها من أركان الصلاة لا تسقط في الفريضة عند المقدرة عليها، وتسقط مع العجز عنها، لقول الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة: 286}.
    وتسقط أيضا عند المشقة الظاهرة، ومن عجز عن بعضها وقدر على البعض سقط عنه ما عجز عنه وأتى بما قدر عليه، فمن عجز عن القيام مثلا وكان قادرا على الركوع وعلى السجود على الأرض لزمه ما قدر عليه فيركع ويسجد على الأرض، وإن كان عاجزا عن السجود أومأ به وأتى بقدر المستطاع، كما قال صاحب الروض: وإذا سجد قرب وجهه من الأرض ما أمكنه. اهـ.
    وانظر الفتويين رقم: 22060, ورقم: 75811.
    وأما النافلة: فتجوز من جلوس ولو من غير عذر.
    والله أعلم.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=149001
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    الذي يصلي جماعة جالسا على الكرسي له حالان
    السؤال:
    انتشرت في المساجد ظاهرة الصلاة على الكراسي البلاستيكية، وأغلب من يصلي على الكراسي هم كبار السن أو من لا يستطيع أن يقوم بأداء الصلاة على وجهها بسبب علة أو مرض ما..
    السؤال هو.. أين يجب وضع الكرسي يعني هل يتم وضع الكرسي بحيث يكون المصلي في الصف أم أن الكرسي يكون على الصف..
    وسبب سؤالي هو حدوث مشكلة في مسجدنا حيث إن أحد المصلين حين يصلي على الكرسي فإنه يرجع الكرسي إلى الوراء بحيث يدخل الكرسي في الصف الذي خلفه مما يجعله يقع في عدة أمور
    1- أنه يدخل في منطقة سجود المصلي الذي يصلي خلفه.
    2- مضايقة المصلي الذي يقع خلفه حيث لا يستطيع المصلي أن يسجد براحة.
    3- عندما يجلس المصلي على الكرسي فان أغلب جسمه يقع خلف الصف في حين يكون قدمه على الخط.
    أفيدونا جزاكم الله خير حيث إن هذا الأمر سبب مشاكل بين المصلين.
    الإجابــة:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فنقول ابتداء: من كان معذورا في ترك القيام في الصلاة وصلى جالسا على الكرسي فلا يبيح له عذره هذا الجلوس على الكرسي والإيماء منه لركوعه وسجوده إذا كان قادرا عليهما، وإذا كان معذورا في ترك الركوع والسجود على هيئتهما فلا يبيح له عذره هذا عدم القيام والجلوس على الكرسي إذا كان قادرا على القيام. فالقاعدة في أركان الصلاة وواجباتها أن ما استطاع المصلي فعله وجب عليه فعله، وما عجز عن فعله سقط عنه، فمن كان عاجزا عن القيام جاز له الجلوس على الكرسي أثناء القيام ويأتي بالركوع والسجود على هيئتهما، فإن استطاع القيام وشق عليه الركوع والسجود فيصلي قائما ثم يجلس على الكرسي عند الركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.
    وأما موضوع الكرسي من الصف لمن صلى جالسا على الكرسي فإن الذي يصلي جالسا على الكرسي له حالان:
    الاولى: أن يصلي جالسا على الكرسي من أول الصلاة إلى آخرها فهذا يحاذي الصف بموضع جلوسه بمقعدته سواء تقدمت أرجل الكرسي قليلا أو تأخرت، وقد نص العلماء رحمهم الله أن العبرة بمكان المأموم الجالس موضع جلوسه. جاء في الموسوعة الفقهية: والاعتبار في التقدم وعدمه للقائم بالعقب وهو مؤخر القدم لا الكعب، فلو تساويا في العقب وتقدمت أصابع المأموم لطول قدمه لم يضر..والعبرة في التقدم بالألية للقاعدين وبالجنب للمضطجعين.. انتهى. مختصرا.
    وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن الذي يصلي على الكرسي في المسجد هل يجعل أرجل الكرسي الخلفية بمحاذاة أرجل المصلين أم يجعل أرجله الأمامية بمحاذاة أرجل المصلين؟ فأجاب بقوله: يجعل أرجل الكرسي الخلفية بمحاذاة أرجل المصلين فقيل للشيخ: لكن هذا لو قام سيكون متقدما على الصف فقال: هو ليس بقائم فيجعل عجيزته موازية لأرجل المصلين... انتهى. ويحمل كلام الشيخ على من صلى جالسا طوال الصلاة.
