ما أصل الكلمة. ألمَّ - يلمُّ... في قولنا ألممت باللغة الإنجليزية.
وماذا تعني في المعاجم القديمة؟
ما أصل الكلمة. ألمَّ - يلمُّ... في قولنا ألممت باللغة الإنجليزية.
وماذا تعني في المعاجم القديمة؟
في حديث الإفك : ( وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله )
معناه: إن كنت فعلت أو قاربت ذنبا وليس ذلك لك بعادة، وهذا أصل اللمم .
ومنه: ألمت بنا والليل مرخ ستوره
ويقال : رجل مِلَمٌّ يَلُمُّ القوم أي يجمعهم وتقول هو الذي يَلُمّ أَهل بيته وعشيرَته ويجمعهم .
في تاج العروس للزَّبيدي :
ل م م ( !لَمَّه ) يَلُمَّه لَمًّا : ( جَمَعَهُ . و ) من المَجَازِ : لمَّ ( الله تَعالَى شَعَثَه ) أَيْ : ( قَارَبَ بَيْنَ شَتِيتِ أُمُورِهِ ) وجَمَعَ مُتَفَرِّقَه ، كما في المُحْكَم ، وقيل : جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِن أُمُورِه وأَصْلَحه ، كما في الصّحاح . ( و ) مِنْه قَولُهم : ( دَارُنَا لَمُومَةٌ أَيْ : تَجْمَعُ النَّاسَ وتَرُبُّهُم ) , قال فدَكِيُّ بنُ أَعْبُد يَمْدَحُ عَلْقَمَةَ بنَ سَيْفٍ : ( وأَحَبَّنِي حُبَّ الصَّبِيَّ *!ولَمَّنِي لَمَّ الهَدِيِّ إلى الكَرِيمِ المَاجِدِ ) هَكَذَا في الحَمَاسَةِ : لفَدَكِيِّ ، ورِوَايَتُه : لأَحَبَّنِي . [ وغُلامٌ *!مُلِمٌّ ، بضَمِّ أَوَّلِه : قَارَبَ البُلُوغَ ] . ( ورَجُلٌ مِلَمٌّ ، كَمِجَنٍّ يَجْمَعُ القَوْمَ ) ويَعُمُّ النَّاسَ بِمَعْرُوفِه ، ( أَوْ ) أَهْلَ بَيْتِه و ( عَشِيرَتَه ) ، قال رُؤْبَةُ : ( فابْسُطْ عَلَيْنَا كَنَفَيْ مِلَمِّ ) ( والمِلَمُّ ) أَيضًا : ( الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) . ( وأَلَمَّ ) الرَّجُلُ : ( بَاشَرَ اللَّمَمَ ) أَوْ قَارَبَه ، ومنه حَدِيثُ الإفْكِ : ' وإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فاسْتَغْفِرِي الله ' أي : قَارَبْتِ . وأنشَدَ الجَوْهَرِيّ لأمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَه عِنْدَ وَفَاتِه : ( إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا * ( وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا *!أَلَمَّا ؟! )
ويُقالُ : الإلْمامُ : مُوَافَقَةُ المَعْصِيَةِ من غَيرٍ مُوَاقَعَةٍ . ( و ) أَلَمَّ ( بِهِ : نَزَلَ كَلَمَّ والْتَمَّ ) ، كَذَا في المُحْكَمِ ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على أَلَمَّ به . ( و ) أَلَمَّ ( الغُلامُ : قَارَبَ البُلُوغَ ) ، فَهو *!مُلِمٌّ ، وهو مَجَازٌ . ( و ) أَلَمَّتِ ( النَّخْلَةُ : قَارَبَتِ الإرْطَابَ ) ، فَهِيَ مُلِمٌّ ومُلِمَّةٌ . وقال أبو حَنِيفَةَ : هي التي قَارَبَتْ أَنْ تُثْمِرَ . وقال أبو زَيْدٍ : في أَرْضِ فُلانٍ من الشَّجَرِ *!المُلِمِّ كَذَا وكَذَا ، وهو الّذي قَارَبَ أَنْ يَحْمِلَ ، وهو مَجَاز . ( *!واللَّمَمُ ، مُحَرَّكَةً : الجُنُونُ ) ، أَوْ طَرَفٌ مِنه يُلِمُّ بِالإنْسَانِ ويَعْتَرِيه ، قَالَه شَمِر . ومنه الحَدِيثُ : ' فَشَكَتْ إليه لَمَمًا بِابْنَتِها ' فَوصَفَ لَهَا الشُّوِنِيزَ ، وقال سَيَنْفَعُ من كُلِّ شَيءٍ إلا السَّامَ : , وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لحُبابِ بنِ عَمَّارٍ السُّحَيْمِيِّ : ( بَنُو حَنِيفَةَ حَيٌّ حِينَ تُبْغِضُهُمْ كَأَنَّهُم جِنَّةٌ أو مَسَّهُم لَمَمُ ) ( و ) اللَّمَمُ : ( صِغَارُ الذُّنُوبِ ) . قال أَبُو إِسْحَقَ : نَحْو القُبْلَةِ والنَّظْرَةِ وما أَشْبَهُهَا ، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ في تَرْكِيب .... اهــ
وفي تهذيب اللغة للأزهري :
......
قال : وإذا لم يُعِد ( لا ) فهو في المَنطق قبيح ، وقد جاء ؛ قال أُمَيّة :
إن تَغْفِر اللّهم تَغْفر جَمّا
وأيّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا
أي : لم يُلم .
وأما ( ألم ) فالأصل فيها ( لم ) أُدخل فيها ألف اسْتفهام .
وأما ( لِمَ ) فإنها ( ما ) التي تكون استفهاماً وُصلت بلام .
ابن السِّكيت : اللّمّ ، مصدر : لمَمت الشيء ، وهو جمعك الشيء وإصلاحكه .
ومنه يقال : لَمَّ الله شَعَثك ، يَلُمّه .
قال : واللّمَم : الجُنون .
واللَّمم : دون الكَبِيرة من الذّنوب ؛ قال الله تعالى : ( بِالْحُسْنَى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ ) ( النجم : 32 ) .
وقال أبو إسحاق : قيل : اللَّمم : نحو القُبلة ، والنَّظرة ، وما أَشْبه ذلك .
وقيل ، ( إلا اللمم ) : إلا أن يكون العَبد أَلَمّ بفاحشة ثم تاب .
قال : ويدل قولُه : ( اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ ) ( النجم : 32 ) على أن اللَّمم أن يكون الإنسان قد أَلَمّ بالمَعْصية ولم يُصرّ عليها .
وإنما الإلمام في اللغة يُوجب أنك تأتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء ، فهذا معنى اللَّمَم .
قلت : ويدل على صحة قوله قولُ العرب : ألممت بفلان إلماماً ، وما تَزُورنا إلاّ لِمَاماً .
قال أبو عُبيد ، معناه : الأحيانَ على غير مُواظبة ولا وقتٍ مَعْلوم .
وقال الفراء : في قوله : إلا اللمم يقول : إلا المُتقارب من الذُّنوب الصَّغيرة .
قال : وسمعتُ العرب تقول : ضربته ما لَمَمُ القَتل . يُريدون : ضربَا مُتقارباً للقتل .
قال : وسمعت آخر يقول : ألمَّ يفعل كذا ، في معنى : كادَ يَفعل .
قال : وذكر الكلبي : إنها النَّظرة على غير تَعمُّد ، فهي لَمَمٌ ، وهي مَغْفورة ، فإن أعاد النظر فليس بلَمَم ، وهو ذَنب .
أخبرني المُنذري ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي : اللَّمَم من الذُّنوب : ما دون الفاحشة .
أبو زيد : كان ذلك مُنذ شهر أو لَمَمِه ، ومنذ شَهرين أو لَمَمِهما .
أبو عبيد ، عن الكسائي : رَجُلٌ مَلْمُوم ومَمْسوس ، أي به لَمَمٌ ومَسٌّ من الجُنون .
وفي الحديث : ( وإنّ مما يُنْبت الرَّبيع ما يَقتل حَبَطاً أو يُلِمّ ) .
قال : معناه : يَقْرُب .
ومنه الحديث الآخر : ( فلولا أنه شيءٌ قضاه الله لأَلمَّ أَنْ يَذْهب بَصَرُه ) .
يعني ، لِما يرى فيها ، أي لَقَرُب أن يَذْهب بَصره .
أبو زيد : في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا وكذا ، وهو الذي قارب أن يَحْمل .
وجَيْشٌ لَمْلَمٌ : كثيرٌ مُجْتمع .... اهـــ
وفي مشارق الأنوار للقاضي عياض :
(ل م م) قَوْله إِن كنت أَلممْت بذنب أَي قاربته وأتيته وَلَيْسَ لَك بعادة الملم بالشَّيْء غير الْمُعْتَاد لَهُ يَأْتِيهِ مرّة والمصر الملازم لَهُ وَقَوله مَا رَأَيْت أشبه شَيْء باللمم اخْتلف فِي قَوْله إِلَّا اللمم فِي الْآيَة فَقيل الرجل يَأْتِي الذَّنب ثمَّ لَا يعاوده وَقيل الصَّغَائِر الَّتِي تكفرها الصَّلَاة وَاجْتنَاب الْكَبَائِر وَقيل ألم بالشَّيْء يلم بِهِ وَلَا يَفْعَله وَقيل الْميل إِلَيْهِ وَلَا يصر عَلَيْهِ وَقيل كل مَا دون الشّرك وَقيل كل مَا لم يَأْتِ فِيهِ حد فِي الدُّنْيَا وَلَا وَعِيد فِي الْآخِرَة وَقيل مَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَدَلِيل الحَدِيث أَنه مَا دون الْكَبَائِر وَقَوله فِي النِّسَاء مَا يلم بهَا أَي يُجَامِعهَا وألم بالشَّيْء دنا مِنْهُ وألم بهَا سَيِّدهَا أَي قاربها وجامعها وَيقتل حَبطًا أَو يلم أَي يُقَارب الْقَتْل ويشبهه وَقَوله ألمت بهَا سنة أَي حلت بهَا ... اهــ
هل يتبين أن ألمّ يلمُّ إلماما، يأتـي بمعنى المقاربة أو بمعنى الجمع والإحاطة، لأن المعاجم المعاصرة قصرته على ( الإحاطة بدون تعمق)؟؟
يأتي بمعنى المقاربة والجمع ، وليست الإحاطة بلازمة .
ألمْ:حرفُ نفيٍ سُبِقَ بهمزةِ الاستفهامِ
ألمَّ : الفعلُ المذكورُ والذي ألمَّ الأخُ المشرفُ بمعانيهِ وأتحفَنا بالفوائدِ المتعلقةِ بهِ، وهوَ في الأصلِ ( لَمَمَ ) وأدخلتْ عليهِ همزةُ التعديةِ . وللمتنبي بيتُ شعرٍ أوردَ فيهِ هذا الفعلَ ، وتداولَهُ الكثيرونَ في الشبكةِ كَلغزٍ:
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدائِهِ ..... إنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أوَانِهِ
بوركَ في الأخوينِ ونفعَ اللهُ بهما
نفع الله بكم وبما سطرتموه من فوائد .