قال الإمام الآجري رحمه الله: (لهذا العالم صفات وأحوال شتي، ومقامات لابد له من استعمالها، فهو مستعمل في كل حال ما يجب عليه، فله صفة في طلبه للعلم كيف يطلبه، وله صفة في كثرة العلم إذا كثرة عنده ما الذي يجب عليه فيه فيلزمه نفسه، وله صفة إذا أفتي الناس كيف يفتي، وله صفة كيف يجالس الأمراء إذا ابتلي بمجالستهم، ومن يستحق أن يجالسه ومن لا يستحق، وله صفة عن معاشرته لسائر الناس ممن لا علم معه، وله صفة كيف يعبد الله عز وجل فيما بينه وبينه، قد أعد لكل حق يلزمه ما يقويه علي القيام به، وقد أعد لكل نازلة ما يسلم به من شرها في دينه، عالم بما يجتلب الطاعات، عالم بما يدفع به البليات، قد اعتقد الأخلاق السنية واعتزل الأخلاق الدنية).