    الحالة الثانية: أن يصلي قائما ويجلس عند الركوع والسجود، ولم نر للفقهاء المتقدمين كلاما حول موضوع المصلي في مثل هذه الحال، ولكن سئل فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك عن هذا فأفاد بأن العبرة بالقيام فيحاذي الصف عند قيامه، وعلى هذا سيكون الكرسي خلف الصف، فينبغي أن يكون في موضع بحيث لا يتأذى به من خلفه من المصلين.
    والله أعلم.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=107900
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    أحوال المصلي على الكرسي
    عبد الرحمن بن جار الله العجمي:
    بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    رفع الحرج ودفع المشقَّة قاعدة شرعية وأصل قطعي من أصول شريعتنا السمحاء، فالمشقَّة كما هو معلوم تجلب التيسير، وعلى هذا فالمصلي بناءً على هذا الأصل العظيم إذا عجز عن الإتيان بأركان الصلاة أو ببعضها على هيئاتها الشرعية سقط عنه ما عجز عنه، وأتى به بحسب حاله وبما تيسَّر له، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد اتفق المسلمون على أنَّ المصلي إذا عجز عن بعض واجباتها كالقيام أو القراءة أو الركوع أو السجود أو ستر العورة أو استقبال القبلة أو غير ذلك سقط عنه ما عجز عنه " مجموع الفتاوى(8/438) .
    وليس كل مشقَّة أو عذر يسقط به الركن في الصلاة، فضابط هذا الأمر أن يلحق المصلي عند الإتيان به مشقَّة شديدة أو زيادة في المرض، قال النووي رحمه الله : " قال أصحابنا ولا يشترط في العجز أن لا يتأتَّى القيام ولا يكفي أدنى مشقَّة بل المعتبر المشقَّة الظاهرة " المجموع (4/310) .
    وقال الشوكاني رحمه الله : " والمعتبر في عدم الاستطاعة عند الشافعية هو المشقَّة أو خوف زيادة المرض أو الهلاك لا مجرد التألم " نيل الأوطار (3/237) .
    وقال ابن عثيمين رحمه الله : " الضابط للمشقَّة : ما زال به الخشوع، والخشوع هو حضور القلب والطمأنينة " الشرح الممتع (4/461).
    وقد أجمع أهل العلم أنَّ من صلى الفريضة جالساً وهو قادر على القيام فصلاته باطلة، لقوله تعالى : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[البقرة:238]، ولقوله عليه الصلاة والسلام : « صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبك » رواه البخاري .
    - أحوال المصلي على الكرسي :
    الحال الأولى : أن يكون عاجزاً عن القيام بالكليّة مع عدم القدرة على الإتيان بالركوع والسجود على هيئتهما، ففي هذه الحالة يصلي جالساً، لقوله عليه الصلاة والسلام : « صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً » رواه البخاري ، ويومئ بالركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، فعن جابر رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لمريض صلّى على وسادة، فرمى بها وقال : « صلِّ على الأرض إن استطعت، وإلا فأومِ إيماء، واجعل سجودك أخفض من ركوعك »رواه البيهقي وصححه الألباني في الصحيحة (323).
    الحال الثانية : أن يكون قادراً على بعض القيام ولا يلحقه معه مشقَّة شديدة أو زيادة في المرض، ففي هذه الحالة يصلي قائماً حسب استطاعته، فإذا شقّ عليه جلس، قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }[‏التغابن‏:‏16]، قال السَّعدي رحمه الله : " فهذه الآية تدل على أنَّ كل واجب عجز عنه العبد، أنه يسقط عنه، وأنه إذا قدر على بعض المأمور، وعجز عن بعضه، فإنه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم »متفق عليه" تفسير السعدي (ص1031) ، ثم يأتي بعد ذلك بالركوع قائماً، والقيام منه على هيئته، وكذلك السجود على الأرض مع القدرة .
    الحال الثالثة : أن يلحقه مع القيام مشقَّة شديدة أو زيادة في المرض، ففي هذه الحالة يصلي جالساً، قال ابن عثيمين رحمه الله : " فإذا كان إذا قام قلق قلقاً عظيماً ولم يطمئن، وتجده يتمنّى أن يصل إلى آخر الفاتحة ليركع من شدّة تحمُّله، فهذا شقَّ عليه القيام فيصلي قاعداً " الشرح الممتع (4/461)، لكن بشرط أن يأتي بتكبيرة الإحرام في حال القيام أولاً ثم يجلس، فلو أتى بها جالساً لم تصح صلاته، قال النووي :" يجب أن تقع تكبيرة الإحرام بجميع حروفها في حال قيامه، فإن أتى بحرف منها في غير حال القيام لم تنعقد صلاته فرضاً بلا خلاف"المجموع (3/296)، ثم يأتي بعد ذلك بالركوع قائماً مع القدرة، والقيام منه على هيئته مع القدرة، وكذلك السجود على الأرض مع القدرة .
    الحال الرابعة : أن يكون عاجزاً عن الركوع على هيئته مع القدرة على القيام، ففي هذه الحالة لا يجوز له الجلوس ولا يسقط عنه القيام ولا القيام من الركوع، ويومئ بالركوع قائماً، قال ابن قدامة رحمه الله : " ومن قدر على القيام، وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام . ويصلي قائماً فيومئ بالركوع " المغني ( 2/107)، ويأتي بالسجود على هيئته على الأرض مع القدرة .
    الحال الخامسة : أن يكون عاجزاً عن السجود على هيئته مع القدرة على القيام، ففي هذه الحالة لا يجوز له الجلوس ولا يسقط عنه القيام ولا القيام من الركوع، ويومئ بالسجود جالساً، قال ابن قدامة رحمه الله : " ومن قدر على القيام، وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام... ثم يجلس فيومئ بالسجود " المغني ( 2/107)، ويأتي بالركوع قائماً على هيئته، وإذا استطاع أن يضع يديه في السجود على الأرض فليفعل، وإن لم يستطع جعلهما على ركبتيه، قال ابن باز رحمه الله : " أما في حال السجود فالواجب أن يجعلهما على الأرض إن استطاع، فإن لم يستطع جعلهما على ركبتيه، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم؛ على الجبهة – وأشار بيده على أنفه - واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين »رواه البخاري ومسلم" مجموع فتاوى ابن باز (12 / 245، 246) .
    - موضع الكرسي في الصف لا يخلو من حالين :
    الحال الأولى : أن يجلس المصلي على الكرسي في صلاته كلها، ففي هذه الحالة كما قال ابن عثيمين رحمه الله : " يجعل أرجل الكرسي الخلفية بمحاذاة أرجل المصلين " موقع الإسلام سؤال وجواب رقم: 9209
    ، مع الأخذ في الاعتبار مراعاة موضع الجلوس، بحيث تكون عجيزته محاذية وموازية لأرجل المصلين، سواءً تقدَّمت أرجل الكرسي أو تأخرت، فالعبرة في التقدّم وعدمه للقائم بالعَقِب، وهو مؤخر القدم، وبالألية للقاعدين، وبالجنب للمضطجعين .انظر الموسوعة الفقهية(6/21)
    الحال الثانية : أن يجلس المصلي على الكرسي في ركوعه أو سجوده فقط دون القيام، ففي هذه الحالة كما أفاد الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله بأنّ العبرة بالقيام، فيحاذي الصف عند قيامه . وعلى هذا سيكون الكرسي خلف الصف، فينبغي أن يكون في موضع بحيث لا يتأذى به من خلفه من المصلين . موقع الإسلام سؤال وجواب رقم : 50684
    وكل ما سبق ذكره وبيانه متعلق بصلاة الفريضة، أما صلاة النافلة فالأمر فيها واسع، فيجوز له الجلوس ولو بدون عذر لكنه خلاف الأفضل وله نصف أجر القائم، فعن عمران بن حصين - وكان مبسوراً – قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعداً، فقال: « إن صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد »رواه البخاري، وهذا الحديث محمول على صلاة النفل كما أشار إليه ابن بطّال في شرحه .شرح صحيح البخاري لابن بطال( 3/102 )
    أما لو كان عاجزاً عن القيام فصلى جالساً فأجره أجر القائم، قال النووي رحمه الله : " وأما إذا صلى النفل قاعداً لعجزه عن القيام فلا ينقص ثوابه بل يكون كثوابه قائماً "شرح صحيح مسلم( 6/14 ) .
    هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
    جمع وإعداد / عبد الرحمن بن جار الله العجمي
    abujarallah@gmail.com
    http://www.saaid.net/bahoth/188.htm
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة وبركاته؛
    وبعد ؛أشكر الأستاذ الكريم
    محمد طه شعبان على اجابته الشافية والمفصلة المدعومة بفتاوى وأقوال العلماء والأساتيذ المتخصصين بهذا الشأن؛وأثابكم الله تعالى
    أما فحوى سؤالي الأهم كان بشأن استخدام الكرسي أثناء الصلاة ذلك لاستخدامه من قبل اليهود والنصارى في صلواتهم وهل يجوز تقليدهم وعدم مخالفتهم في ذلك ؛والأمر الآخر هو عدم امتلاك المصلين من السلف الصالح كراسي لكي يصلون عليها جلوسا مما يطلب التدقيق في هذه المسألة جزاكم الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    لم يقل أحد من أهل العلم - حسب علمي - أن الجلوس على الكرسي في الصلاة من باب التشبه بالنصارى ، نعم معروف أن النصارى اليوم يصلون على الكراسي ، ولكن كانوا قديما يركعون ويسجدون قياما كما هو ظاهر نصوصهم في الأناجيل ، مزمور 95 الفقرة 6 "هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا".
    لكنهم اليوم خالفوا كثيرا مما كانوا عليه سابقا ، وقد حرفوا وبدلوا كثيرا من أمرهم كما هو معروف .
    أما المسلمون فلم يصلوا عليها - الكراسي - إلا لعذر كمرض أو كبر سن ، فهم لم يقصدوا التشبه بهم ، بل ليس في ذهنهم شيء من هذا ، وعلى هذا فلا إشكال بالنسبة للمعذور الذي لا يطيق ولا يستطيع الصلاة إلا على الكرسي ، وعدم فعل وامتلاك السلف للكراسي لا يستلزم مه عدم الجواز ؛ إذ كان بعض السلف ممن له عذر كان إذا صلى يجلس على الأرض لسهولة ذلك عندهم ولصعوبة جلب كراسي أو ما شابهها ، فلما فتح الله على الناس اليوم وسهل أمر الكرسي وكثرت الأمراض - ولا حول ولا قوة إلا بالله - استعان الناس بهذه الكراسي ، والله المستعان ، وهو أعلم وأحكم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالستارالنعيم ي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة وبركاته؛
    وبعد ؛أشكر الأستاذ الكريم
    محمد طه شعبان على اجابته الشافية والمفصلة المدعومة بفتاوى وأقوال العلماء والأساتيذ المتخصصين بهذا الشأن؛وأثابكم الله تعالى
    أما فحوى سؤالي الأهم كان بشأن استخدام الكرسي أثناء الصلاة ذلك لاستخدامه من قبل اليهود والنصارى في صلواتهم وهل يجوز تقليدهم وعدم مخالفتهم في ذلك ؛والأمر الآخر هو عدم امتلاك المصلين من السلف الصالح كراسي لكي يصلون عليها جلوسا مما يطلب التدقيق في هذه المسألة جزاكم الله خيرا
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    نقلي لهذه الفتاوى فيه جواب على سؤالك؛ حيث أقر العلماء الجلوس على الكرسي عند الحاجة إلى ذلك؛ فتبين أنهم لم يقولوا بأنه تشبه بالنصارى.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    لم يقل أحد من أهل العلم - حسب علمي - أن الجلوس على الكرسي في الصلاة من باب التشبه بالنصارى ، نعم معروف أن النصارى اليوم يصلون على الكراسي ، ولكن كانوا قديما يركعون ويسجدون قياما كما هو ظاهر نصوصهم في الأناجيل ، مزمور 95 الفقرة 6 "هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا".
    لكنهم اليوم خالفوا كثيرا مما كانوا عليه سابقا ، وقد حرفوا وبدلوا كثيرا من أمرهم كما هو معروف .
    أما المسلمون فلم يصلوا عليها - الكراسي - إلا لعذر كمرض أو كبر سن ، فهم لم يقصدوا التشبه بهم ، بل ليس في ذهنهم شيء من هذا ، وعلى هذا فلا إشكال بالنسبة للمعذور الذي لا يطيق ولا يستطيع الصلاة إلا على الكرسي ، وعدم فعل وامتلاك السلف للكراسي لا يستلزم مه عدم الجواز ؛ إذ كان بعض السلف ممن له عذر كان إذا صلى يجلس على الأرض لسهولة ذلك عندهم ولصعوبة جلب كراسي أو ما شابهها ، فلما فتح الله على الناس اليوم وسهل أمر الكرسي وكثرت الأمراض - ولا حول ولا قوة إلا بالله - استعان الناس بهذه الكراسي ، والله المستعان ، وهو أعلم وأحكم.


    جزاكم الله عنا خيرا وأجزل لك الثواب

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    نقلي لهذه الفتاوى فيه جواب على سؤالك؛ حيث أقر العلماء الجلوس على الكرسي عند الحاجة إلى ذلك؛ فتبين أنهم لم يقولوا بأنه تشبه بالنصارى.




    أكرمك الله أخي الكريم ولك مني الشكر والتقدير

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعا
    لكن تسهيل هذا الأمر قد يؤدي الى توسع الناس فيه وانتشار العمل به ولو بدون الاحتياج اليه فيكون ذريعة الى وقوع عدة محاذير
    أولها قطع الصفوف
    فلا شك أن هذا الكرسي سيتوسط المصلين , ويكون أشبه بالسارية ويصير المصلي وكأنه يحاذي الكرسي برجله لا أخاه المصلي الذي في جنبه
    وفي الحديث (من قطع صفا قطعه الله ) لا سيما اذا انتشرت هذه الظاهرة --وهو المشاهد اليوم - فيمتلئ كل صف بعدد لا بأس به من الكراسي , فتجدك أجيانا تصلي وعن يمينك كرسي وعن شمالك كرسي و من أمامك كرسي ومن خلفك كرسي
    ومن المحاذير أيضا ترك بعض الفرائض التي لا تصح الصلاة بدونها مع القدرة عليها
    فهذا الجالس سيقول لك أني لا أستطيع القيام , فلا بد لي من الجلوس
    فيقال له , كيف وصلت الى المسجد ؟
    محمولا على قدميك أم جالسا على كرسيك , وهل نراك خارج المسجد وفي كل مكان تمشي و تسعى وتجري , فاذا جاءت تكبيرة الاحرام عجزت رجلاك عن حملك ؟
    فان قال أستطيع القيام لكن أعجز عن السجود والركوع وعن كل انحناء
    فيقال له , قف في الصلاة محاذيا لاخوانك متراصا في الصف غير تارك فرجة للشياطين , فاذا جاء موعد الركوع والسجود فاجلس على الأرض
    فما شرعت الصلاة الا لمباشرة الأرض والتواضع للرب بوضع أعلى شيء فيك على أخفض مكان حولك
    فتركت هذا وجلست على كرسي تتعبد به لربك
    ولو دخل عليك سيد عظيم لقمت من مجلسك مسرعا اجلالا له وتعظيما , فكيف تتقرب الى العظيم الجليل وتتذلل له بالجلوس على الكراسي
    و كان الأمر هينا لو وقع هذا الأمر أحيانا من رجل عرض له مرض فعجز به عن أداء الواجب في الصلاة
    لكن أن يصير هذا الرجل طول صلاته فيما بقي من أيامه لا يتحرى الصلاة الا على الكراسي فهذا لا يقبله مصل يبتغي التقرب الى ربه بصلاته
    والعجيب أن هذا الرجل ربما تجده في بيته يصلي على الأرض كسابق عهده قبل اكتشاف هاته الكراسي
    وربما تجد هذا الذي يقول أنه لا يستطيع أن يحني ظهره قليلا , تراه خارج الصلاة يحني ظهره ويحمل عليها الأثقال الى مكان لم يكن ليبلغه الا بشق الأنفس , وتجده يفعل ويفعل أشياء تنوء بظهور الرجال
    ولا يخفى عليكم يا أخوان انتشار هذه الظاهرة والغلو فيها حتى صرنا نرى الشباب المقتدرين ينافسون الشيوخ العاجزين على تلك الكراسي
    ولكن اذا كان لا بد لأحد من أن يجلس , فليتحذ مكانا في آخر الصف , وليتجنب أن يتوسطه بل يكون في طرفه حتى لا يؤذي أحدا ولا يقطع صفا
    والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •