تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: متى أسلم أبو هريرة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    55

    افتراضي متى أسلم أبو هريرة ؟

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أريد إجابة موثقة بالأدلة و المصادر للحاجة الشديدة و الأهمية القصوى للسؤال التالي :
    هل أسلم أبو هريرة قبل الهجرة أم أسلم في المحرم للسنة السابعة بعد الهجرة ؟
    البعض يرى أنه أسلم قبل الهجرة مع الطفيل و البعض يقول إسلامه في السنة السابعة بعد الهجرة
    فأيهما أصح و ما أدلة كلا الطرفين فيم ادعى؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فهذا الموضوع يثير تساؤلات لدي منذ مدة، وقد حاولت أن أجمع فيه ما وقفت عليه من نصوص ونقل، راجياً من الإخوة المشاركة بتعقيب أو إضافة فائدة.
    قال الدكتور مصطفى السباعي في كتابه «السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي» (ص359):
    «قدمنا أن أبا هريرة أسلم سنة سبع من الهجرة في غزوة خيبر، ونزيد الآن أننا نرجح أنه أسلم قبل هذا التاريخ بزمن طويل، ولكن هجرته إلى رسول الله إنما كانت في تلك السنة، وإنما رجحنا ذلك لدليلين:
    الأول: ما ذكره ابن حجر في الإصابة من ترجمة الطفيل بن عمرو الدوسي أنه أسلم قبل الهجرة ولما عاد بعد إسلامه إلى قومه ـ رهط أبي هريرة ـ دعاهم إلى الإسلام فلم يجبه إلا أبوه، وأبو هريرة. وهذا صريح في أن إسلام أبي هريرة قد تم قبل قدومه إلى الرسول في غزوة خيبر بسنوات.
    الثاني: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أن المشادة التي جرت بين أبي هريرة وبين أبان بن سعيد بن العاص حين قسمة الغنائم بعد فتح خيبر، فقد طلب أبان من الرسول أن يقسم له من الغنائم، فقال أبو هريرة: لا تقسم له يا رسول الله فإنه قاتل ابن قوقل ـ وهو النعمان بن مالك بن ثعلبة ولقبه قوقل بن أصرم ـ وذلك في معركة أحد إذ كان أبان لا يزال مشركاً فقتل ابن قوقل.
    من هذه القصة ندرك أن أبا هريرة حين قدم خيبر مهاجراً إلى رسول الله لم يكن حديث عهد بالإسلام، بل كان متتبعاً لمعاركه وأحداثه بحيث يعلم أن أبان بن سعيد بن العاص هو الذي قتل ابن قوقل بوم أحد، وإلى هذا ذهب الحافظ ابن حجر».

    آراء العلماء في وقت إسلام أبي هريرة:
    * الفريق الأول وهم الأكثرون: قالوا بأنه أسلم سنة سبع، وهذه بعض النقول عنهم:
    - جاء في «تاريخ خليفة بن خياط»: «وفيها ـ أي السنة السابعة ـ أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين زمان خيبر».
    - قال أبو داود في الصلاة، باب: السجود في إذا السماء انشقت واقرأ، عقب حديث برقم (1407): «أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سِتٍّ عَامَ خَيْبَرَ، وَهَذَا السُّجُودُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ آخِرُ فِعْلِهِ».
    - وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1/374): «أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين عام خيبر».
    - وقال الخطابي في «غريب الحديث» (2/485): «أسلم أبو هريرة سنة سبع قدم المدينة ورسول الله بخيبر».
    - وقال أبو نعيم الأصبهاني في «معرفة الصحابة» (14/135): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر أول سنة سبع، ورواه جماعة عن محمد بن إسحاق، ورواه أيضا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة».
    - وقال البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (3/195): «وإنما أسلم أبو هريرة في غزوة خيبر».
    - وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» (3/258): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله ثم لزمه».
    - وقال النووي في «شرح مسلم» و«المجموع» و«الروضة» و«تهذيب الأسماء واللغات»: «وإنما أسلم أبو هريرة عام خيبر سنة سبع من الهجرة بلا خلاف».
    - وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/366): «وَإِنَّمَا أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَامَ خَيْبَرَ».
    * الفريق الثاني: قالوا بأنه أسلم قبل ذلك.
    - قال ابن حبان في صحيحه (11/187): « أسلم أبو هريرة بدوس، فقدم المدينة ورسول الله خارج نحو خيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة الغفاري استخلفه رسول الله، فصلى أبو هريرة مع سباع، وسمعه يقرأ: { ويل للمطففين }، ثم لحق المصطفى إلى خيبر، فشهد خيبر مع النبي».
    - قال ابن حجر في «فتح الباري» (8/102): بعد أن ذكر قصة إسلام الطفيل: «وفيها أنه دعا قومه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه وأجابه أبو هريرة وحده، قلت: وهذا يدل على تقدم إسلامه».
    - قال الأعظمي في تعليقه على «صحيح ابن خزيمة» (1/280): «أسلم أبو هريرة قبل الهجرة إلى المدينة بسنوات، لكنه هاجر بزمن خيبر، انظر ترجمة الطفيل ابن عمرو الدوسي في الاستيعاب والإصابة».
    - وذكر الدكتور محمد عجاج الخطيب في «أبو هريرة راوية الإسلام» (ص70): أن أبا هريرة أسلم قديماً وهو بأرض قومه على يد الطفيل بن عمرو، وكان ذلك قبل الهجرة النبوية.
    - وكذا ذكر الأستاذ عبد المنعم العلي في « دفاع عن أبي هريرة» (ص25) أن إسلامه كان بدعوة الطفيل بن عمرو.
    من أدلة الفريق الثاني:
    * قال ابن حجر في «الإصابة» (3/522): «وروى الطبري من طريق بن الكلبي قال: سبب تسمية الطفيل بذي النور أنه لما وفد على النبي فدعا لقومه قال له: ابعثني إليهم واجعل لي آية، فقال: اللهم نور له، فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا مثله، فتحول إلى طرف سوطه، فكان يضيء له في الليلة المظلمة.
    وذكر أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن الكلبي أيضا: أن الطفيل لما قدم مكة ذكر له ناس من قريش أمر النبي وسألوه أن يختبر حاله فأتاه فأنشده من شعره فتلا النبي الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال، وعاد إلى قومه، وذكر قصة سوطه ونوره قال: فدعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه، ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده ...».
    * قال ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/237): «أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي، وكان له حلف في قريش قال: كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة، فقدم مكة ورسول الله بها ... فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا ... فأسلمت وشهدت شهادة الحق، فقلت: يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم إلى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: اللهم اجعل له آية ... ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطأوا علي ... فقال لي رسول الله: اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم، فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله بمن أسلم من قومي ورسول الله بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس ...».
    - يتبين من هذا أن إسلام أبي هريرة قديم، وأنه كان قبل الهجرة وهو بأرض قومه، وأسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي.
    - ويؤيد ذلك رواية هجرته إلى المدينة حيث يظهر منها أنه دخلها مسلمًا، قال أبو هريرة:
    «خرج النبي إلى خيبر، وقدمتُ المدينة مهاجراً، فصليتُ الصبح خلف سباع بن عرفطة فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم، وفي الآخرة (ويل للمطففين)، فقلت : ويل لأبي - وفي رواية - ويل لأبي فلان، قَلَّ رجلٌ كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان مكيال لنفسه وآخر يبخس به الناس».
    - فدلت الرواية انه كان مسلمًا حتى صلى معهم صلاة الصبح رضي الله عنه.
    الخلاصة:
    • روايات إسلام الطفيل لا تخلو من نقد، لكنها تعضد بعضها بعضاً، مما يشعر بأن إسلام أبي هريرة إنما كان قبل الهجرة بسنوات، وأنه أسلم على يدي الطفيل، ومما لا شك فيه أن إسلام الطفيل كان قديماً قبل الهجرة.
    • لم أجد ما يشهد للقول الأول من نص صريح، والمصرح به أن أبا هريرة أتى المدينة مهاجراً عام خيبر، والظاهر أن القائلين بهذا القول جعلوا سنة قدومه هي سنة إسلامه نفسها، لكن بلا دليل على ذلك، وأرى أنهم تتابعوا عليه نقلاً دونما تحقيق، ولعل أول من نص على ذلك خليفة بن خياط فيما وقفت عليه.

    منقول:
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187855
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    تاريخ إسلام أبي هريرة رضي الله عنه



    إنَّ الْحَمدَ للَّهِ نحمدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّهِ مِنْ شُرُورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، مَنْ يهده اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِي لَهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريكَ لَهُ، وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ.
    أما بعد:فإنَّه من المنشور المشهور القولُ بتأخُّر إسلام الصحابي الجليل أبي هريرة الدوسي - رضي الله عنه -[1] حتى عَدَّ ذلك ثلةٌ من الناس مطعنًا عليه ومغمزًا له، لا سيما وهو أكثر من روى حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي هذه المقالة أعرض قولاً آخر للقراءة والمناقشة مع القارئ الكريم، وهو قِدَم إسلام أبي هريرة - رضي الله عنه - قبل هجرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى المدينة، وكان ذلك على يد الطفيل بن عمرو الدوسي - رضي الله عنه - وبيان ذلك في قصة الطفيل بن عمرو الدوسي - رضي الله عنه -:
    قصة الطفيل بن عمرو الدوسي - رضي الله عنه[2] -:
    كان الطفيل بن عمرو الدوسي[3] يحدث أنه قدم مكة ورسول الله بها، فمشى إليه رجال قريش، وكان الطفيل رجلاً شريفًا شاعرًا لبيبًا، فقالوا له: إنك قدمت بلادَنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا فرَّق جماعتنا، وشتَّت أمرنا، وإنَّما قوله كالسحر يُفرِّق بين المرء وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته، وأنَّا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه، قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئًا ولا أكلمه، حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفًا؛ فَرَقًا من أن يبلغني شيء من قوله.قال: فغدوت إلى المسجد، فإذا رسولُ الله قائم يُصلي عند الكعبة، فقمت قريبًا منه، فأبى الله إلا أن يُسمعني بعضَ قوله، فسمعت كلامًا حسنًا، فقلت في نفسي: واثكل أماه، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يَخفى عليَّ الحسن من القبيح، فما يَمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول، فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلت، وإن كان قبيحًا تركت، قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله إلى بيته، فتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إنَّ قومك قد قالوا لي كذا وكذا، فوالله ما برحوا يُخوِّفوني أمرَك حتى سددت أذني بكرسف؛ لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله - عزَّ وجلَّ - إلا أن يُسمعنيه، فسمعت قولاً حسنًا، فاعرض عليَّ أمرك، قال: فعرض رسول الله عليَّ الإسلام، وتلا عليَّ القرآن، فلا والله ما سمعت قولاً قط أحسنَ منه، ولا أمرًا أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق[4]، وقلت: يا نبيَّ الله، إني امرؤ مطاعٌ في قومي، وإني راجعٌ إليهم فداعيهم إلى الإسلام، فادعُ الله أن يجعل لي آية تكون لي عونًا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: ((اللهم اجعل له آيةً)).قال: فخرجت إلى قومي حتى إذا كنتُ بثَنِيَّةٍ يقال لها: كذا وكذا، تطلعُني على الحاضر، وَقَعَ نورٌ بين عيني مثل المصباح، قال: قلت: اللهم في غير وجهي، إنِّي أخشى أن يظنوا أنها مُثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم، قال: فتحول فوقع في رأس سوطي كالقنديل المعلق، وأنا أهبط إليهم من الثنية، حتى جئتهم فأصبحت فيهم، فلما نزلت أتاني أبي وكان شيخًا كبيرًا فقلت: إليك عني يا أبتِ، فلستُ منك ولستَ مني، قال: لِمَ يا بُنَيَّ؟ قلت: أسلمت وتابعتُ دينَ محمد، قال: يا بني فديني دينك، قال: قلت: فاذهب يا أبتِ، فاغتسل وطهِّر ثيابَك، ثم تعالَ حتى أعلمَك ما علمت، قال: فذهب فاغتسل وطهَّر ثيابَه، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم، ثم أَتَتْنِي صاحبتي، فقلت لها: إليك عني، فلست منك ولست مني، قالت: لِمَ بأبي أنت وأمي؟قلت: فرَّق الإسلام بيني وبينك؛ أسلمتُ وتابعتُ دينَ محمد، قالت: فديني دينك، قال: قلت: فاذهبي إلى حِنَى ذي الشرى فتطهري منه، وكان ذو الشرى صنمًا لدَوْس، وكان الحنى حِمى حوله، وبه وَشَلٌ من ماء يهبط من جبل إليه، قالت: بأبي وأمي، أتخشى على الصبيَّة من ذي الشرى شيئًا، قال: قلت: لا أنا ضامنٌ لك، قال: فذهبتْ واغتسلتْ، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت، ثم دعوت دَوْسًا إلى الإسلام فأبطؤوا عليَّ، فجئت رسولَ الله، فقلت: يا نبي الله، إنه قد غلبني على دوس الزِّنا، فادعُ الله عليهم، فقال: ((اللهم اهْدِ دوسًا))، ثم قال: ((ارجع إلى قومك، فادعهم إلى الله، وارفق بهم))، فرجعت إليهم، فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الله، ثم قدمت على رسولِ الله بمن أسلم معي من قومي، ورسول الله بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ثم لحقنا برسول الله بخيبر، [قال: قلنا: يا رسولَ الله، اجعلنا ميمنتك، واجعل شعارنا "يا مبرور"، ففعل صلى الله عليه]، فأسهم لنا مع المسلمين.ومما يؤكد على سبق إسلام أبي هريرة واستجابته للطفيل - رضي الله عنه - ما يلي:(1) أخرج أحمد في فضائل الصَّحابة بسنده عن أبي هريرة قال: قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: يا رسول الله، إنَّ دَوْسًا قد عصت وأبت، فادع الله عليها، قال أبو هريرة: فرفع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يديه، فقلت: هلكت دوس، فقال: ((اللهم اهْدِ دوسًا وائت بها))[5].وهذا يدل على أن أبا هريرة كان مع الطفيل في مجيئه للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفيه دلالة قاطعة على تقدُّم إسلامه.(2) تأكيد الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (3/522) على ذلك، فقال: عن الطفيل - رضي الله عنه -: "فدعا أبويه إلى الإسلام، فأسلم أبوه ولم تسلم أمه، ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحدَه، ثم أتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: هل لك في حصن حصين ومنعة يعني أرض دوس... إلخ".هجرته: كانت في العام السابع من الهجرة، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: خرج النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى خيبر، وقدمت المدينة مهاجرًا، فصلَّيت الصبح خلفَ سِبَاع بن عُرْفُطَة - كان استخلفه - فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم، وفي الآخرة: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين َ ﴾ [المطففين: 1][6]، ومعلوم أن فتح خيبر كان في العام السابع من الهجرة.

    [1] يُذكَر أن إسلامَه في العام السابع من الهجرة، ولعل ذلك اختلاطٌ مع تاريخ هجرته، فإن هجرته باتفاق كانت في العام السابع من الهجرة.
    [2] راجع: دلائل النبوة للبيهقي (5/363 - 365)، والطبقات الكبرى لابن سعد (4/237)، والإصابة لابن حجر العسقلاني (3/521)، والمستدرك للحاكم (3/259)، وتاريخ دمشق (25/11)، وسير أعلام النبلاء (1/345).
    [3] هو الطُّفَيْل بن عَمْرو بن طَرِيف بن العاص بن ثَعْلَبَة بن سُلَيم بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس الدَّوْسي، أسلم، وصدَّق النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمكة، ثم رجع إِلى بلاد قومه، فلم يزل بها حتى هاجر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم قَدِمَ عليه، وهو بخيبر بمن تبعه من قومه، فلم يزل مُقيمًا عنده إِلى أن قُبِض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقُتل باليمامة شهيدًا، وقيل: قتل عام اليرموك في خلافة عمر، روى عنه جابر بن عبدالله، وأبو هريرة، وعداده في أهل الحجاز؛ راجع جامع الأصول في أحاديث الرسول؛ لابن الأثير (12/540).
    [4] أخرج مسلم (116) عن جابر أنَّ الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: (حصن كان لدوس في الجاهلية)، فأبى ذلك النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للذي ذخر الله للأنصار، فلمَّا هاجر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ما لي أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فقَصَّها الطفيل على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللهم وليديه فاغفر)).
    [5] إسناده صحيح؛ أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1672)، وأخرجه البخاري (4392) (6397)، ومسلم (2524).
    [6] انظر: سير النبلاء للذهبي (2/589)، وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/160)، ونقله من طريقه ابن كثير في البداية والنهاية (8/104)، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/327)، والبزار في مسنده، كما في مجمع الزوائد (7/135).فدلَّت الرِّواية على أنَّه كان مسلمًا حتى صلَّى معهم صلاة الصبح - رضي الله عنه.











    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    55

    افتراضي

    قال ابن حجر في فتح الباري ما معناه ان أبا هريرة قدم في خيبر سنة 7 هجرية
    انظر الصورة
    http://prntscr.com/b10c18
    و ذكر أبو إسحاق الحويني أن أبا هريرة أسلم في سنة 7 هجرية
    انظر الفيديو

    و ذكر الحويني في الفيديو أن يعقوب ابن سفيان ذكر ذلك في كتاب المعرفة و التاريخ و كذلك رواه ابن سعد بسند صحيح

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    في رواية ابن سعد : أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ وَافِدِينَ ..
    وفي رواية يعقوب بن سفيان: وقدمت المدينة مهاجرًا .
    فكلا الروايتين - كما ترى - عن الهجرة وليس عن الإسلام.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقد وردت روايات أن حميد الحميري حدثه قَال : لقيت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبه أربع سنين كما صحبه أبو هريرة أربع سنين.

    ومثل هذه الروايات ونحوها تدل على زمن صحبته لا على زمن إسلامه .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    الإخبار عن هجرته في يوم خيبر لا ينافي إسلامه قبل هجرته.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    الإخبار عن هجرته في يوم خيبر لا ينافي إسلامه قبل هجرته.
    نعم هذا صحيح .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    55

    افتراضي

    إذا فلماذا قال شيخنا أبو إسحاق بأن إسلام أبي هريرة كان في السابعة من الهجرة و هو رأي الكثير من العلماء ؟ و مثله لا يخفى عليه مثل ذلك .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    55

    افتراضي

    هل رأى ان أصحاب الرأي الأول هو الأصح ؟
    * الفريق الأول وهم الأكثرون: قالوا بأنه أسلم سنة سبع، وهذه بعض النقول عنهم:
    - جاء في «تاريخ خليفة بن خياط»: «وفيها ـ أي السنة السابعة ـ أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين زمان خيبر».
    - قال أبو داود في الصلاة، باب: السجود في إذا السماء انشقت واقرأ، عقب حديث برقم (1407): «أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سِتٍّ عَامَ خَيْبَرَ، وَهَذَا السُّجُودُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ آخِرُ فِعْلِهِ».
    - وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1/374): «أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين عام خيبر».
    - وقال الخطابي في «غريب الحديث» (2/485): «أسلم أبو هريرة سنة سبع قدم المدينة ورسول الله بخيبر».
    - وقال أبو نعيم الأصبهاني في «معرفة الصحابة» (14/135): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر أول سنة سبع، ورواه جماعة عن محمد بن إسحاق، ورواه أيضا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة».
    - وقال البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (3/195): «وإنما أسلم أبو هريرة في غزوة خيبر».
    - وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» (3/258): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله ثم لزمه».
    - وقال النووي في «شرح مسلم» و«المجموع» و«الروضة» و«تهذيب الأسماء واللغات»: «وإنما أسلم أبو هريرة عام خيبر سنة سبع من الهجرة بلا خلاف».
    - وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/366): «وَإِنَّمَا أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَامَ خَيْبَرَ».

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    لعل الشيخ حفظه الله قال ذلك بناء على الأشهر والأكثر، فأخذ الشيخ به ، أو أنه ربط بين هجرته وإسلامه، أو عنده قرائن تقوي ذلك ، وقد سبقه كثيرون من أهل العلم ، فلا تثريب على الشيخ فيما قاله.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر راتب مشاهدة المشاركة
    إذا فلماذا قال شيخنا أبو إسحاق بأن إسلام أبي هريرة كان في السابعة من الهجرة و هو رأي الكثير من العلماء ؟ و مثله لا يخفى عليه مثل ذلك .
    هذا رأيه وهذا اجتهاده حفظه الله، وبه قال علماء قبله، والأمر محتمل فلا ريب.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    لعل الشيخ حفظه الله قال ذلك بناء على الأشهر والأكثر، فأخذ الشيخ به ، أو عنده قرائن تقوي ذلك ، وقد سبقه كثيرون من أهل العلم ، فلا تثريب على الشيخ فيما قاله.
    معذرة لم أر كلام شيخنا إلا بعد كتابة ما كتبت.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بك حبيبنا أبا البراء .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بك حبيبنا أبا البراء .
    وإياك شيخنا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    بارك الله فيكم ونفع بكم جميعا.
    فوائد نافعة.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أروى المكية مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم ونفع بكم جميعا.
    فوائد نافعة.
    آمين، وإياكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •